محمد يحيى شنيف -
مشكلة متجذرة تعاني منها أمريكا.. وهي العنصرية التي تقاس باللون، وبرزت إلى السطح إعلامياً منذ أدى اليمين الدستورية يوم الثلاثاء الماضي باراك أوباما كأول رئيس أسود يصل إلى البيت الأبيض، مع أن التمييز العنصري المتطرف سائد في الولايات المتحدة الامريكية طوال تاريخها.. حيث يبلغ الجنس الأبيض حوالى 66٪ من تعدادها السكاني، والجنس الأسود يصل الى 12.5٪ فقط غير الآسيويين والمهاجرين كجنس رمادي.. ومن خلال ما نشرته صحيفة »السياسية« الصادرة عن وكالة الأنباء اليمنية نقلاً عن إحصائيات امريكية رسمية يتضح للقارئ أن معدل وفيات الأطفال السود يصل الى 14٪ ونسبة 6٪ من البيض.. ودخل الأسرة من السود أقل كثيراً من الجنس الابيض، والبطالة حتى 2008م تصل الى 12٪ من السود بينما لا تتعدى 6.5٪ لدى البيض، كما أن معدلات السجن يعاني من الجنس الأسود بصورة أكبر من البيض الذين يصلون الى أقل من ربع النسبة.
تلك الحقائق تؤكد مدى الاضطهاد الكبير والممارس على سود أمريكا في شتى مناحي الحياة.
السؤال هو: إلى أي حد يستطيع الرجل الأسود »أوباما« إيجاد مواطنة متساوية، أو على الأقل تحجيم السلوكيات بين الأجناس في بلده، كقضية إنسانية قبل أي شيء آخر.. خاصة وأن غالبية الأجناس وفي مقدمتهم البيض رجحوا كفته في الانتخابات الرئاسية الامريكية!!.. هي مشكلة أساسية تندرج ضمن الأزمة المالية التي خلّفها له رجل المتناقضات »بوش«.. وهل هناك خارطة داخلية وأخرى خارجية ستتغير.. رغم حقيقة أن أمريكا دولة مؤسسات وسياستها الثابتة المرتكزة على التمييز.. ولعل الصراع العربي الإسرائيلي مثالاً على ذلك، والمصالح الأمريكية لها الأولوية على الديمقراطية.. ووضع اقتصادي عالمي منهار، قد يؤدي إلى البحث عن نظريات اقتصادية جديدة بعيداً عن التمييز بين الأبيض والأسود.. أما الوطن العربي فيكفيه تصالح قادته إن استمرت ولو بأي حال.
تكريم الإعلاميين
فكرة رائعة التي أقدم عليها الصديق الوفي، ورجل الدولة الاستاذ حسن اللوزي وزير الإعلام المتجدد في عطاءاته الفكرية والمهنية. وما أرجوه أن يشكل هيئة استشارية محايدة من الاعلاميين والسياسيين للاسهام في إنجاح فكرة تكريم الاعلاميين ووسائلها المختلفة، بحيث تقوم الهيئة الاستشارية المقترحة بإعادة تقييم ماتصل اليه لجان التكريم الرسمية ، وقبلها وضع معايير صحيحة تستبعد أية أهواء سياسية أو شللية قد تحشر نفسها وتؤثر على النتائج..
مع البعد أيضاً عن المجاملات او الحساسيات المتراكمة في المجال الاعلامي وكذلك الابتعاد عن أية مواقف تشنجية إزاء بعض الصحف او الصحفيين، بحيث تطغى مهنية الأداء واحترام الرؤى على أية شؤون أخرى أو تباينات في الرؤى.. وواثق من أن العزيز الفاضل حسن أحمد اللوزي مستوعب للإشكاليات كونه يجمع بين الفطنة والخبرة، ويمتلك فكراً وسطياً تؤكده سلوكياته في أي عمل يقوم به.