موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 12-مايو-2025
يحيى دبوق -
بعدما استطاع صاروخ يمني خرق المنظومة الدفاعية الجوية الإسرائيلية والأميركية، لينفجر في مطار «بن غوريون» الدولي، ويكون الأول من نوعه منذ مدة طويلة، اعتبرت إسرائيل أن حركة «أنصار الله» تجاوزت «الخطوط الحمر»، وأن سياسة الامتناع عن الرد العسكري المباشر ضد الهجمات القادمة من اليمن، انتهت.. وتوعَّد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بالرد، وكذلك فعل وزير أمنه، يسرائيل كاتس، في إشارة إلى تغيير استراتيجي تجاه ما وصفاه بـ«التهديد اليمني المتواصل».. لكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة هو: هل يعكس هذا التصعيد إستراتيجية ردع حقيقية قادرة على تغيير المعادلة مع اليمن؟ أم أنه مجرّد رد فعل رمزي يخاطب الداخل الإسرائيلي، قبل أن يربك الحسابات في صنعاء؟
الواقع أن إعلان إسرائيل عن «تغيير في السياسة» تجاه اليمن وتوعدها بهجمات مقبلة، يبدوان، في الظاهر، بمنزلة نقلة نوعية في التعامل مع التهديدات اليمنية، لكن الواقع يقول عكس ذلك.. إذ إن الولايات المتحدة، التي تشنّ ضربات جوية شبه يومية ضد اليمن، ضمن حملة مكثّفة ومتصاعدة تستهدف البنية التحتية والمواقع العسكرية وحتى الأهداف المدنية، لم تنجح في ثني صنعاء عن إطلاق الصواريخ والطائرات المُسيَّرة، سواءً في البحر الأحمر ضد أهداف مرتبطة بإسرائيل، أو داخل فلسطين المحتلة.. وإذا كانت القوة الأميركية التي لا تُقارَن بقوة إسرائيل، لم تحقّق الردع المطلوب، فإن الضربات الإضافية من هذه الأخيرة، سواءً مع أو من دون تنسيق مع الأميركيين، لن تغيّر كثيراً موازين القوى والإرادات..
الواضح هنا أن الهدف ليس ردع صنعاء وثنيها عن مواقفها، بل إعادة بناء صورة القوة والاقتدار لدى الجمهور الإسرائيلي، والذي اعتاد على شعور الأمان النسبي، حتى خلال الحرب في قطاع غزة، لكنه يشعر اليوم بأن التهديدات تأتيه من كل الاتجاهات، بما فيها مناطق بعيدة مثل اليمن.. كما إن الرد العسكري يعطي انطباعاً بأن صانع القرار في تل أبيب لا يقف مكتوف الأيدي حيال ذلك، حتى لو كان هذا الرد محدوداً أو رمزياً. على أن خطاب نتنياهو الذي هدّد أيضاً بأن إسرائيل سترد «في الوقت والمكان المناسبين» على إيران، يعكس في العمق عجز القيادة الإسرائيلية عن اتخاذ خطوات مباشرة ضد الجمهورية الإسلامية..
فبينما تحاول واشنطن إعادة إطلاق مفاوضات نووية جديدة مع طهران، وتسعى إلى تجنّب التصعيد المباشر، فإن إسرائيل تبدو مقيّدة بالتنسيق مع الأميركيين ولا تستطيع التحرّك بشكل مستقل.. وبالتالي، فإن الخطاب العنيف تجاه إيران هو بالتالي أداة تكتيكية، تستخدم الصاروخ اليمني لتعزيز الموقف والتهديدات، وإبقاء الضغط الدولي على إيران قائماً، وتهيئة الرأي العام والبيئة الدولية لضربات محتملة في المستقبل، لكنه لا يعبر عن نيّات عملية قابلة للترجمة في المدى القريب..
وكان سقوط الصاروخ اليمني داخل نطاق مطار «بن غوريون»، رغم التكنولوجيا الدفاعية المتقدمة المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة، لافتاً جداً، وأظهر وجود ثغرات حقيقية في القدرة على التعامل مع التهديدات الصاروخية البعيدة والمتطورة.. والنجاح اليمني هذا، حتى لو كان محدوداً، يعطي زخماً لصنعاء لمواصلة الضربات، خاصة باستهداف مطارات ومراكز اقتصادية حيوية، من أجل تحقيق تأثيرات رمزية واقتصادية أكبر..
وفي المقابل، ثمة إقرار من داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن الحل العسكري وحده غير كافٍ أمام التهديدات اليمنية؛ إذ إن الهجمات المستمرة لا تخلق ردعاً دائماً، بل قد تُضعف الخصم مؤقتاً من دون أن تغيّر المعادلات الإستراتيجية؛ وهذا الفهم يدفع نحو البحث عن حلول مختلطة تجمع بين الضربات العسكرية والضغط الاقتصادي، وبين تقديم حوافز أو بدائل سياسية للخصوم.. لكن في حالة «أنصار الله»، تبدو هذه الحلول مستبعَدة حالياً ودونها ما يحدّ من الرهان عليها، إن وجدت فعلياً، وذلك بسبب الإصرار اليمني على الاستمرار في مساندة غزة، وعدم توفُّر إجماع إقليمي أو دولي على خطة عمل واضحة لمواجهة الخطر اليمني..
ولعل ما يُقلق إسرائيل حقاً هو أن العامل اليمني قد يتطوّر من مجرّد مصدر للأذى إلى لاعب مع تأثيرات معتدّ بها في صنع القرار الاستراتيجي الإسرائيلي.. إذ إن الانعكاس المباشر للضربات اليمنية على الاقتصاد عبر تعطيل الطيران المدني، أو ذلك غير المباشر عبر الضغط على الولايات المتحدة للتهدئة، ولا سيما أن الأخيرة ستكون في مرحلة ما معنية بإيجاد حلول، قد يجعل من اليمن عاملاً استراتيجياً حقيقياً، وليس مجرد جبهة جانبية..
وهذا يضع إسرائيل أمام خيارين: إما مواجهة مفتوحة وغير مضمونة النتائج، وإما إعادة النظر في أولويات التهديدات، والبحث عن تسويات، وهو ما يبرهن لصنعاء أن إسنادها لقطاع غزة أعطى ثماراً ونتائج..
ومهما يكن من أمر الضربات الإسرائيلية، ومهما ارتفعت نبرة الخطاب الرسمي في تل أبيب، فإن الوقائع على الأرض تشير إلى أن اليمنيين لن يتوقّفوا بسهولة، فيما لا يبدو أن هناك رؤية استراتيجية واضحة أو موحّدة لدى إسرائيل أو الولايات المتحدة أو الدول الإقليمية لمواجهة التهديد اليمني، بشكل شامل ومجدٍ..
وعليه، فإن السؤال ليس ما إذا كان الصاروخ اليمني المقبل سيأتي، بل متى سيأتي؟
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

للمتباكين على "الحمدي"
عبدالله الصعفاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)