موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الطاهري رئيسا لشرطة (همترامك الامريكيه) - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 35091 - 360 ألف نازح من رفح خلال أسبوع - توجيهات رئاسية بتقديم كافة التسهيلات للقطاع الخاص - مساءلة برلمانية وإجراءات قانونية ضد 4 وزراء - فريق من الصليب الأحمر الدولي يزور طاقم "جلاكسي" - أمريكا.. متظاهرون يُغلقون جسر مانهاتن للمطالبة بوقف الحرب على غزة - بدء فعاليات المهرجان الوطني الأول للمانجو اليمني - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى أكثر من 35 ألفاً - 4 شقيقات يغرقن في وادي الجنات -
الأخبار والتقارير
الميثاق نت -

الإثنين, 29-أبريل-2024
الميثاق نت: -
المحطة الأولى القرية.. الميلاد.. الطفولة:
1948م عام مولدي، وهو تاريخ تقريبي لأنه لا يوجد توثيق وقتها، مولدي سنة «المجارين» لأن الإمام كان يأخذ الجباية من الناس في تلك المواسم الزراعية.
في السنة السادسة ذهبت إلى (المعلامة) وبعدها بدأت تعلم القرآن الكريم، قرأت «الألفباء) حتى ختمت «جزء عمّ» وبعدها جلست مدة ثم نزلت إلى عدن وأنا في عمر الثامنة أو التاسعة خلال هذه الفترة تولد حبي للقراءة والمطالعة.
ما جعلني أتأثر بالقرية هي البيئة القروية البسيطة، وبصفة عامة الإنسان يدرس ويتعلم من كل ما حوله، أيضا هناك الأهازيج الشعبية والتي كانت تغنيها النساء وخاصة عند سفر أزواجهن فكانت كل امرأة شاعرة أو مبدعة، وأهازيج الزراعة، وتلك كانت تمثل الثقافة الشعبية مثل «الأمثال- الأهازيج» وهناك شعراء أثرت تلك البيئة والثقافة فيهم، ومن الشعراء الذين تأثروا بها وانعكست في إبداعهم: أحمد الجابري، وسعيد الشيباني، وسلطان الصريمي وغيرهم كثير
.

المحطة الثانية في حياتي كانت عدن:

لي في عدن نزلتان الأولى كانت وعمري عشر سنوات تقريبا، كان سفري إلى والدي الذي يعمل في عدن.. سافرت لكي أساعده ولكنه أدخلني المدرسة لكي أتعلم.. نزولي كان مع «الطبل» وهو الذي يقوم بتوصيل الرسائل من أهل القرية إلى عدن، وهو ما يمثل حاليا «الفرزة» وكان السفر بالحمار أو الجمل والآن السيارات، أول ما وصلت عدن تفاجأت بالكهرباء.
في عدن درست في مدرسة «العجيل» لمدة سنة وقد كانت مدرسة أهلية لأبناء الشماليين لأنهم لا يقدرون أن يدخلوا مدارس حكومية، ومن الزملاء الذين درست معهم فيها أيوب طارش وعبدالله قاسم، والبليط، وفي تلك الأثناء أخذني أبي لأتعلم القرآن في مسجد البيحاني من بعد عصر كل يوم مع أن والدي كان لا يقرأ ولا يكتب لكنه غرس في نفسي حب العلم وكان رجلا متدينا وشخصا عاملا، وكان يحضر حلقات القرآن في مسجد البيحاني.
كان أبي يعمل في عدن بائعا متجولا يبيع التمباك وكان يحمله فوق رأسه، وفي كل يوم جمعة كان والدي يربط أربع حزم ويلفها في «الطربال» وأحملها فوق رأسي ونمشي حتى نصل إلى محطة الباصات ثم نمشي من «كريتر» إلى باب عدن ثم «المعلا» ونبيع «التمباك» حتى نصل إلى منتصف المعلا في الظهر ثم نصلي ونخرج نتغدى المخبازة يطلب لنا لحماً، ثم نمشي من «المعلا» إلى «القلوعة» ثم إلى «حافون» ثم «التواهي» ثم إلى «بنكسار»، تأتي الساعة السادسة ونحن في «بنكسار» نهاية «التواهي» وقد خلص أبي بيع التمباك.
الحاج فارع رباني وكنت أشتغل في بيته وأدرس، كان يحب العلم ويدعم المتعلمين، كنا نشتغل في مقهاية فارع نغسل صحون، وكؤوس الشاي وكنا نوزع الحليب في الصباح بدري هذا أنا لوحدي.. ظللت فيها لمدة ثلاث سنوات إلى أن سافر أبي إلى السعودية وسافرت بعده.
الحياة في عدن كانت بسيطة .. عدن كانت تستقبل الجميع وتضم عددا من الطوائف والجنسيات، كانت عدن لا تشعرك بأنك غريب نهائيا، رغم تواجد الكثير من الطوائف، كان في عدن ثقافة وبدون عقد، في مدينة عدن استهوتني القراءة، كما كانت طبيعة الحياة في عدن بسيطة وكان هناك وعي بالجانب الديني لكل طائفة ديانتها ومعابدها.

المحطة الثالثة من حياتي كانت جدة السعودية

سافر أبي إلى جدة في السعودية قبلي وأنا سافرت مع الحجاج وأقمنا في باب شريف في جدة حيث عمل والدي بائعاً متجولاً يبيع الكيك.
وفي جدة دخلت مدرسة «العزيزية» وهي مدرسة أهلية ، كانت بعيدة عنا ثم أخذني أبي إلى مدرسة ثانية اسمها «الفلاح» درست فيها سنة ونصف.
كانت شوارع جدة ترابية ما زلت أذكرها في تلك الأيام (1957 -1958م) كان الناس بدوا لم أقدر أحدد التاريخ بالضبط لكنني أذكر أنه في نفس ذلك العام صعدت كلبة روسية إلى الفضاء فكان حديث الناس في تلك الفترة عنها عام 1957م .. وقتها كنت أدرس في الصف الثالث ابتدائي وأثناء إقامتي في السعودية أديت فريضة الحج مرتين وكان عمري 11 سنة.
في جدة لم أشعر بالغربة مثلها مثل عدن فهي مدينة ساحلية وتعتبر امتداداً للسواحل التهامية كما أن جدة تأثرت بثقافة مدينة زبيد ،ولم يكن فيها في تلك الفترة تشدد ديني رغم تواجد «المطاوعة».
المرحلة الثانية من محطة عدن .. من سيرة حياة المسَّاح:
بعد عودتي مع والدي من السعودية إلى عدن، درست في المعهد العلمي الإسلامي وكان أشهر معهد في عدن، أسسه العلامة الشيخ محمد سالم البيحاني حيث كانت المناهج فيه عامة, ودرس فيه الكثير من الرواد أمثال أحمد دهمش –محسن العيني- أحمد حسين المروني –علي عبدالجبار النعيمي ،كان هؤلاء يدرسون في المعهد وكان ذلك في عام 1960م ومن يعدها طلب الإمام أحمد يحيى حميدالدين رفض وجودهم في عدن وطلب ترحيلهم، فرحلوهم من عدن.
كانت في عدن مدارس كثيرة منها «مدرسة كريتر الابتدائية» كبيرة لكن كان يدرس فيها أبناء عدن الذين هم من مواليد عدن، ثم أتت «كلية بلقيس».
كانت عدن تزخر بكل الجنسيات ،وكانت مدينة كل الجنسيات، كانت الأجواء مفتوحة ومن هنا بدأت العمل في بيع الصحف في المساء بعد المدرسة.
بدأت أنا بالعمل في عدن وكنت أبيع الصحف والجرائد، منها «اليقظة- الأيام – فتاة الجزيرة»، كان ذلك كل يوم بعد العصر وأنا طالب في الصف الأول إعدادي ،وكان والدي قد عاد للعمل في السعودية وأنا ظللت عند الحاج فارع ،وكان أبي أيضا يصرف علي وأنا عند الحاج فارع.
أثناء بيعي للصحف كنت أقرأها وكانت قراءتي لها تفيدني ثقافياً .. كما كنت أحب جمع طوابع البريد والتبادل بها وبيعها وكانت تحمل ذكريات، كما كنت أقرأ كتباً خارج الكتب المدرسية، كنا نعطي للمدرسين في المدرسة وخاصة المروني وكانوا يقولون لنا ادفعوا لنا نصف شلن ونحن نشتري لكم كتبا خارج المنهج المدرسي ، وتأثرت بها كثيراً وأول كتاب قرأته كان في مكتبة في شارع الملكة أروى حيث كنت أذهب اليها أطلع على عناوين الكتب ،وكان أول كتاب أقرأه هو كتاب «الأجنحة المتكسرة» لـ جبران خليل جبران.. ثم رواية «اللص والكلاب» لـ نجيب محفوظ.
خلال هذه الفترة بدأ يتشكل لدي الوعي الثقافي والسياسي، ففي عام 1960م جاءت قوات عبدالناصر وبدأنا بالتأثر ،وكان صديقي عبدالعزيز سلطان مغلس قد تأثر تأثراً غير مباشر بالحركة القومية وأنا كنت طالباً في المعهد.
وفي هذه المرحلة كان للسينما دور فقد لعبت دوراً كبيراً في تشكيل الوعي الفني والسياسي .. وفي وقتها كانوا يمنعوننا من دخول السينما ويقولون لنا إنها حرام.
في أيام شهر رمضان كان سعر التذكرة أرخص فكنت أخلّص عملي في مقهاية فارع بدري بسرعة بسرعة ،ثم أقول لهم سوف أذهب لأصلي الوتر والتراويح فأذهب السينما ـسينما «الأهلية» أو سينما «مستر حمود هريكه» أشوف فلم أو فلم ونصف إلى الساعة العاشرة مساء ، ثم أعود بسرعة إلى مسجد البيحاني «العسقلاني» ثم أحضر حلقة البيحاني للقرآن وكانوا يعطوني اثنين شلن كل ليلة.
في عام 1961م أحببت أن أستقل بنفسي وخرجت من عند الحاج فارع وكنت أبيع الصحف في الإجازة ،حيث تأثرت بأفكار الاشتراكيين التي تزامنت مع ظهور عبدالناصر ،وعندما لم أجد مكاناً أنام فيه رحت أنام في زريبة البقر حق الحاج فارع في «القطيع» بكريتر.. ثم جاء الحاج فارع وأخذني واشترى لي ثياباً جديدة وعدت إلى المقهاية وقال لي لا تضيع نفسك، كان في عدن تكافل اجتماعي ،وفي تلك الفترة لم أذهب إلى سينما «ريجل» في «خور مسكر» غير مرتين لأنها كانت بعيدة ، وتأثرت بأفلام فريد شوقي وهدى سلطان ومحمود المليجي وخاصة فلم «رصيف نمرة خمسة».
في تلك الفترة أبي كان يدفع لي فلوس المدرسة ولكن البيحاني كان يخفض النصف ويساعد أبي على تعليمي لأن أبي كان يحضر الحلقات حق البيحاني.
في عام 1962م قامت ثورة 26 سبتمبر وأنا كنت في عدن فكانت مسألة الثورة تلعب دوراً ومن هنا جاء الحنين إلى الشمال وعملنا هناك مظاهرة.
بعد أن عاد أبي إلى عدن كان يعطيني اثنين شلن ويبيع خبز «الخمير» أمام مقهاية الحاج فارع وكنت ألعب كرة القدم في «القطيع» خلال تلك الفترة في عدن وكان يسمى الفريق «كرت» الفريق الثالث في نادي الأحرار، في عام 1962م وعام 1963م مع بداية الثورة حيث كان أبناء عدن يشاركونني حبنا للثورة.
في تلك الفترة كنت أذهب القرية أجلس شوية ثم أعود إلى عدن ،وفي عام 1963م عدت إلى القرية وبعدها إلى تعز ومن ثم عملت عند شخص من القرية في مطعم في باب موسى ومن هنا تبدأ مرحلة جديدة عشتها في تعز.
محطة تعز

وصلت تعز في بداية عام 1963م بعد عودتي من عدن، سجلت في القسم الداخلي دار «الناصر» في تعز وكنت أعمل في مطعم العزعزي علي عبده في باب موسى وهو شخص من القرية .
درست في مدرسة الثورة الابتدائية (الأحمدية سابقاً) في البداية عملوا لي اختبار قبول، عمله الأستاذ محمد النعامي لتحديد المستوى، فقرروا أني أدرس في الصف الثالث إعدادي ومع وصول البعثة المصرية وبعد دراسة ثلاثة أشهر تم امتحاني الشهادة أعدادية وانتقلت للمرحلة الثانوية وكانت الدراسة جادة ،وفي بداية وجود المدرسين المصريين درسونا فترتين وظللت في تعز ثلاث سنوات.
أتذكر من رفاق هذه المرحلة عيسى محمد سيف- عبده سعيد طشان- عبدالحليم محمد عبدالله –محمد الحيمي –حسن مجلي –ياسين عبدالعليم- محمود جمال .
وفي عام 1963 وعام 1964م دخلت حركة القوميين العرب حيث كان توجهنا قومياً «ناصرياً».
كان للبعثة القومية أثر في نشر المبادئ القومية بين الطلبة وبعد سنوات الدراسة ونشاط الحركة الطلابية كان رئيس الحركة الطلابية 65 و66 عمر عبدالصمد اليافعي وأنا كنت أمين عام اتحاد الطلبة وقبله كان رئيس الاتحاد عبدالحليم محمد عبدالله العبسي.
كان دور الحركة نشطاً جداً ،وقد تمثل هذا النشاط بالمسيرات والمنشورات وقد لعبنا دوراً كبيراً في توزيع نشرة الجبهة القومية التي كانت تصدر في تعز، كانت تعز حينها أشبه بخلية النحل في النشاط السياسي والاجتماعي والثوري ضد المستعمر وكانت ثورة الشعب اليمني بكامله، وكانت (حركة القوميين العرب) متصدرة العمل القومي والنضالي ضد المستعمر.
وفي عام 1965م كتبت أول محاولة قصصية لي بعنوان «الوردة الذابلة» ونشرت في صحيفة الجمهورية وكان من محرريها محمد الكاظمي .. ثم تلتها محاولات لكن لم تكن مكتملة .. ومن الذين كنت أختلط بهم من كتاب القصة في تعز سلطان الشيباني الذي كان ينشر قصصه في صحيفة الجمهورية في الستينيات.
كنا أول دفعة ثانوية في شمال اليمن وقد امتحنا شهادة الثانوية في مدرسة عبدالناصر في صنعاء كما كانت أول بعثة إلى مصر بعد الثورة ثم بعدها انتقلنا إلى القاهرة مع زملاء من صنعاء والحديدة.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "الأخبار والتقارير"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
تحوُّلات كبرى تصنعها اليمن لصالح القضية الفلسطينية
يحيى علي نوري

عبدالباري طاهر.. رجل أحدثَ فارقاً في حياتنا
منال الشيباني

الوحدة اليمنية مكسب تاريخي عظيم
محمد سالم با رماده

مرحلة التصعيد الرابعة رَدٌّ على العدو الصهيوني الأمريكي
عبدالله صالح الحاج

مرحلة التصعيد الرابعة.. نُصْرَةً لغَزَّة
أحمد الزبيري

اليوم العالمي للعُمال.. تذكير بالتنمية والسلام
* عبدالسلام الدباء

التعايش أو الصدام ولا خيار ثالث
المستشار المحامي/ محمد علي الشاوش

عيد العمال.. حقيقة وفكرة في طريق الأجيال
المستشار/ جمال عبدالرحمن الحضرمي

هل تنجح الضغوط في تغيير السياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية؟
د. طه حسين الهمداني

"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا ؟!
طه العامري

صباحات لا تُنسى
شوقي شاهر

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)