عبدالسلام الدباء -
عند النظر إلى حجم الدمار الكبير والشامل الذي يعاني منه قطاع غزة، يمكن القول بأن وجود ميناء أو ممر بحري يُعد أحد أهم الشروط الضرورية للتفاوض وقبل البدء في عملية الإعمار، وذلك لأن هناك حاجة ماسة لإنشاء هذا الممر البحري لتوفير وسيلة من وسائل النقل الرئيسية لإدخال المساعدات ومواد البناء إلى غزة..

أما إذا استمر الوضع على ما هو عليه حالياً، مع مرور المساعدات عبر معبر رفح وتوزيعها بطرق محدودة، فإن عملية الإعمار ستكون بطيئة للغاية وقد يستغرق الأمر عقوداً بدلاً من سنوات معدودة لإعادة إعمار وبناء المناطق المهدمة بشكل كامل، ولذلك، فإن إنشاء الممر البحري يصبح ضرورياً للقضاء على القيود المفروضة على حركة التجارة وإعادة الإعمار في قطاع غزة..

وتتضح الأهمية الكبيرة لوجود الممر البحري من خلال استخدام الشحن البحري بصورة مجدية في نقل المواد اللازمة للإعمار بطريقة أسرع وأكثر فاعلية، كما يمكن إدخال كميات أكبر من الإمدادات وتوزيعها بسهولة على السكان المحليين، مما يسهم في تسريع عملية الاستعادة الحياة الطبيعية في غزة وإعادة بنائها من جديد..

وبالإضافة إلى ذلك فهناك الأهمية الاقتصادية لهذا الميناء والذي سيكون كذلك وسيلة من وسائل النقل والمنافذ الضرورية للتحرك والتواصل مع العالم الخارجي، وسوف يسهل على السكان عملية الوصول إلى السلع والخدمات الضرورية، وسوف يساعد في تعزيز التجارة والسياحة والتقدم الاقتصادي بشكل عام في قطاع غزة..

ولذلك ، فإن إقامة الممر البحري ليس مجرد ضرورة إنسانية لمساعدة سكان غزة على إعادة بناء حياتهم، بل إنه أيضاً استثمار في مستقبل أفضل للمنطقة بأكملها.. لان الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في غزة يعزز فرص السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها..

في النهاية، يبقى واضحاً أن حاجة قطاع غزة إلى الممر البحري ليست ضرورة فقط، بل هي أحد العوامل الرئيسية لتحقيق الاستقرار والازدهار المستديم في هذه المنطقة التي تعاني من الحصار والدمار الصهيوني منذ سنوات عدة.