موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


تحذيرات أممية من إغلاق معبر رفح - القوات المسلحة تستهدف 3 سفن إسرائيلية - تمديد التسجيل للمقاعد المجانية في الجامعات - صنعاء: فعالية تأبينية لفقيد الوطن اللواء علي سالم الخضمي - البرلمان يجدد تأكيده على أمن وسلامة الملاحة عدا السفن المعادية لليمن وفلسطين - ارتفاع عدد الشهداء في غزة إلى 34844 - الراعي يتلقى برقية شكر من إسماعيل هنية - قتلى وجرحى بانفجار مخزن أسلحة في عبيدة بمأرب - النائب الأول لرئيس المؤتمر يرأس اجتماعاً للهيئة البرلمانية - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 34789 -
حوارات
الجمعة, 18-يوليو-2008
حاوره: أحمد ناصر الشريف -




*الشاب علي عبدالله صالح ضرب بكل التوقعات التي لم تعطه اكثر من ثلاثة أشهر في الحكم
*استطاع في وقت قصير أن يثبت موهبته الربانية في القيادة وتجاوز كل التحديات

الدكتور حسن محمد مكي هامة وطنية كبيرة ورجل دولة وسياسي من الطراز الاول.. اراد ان يخدم وطنه بمفهوم العصر الحديث فقيل عنه انه يساري.كان من ضمن أهداف حكومته التي لم تعمر طويلاً في النصف الأول من سبعينات القرن الماضي- الحد من السيطرة القبلية على القرار السياسي لكن أصحاب النفوذ من المشايخ حينها لم يتقبلوا ذلك التوجه واساؤوا فهمه..
ربما نتيجة لثقافته الواسعة وتحاوره معهم بمنطق لم يستوعبوه فتآمروا عليه وانقلبوا على حكومته التي كلف بتشكيلها من قبل القاضي عبدالرحمن الارياني رئيس المجلس الجمهوري رحمه الله.. ومع ذلك لم ينعزل، وانما ظل يخدم وطنه باخلاص الى يومنا هذا رغم تقدمه في السن.. ولانه يمتلك خبرة سياسية واسعة اكتسبها من الحكومات السابقة منذ قيام الثورة فلا تخلوا مرحلة الا وهو فيها كالنجم الساطع.
بعد اشهر قليلة من تولي فخامة الرئيس علي عبدالله صالح مقاليد الامور في 17 يوليو عام 1978م استدعاه الرئيس من ايطاليا وعينه نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للخارجية.. ومن يومها ظل ملازماً للرئيس من خلال مواقع سياسية مختلفة تم اسنادها اليه آخرها ما يشغله حالياً مستشاراً لرئيس الجمهورية..
ولذلك فقد وجدناها فرصة لاجراء هذا الحوار الخاص مع الدكتور مكي بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على تولي فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الحكم في اليمن تحدث فيه عن مناقب هذا الشاب المغمور حينها وكيف استطاع ان يملأ الفراغ السياسي الذي خلفه مقتل رئيسين سابقين خلال عدة اشهر وكيف استطاع ان يضرب هذا الشاب بكل التكهنات والتوقعات التي لم تعطه اكثر من ثلاثة اشهر للاستمرار في الحكم قياساً بظروف تلك الفترة العصيبة التي تحولت فيها العاصمة صنعاء - كما يقول الدكتور مكي - الى دويلات وكان الصراع السياسي والعسكري والقبلي على اشده. نترك الدكتور حسن مكي باسلوبه الشيق يتحدث ل«26سبتمبر» عن تلك الفترة وما تخللها من احداث.. وكيف استطاع الرئيس علي عبدالله صالح ان يحقق خلال الثلاثين عاماً الماضية من منجزات ما لم يستطع ان يحققه زعيم اخر في تاريخ اليمن القديم والحديث.. فإلى التفاصيل.


> بداية نشكر المناضل والسياسي المعروف الدكتور حسن محمد مكي رئيس الوزراء الأسبق مستشار رئيس الجمهورية على استجابته للتحدث لصحيفة «26سبتمبر» بمناسبة مرور 30 عاماً على تسلم فخامة الرئيس علي عبدالله صالح مقاليد الحكم وسؤالنا الأول يتعلق بظروف الفترة التي عاشها الشعب اليمني بعد مقتل ثلاثة رؤساء يمنيين خلال ثمانية اشهر.. الحمدي والغشمي في صنعاء وسالم ربيع علي في عدن.. كيف تشخصون تلك الفترة من خلال متابعتكم لما كان يجري وكيف استطاع الشاب علي عبدالله صالح ان يملأ الفراغ؟
>> سؤالكم هذا وجيه يثير ويستثير الذاكرة.. لقد كانت تلك الفترة من اصعب المراحل التي مرت بها اليمن.. الاقتصاد في تدهور تام والجيش مفكك منهك.. والناس في ضنك.. والصراع على أشده على لا شيء وكأنه صراع في الهواء.. فكانت البلاد تعيش فترة صعبة جداً خاصة بعد مقتل الرئيس ابراهيم الحمدي ثم الغشمي.. فجاء الشاب الرئيس علي عبدالله صالح في خضم كل هذه الصراعات.. واذكر ان الصحف الامريكية قالت يومها ومنها «نيويورك تايمز»: إن هذا الرئيس هو مؤقت ولن يستمر أكثر من ثلاثة الى ستة أشهر.
وطبعاً الأحداث في الجنوب كانت متواصلة .. ومعروف انه بعد تولي الرئيس بأشهر قليلة جرت محاولة للإنقلاب عليه ولكنه استطاع ان يتغلب عليها ثم تطورت اعمال الجبهة الوطنية في المناطق الوسطى وتطور الصراع مع الجنوب حتى انهم احتلوا البيضاء وبعض المناطق الاخرى ، ولم يوقف الزحف الا الرئيس عندما ذهب بنفسه الى ذمار والى رداع لأن معنويات القوات كانت ضعيفة وكانت القوات في الاصل مفككة نتيجة ما حدث من اغتيالات للرؤساء السابقين.. اضافة الى الصراع العسكري الداخلي.. لأنه لأول مرة في تاريخ اليمن الحديث يتولى شباب زمام السلطة في اليمن.. بعد أن اعتادت اليمن منذ قيام الثورة على أن يرأسها إما المشير عبدالله السلال او القاضي عبدالرحمن الارياني وهؤلاء من الاقيال والشخصيات النادرة الكبيرة التي لها دور كبير في تاريخ اليمن .طبعاً ابراهيم الحمدي جاء على إثر تغيير او انقلاب ابيض وتشكلت الحكومة ثم بدأ الصراع داخل السلطة الجديدة والتنافس على المناصب وانتهى هذا الصراع بقتل الرئيس الحمدي.. ثم جاء بعده احمد الغشمي رئيساً من موقعه كرئيس اركان وكانت مفاجأة تقريباً لكل اليمنيين لما يعرفون عنه من ان هذا الموقع واقصد به رئاسة الدولة ليس موقعه الى أن ذهب الى رحمة الله بتلك الطريقة التي يعرفها الجميع.. فجاء علي عبدالله صالح هذا الشاب الذي كان أصغر من سابقيه وآثار الكثير من التساؤلات والتكهنات حول بقائه في السلطة ولكنه استطاع في وقت قصير ان يثبت موهبته الربانية في القيادة والتعامل مع الآخرين.. وكان اول امتحان له الحرب التي اندلعت بين الجنوب والشمال وتوغل القوات الجنوبية الى بعض مناطق الشمال الى ان جاء العرب من الجامعة العربية وشكلوا اللجنة المعروفة وتم اللقاء بعد ذلك في الكويت ، وهنا ظهرت مقدرة الرئيس الجديد الشاب وبرزت شخصيته في وقتها عندما وقع ذلك البيان الوحدوي الذي أثار زوبعة في مجلس الشورى بعد العودة من الكويت.. وهذا في حد ذاته كان يعني بداية إثبات و جود أي (نحن هنا).
ثم بدأت العلاقات مع السعودية تتعثر لأن الرئيس كان يشعر بعدم الإرتياح لعدم وصول المساعدات في وقتها حسب الوعود.. مما أدى الى هزيمة قوات الشمال أمام قوات الجنوب لأنه كان هناك صفقة اسلحة من الاتحاد السوفيتي وقعها الرئيس ابراهيم الحمدي.. لكن حصل ضغط على الرئيس الحمدي فاضطر الى إعادتها من الموانئ اليمنية في الحديدة والصليف فأعادوها السوفيت وسلمت الى الجنوب.. ولذلك فقد كان أول عمل ذكي وشجاع للرئيس علي عبدالله صالح انه اعلن عن تنويع مصادر السلاح كسياسة عامة ، فحصلنا على بعض دبابات أمريكية وطائرات إف 5 وأعاد الصفقة مع الاتحاد السوفيتي =، فكانت مفاجأة للامريكان، وهذه خطوة كانت رائعة من حيث الشجاعة و الجرأة والمغامرة وقد كان هذا التصرف الحكيم للرئيس اول خروج عن المألوف وان كان هذا التصرف قد أدى الى مواجهة لأن الاتحاد السوفيتي يومها كان على غير وفاق مع امريكا والاشقاء في السعودية كانوا مع الامريكان في كل شيء وبالذات ما يتعلق بالسياسة الخارجية.
وهنا الرئيس استطاع ان يستقطب الكثير من ردود الفعل دون ان يثار او يستثار وبحكمته وشجاعته الشخصية وتعدد الزيارات استقبل عدداً من الامراء المهمين مثل الامير سلطان بن عبدالعزيز والامير سعود الفصيل ثم ذهب بنفسه الى المملكة وقابل الملك هناك وشرح لهم ظروف اليمن وصعوبة الاقتصاد اليمني الذي لا يستطيع ان يتحمل أعباء السلاح الغربي ولا يتحمل اعباء صيانة قطع الغيار لأنها كانت مكلفة.. واستطاع بشكل أو بآخر أن يهدئ الموجة وتستمر الحياة.

الرئيس الإنسان
> أين كان موقعك في تلك الفترة؟
>> في تلك الفترة كنت قد اخترت من قبل الرئيس كنائب لرئيس الوزراء ووزيراً للخارجية وهو قرار كان فيه نوع من التحدي لأنه جاء مباشرة بعد مؤتمر الكويت عام 1979م ، وقبل ذلك كنت سفيراً في ايطاليا ، واذكر انني عندما ذهبت لتوديع الرئيس قال لي بطريقته المباشرة وبتلك الاخلاق العالية والبسيطة التي يكسب الناس بها : ابقَ نحن بحاجة اليك ،و عرض علي وزارة الخارجية ونائب رئيس الوزراء.. وطبعاً هذا تكليف وتشريف لا يمكن لي الا ان اقبله.. ومنذ ذلك الوقت الى الآن عملت مع الرئيس علي عبدالله صالح في مجالات مختلفة.. ولكن هناك حالة انسانية يجب علينا من خلالها ان نميز بين الرئيس السياسي او القائد العسكري وبين الشخص الانسان الذي يفرح ويحزن ويحب ويكره ، ويعاشر الناس ، وفي هذه الحالة فعلاً الذين جلسوا معه وعملوا الى جانبه واشتركوا في كثير من القضايا السياسية الهامة برعايته يشعرون ويعرفون الى اي مدى هذا الانسان الزعيم القائد يتحلى بميزات شخصية رفيعة وهو مرن سهل وسلس ولكنه في نفس الوقت بتار شديد وحازم عندما يتطلب الامر ذلك.. فهذه شخصيته كإنسان كما عرفته.
اذكر في احد المرات انني مررت بظروف صحية صعبة ولذلك يجب علي أن اتحدث عن موقف الرئيس كإنسان و ان اذكر له ذلك الموقف الانساني النبيل نحوي لدرجة انه طلب من الملحق الصحي الامريكي عندما جاءت طائرة مستشفى لاستقبال نائب الرئيس الامريكي بوش الأب الذي زار بلادنا أن يسعفوني مع أنني كنت قد رفضت عرض الملحق الصحي الامريكي لإسعافي الذي أتى إلي في مستشفى الثورة ولكن بعد خروجه جاء الرئيس الى المستشفى ، وعندما ابلغته أنه حصل كذا وكذا مع الملحق الصحي طلب من المرافقين ان يدعوا له الملحق الصحي الذي عاد الى المستشفى وقال له الرئيس: بلغ حكومتك ان الرئيس طلب اسعاف الدكتور حسن مكي ومعالجته.
إن هذه اللفتة الانسانية الكبيرة ساهمت في تجنب الازمة الصحية بالنسبة لي، وهناك قضايا انسانية كثيرة.. فقد كان الرئيس يشعر نحو من يعمل معه عندما يتعرض لمشكلة او حدث انساني فيقف بجانبه مهما كان مختلفاً معه في الرأي ولم يكن الرئيس يجعل من الاحداث الشخصية تؤثر على التزاماته السياسية والقيادية ، فقد كان يتجاوزها اما بعمل شيء من الرياضة او بالذهاب الى المحافظات الساحلية مثل تعز، والحديدة وغيرها ، فيتغلب على المهام الشخصية دون ان يترك مجالاً للعواطف الانسانية البشرية ان تؤثر عليه في أداء واجبه.

حنكة سياسية
> انتم كشخصيات سياسية ومناضلين لهم أدوارهم المعروفة واصحاب خبرة كبيرة في العمل السياسي.. هل كنتم تتوقعون منه هذه الدراية والحكمة في إدارة الأمور خاصة انه شاب صغير خلفيته عسكرية ولم يسبق له ان مارس عملاً سياسياً مهماًً.. فمن اين اكتسب هذه الخبرة؟
>> الحقيقة لسنا نحن فقط الذين فوجئنا بهذه الخبرة والحنكة السياسية.. لقد كانت الصحف العالمية - كما اشرت في السابق - وهي لا تتحدث عن هوى ولا عن مشاعر شخصية مثل «نيويورك تايمز» وغيرها وكذلك اكثر الناس كانوا لا يعتقدون ان شاباً صغيراً ضابطاً في الجيش لا توجد لديه خبرة سابقة ولم يمارس عملاً سياسياً مهماً يستطيع ان يتحمل أعباء منصب رئاسة الجمهورية وسط ظروف صعبة وعصيبة.. ولكن في رأيي الشخصي فإنه استطاع ان يستغل الموهبة التي اعطاها إياه الله سبحانه وتعالى.. وحاول ان يستفيد منها ومن تجارب الآخرين وان يحقق ما في داخل رأسه من طموحات واهداف.. فكانت الوحدة هاجساً كبيراً في حياته، وعمل من اجل ذلك وتحمل كثيراً من النقد اللاذع .. وكما يعرف الجميع فإننا قبل مجيء الاخ الرئيس كنا في الشمال نهرب من الوحدة مع الجنوب او حتى مجرد الحديث حولها.. وهم كانوا يستغلون فرصة ترددنا فيضغطون علينا باسم الوحدة.. لكن بعد ان جاء الرئيس استطاع ان يقلب الوضعية وصار هو الذي يضغط عليهم من اجل اعادة تحقيق الوحدة واصبحنا نحن في الشمال نلح اكثر على الوحدة وهم كانوا يتجاوبون معنا الى حد ما.. ثم ما كان يحصل في الجنوب من أحداث هي عبارة عن صراع على السلطة وكان ينتج عنها تغييرات مع استمرار الوضع في الشمال وهذا ما اعاد لليمن الكبيرة مكانتها وموقعها الصحيح.. وان كنت انا شخصياً اعتبر ان الاقدار كانت دائماً تقف الى جانب الاخ الرئيس في خطواته السياسية .. فمثلاً موضوع الوحدة.. اذكر احداث 13 يناير 1986م في عدن.. كان هناك يومها دافع قوي من العسكريين والمدنيين والمشايخ والعلماء للتدخل بحكم انها فرصة لا تعوض.. وغير ذلك من التأويلات.
لكن الاخ الرئيس شعر بجسامة ما يحدث فكان يسمع من هنا وهناك لكن في النهاية هو الذي يقرر ويتحمل المسؤولية فرفض التدخل في شؤون الاخوة في الجنوب نهائياً وعرض عليهم مساعدات تموينية للمواطنين.. هذا الموقف النبيل للاخ الرئيس انا اعتقد انه من العناصر المهمة التي سمحت بتحسن العلاقات بين الشطرين وخفضت سوء الثقة بين النظامين، وفي نفس الوقت مهدت الطريق لما جاء بعدها.

تحكيم العقل
> كيف استطاع الرئيس ان يقاوم الضغوط رغم الاجماع على أهمية التدخل؟
>> كما اشرت الرئيس يحب ان يسمع من الجميع ولكنه صاحب القرار في النهاية ، وفي هذه الحالة المتعلقة بأحداث 13 يناير في عدن الرئيس حكم عقله وقاوم كل الضغوط مع ان الوضع من الناحية العسكرية كان في صالحه.. فعلى سبيل المثال عندما كان الرئيس يطلع الى جبل صبر كان يرى لحج وعدن من اطراف هذا الجبل.. ومع ذلك لم يندفع ولم يستجب للإغراءات والضغوط التي كانت تمارس عليه.. وهنا تظهر الشخصية القيادية المثالية التي تعرف ماذا تريد وكيف تصل الى ما تريد.. وفعلاً تغيرت القيادات في الجنوب وكان دائماً يحاول ان يكون على علاقة طيبة وأخوية معهم على أساس أنه يحقق ما في نفسه واهم ذلك إعادة تحقيق الوحدة.
ولو عدنا قليلاً الى ما قبل احداث 13 يناير المؤسفة فسنجد ان الجبهة الوطنية كانت - كما يقول البعض - تمثل خنجراً في خاصرة اليمن خاصة انها كانت تتواجد في المناطق الوسطى وهذه تعتبر قلب اليمن.
لكن الرئيس بحكمته استطاع ان يعالج هذه المشكلة العويصة.. كما استطاع ان يتجه الى إنشاء المؤتمر الشعبي العام الذي ضم كل السياسيين بمختلف مشاربهم واطيافه السياسية وقبله اوجد الميثاق الوطني الذي شارك في صياغته الجميع.

اول لقاء
> لو طلبنا من الدكتور حسن محمد مكي ان يسترجع ذكرياته حول أول لقاء جمعه بالأخ الرئيس علي عبدالله صالح وما هو الانطباع الذي كونه عن شخصيته .. كيف تصف لنا تلك اللحظات؟
>> هذا سؤال محبب الى نفسي واشكرك على طرحه وإثارة هذا الموضوع.. عندما تولى الاخ الرئيس مقاليد السلطة كنت يومها سفيراً لليمن في إيطاليا لأنه بعد الرئيس ابراهيم الحمدي رحمه الله تم الإصرار على سفري الى الخارج كسفير ، ولم تكن تجمعني علاقة بأحمد الغشمي الذي تولى الحكم بعد الحمدي.. وجواباً على سؤالك حول أول لقاء جمعني بالاخ الرئيس اتذكر انه بعد توليه الحكم وبالتحديد بعد احداث محاولة الانقلاب الناصري بفترة كان عندي مناسبة عائلية ، فطلبت الاستئذان من وزارة الخارجية للسفر الى صنعاء واذا ببرقية تصلني من وزير الخارجية مفادها ان الرئيس يستدعيني للعودة الى صنعاء بأسرع ما يمكن..وعند وصولي الى صنعاء بناءً على استدعاء الاخ الرئيس ولأن معرفتي بالرئيس قبل ذلك كانت شبه معدومة.. حيث كنت فقط أراه كضابط في القوات المسلحة يأتي الى عند الرئيس ابراهيم الحمدي او الى عند الغشمي ، فقد اتصلت بعد وصولي مباشرة بالاخ مجاهد ابوشوارب الذي كان يشغل نائباً لرئيس الوزراء في حكومة الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني، فطلبت منه ان يرتب لي موعداً مع الرئيس ،و فوجئت بعدها بالرئيس يتصل بي ويطلبني اليه ثم عاتبني لأنني وسطت مجاهد وقال لي: أنت مكانتك كبيرة، ونحن نعزك ونقدر جهودك الماضية ، وعندما تحتاج مقابلتي اتصل بي ولا توسط احداً.. شكرته على دماثة أخلاقه وذهبت لمقابلته في القصر الجمهوري وكان هذا اول لقاء يجمعني بالأخ الرئيس، فقال لي: تأتي عصراً الى بيتي في قرية الدجاج، وهذا كان بيته القديم الخاص.. ذهبت حسب الموعد فوجدته مخزناً مع نفر آو نفرين وكان هذا هو ثاني لقاء يجمعني بالاخ الرئيس بعد أن قابلته في القصر الجمهوري وعاتبني فيه.. وهي عادة عند الاخ الرئيس انه كان يستدعي المسؤولين الى بيته عصراً اثناء المقيل ويناقش معهم القضايا.
خلال جلوسي معه تناقشنا كثيراً واخذ رأيي في بعض القضايا التي تهمه خصوصاً أنني كنت مندفعاً ومتحمساً بعد عودتي من الخارج ، فكنت اتمادى في الشرح رغم اني كنت بعيداً عن الاحداث المحلية ولكن يبدو ان الرئيس استلطف ما طرحته عليه من افكار.. وقبل خروجي قال لي: اذهب الى القاضي عبدالكريم العرشي وسوف يعطيك ملفاً اطلع عليه.. فذهبت الى القاضي العرشي الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الشعب التأسيسي، فوجدت الملف جاهزاً لديه أخذته منه وحملته معي الى بيتي وبعد اطلاعي عليه وفهمت ما كان يحويه.. استدعاني الاخ الرئيس صباح اليوم الثاني وقال لي: تأتي في العصر الى البيت لنجلس معاً.. وفعلاً ذهبت في الموعد ووجدته بمفرده استقبلني بمودة وبشاشة جعلتني اعتقد انني اعرفه منذ فترة طويلة وكانت معاملته لطيفة تخلق الود والصراحة والشعور بالاطمئنان، واثناء جلوسي معه شعرت أنه كان متلهفاً لسماع رأيي حول الملف.

> ماذا كان في الملف؟
>> الملف كان متعلقاً بالجنوب بعد الحرب التي اندلعت بين الشطرين واثناء التحضير لمؤتمر الكويت.. وعندما سألني رأيي قلت له: يا سيادة الرئيس تريدني اتحدث بصراحة قال: نعم.. فقلت له: لو نحن منتصرون عسكرياً أنا مع كل ما حواه الملف من شروط وضعها الاخ يحيى جغمان رعاه الله والقاضي عبدالكريم العرشي رحمه الله وهي شروط لا يضعها الا المنتصر عسكرياً.. والوضع كما اعرفه ان موقفنا كان ضعيفاً عسكرياً ولكنه تعزز بوقوف الاشقاء العرب معنا.. ولذلك قلت للرئيس: انا ارى ان لا تفتح هذا الملف بالخالص ولا تعتمد على ما جاء فيه ،و هذا رأيي الشخصي، اما القرار فهو عائد اليك.. فكان يستمع الي وأنا ازيد في الشرح مؤكداً على اهمية ايجاد حلول ..فأسوأ القتال هو الذي يحدث بين الاشقاء.. والرئيس بطيبة خاطر وصدر واسع استمع الي.. والذي فهمته انني وجدت في نفسه تقديراً شخصياً لي.. بعدها استأذنت بالانصراف ، فقال لي: انتظر حتى اتصل بك.. شكرته وخرجت ، وفي اليوم الثاني اتصل بي وطلبني اليه الى البيت وكان معنا هذه المرة المرحوم محمد عبدالله صالح.
فقال لي: لقد قررنا أن تأتي معنا لحضور مؤتمر الكويت وهو المؤتمر الذي ا جتمعت فيه القيادتان الشمالية والجنوبية برعاية كويتية.. فقلت: يا سيادة الرئيس انا سفير وأنت ذاهب على رأس وفد كبير من الوزراء والمسؤولين.. فأين سيكون موقعي في الوفد وأنا سفير وماذا ستكون مساهمتي.. فقال: سوف تأتي معنا ومكانك محفوظ، فوافقت وانضممت الى الوفد وفوجئت بأن موقعي في الوفد كان الرجل الثاني بعد الاخ الرئيس.

المقارنة صعبة
> قبل ان ندخل في تفاصيل مؤتمر الكويت .. اريد أن أسألك عن الانطباع الذي خرجت به عن شخصية الاخ الرئيس كونك تلتقيه لأول مرة وكيف كان تعامله معك مقارنة بالرؤساء السابقين الذين عملت معهم؟
>> المقارنة بين الرؤساء صعبة لأن كل رئيس أو زعيم له وضعه الخاص وثقافته الخاصة، وتشكيله يختلف عن الآخر ، ولذلك من الصعب ان اقارن الرئيس علي عبدالله صالح بالقاضي عبدالرحمن الارياني أو أقارن اياً من الرؤساء بالمشير عبدالله السلال ، فكل له وضعه الخاص. الرئيس علي عبدالله صالح كإنسان له شخصية كارزمية جذابة يشعر من يقابله منذ الوهلة الاولى بالألفة والمحبة.
لكن المقارنة سوف تكون ظلماً لأي رئيس وظلماً للمتحدث نفسه لأنه سوف يجتهد في اشياء قد لا توافق مع الطبيعة الخاصة لهذا او ذاك.. الرئيس علي عبدالله صالح له شخصيته وتعامله معي يختلف عن تعامل المشير السلال او القاضي عبدالرحمن الارياني.. اما ابراهيم الحمدي فتعاملي معه كان محدوداً حينما كانت الحكومة برئاسة محسن العيني وأنا كنت نائبه ولفترة محدودة.. صحيح كانت توجد لقاءات مع ابراهيم الحمدي لكنها لم تكن تخرج عن نطاق الاستشارة .. واحمد الغشمي كما سبق واشرت لم تكن تجمعني به علاقة.. اما الرئيس علي عبدالله صالح فقد عاشرته كما عاشرت القاضي عبدالرحمن الارياني ولفترة اطول من الارياني.. ثلاثون سنة وهو رئيس ونحن بجانبه وهذه فترة لم يصل اليها حتى الأئمة.. يمكن الإمام يحيى حكم اربعين عاماً لكن جزءاً من فترة حكمه حسبت له وهو مازال في الجبال.

ميزة وموهبة
> هل معنى ذلك ان الرئيس علي عبدالله صالح كان يهمه جداً أن يأخذ برأي الآخرين ويحرص على استشارتهم بخلاف الرؤساء السابقين؟
>> سبق ان قلت: ان هذه ميزة وموهبة عند الاخ الرئيس، ولا يكفي انه يستمع من الآخرين والشيء الذي لاحظته انه اذا استحسن رأيهم فلا يظهر الاستجابة في ذات الوقت وانما يشعر من استشاره بعد ذلك في تصرفاته.. لكن ان يقول لك: (رأيك صحيح) عمري ما سمعت منه هذه الكلمة.. اذكر انني في بعض المواقف كنت اشكل حالة نشاز حيث كان كل التيار يتجه نحو اتجاه معين وانا ابدي رأيي في اتجاه معاكس بحكم الثقة التي أولاني إياها الرئيس اضافة الى الاطمئنان النفسي كصديق واخ اكثر منه كرئيس فكنت أقول رأيي بصراحة وافاجأ بعد فترة انه تم الاخذ به.
الرئيس له ميزاته واعتقد ان الذي يعمل معه ويعاشره بصدق وأمانة وإخلاص لابد انه يقدره ويعترف له بما له من حقوق اي انه يحافظ على مكانة الانسان مهما تغيرت الظروف والاحوال.. هذه هي ميزة يتحلى به الاخ الرئيس وينفرد بها.
القاضي عبدالرحمن الارياني- رحمه الله- عالم وقارئ ومؤرخ وأخلاقه سمحة ولا يوجد عنده لا عنفوان الشباب ولا الاندفاع العسكري.. انا مثلاً عملت مع الفريق حسن العمري ومع القاضي الارياني، فكنت ارى شخصيتين تكاد تكونا متناقضتين.. اما الرئيس علي عبدالله صالح فله شخصيته النادرة.
وبالنسبة للمشير عبدالله السلال ، فأنا أقدره تقديراً لا حدود له لأنه كما عرفته قبل الثورة وبعد الثورة رجلاً عسكرياً وطنياً مخلصاً وكان دائماً مهدداً حتى قبل قيام الثورة.. ولما قامت الثورة اثبت انه رجل عند مستوى تحمل المسؤولية في وقت كان من الصعب لأي شخص فيه ان يتحمل المسؤولية.. واعرف انه في الحياة العامة والوطنية والنضال كان يشكل قدوة وله توجهاته الخاصة به والتي استطاع ان يحافظ عليها الى ان توفاه الله.. هذه هي الحقيقة واقدره كشخص وانسان بغض النظر عن الظروف التي مرت بيننا وبينه وهي ظروف صعبة مع وجود طرف ثالث الاخوة المصريين الذين اودعونا السجن في القاهرة، وهذه الفترة التي عشناها في السجن أثارت استياء على السلال.. لكن بعد ذلك عندما تبدلت الظروف وعرفنا معاناة الانسان ضد الآخر عذرناه.. لقد كان المشير السلال رحمه الله عملاقاً تحمل المسؤولية بجدارة وعندما شعر انه اصبح غير قادر على تحملها بعد ما حصل من خلافات في وجود الاخوة المصريين وان ذلك قد يقسم الناس .. انسحب كبطل وباسلوب راق وممتاز وكان امانة يريد ان يرجع الى بلده.
صحيح انه كان يوجد بعض الاخوان ليس السلال على وفاق معهم ولذلك فقد كان الاخوان الذين رجعوا من القاهرة بعد الافراج عنهم، وكذلك القاضي الارياني ومحمد علي عثمان ، وأنا كنا نلح على السلال ان يعين له نائباً وذلك قبل ان يغادر الى الخارج.. ولكنه أراد أن لا يكلف أحداً ولا يختار احداً.. وبعد ان التقى بهم في الحديدة قال لهم: حاضر انتم اسبقوا الى صنعاء ، وانا سوف اجهز القرار.. وفعلاً سبقنا الى صنعاء وهو غادر مع الفجر ولم يصدر أي قرار.. وكان القاضي عبدالرحمن الارياني رحمه الله قد كتب له رسالة يطالبه فيها باختيار إما مجلس أو شخص ليقوم مقامه وكلفت أنا بحمل الرسالة.. لكن فوجئت وانا في الطريق اليه بأنه قد غادر الحديدة الى الخارج.. فعدت الى القاضي الارياني واخبرته فقال: لقد بلغني وحصل التغيير بحدوث حركة 5 نوفمبر 1967م.

مؤتمر الكويت
> كيف كانت اول تجربة الدكتور حسن مكي مع الرئيس علي عبدالله صالح خاصة بعد اختياركم الرجل الثاني في الوفد الرسمي الذي ذهب الى مؤتمر الكويت وانت كنت تشغل يومها سفير اليمن في ايطاليا؟ وماذا عن أبرز ما خرج به مؤتمر الكويت؟
>> نعم انا كنت يومها أعمل سفيراً لليمن في ايطاليا وقد انضممت الى الوفد بناءً على طلب الاخ الرئيس وهذا دليل على ان الرئيس له شخصيته المتميزة لأنني لاحظت انه كان في مؤتمر الكويت يلتقي بأعضاء الشطر الجنوبي على انفراد.. عبدالفتاح اسماعيل.. صالح مصلح.. علي عنتر.. محمد صالح مطيع وكل اعضاء الوفد وبما أنني كنت الشخصية الثانية بعد الرئيس في ترتيب اعضاء وفد الشطر الشمالي ، فلم اجد أي اعتراض من الاخوان أعضاء الوفدين لأنهم جميعاً يعرفوني ويعرفوا مكانتي السابقة.. انما حصل حوار شبه حاد حيث جاء صالح مصلح رحمه الله وتحدث بطريقته المعروفة والرئيس علي عبدالله صالح لم يشأ ان يوتر الجو والاخوان أعضاء الوفد سكتوا.. لكن انا بحكم انني جئت من الخارج متحمساً ومندفعاً فدخلت معهم في نقاش طويل، وبعد انتهاء الاجتماع عرفت ان صالح مصلح كان مستاءً مني جداً ، فوضع يده على ظهري وقال: يا دكتور روح روما شنطتك جاهزة.. فالتفت الي الرئيس وقال لي: لا تعبره ولا تهتم.. انت في الرأس هذا.. بعدها اتفق الرئيس مع عبدالفتاح اسماعيل على تشكيل لجنة من الطرفين وكنت انا رئيس لجنة الشمال ومحمد صالح مطيع رحمه الله رئيس لجنة الجنوب.. وكان معي في اللجنة الاخ مجاهد ابوشوارب والدكتور حسين العمري.. وعند اجتماع اللجنة بدأنا في نقاش .. لكن فوجئنا بجانب الشطر الجنوبي يقدمون ورقة مكتوبة بها ديباجة تصف الامريكان بالامبريالية وعدد من البنود تتعلق بالدستور والوحدة وغير ذلك من القضايا.. وبعد انتهاء النقاش جلست مع الاخ مجاهد وقال لنا الرئيس: تمام: ولم يعترض على ما جاء في هذه الورقة المقدمة.. لكن بقية اعضاء الوفد صاحوا وقالوا: هذه تصف الامريكان بالامبريالية وهم اصدقاؤنا لا يمكن ان يحصل هذا.
وهذا الكلام فقط موجود في الديباجة .. ومع ذلك تم الاتفاق عليها.. ثم طلبني الاخ الرئيس اليه وقال لي: ما رأيك هل نحن تسرعنا؟ قلت له: ابداً كل البنود في صالحنا ماعدا الديباجة، وهذه تبقى كما هي ارضاء لهم.. فالناس عادة يتساءلون عن القرارات وليس عن الديباجة.. وكان قد اشير الى ان الوحدة تتم خلال ستة اشهر فقلت للرئيس: لماذا نخاف من الوحدة فهي مطلبنا ونحن الاصل ونشكل في الشمال بحراً من البشر.. فهل عندك مانع من الوحدة؟ قال: لا.. قلت: اذاً نقبل بما تم الاتفاق عليه واكد لي ان هذا الرأي صواب وانا مقتنع به.
وقلت للرئيس: من المؤكد أننا سنواجه زوبعة في صنعاء بعد عودتنا فقال: ولايهمك الذي في رؤوسهم يعملوه.. لكن أوعدك أنه لا احد يمسك بسوء.. وبعد العودة الرئيس حاول ان يتجنب الخوض في الامر لامتصاص غضب البعض وان التوقيع تم من قبل وزيري الخارجية مع أنني كنت حينها سفيراً لكن بمقام وزير الخارجية ، وأثناء وصولنا الى صنعاء وجدنا المشايخ والعلماء والقضاة قد شكلوا حملة وعاتبونا عتاباً شديداً وقالوا: كيف نسمح للجنوبيين ان يقولوا ان امريكا امبريالية ، وما نقول نحن شيئاً على الاتحاد السوفيتي.. فكنت اقول لهم: انا مقتنع - ولم أزج باسم الرئيس لأنه فوق كل هذا - وانتم تعرفون الامريكان هم امبرياليون والامريكيون انفسهم لا ينكرون انهم امبرياليون،و الاتحاد السوفيتي دولة مهيمنة ولها مصالحها ولكنهم اقرب الى حركات التحرر.. ولا يوجد شيء في هذا المصطلح يسيئ اليهم ، اما الباقي في الاتفاق فهو عن الوحدة.. فهل انتم ضد الوحدة.. ويوماً عن يوم هدأت الامور والرئيس باسلوبه المرن وتصرفه الذكي يعلم الله ماذا فعل حتى بردت الامور تماماً.. هذه كانت البداية بالنسبة لي لعلاقتي الحقيقية بالرئيس علي عبدالله صالح.

الإنطلاقة
> هل تعتقد بأن نجاحك في مؤتمر الكويت هو الذي جعل الرئيس يستبقيك في صنعاء ويعينك نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للخارجية؟
>> بعد عودتي من الكويت رتبت اموري استعداداً للسفر الى روما لممارسة مهامي كسفير لليمن في ايطاليا وذهبت لتوديع الاخ الرئيس فقال لي: اجلس وعرض علي تولي منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ، فصدر القرار في نفس اليوم واذيع الساعة الثالثة عصراً من اذاعة صنعاء.. وبعد إذاعة القرار حدث رد فعل على تعييني من قبل بعض الناس وحاولوا يشيعون بأنني سوف اسيئ الى علاقات اليمن مع بعض الدول بحكم أنني محسوب على اليساريين واطلقوا علي بعض الاتهامات.. لكن الرئيس تحمل كل شيء عني واعطاني الفرصة الكاملة ، وقد جئت الى وزارة الخارجية بعد سياسة وزير الخارجية الاسبق عبدالله الاصنج التي كانت تشكل افكاره أقصى اليمين لدرجة انه سمى الفلسطينيين ب«مغاغة».. فأراد الرئيس ان يغير الدفة وانا كنت متفاعلاً معه، فسألني أولاً عن القضية الفلسطينية والمغاغة.. فقلت له: الذين مع الاخوة في الشطر الجنوبي من الفلسطينيين هم معروفين بتوجههم لكن بالنسبة لمنظمة فتح وغيرها من المنظمات المعتدلة لماذا لا نطلبهم ونتفاهم معهم؟ فقال : انا اتصلت بياسر عرفات ودعوته لزيارة اليمن.. فقلت: هذا عين الصواب.. ومن هنا بدأت علاقة الاخ الرئيس بياسر عرفات وبالثورة الفلسطينية وغير موجة التفكير كله.. لأنه قبل هذه الفترة كان حتى محمد خميس مسؤول الامن الوطني رحمه الله يلاحق الفلسطينيين من مكان الى آخر على أساس انهم خطرون.
> هل صحيح ان الرئيس علي عبدالله صالح تسلم مقاليد الحكم والدولة يومها كانت محصورة في مثلث صنعاء وتعز والحديدة؟
>> يا ليت ان الدولة كانت موجودة حينها في صنعاء وتعز والحديدة.. في العاصمة صنعاء لوحدها كانت توجد دول.. فالعسكريون كان كل ضابط يعتقد انه شيء مهم ولا سلطان عليه ويجب ان يكون له موقع.. والقبائل كما يعرف الجميع كان كل شيخ يريد دولة لوحده ويريد ميزانية.. فكانت هذه الفترة التي تولى فيها الاخ الرئيس مقاليد الامور فترة صعبة وعصيبة.. الأمن كان مفقوداً وكل شيء مفككاً خاصة الجيش.. زد على ذلك ان اليمن كلها قبائل في الجبال والسهول .. لكن مع مرور الوقت استطاع الاخ الرئيس أن يتغلب على كل المعوقات التي كانت تحول دون بسط سلطان الدولة بداية من خلال اثبات الوجود ، ثم عمل على جانبين.. الجانب السياسي لم يهمله قط واعطاه ما يستحقه من الاهتمام، والجانب الآخر العسكري والامني .. هذان الجانبان اعطاهما الاخ الرئيس جل اهتمامه اضافة الى متابعته للوزارات وشد الهمم ، وكما اشرت في بداية الحديث فإن التوفيق الإلهي يكون في صالح بعض الناس.. والاخ الرئيس من حظه ايضاً ان الطفرة البترولية كانت قد بدأت فجاءت المساعدات من السعودية والإمارات والكويت وذلك بعدما اثبت وجوده ، فبدءوا يتعاملون معه كرئيس دولة.وهذه انا اعتبرها احدى التسهيلات الالهية لتثبيت الوضع والخروج من الأزمة الحادة التي كانت تعيشها البلاد.. واذكر في السنوات الاولى لتولي الاخ الرئيس انه كانت توجد شحة في الامطار حتى في ايام القاضي الارياني تأخرت الامطار والناس كانوا يعيشون في حالة ضنك.. بعد ذلك تغيرت الامور وتحسن الوضع والرئيس تاريخه معروف، ولا يستطيع اي انسان في جلسة مثل هذه ان يلم بجميع الحقائق.. ولذلك لم اتحدث الا عن الجانب الشخصي وما عرفته في هذا الرئيس الانسان والرئيس القائد.

دهاء سياسي
> في خضم هذه التناقضات والوضع المعقد الذي كان يعيشه الشعب اليمني حينها .. كيف استطاع الرئيس ان يتعامل معه ويرضي الجميع؟
>> هذا عمل سياسي.. والرئيس لم يرضِ احداً وانما ارضى قناعاته.. لكنه كان يتعامل مع عناصر القوة بحسب موقعها.. بما معنى ان نظرته كانت للشيخ عبدالله بن حسين الاحمر بشكل خاص ووصل في تعامله مع الشيخ عبدالله الى درجة ا نه كان يقول له : «أنا رئيسك وأنت شيخي»، وهذا التعامل والاسلوب الجميل خلق بينهما علاقات ود وتعاون.. وكذلك تعامل بنفس المنطق الذي يخدم الوطن مع الاشقاء في السعودية حتى كان البعض يعتب عليه لأنه كان يكثر من زياراته للمملكة.. لكن أنا أؤكد ان ما كان يعمله كان كله في خدمة اليمن.
وهناك حادث بسيط حصل وانا غير موجود والمتعلق بالمدمرة «كول» فالرئيس توجه رأساً الى هناك اي الى السفينة وحدث رد فعل قوي من قبل السياسيين والمثقفين والاعلاميين وتساءلوا لماذا يذهب الرئيس الى هناك.. ولكن بعد ذلك اثبتت الايام انه كان على حق.. واذكر في حديث استمعت اليه في مجلس الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني من بعض الشخصيات التي احترمها كانوا ينتقدون بحدة تصرف الرئيس.. فقلت لهم: ان الاخ الرئيس انقذ اليمن من وضع خطير جداً ،و هذه دولة عظمى واهينت لأول مرة في تاريخها العسكري ، وان مجموعة من البشر في بلد صغير تضرب سفينة تعتبر من مفاخر سلاحها البحري.. فكان الرئيس جريئاً وشجاعاً واستطاع ان يهدىء الموقف وجنب اليمن المشاكل ولولا هذا الموقف لكانت اليمن البلد الاول المرشح للضرب.. هذه من القضايا المهمة اشرت اليها وكيف الرئيس تعامل معها لمصلحة اليمن.
> في مثل هذه القضايا وغيرها.. هل تعتقد ان الرئيس يستخدم الذكاء السياسي؟
>> الرئيس كان يحسبها أولاً تجيء صح أم خطأ وفي النهاية هو الذي يتحمل المسؤولية وحتى لو أخذ بآراء آخرين واشركهم في الرأي.. لكن القرار في النهاية يظل قراره وتبعاته تحسب عليه.

بناء القوات المسلحة
> بعد ان تم تعيين الدكتور حسن مكي نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للخارجية واصبحتم من هذا الموقع اكثر قرباً من الرئيس.. ما هي الأولويات التي تم التركيز عليها خاصة ان ذلك يأتي في السنة الثانية لتولي الرئيس الحكم والوضع حينها مازال معقداً؟
>> كما قلت في السابق كان هم الاخ الرئيس ان يعمل على صعيدين.. صعيد سياسي وهو تحسين صورة اليمن في الخارج والتمسك بمبدأ عدم الانحياز والحياد الإيجابي وبناء أجهزة الدولة ورسم السياسة العامة الاستراتيجية وعلى الصعيد الآخر كان بعد المناوشات في المناطق الوسطى يتحلى بالصبر ويتعامل معهم بهدوء ويحاورهم ويحاور الاشقاء في الجنوب.. لكن في نفس الوقت كان الصعيد الآخر المهم هو بناء القوات المسلحة - اي الجيش والامن - وكما تعرف الى الآن تعتبر هذه القضية بالذات من الاولويات.
> كم الفترة التي استغرقها الرئيس علي عبدالله صالح لتحرير القرار اليمني من التدخل في شؤونه؟
>> استمرار حكم الرئيس لثلاثين عاماً ليس عملاً سهلاً .. اي انه ينطبق عليه ذلك المثل: (ان يركب الاسد ولا يحكم اليمن).. فنجاح الرئيس خلال هذه الفترة لا استطيع ان افسره الا بأنه موهبة إلهية استغلها الاخ الرئيس استغلالاً جيداً وعرف كيف يوظفها لصالح اليمن.ونتمنى للرئيس التوفيق خلال الفترة القادمة لأن اليمن مقبل على فترة صعبة واحداث جسام يشهدها العالم اليوم، وان يتحلى بنفس الروح التي عرف بها ويحافظ على الخط مع الجميع بنفس النظرة ونفس العين لأنه اصبح أباً للجميع وزعيماً لليمن بدون منازع.. حتى مع المعارضة يجب ان يحتويهم ويتعامل معهم ويعطيهم بعض الشيء لأنه هو القادر على العطاء.. أما هم فلا يستطيعون ان يعطوه شيئاً .. وهذه خدمة لليمن وليست لهم.. وانا اعرف الرئيس انه دائماً يميل الى الحوار.

الحوار
> من كان صاحب فكرة لجنة الحوار الوطني التي تمخض عنها الميثاق ومن بعد ذلك المؤتمر الشعبي العام الذي شكل اطاراً لكل القوى السياسية بمختلف توجهاتها الفكرية والسياسية.
>> اعتقد ان الرئيس نفسه هو اول من بدأ بفكرة الحوار لأنه اسلم الحلول وان كانت فكرة الحوار قد بدأت اساساً من اتفاقيتي القاهرة وطرابلس على اساس ان يتم تشكيل لجان الوحدة بما فيها اللجنة الدستورية والمجالس الاخرى ، فالحوار كان موجوداً ولكنه لم يكن مفعلاً على الساحة بسبب الانقسام الداخلي الذي لم توجد له معالجة.. ولذلك فقد اختار الرئيس طريق الحوار لأن الاتفاقية نصت على قيام تنظيم في الشمال وتنظيم في الجنوب.. واذكر انني كنت عضواً فيما كان يسمى بالمكتب السياسي للاتحاد اليمني وهو التنظيم الذي انشئ في عهد القاضي عبدالرحمن الارياني وتم حله بعد قيام حركة 13 يونيو عام 74م.
لكن التفعيل تم ناحية الجماهير وناحية التأسيس وناحية ايجاد الميثاق والناحية الرابعة هي قيام المؤتمر الشعبي العام كمنظمة سياسية شملت اكثر من اتجاه.. وهذه كانت من الخطوات الناجحة التي اتخذها الاخ الرئيس متمنياً له التوفيق فيما هو مقبل عليه.. لأن الفترة القادمة كما قلت صعبة ليس على اليمن فحسب وانما على الامة العربية بأجمعها ، فهي تمر بفترة عصيبة والمنطقة في غليان وعدم استقرار.. وهذا حاصل في كل مكان.
> بالنسبة للجبهة الوطنية التي كانت تشكل اكبر تحد في بداية حكم الرئيس علي عبدالله صالح كيف تعامل الرئيس معها وكيف انتهت؟
>> الجبهة الوطنية بعد مؤتمر الكويت كانت من العناصر الرئيسية التي تم الاتفاق والعمل على حلها بما في ذلك سحب القوات من الطرفين لمسافة ثلاثين كيلو متراً عن حدود الشطرين والتعاون لإيجاد حل للجبهة الوطنية وهذه النقطة كانت الاهم لبداية الحوار.. وعندما حصل تقدم في هذا الجانب مع الاخ الرئيس علي ناصر محمد بدأ الرئيس يفكر في الاعمال الداخلية فاتجه الى عملية الحوار الداخلي التي تمخض عنها الميثاق الوطني ثم التنظيم السياسي المؤتمر الشعبي العام وفتح المجال لكل الاتجاهات ولم يحجر على أي رأي.
وبالنسبة للجبهة فالحقيقة ان الرئيس اولى هذا الموضوع اهتمامه الكبير بدءاً بالدفع بعناصر لمواجهة عناصر اخرى ، واذكر انه كلفني برئاسة لجنة لزيارة المناطق الوسطى ورفع تقرير حول الوضع فيها.
وكانت اللجنة تتكون من شخصيات وطنية وعسكرية فاتجهنا الى المناطق الوسطى والرئيس نفسه كان يتابع هذا الموضوع خطوة خطوة.. واستطيع القول: اننا حينها كنا نمشي فوق ألغام.. مجموعة من الشباب متحمسون وكان ذلك بالنسبة لنا نوعاً من المغامرة.. لكن الرئيس - كما قلت - كان معنا خطوة بخطوة ونحن ايضاً كنا أمناء، فنقلنا له الصورة كما هي وكأنها صورة تلفزيونية.. لأننا وجدنا يومها بعض المسؤولين من مدراء النواحي وغيرهم كانوا على غير المستوى المطلوب منهم ولا يستحقون ان يستمروا.. والمواطن كان في وضعه انظف منهم واكثر عقلاً وحكمة، فنقلنا له الصورة كاملة دون مبالغة أو حجب للحقيقة.والرئيس - كما سبق واشرت - يحب ان يسمع ولا يقول حاضر او تمام او يشعر من يستشيره بأن رأيه على صواب او على خطأ.. وانما يستفيد من كل الآراء ويرجع الى التقارير وفي الوقت المناسب يتخذ القرار المناسب.
> هل كان الرئيس يحاول فرض رأيه الشخصي؟
>> الرئيس لا يقول شيئاً الا بعد ان يستمع من كل الناس وهو الذي يقرر في النهاية ويتخذ القرار على مسؤوليته .. ولم يكن يحاول ان يفرض رأيه الشخصي على احد لأنه لو أراد ذلك لما احتاج للاستشارة وسيقوم بتنفيذ رأيه الشخصي لأنه صاحب القرار.. لكن هو كان يشرك الآخرين قبل ان يتخذ القرار ويستمع الى كل الآراء مهما كانت مختلفة وميزة الرئيس انه لا يبدي رأيه فيما سمع في نفس اللحظة او حتى يعلق بجملة وانما يحتفظ بذلك لنفسه الى ان يتخذ القرار المناسب.. فهو يستوعب كل ما يطرح عليه ومن ثم يقرر ما هو الصح وما هو الخطأ.
وكأي انسان بشر ومسؤول احياناً يجانبه الصواب واحياناً يجانبه الخطأ ، لكن ليس في كل الحالات والانسان بطبيعته ليس منزهاً عن الخطأ لأنه في حالات قد لا يكون القرارصحيحاً .. لكن ميزة الرئيس انه يتراجع عن الخطأ اذا حصل او اذا استمع انتقادات كثيرة ولم يكن يصر الا على تنفيذ ما هو مقتنع به 100٪.

صفة نادرة
> تميز الرئيس بسمة العفو والتسامح وهذه صفة نادرة ، ولذلك هو الوحيد لا نقول بين الرؤساء اليمنيين وانما بين الرؤساء العرب الذي طلب من الرؤساء والقادة السابقين العودة الى وطنهم في الوقت الذي كان يحذر فيه كل الرؤساء من عودة اسلافهم الى بلدانهم.. كيف تقرأ هذه اللفتة الانسانية؟
>> الرئيس بعد ان استقرت له الاوضاع واطمأن الى وسائله في الدولة ووصلت القناعة الى ان هؤلاء القادة الاوائل قد اصبحوا مواطنين ومن التاريخ فاتخذ قراره الجريء بعودتهم الى وطنهم.لكن بحسب معلوماتي ان الرئيس كان قد اكرمهم من قبل واعطاهم كل ما يستحقون كرؤساء سابقين لدرجة انه اشترى بيتاً في دمشق للقاضي عبدالرحمن الارياني على أن يبقى للدولة بعد رحيله.. وهذه من الرعاية الكريمة لهم.. اما المشير السلال رحمه الله فقال: انا اريد اعود الى اليمن في اسرع وقت.. قال له الرئيس : تفضل وعد الى وطنك وعادوا جميعاً بل ان الرئيس ألغى الحجر على الجميع.
واذكر ان الاستاذ محسن العيني عندما كان في بغداد من ايام ابراهيم الحمدي اتصل بي وطلب مني نقل رغبته الى الاخ الرئيس انه يريد يرجع الى اليمن.. فبلغت الرئيس بطلبه فقال لي: على آلرحب والسعة واتخذ القرار بعودته واذا اراد ان نحمله مسؤولية فليس هناك مانعاً.. وبعد عودته اصدر الاخ الرئيس قراراً بتعيين الاخ محسن العيني سفيراً في واشنطن.

تغير المواقف
> أورد عبدالغني مطهر- رحمه الله- في مذكراته انهم بعثوا برسالة للرئيس ابراهيم الحمدي يطلبون فيها السماح لهم بالعودة فأجاب عليهم سنستشير في امركم المملكة العربية السعودية، ونفس الشيء حدث مع الرئيس الغشمي.. لكن عندما طلبوا من الرئيس العودة قال لهم: انتظروا خيراً.. كيف تفسر الموقفين؟
>> لاشك ان المواقف تتغير بتغير الظروف واحياناً قد يأتي مسؤول يحكم في ظروف معينة لا نستطيع ان نسائله عما يفعل.. لأنه فعلاً قد يكون عليه «فيتو» يمنعه من اتخاذ قرار ما وبالنسبة لابراهيم الحمدي، فالمعروف ان حليفه الاول في التغيير كان هو السعودية اصلاً، ولا اريد ان اتوسع في هذا الجانب مع انني طرف استهدفه ذلك التغيير حيث كنت رئيساً للوزراء في آخر عهد القاضي عبدالرحمن الارياني رحمه الله ،و اذكر انه بعد انقلاب الرئيس الحمدي اعتقد الفريق حسن العمري رحمه الله ان الانقلاب يخصه ، فجاء الى صنعاء وعند وصوله اتجه رأساً الى الكرسي، فوقع الحمدي في مأزق ولم يجد طريقة الى التخلص من هذا المأزق الا ان سلط على العمري احمد الغشمي الذي قال له بالحرف الواحد: «ما احد يقدم رأسه من اجل غيره.. هذا الكرسي ليس حقك» ، ثم قال له: اعتبرنا أولادك وزاد من هذا الكلام الناعم حتى ارجعوه الى القاهرة.. فهؤلاء حكمتهم ظروف كانوا عاجزين في ظلها عن اتخاذ قرارات معينة.
لكن الرئيس علي عبدالله صالح لم يستثنِ احداً وانما سمح للجميع بالعودة وحتى في المرحلة الراهنة لم يستثنِ احداً من العودة الى وطنه.
> الدكتور حسن مكي ما اهم المشاهد التي تتذكرها وتكشف عنها لأول مرة في عهد الرئيس علي عبدالله صالح؟
>> العالم اليوم اصبح قرية صغيرة..والإعلام ووسائله جعلوا كل شيء مكشوفاً ولم يعد هناك شيئ مغطى..وصحيفة «26سبتمبر» قد سبق لها وأخذت كل شيء جديد وتطرقت لهذا الموضوع وغيره، ولم يعد هناك ما نخفيه.. والانسان اذا لديه شيء غير معروف قد يقوله وان كان البعض يحبذ الاحتفاظ به الى الوقت المناسب.. وبالنسبة لي لا اعتقد ان لدي شيئاً جديداً اخصكم به وما يعلم ما في الصدور إلا الله.

نجاحات كبيرة
> سؤال أخير.. كيف تقيم ما تحقق لليمن خلال الثلاثين عاماً الماضية وهل مازال الرئيس قادراً بعد هذه الفترة على تقديم ماهو اكثر لشعبه؟
>> ما تحقق خلال الثلاثين عاماً الماضية من عهد الرئيس علي عبدالله صالح لم يتحقق من قبل لأي زعيم او قائد او إمام يمني.. لقد نجح الرئيس في توحيد اليمن وهو يواجه اليوم بعض مشاكل في الجنوب والشمال ولكنه يحاول ان يعالجها بكل الوسائل الشديدة واللينة ، وما عرف عنه من حكمة ومع ذلك يريد ان يحافظ على لحمة الشعب خاصة ان الرئيس بعد ثلاثين عاماً من الحكم قد نضج اكثر واكتسب حكمة اكبر.. وانا ادعو الله ان يجنبه الغرور مهما حقق من نجاحات.. هذه دعوتي وانا دائماً اقولها له لأن الغرور مقتلة..و من مصلحة اليمن ان لا يصيبه هذا الداء.
*عن"26سبتمبر"
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "حوارات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
تحوُّلات كبرى تصنعها اليمن لصالح القضية الفلسطينية
يحيى علي نوري

عبدالباري طاهر.. رجل أحدثَ فارقاً في حياتنا
منال الشيباني

الوحدة اليمنية مكسب تاريخي عظيم
محمد سالم با رماده

مرحلة التصعيد الرابعة رَدٌّ على العدو الصهيوني الأمريكي
عبدالله صالح الحاج

مرحلة التصعيد الرابعة.. نُصْرَةً لغَزَّة
أحمد الزبيري

اليوم العالمي للعُمال.. تذكير بالتنمية والسلام
* عبدالسلام الدباء

التعايش أو الصدام ولا خيار ثالث
المستشار المحامي/ محمد علي الشاوش

عيد العمال.. حقيقة وفكرة في طريق الأجيال
المستشار/ جمال عبدالرحمن الحضرمي

هل تنجح الضغوط في تغيير السياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية؟
د. طه حسين الهمداني

"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا ؟!
طه العامري

صباحات لا تُنسى
شوقي شاهر

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)