موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الصحة تدين استهداف المجمع الحكومي وإذاعة ريمة - 37232 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - رغم أضرارها الصحية.. ملابس "الحراج" ملاذ الفقراء - فِعْلٌ شعبي.. يتحدى صُنَّاع المعاناة..هل تنتصر حسن النوايا على سوء الحرب..؟ - النظام السعودي يفرض مزيداٍ من العراقيل على الحجاج اليمنيين بمشاركة مرتزقته - عدوان أمريكي بريطاني جديد على الحديدة - القوات المسلحة تستهدف مدمرة بريطانية وسفينتين رداً على مجزرة مخيم النصيرات - الخارجية تدين مجزرة مخيم النصيرات - تجاوز حصيلة شهداء غزة 37 ألفاً منذ 7 أكتوبر - الخارجية تدين مجزرة مخيم النصيرات -
الأخبار والتقارير
الميثاق نت -

الجمعة, 05-يناير-2024
استطلاع / عبدالرحمن الشيباني : -
خلف النوافذ وداخل البيوت البسيطة هناك أكثر من حكاية تُروي، فليل صنعاء يختزل الأنَّات والَاهات وما يجري في داخل الجدران الكثير ،وما يحصل خارجها يشيب له الرأس ،في الشتاء يكون الأمر مختلفاً، فالكثير يراه ضيفاً غير مُرحَّب به ثقيلاً عليهم، وتكاد تلك البيوت والأرصفة تذيع للملأ عما يعتريها من شدة وطأته وقساوته ،حيث تُقرسُ العظام وتصطك الأسنان ،وغالباً لا تقوى الأجساد الهزيلة المتعبة على تحمله، فالفقر والبرد حين يجتمعان تتفاقم المحنة لتكون الصورة بائسة...
يعرف الجميع ان غالبية الُاسر اليمنية تعيش حالة العوز يقلبها الوجع يمنة ويسرة، وينهشها الحرمان والفاقة.. يقولون إن كل شيء جميل في الشتاء عدا ارتجاف الفقراء ،ولا ندري إنْ كانت هذه العبارة صحيحة أم لا ،لكنها تعبير بسيط يختصر المشهد، حيث يكون الدفء أغلى الأمنيات لدى هؤلاء البسطاء.. علي نواصي الشوارع والأرصفة وتحت الجسور ثمة مساكين يلتحفون العراء مجانين ..نازحين.. بسطاء..الخ، رمتهم الظروف القاهرة الى تلك الأمكنة ولم يكن لهم خيار ، فالزمن لديهم مفقود وغير محسوس وجُلّ مايطلبون رداء يقيهم برد الشتاء ولقمة عيش تسد جوعهم، إنهم طريدو البيوت ومفارقو الأحبة وحتي الإنسانية التي جعلتهم بهكذا وضعية بعد ان تخلى عنهم الجميع وتركوهم لمصيرهم المحتوم، يهيمون بلا هدف ويسيرون دون إدراك..
بلا جدران
حتى الذين في البيوت ليسوا أحسن حالاً منهم مع الفارق أن الصنف الأول لديهم جدران، بينما من ينامون في الشوارع جدرانهم الكراتين والشوالات والبطانيات الرثة التي تقف عاجزة عن إيقاف موجات البرد القاسية، حيث تشير تقديرات المنظمات الإغاثية إلى أن الظروف الجوية القاسية خلال فصل الشتاء الحالي سوف تؤثر على أكثر من 900 ألف فرد (134 ألف أسرة) في 68 منطقة موزعة على 12محافظة خلال الأشهر الأربعة المقبلة، بمن في ذلك النازحون داخلياً والعائدون والمجتمعات المضيفة، وأن النازحين داخلياً سيتعرضون بشكل خاص لصدمات الشتاء.. "الميثاق" تجولت وفي أوقات متفرقة في شوارع وأحياء العاصمة صنعاء تلتقط عبر هذه الكلمات مشاهد مقربة للواقع الأليم الذي تعيشه هذه الشريحة الكبيرة من الناس أطفالاً ومسنين بأعمار مختلفة..

تجلس "نعمة "وهي في العقد السبعيني تضم يديها علي كتفيها تحت أسفل إحدى البنايات ، كان مظهرها يدل على أنها تعاني الفاقة ويوحي بانها تنتظر شيئاً ما، اقتربنا منها سألناها عن سبب جلوسها هنا، اجابت ان احدى الساكنين وعدها ببعض الملابس الشتوية بعد أن رآها أمام احد الجوامع واصطحبها معه كما تقول ،وفعلا ظهر الرجل بعد دقائق يحمل كيسا بيده سلمه لها بهدوء وغادر ..
مبادرات خجولة
أما عبدالله فيفترش أحد الأرصفة أسفل احدى البنايات في شارع الستين، يتدثر ببطانية مهترئة وخفيفة لاتصد عنه موجات البرد القارسة ،تحصَّل عليها من احدى الجهات.. أما " سهي" نازحة من الحديدة فتروي لـ" الميثاق" معاناتها وتقول إن ظروفها القاسية اجبرتها على الجلوس هي وزوجها في كوخ صغير، بجانب احد براميل القمامة فى احد الشوارع الفرعية بحي السنينة واتخاذه مسكنا لهما، حيث يقوم زوجها المريض بجمع قتينات المياه ثم بيعها لسد الرمق.. وتضيف: " تقدمت بطلب إلى المنظمات لصرف مساعدة فطلبوا مني إفادة من عاقل الحارة التي كنت أسكن فيها ،وعندما تجشمت السفر الى الحديدة والعودة منها لإحضار الورقة المطلوبة ،تفاجأت بعد عودتي بقولهم لي ان التسجيل قد انتهي ".. سكتت قليلاً ثم أردفت بالقول: "بعض السكان في هذه الحارة يعطونني قليلاً من الطعام والملابس لأولادي الصغار جزاهم الله خيراً..
حلول غائبة
يقول رياض العريقي وهو من سكان أحد أحياء العاصمة صنعاء لـ "الميثاق": إن البرد يضاعف معاناة الناس خصوصا المعدومين الذين ينامون في الشوارع حيث يبدون في حالة رثة خصوصا المختلين عقليا حيث تظهر اجزاء كبيرة من أجسادهم وحتى عوراتهم.. للأسف هذه المشاهد لا تحرّك ضمائرنا وتجد البعض يسخر من هذا الوضع دون ان يفكر بالأسباب التي أدت إلى تواجد هؤلاء في هذا المكان ويعمل علي إيجاد الحلول.. وأضاف: " يجب ان يتدخل الميسورون ورجال الخير(المحسنون) والجهات الرسمية المعنية وكذلك الجمعيات التى يبدو أنها لاتشعر بما يقاسيه هؤلاء، وأعمالها محدودة جدا في هذا المجال..
يعرض احمد -بائع متجول- ملابس شتوية على احدى العربيات ويشير بيديه للمارة محاولا جذب الانتباه له ، تكون غالبا هذه الملابس أسعارها مناسبة ورخيصة خصوصا وان البعض منها مستعملة، لكن مع ذلك يعزف البعض عن شرائها مكتفيا بالنظر إليها والسؤال عن سعرها، وما يلبث أن يتركها.. مؤكداً ان هناك طلباً متزايداً على الملابس الشتوية في فصل الشتاء لكن القوة الشرائية لدى الناس ضعيفة ،لذلك لا يجدون حرجا في اقتناء الملابس المستخدمة التي تباع في بعض المحلات.. والبعض منهم ياتي ليلاً حتي لاترصده الأعين.. وأضاف متسائلاً: "ماذا تنتظر من بلد مازال يعاني تداعيات الحرب أثقلت كاهله وينتظر سنوات من أجل أن يتعافى ؟ الظروف الاقتصادية صعبة جدا جدا..
تعقيدات وصعوبات
الكاتب الصحفي/ حسن الوريث يشير إلى أن على الحكومة أن تقوم بواجبها تجاه عشرات الآلاف من المشردين والمساكين والمجانين الذين ينامون في الشوارع الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء دون أن يجدوا من ينقذهم.. لافتاً الى أن الدولة كانت قد أنشأت هيئة طويلة عريضة تسمى هيئة الزكاة لتقوم بواجبها تجاه الفقراء والمساكين والمحتاجين، لكنها تحولت إلى هيئة للزواج وتعقيد القطاع الخاص ومنع أي شخص يريد أن يعمل خيراً لهذه الفئات الفقيرة، بحجج واهية ومنها أن الهيئة هي المختصة ويجب تسليم المساعدات إليها ،وهي تقوم بصرفها والنتيجة ملايين الفقراء والمساكين والمحتاجين والمتسولين يملأون شوارع المدن والقرى وينتشرون في كل مكان ،كما ان الدولة قامت بإنشاء برنامج معالجة التسول ،لم نجد له أثراً على أرض الواقع.. وتساءل الوريث: "مسئولية من هؤلاء المساكين الذين يعانون من البرد والجوع والفقر ؟ مسئولية من انتشار ملايين الفقراء والمساكين ومئات الآلاف من المتسولين والمرضى والمجانين والأطفال والنساء والعجزة، الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ؟ من هو المسئول عن هذه الفئات ؟ وهل وضعها هكذا في الشوارع من الإنسانية التي تدَّعيها الدولة والحكومة؟ وهل الدولة عاجزة عن وضع حلول لها ؟
حقوق مشروعة
الاختصاصية الاجتماعية ا/ وداد أبوطالب تقول لـ "الميثاق" إن شوارعنا وأحياءنا فيها أشخاص يهيمون علي وجوههم بلا مأوى وبلا أبسط الاحتياجات، هم بحاجة الى أولاً العلاج ثم المأوى والسكن والملبس والمأكل.. إنهم مرضى نفسيون وعقليون وبحاجة الى اهتمام ورعاية، هذه أبسط حقوقهم.. أليسوا بشراً، فبعضهم لديه اكتئاب حاد والآخر فصام أو ذِهان، إنهم بالعامية "المجانين" الذين كل شخص منهم كان ابناً أو أباً أو أماً أو بنتاً لكن الظروف القاسية هي من أجبرتهم على التشرد والضياع.. ولفتت أبو طالب الى أنه " لو كان هناك من يهتم بهم لعادوا الى حياتهم الطبيعية لو وُجدت المصحات المناسبة أو العلاج.. وأشارت الى أن عدم توافر القدرة المالية من أهاليهم على علاجهم المكلف ادى الى هذا الوضع الذي نراه، الأمر الذي أدى الى تردّي أحوالهم، وضاع مسقبل معظمهم.. وطالبت الدولة بأن توفر لهم العلاج المناسب والمصحات المجانية.. ورغم ماتواجهه الدولة من حصار جائر وعدوان غاشم إلا أنه لابد من إيجاد حلول لهذه الظاهرة.. ماذا عن هيئة الزكاة أليس من المفترض أن تتعاون مع منظمات المجتمع المدني والتجار كل حسب استطاعته ليسهموا في حل هذه الظاهرة وإنقاذ إنسان من المرض والعوز.. والأجر عند الله عظيم.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "الأخبار والتقارير"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الحرية لفلسطين بكل لغات العالم
عبد السلام الدباء

حق طبيعي للناس
أحمد عبدالرحمن

البقية في حياتك
حسن عبد الوارث

المؤتمر.. الحصن الحصين
يحيى الماوري

حرصاً على اليمن
أبو بكر القربي

النخبة التي كانت (2)
د. عبدالوهاب الروحاني

المتغيّرات تتسارع.. والفرص لا تتكرر
أحمد الزبيري

قراءة في سطور عن موسوعة (بن حبتور)
طه العامري

من (التفكيكية)كمعول هدم إلى المقاومة كإعادة بناء.. رؤية في الواقع والمتغيّر
محمد علي اللوزي

بين شارع المصلى وبيت الحَوِش!!
عبدالرحمن بجاش

حتى لا ننسى ذكرى تفجير جامع الرئاسة في اليمن
د. طه حسين الهمداني

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)