د. فيصل الجافي - نحن نقترب من اليوم الذي ظل وسيظل يسكن في الأرواح، حتى كان لأمتنا اليمنية موعد مع القدر.. اليوم فجر جديد أشرقت شموسه على ربوع أرض السعيدة من أقصاها إلى أقصاها في الـ 22 من مايو 1990م الذي تحققت فيه الوحدة اليمنية الخالدة؛ وفي هذا اليوم العظيم عادت اللحمة إلى الجسد الواحد، وحقق اليمنيون الهدف المنشود والغاية، وعادت لليمن وحدة الأرض والحضارة والعراقة، وأصبحت محط أنظار الأمم كنموذج ينتصر لإرادة شعبه ويصنع الوحدة في زمن التشظّي..
فعلاً.. الوحدة اليمنية مكسب تاريخي عظيم لا يقدر بثمن، ولم تكن وليدة ليلة وضحاها ولم تأتِ عفواً؛ إنها مطلب جماهيري منذ الأزل، وقد قدم أبناء شعبنا اليمني قوافل تلو القوافل في سبيل إعادة الوحدة اليمنية بفضل صمود المناضلين الأشاوس من أبناء اليمن شمالاً وجنوباً آنذاك الذين شاركوا في تدعيم مداميكها..
الوحدة اليمنية ُحلم اليمن السعيد الذي تحقق
على يد ابن اليمن البار الزعيم القائد علي عبدالله صالح رحمة الله تغشاه، والوطنيين الذين وقفوا بجانبه..
إن الجحود بنِعَم الله يؤدي إلى تدهور الأوضاع، وتحوّل النعم إلى نقم، وقد وضح الله تعالى هذا الأمر في قوله تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) صدق الله العظيم..
ولذلك يجب علينا أن نتعلم من تجارب الماضي، وأن نقدّر النعم التي نكون فيها، فقد كانت اليمن في فترة من الفترات أنموذجاً للأمن والاستقرار، لكن الجحود بتلك النعم وعدم الحفاظ عليها أدى إلى ما نراه اليوم من تدهور في مختلف المجالات.. وندعو الجميع في الداخل والخارج إلى الاتجاه الصحيح في حماية ما تبقى من شرف للدولة اليمنية ومن أجل مشروع وطني مستقل.. ندعو العقلاء من أبناء اليمن المخلصين الأوفياء لشعبهم ووطنهم إلى أن يقبلوا بالشراكة في بناء الوطن على مبدأ "كلنا نبني اليمن" لإخراج اليمن من الشرذمة والتمزق والصراعات الخارجية.. اليمن تحتاج اليوم إلى وحدة الكلمة والحكمة اليمانية ووحدة الصف..
تحيا الجمهورية اليمنية.. تحيا الوحدة اليمنية.. ولا نامت أعين الجبناء.
|