موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


ممثلو الفصائل الفسلطينية لـ"الميثاق": الوحدة اليمنية مدماك مهم لأمتنا العربية - رئيس مؤتمر لحج لـ"الميثاق": لا مستقبل لليمن بدون الوحدة - زيد أبو علي : الوحدة طَوْقُ النجاة من كل الأزمات ولا حياة لشعبنا بدونها - يحيى غوبر: الوحدة مِلْكُ الشعب.. وينبغي كسر زجاجة الأوهام - الخطري: المرأة اليمنية كانت سَبَّاقة في دعم مشروع الوحدة الوطنية - عزام صلاح: محاولات تمزيق الوطن لن تزيد شعبنا إلا تمسُّكاً بوحدته - الشريف لـ"الميثاق" : منجز الوحدة يؤكد تحرُّر اليمن من التبعية والوصاية - تدشين اختبارات المعاهد التقنية والمهنية بصنعاء والمحافظات - صنعاء.. توجيه من رئيس الوزراء لوزير المالية - الأمين العام يرأس اجتماعاً تنظيمياً للقيادات الإعلامية -
مقالات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 21-فبراير-2023
عبدالباري‮ ‬طاهر‮ ‬‬‬‬‬ -
تهل على شعبنا اليمني، وأمتنا العربية، الذكرى الثانية عشرة للانقلاب الربيعي، الذي غمر الأرض العربية من الماء إلى الماء. ففي خاتمة العقد الأول من القرن الواحد والعشرين أحرق البوعزيزي جسده رداً على إهانة الكرامة؛ فاشتعلت المنطقة العربية، فكان جسده الشرارة التي‮ ‬أشعلت‮ ‬السهل‮ ‬كله،‮ ‬بحسب‮ ‬مقولة‮ ‬ماوتسي‮ ‬تنج‮ "‬الزعيم‮ ‬الصيني‮". ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
هبت رياح الثورة المضادة، ومن داخل الربيع العربي؛ لتحوِّل الاحتجاجات المدنية السلمية إلى حرب عادت ببعض البلدان إلى ما قبل عصر الوطنية والدولة في ليبيا، اليمن، وسوريا، وتصاعد الصراع في السودان، ولبنان، والعراق، وتونس.
تونس‮ - ‬قلعة‮ ‬الربيع،‮ ‬والموئل‮ ‬الأول‮ - ‬تعاني‮ ‬أشد‮ ‬المعاناة‮ ‬من‮ ‬التفرد‮ ‬والسيطرة‮ ‬التي‮ ‬بدأها‮ ‬حزب‮ ‬النهضة‮ ‬الإسلامي؛‮ ‬لتسقط‮ ‬بيد‮ ‬المستبد‮ ‬الفرد،‮ ‬قيس‮ ‬سعيد،‮ ‬الذي‮ ‬ألغى‮ ‬مؤسسات‮ ‬الدولة،‮ ‬والمعارضة‮ ‬معا‮. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
نجت مصر من التفكيك لوجود جيش وأمن قويين، وكذلك الجزائر، وتواجه سوريا، والعراق، ولبنان، مخاطر التفكيك والانهيار، وتواجه اليمن وليبيا سيطرة الميليشيات المدعومة إقليميا ودوليا؛ لتفرض التفكك والتقسيم بقوة السلاح كأمر واقع.
ما كان الحديث عنه بالأمس كمؤامرة أصبح واقعاً يفقأ العين. اليمن الأنموذج الأبشع تعيش أسوأ كارثة على وجه الأرض -بحسب توصيف الرأي العام الدولي- وكواقع قاتل ومدمر، كانت الحرب الوسيلة المثلى والأداة الوحيدة لتغيب شمس الربيع العربي، وليسود العنف، وتفكيك الكيانات،‮ ‬وتمزيق‮ ‬النسيج‮ ‬المجتمعي،‮ ‬وفرض‮ ‬التطبيع،‮ ‬وما‮ ‬هو‮ ‬أسوأ‮. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
في كل بلدان الربيع العربية، كانت الاحتجاجات المدنية السلمية البديل الأرقى لحكم الغلبة والقوة، سواء في أنظمة ثورات الحكم، أو في الشرعيات الثورية الآتية من حرب تحرير، أو انقلابات عسكرية، وكان الرد الحرب.
كان الاستعماريون الأمريكان والأوروبيون يدركون شيخوخة هذه الأنظمة، وطغيانها، وانكشاف فسادها، وعجزها عن حماية مصالحهم، وعن فرض التطبيع؛ فكانوا يعلنون رفضهم قمع الاحتجاجات بالقوة، ويعدون الخطط البديلة لتسيد الفوضى، والحرب؛ لإيصال المنطقة كلها إلى التفكك والتقسيم. الأنموذج اليمني فاجع؛ فقد حصدت الحروب المتواصلة والمتناسلة ما يزيد عن نصف مليون، والمشردون أكثر من ثلاثة ملايين، والموتى بالأوبئة الفتاكة يسابقون قتلى الحرب، والجوعى غالبية السكان؛ حيث تتجاوز النسبة الـ82 ٪ مليشيات الأمر الواقع تتوزع اليمن جنوبا وشمالا،‮ ‬وجنوبا‮ ‬وجنوبا،‮ ‬وشمالاً‮ ‬وشمالاً‮. ‬حروب‮ ‬الثماني‮ ‬سنوات‮ ‬أكدت‮ ‬أن‮ ‬غاية‮ ‬الحروب‮ ‬وأهدافها‮ ‬التفرد‮ ‬بالسيطرة‮ ‬والنهب‮ ‬والتقسيم؛‮ ‬خدمة‮ ‬للصراع‮ ‬الإقليمي‮ ‬والدولي؛‮ ‬وللمصالح‮ ‬الأنانية‮. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
تحولت الأرض اليمنية إلى ميادين حروب، واليمنيون إلى أدوات قتال كتجار، ومرتزقة. حرب دمرت البنية التحتية لبلد فقير، وضعيف النمو، وشحيح الموارد، يعيش الغالبية فيه دون خط الفقر. لن نحتفي بعيد أعيادنا في الذكرى الثانية عشرة بالبكاء على الأطلال، أو محاولة اجترار الماضي‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يعود‮ ‬إلا‮ ‬في‮ ‬شكل‮ ‬المهزلة،‮ ‬ولن‮ ‬نغرق‮ ‬في‮ ‬مستنقع‮ ‬صراعات‮ ‬الماضي‮ ‬الآثم،‮ ‬فاللحظة‮ ‬الاجتماعية‮ ‬لا‮ ‬تستعاد‮. ‬إنها‮ ‬الموجة‮ ‬التي‮ ‬لن‮ ‬تستحم‮ ‬فيها‮ ‬مرتين‮. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
نقرأ التجربة الرائعة والمنهوبة بعيون الحاضر الحي، وفكر الآتي؛ مدركين أن الليل يعقبه النهار، وأن بعد العسر يسرا، ولا يهزم تشاؤم العقل إلا تفاؤل الإرادة -بحسب مقولة غرامشي-، وليس لشعبنا وأمتنا من عدو غير الحرب، وتجارها، ومشعليها، ومموليها، وليس من سبيل لإطفاء‮ ‬حرائقها‮ ‬غير‮ ‬السلام،‮ ‬وحرب‮ ‬اللاعنف،‮ ‬والدعوة،‮ ‬بل‮ ‬الدعوات‮ ‬إلى‮ ‬تصالح‮ ‬مجتمعي،‮ ‬ومصالحة‮ ‬وطنية‮. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
إدانة الحرب وتجريمها، والعمل الدؤوب للخلاص منها، هو الحرف الأول في أبجدية كفاح شعبنا راهنا. لنسعَ إلى التصالح داخل القرية الواحدة، بل الأسرة الواحدة، وبين القرية والقرية، والمدينة وأختها، وداخل المجتمع الأهلي الذي مزقته الحروب الإجرامية، والمجتمع المدني المغيب‮ ‬بأحزابه،‮ ‬ونقاباته،‮ ‬وجمعياته،‮ ‬وشخصياته‮ ‬العامة‮. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ليتحاوروا ويتفاوضوا في الغرف المظلمة؛ فذلك شأنهم، وما يهمنا في تلاقينا اليومي، وفي نشاطنا، وكتاباتنا هو ابتكار الأساليب لغرس بذور السلام، وقيم التسامح، والتعايش، وإشاعة روح التآخي، ونبذ العداوات، وخطاب الكراهية، والتكفير، والتخوين.
هناك نشاط في الداخل والخارج لدعاة السلام والتصالح، وكلها بوادر طيبة، وبشائر خير، وما ينقص هو التنسيق، وتحديد نقاط الاتفاق للسعي المشترك وصولاً إلى خلق قوة سلامية حقيقية على الأرض، تتحرك في الداخل شمالاً وجنوبا، شرقاً وغرباً داخل المدن والقرى، وفي مختلف المكونات‮ ‬السياسية،‮ ‬والمدارس،‮ ‬والمساجد،‮ ‬والمقاهي،‮ ‬والأحياء،والمنازل،‮ ‬والشوارع،‮ ‬والمقايل‮ ‬للحوار‮ ‬اليمني‮ - ‬اليمني‮. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
عظمة‮ ‬الحادي‮ ‬عشر‮ ‬من‮ ‬فبراير‮ ‬أنها‮ ‬كسرت‮ ‬حاجز‮ ‬الخوف‮ ‬في‮ ‬نفس‮ ‬المواطن‮ ‬اليمني؛‮ ‬فجبروت‮ ‬المستبد‮ ‬ليس‮ ‬السلاح‮ ‬فقط‮ ‬على‮ ‬أهميته،‮ ‬وإنما‮ ‬أيضا‮ ‬ما‮ ‬يزرعه‮ ‬من‮ ‬خوف‮ ‬في‮ ‬نفوس‮ ‬المقهورين‮. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
يوم سقط الخوف من نفس الحضرمي في هبة 2005م، ويوم تنادى الضباط، والجنود، والمحالون على المعاش في عدن، والمناطق الأخرى، ونزلوا إلى الميادين في عام 2007م مطالبين بحقهم، ويوم تحرك في صنعاء محتجون أمام مجلس الوزراء ضدا على الحرب في صعدة، وتبنوا مطالب إخوانهم في الجنوب‮ - ‬كانت‮ ‬تلك‮ ‬البداية‮ ‬الحقيقية‮ ‬لربيع‮ ‬اليمن‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة
غازي أحمد علي محسن*

الوحدة امتداد طبيعي لهويتنا اليمنية الوحدوية
الدكتور/ قاسم محمد لبوزة *

مرحباً عيد الوحدة
د. أبوبكر القربي

في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر
إياد فاضل*

مايو.. عيد العِزَّة والكرامة
عبيد بن ضبيع*

الوحدة التي يخافونها..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

الوحدة.. الحدث العظيم
بقلم/ محمد حسين العيدروس *

الذكرى السنوية ليوم الوحدة اليمنية المباركة
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

الذكرى الـ "35" للوحدة اليمنية المباركة.. فِطرة لا تزول
د. زينب حميد عوض المزجاجي

22 مايو يوم خالد في ذاكرة التاريخ والشعب اليمني
د. حميد غوبر

22 مايو.. ومشاريع التقسيم
المستشار/ جمال عبدالرحمن الحضرمي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)