موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
الميثاق نت -

الأحد, 31-ديسمبر-2023
‮ ‬إبراهيم‮ ‬ناصر‮ ‬الجرفي‮ ‬ -
يستطيع الإنسان عن طريق القراءة والبحث والدراسة ، أن يحمي قدراته العقلية من الاختراق المنهجي والتبعية الفكرية للآخرين ، وأن يدافع عن حقه في التفكير الحر والمستقل ، وأن يدافع عن حقه في اتخاذ القرار بكامل إرادته بعيداً عن الإملاءات والتدخلات الخارجية ، التي تعمل بكل قوة من أجل استغفاله والاستخفاف به واستغلاله بشكل سلبي ، ولذلك لا يستغرب أحد أن يكون أول أمر إلهي نزل على رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام ، هو الأمر بالقراءة ، قال تعالى ((اقرأ باسم ربك الذي خلق)) ، وذلك لما للقراءة من أهمية بالغة في حياة الإنسان وتفكيره وحاضره ومستقبله ، تتمثل في منح الإنسان القدرة على بناء التحصينات القوية القادرة على حماية عقله وفكره وإرادته وحريته من الاختراق والاستغلال والاستغفال والتغرير والتضليل ، لأن الإنسان إذا انهارت تحصيناته العقلية والفكرية ، أصبح عقله ساحة مفتوحة‮ ‬ومستباحة‮ ‬لآراء‮ ‬وأفكار‮ ‬غيره‮ ‬،‮ ‬وأصبح‮ ‬عبارة‮ ‬عن‮ ‬متلقي‮ ‬وتابع‮ ‬لتلك‮ ‬الافكار‮ ‬،‮ ‬بسبب‮ ‬الغفلة‮ ‬وتعطيل‮ ‬العقل‮ ‬والاكتفاء‮ ‬بتلقّي‮ ‬أفكار‮ ‬غيره‮ ..‬
لأنه كلما زادت قراءة الإنسان واطلاعه وبحثه ، كلما زادت قدرته على الفهم والاستيعاب والإدراك والتفكير ، وبالتالي لن يكون لقمةً سائغة وسهلة للاستغفال والتغرير والتضليل الفكري أو الإعلامي ، وكلما قلت قراءة الإنسان واطلاعه ، حتى ولو كان متعلماً ، كلما قلت قدرته على الفهم والإستيعاب والإدراك والتفكير ، وبالتالي سوف يكون لقمةً سائغة وسهلة للاستغفال والتضليل ، لذلك نجد أن الإنسان الجاهل الذي لا يقرأ ، هو الأكثر عُرضة للاستغلال والاستغفال في كل زمان ومكان ، والإنسان المتعلم الذي لا يقرأ ولا يطلع ولا يبحث لا يفرق وضعه كثيراً عن ذلك الجاهل ، من أجل ذلك كل من يريد أن يُحصِّن قدراته العقلية ، ويحميها من الوقوع في براثن الاستغفال والتضليل والتغرير ، عليه فقط بالإكثار من القراءة والاطلاع والبحث فكل كلمة ، وكل جملة ، وكل مقاله ، وكل كتاب ، وكل فكره يقرأها الإنسان مهما استصغر شأنها ، لابد أن تساهم بشكل أو بآخر في بناء تحصيناته العقلية ، ودفاعاته الفكرية ، لذلك يظل خير جليس في الزمان كتابُ ، وأيضاً يجب الاطلاع على كل الآراء والأفكار والدراسات والبحوث ، مهما كان يعتقد الإنسان أنه مختلفاً معها ، لأنها لا بد أن تفيده بطريقة أو بأخرى‮ ‬في‮ ‬توسيع‮ ‬مداركه‮ ‬العقلية‮ ‬،‮ ‬وتمنحه‮ ‬القدرة‮ ‬على‮ ‬التمييز‮ ‬والمقارنة‮ ‬،‮ ‬وتساعده‮ ‬في‮ ‬الاقتراب‮ ‬أكثر‮ ‬نحو‮ ‬الحقيقة‮ ..‬
لأن الذي يكتفي بالقراءة والاطلاع والبحث ، حول وجهة نظر واحدة ، يكون ضحيةً للتعصب للرأي الواحد ، والفكرة الواحدة ، بغض النظر عن صوابيتها أو انحرافها ، أو موضوعيتها ، أو مصداقيتها ، ومن المعلوم أن المتعصب هو أسهل شخص يمكن استغفاله والتضليل عليه ، لذلك أجمع الفقهاء والحكماء عبر التاريخ ، بأن المتعصب والمتشدد والمتطرف لأي فكرة أو رأي ، أو مذهب، (لا رأي له) ، لذلك نجد أن الأنطمة السياسية عبر التاريخ ، تحاول بكل الوسائل حصر عقليات الجماهير في وجهة نظر واحدة ، أو في مذهب واحد ، أو في حزب واحد ، حتى يكون من السهل عليها السيطرة على قدراتهم العقلية ، وبالتالي يكون من السهل عليها توجيههم حسب ما تقتضيه سياساتها وتوجهاتها ، وحتى الدفع بهم إلى الموت في سبيلها ، لذلك فإن القراءة والبحث والاطلاع هي السبيل الوحيد أمام كل إنسان ينشد الحرية والاستقلالية الفكرية ، ويريد أن يتحرر‮ ‬من‮ ‬أغلال‮ ‬التعصبات‮ ‬السلبية‮ ‬التي‮ ‬تقيد‮ ‬عقله‮ ‬عن‮ ‬التفكير‮ ‬والبحث‮ ‬،‮ ‬وهي‮ ‬السبيل‮ ‬أيضاً‮ ‬لكل‮ ‬من‮ ‬يرغب‮ ‬في‮ ‬بناء‮ ‬منهج‮ ‬فكري‮ ‬وعقلي‮ ‬خاص‮ ‬به‮ ..‬
لأنه وبدون شك كلما زاد الإنسان من القراءة وتوسع أكثر في الاطلاع والبحث ، كلما زاد رصيده الفكري والمعرفي والثقافي ، وكلما زاد الرصيد الفكري والعلمي والمعرفي في العقل البشري ، كلما زادت فرص العقل من التحرر من أغلال العصبيات السلبية التي تحصره في زوايا ضيقة وتفقده القدرة على الإبداع والابتكار والمشاركة الإيجابية ، وعندما يتحرر الإنسان من أغلال العصبيات الضيقة ، يكون قد تحرر من التبعية الفكرية للآخرين ، وعندما يتحرر العقل الإنساني من التبعية الفكرية للآخرين ، يكون حينها قد امتلك القدرات العقلية الكافية ، القادرة على تحصينه وحمايته من الاستغفال والتغرير والتضليل ، لذلك لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال ، استغفال العقل الإنساني المتحرر من التعصبات السلبية ، لأنه يصبح عقلاً مفكراً . عقلاً مستقلاً . عقلاً مسئولاً . عقلاً حراً . عقلاً مبدعاً وخلاقاً ..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

للمتباكين على "الحمدي"
عبدالله الصعفاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)