عبدالقادر بن عبدالله الصوفي - 22 مايو 1990 يوم تاريخي سجله رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ووقعوا اتفاقية إعادة اللحمة اليمنية إلى طبيعتها التي كتبها الخالق جل في علاه في كتابه الكريم في قوله الكريم { لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ} مع أن الآية التي تليها استبدل الله بجنتيهم جنتين ولم ينفي الله جل جلاله الجنتين عن ارض سباء وإنما استبدلها بأخرى غير مثمرة ولم يتكرر هذا الوصف لأي بلد غير اليمن ، و بلدنا على مر التاريخ لم يتغير اسمه حتى و إن تفتت أو تشظى بفعل العوامل الخارجية او الخيانة او العمالة الداخلية ، فأنه يعود الى التوحد و لم الشمل من جديد و انظر مثلاً مسميات القبائل اليمنية و أصولها معظمها تعود إلى واحد ، كا حمير و سباء و مذحج و حاشد و بكيل و قضاعة و همدان ، و الازد ازد شنؤة و ازد عمان الخ ، و الأرض اليمنية أرض مترابطة سهلها و جبلها وصحراها و وديانها و شوأطها ، و تضاريسها تزيدها تماسكاً و مناخها يعطيها تفرد قل نظيره في العالم ، ولذا تجد أن محاصيلها تتشابه في كل المحافظات ، ومانقص في محافظة تغطيها الأخرى ، و الحقيقة وهبنا الله مناخ يعطي اليمن فرادة عالمية وكل المحاصيل و الخضروات لا تنقطع على مدار العام فما تنتجه الأرضي الجبلية في الصيف تنتجه المحافظات الساحلية في الشتاء ، فعلى اليمنيون ان يحافظوا على اليمن موحدًا اجدى لهم و لبلادهم ، و الحوار هو الحل لكل مشاكل اليمنيين ، كما أن افضال الوحدة أتت بكل شيء جميل حيث أنشئت كل المشاريع التي تخدم المواطن و تقربه من بعضه ، الطرق و الاتصالات و المدارس و الجامعات و المشافي و كل مستلزمات المواطن في الريف و المدينة و الكثير من خيرات ثورتي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر المجيدتين ، وفتحت أفاق عظيمة لكل الشعب اليمني ، و من رواسخ الوحدة هو تعزيز الترابط الأسري و المصاهرة فتعمقت أكثر فلذا تجد أبناء المحافظات الجنوبية و الشرقية متزوجين من المحافظات الشمالية و العكس تمامًا تجد الكثير من أبناء المحافظات الشمالية و الغربية و الوسطى متصاهرين و متزوجين من المحافظات الجنوبية و الشرقية ، و هذه السمات هي اهم روابط الوحدة التي أنعم الله على اليمنيين بتحقيقها ، والله جل في علاه كاتب لهذه الوحدة المباركة ان تستمر وتدوم باذن الله تعالى وليست بقائها أو اندثرها مقرونة بمن وقع عليها بل بوعي الشعب الذي قدم الغالي والرخيص من دماء ونظال سنوات كثيرة ، حتى تحققت في ظروف معقدة وتحولات عالمية كبيرة فاقتنصها قائدين عظيمين ، و على كل الأطراف المتصارعة أن تضعها كخيار ثابت ولا يسمح النقاش حولها لانها مصير قد تثبت ، التاريخ والعالم لم يعد يريد رؤية شيء واحد منشطر وكما قال الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات { الوحدة اليمنية كللت بفضل من الله تعالى بالنجاح وسوف يتذكرها بالفخر والاعتزاز أبناء اليمن وأشقائهم العرب في الوطن العربي الكبير } ...
عضو اللجنة الدائمة الرئيسية
|