موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


هل تحوَّلت بلادنا إلى سوق مفتوحة للمبيدات الفتاكة؟! - معدلات إصابة اليمنيين بالسرطان في ارتفاع مُخيف !! - تحوَّلت من ظاهرة إلى مهنة.. "التسوُّل" آفة اجتماعية خطيرة تُقلِقُ المجتمع - المساح يكتب عن حياته: من بيع (التمباك والصحف) إلى صناعة وإبداع الدهشة "1-2" - فيما تضاربت الأنباء حول الجولة الأخيرة للمبعوث الأممي .. صنعاء تنفي عودة المفاوضات - النواب يستمع إلى إيضاحات حكومية حول المبيدات الخطرة - مجيديع يعزي بوفاة الشيخ محمد الضبياني - حصيلة شهداء قطاع غزة ترتفع إلى 34454 - الزراعة تكشف حقيقة وجود دودة في المانجو - الوهباني يعزي بوفاة الشيخ عبدالرقيب المنيفي -
الأخبار والتقارير
الميثاق نت -

الأربعاء, 11-يناير-2023
محمد‮ ‬علي‮ ‬اللوزي -
الأستاذ الالمعي سعيد أحمد الجناحي اسم لمع في سماء اليمن، حقق حضوره الفريد والمتميز من انتمائه إلى ما هو إنساني، واستطاع بجدارة أن يخوض معترك النضال الوطني بهمة المثقف العضوي، ووعي المقتدر على إنجاز تطلعات مصيرية تحقق الغاية المثلى للوطن اليمني الكبير، الذي شارك في النهوض به مع رفاقه الذين كان لهم حضورهم الكبير والمشرف على الساحة الوطنية، بما تمثلوه من قيم ومبادئ عظيمة.. ولعله قد تميز بجدارة في أن يكون أحد أهم رجالات الفكر والثقافة والعمل الصحفي، وله في هذا باع كبير لأنه انطلق في مضمار العمل الصحفي بضمير وطني خلاق ومن إنسان عركته الحياة والظروف والتجارب وخبر العمل السياسي واشتغل عليه من موقعه كمنمتم الى اليسار التحرري منذ وقت مبكر.. ولعل هذا قد اكسبه الإصرار على إنجاز مهام تاريخية جعلته حاضر في قلب المشهد الوطني والثورة اليمنية.. ولن نأتي على مسار عمله النضالي وإنما يهمنا الوقوف على مؤلفه الجدير بالاهتمام وأن يُفرد له حيز في التناولات وفي المكتبة اليمنية كرافد معرفي اشتغل عليه سعيد الجناحي كمثقف متميز وقلم حر ابي ومناضل جسور وإنسان انتمى الى ذات المجد الذي جعله يعنون مؤلفه بـ(الثورة وائتلاف المجد) ..
وواضح من عنوان الكتاب أنه يشكل رؤية المؤلف في مسار العمل الثوري بذات القيم والمبادئ والأهداف الذي ناضل من اجلها الأحرار في كل ارجاء الوطن، بهدف إنجاز المعنى الاروع للوطن بأنساقه المجتمعية والوطنية، وبمختلف التكوينات والمشارب.. وإذا نحن على مؤلف يلقي الضوء على صفحات من تاريخ الثورة اليمنية برؤية مثقف متمرس خاض بعقله ووجدانه العمل النضالي الوطني، حتى أنه لايمكن نأتي على عوامل وإرهاصات الثورة اليمنية والفاعلين فيها كقوى تحررية دون أن يكون المناضل سعيد الجناحي حاضرا، فهو أحد أهم روادها والفاعلين فيها والمشتغلين على أنساقها الفكرية والمعرفية برؤية مناضل يساري عتيد يشار إليه بالبنان. في مؤلفه (الثورة وائتلاف المجد) نجد الكاتب الموسوعي في قراءته للتاريخ اليمني ينطلق من رؤية معرفية للتاريخ وإلمام بالتطورات السياسية والواقع الاجتماعي، ويسهب في، هذا المجال لنجده يقدم صفحات مضيئة من تاريخ اليمن ضمن ثلاث حقب تاريخية مهمة كونت الدولة اليمنية الكبرى وهي: المعينية والسبئية والحميرية وهي دول استطاعت ان تنجز حضارة كبيرة قامت على الزراعة والصناعة والحرفية، وصاحب هذا الاشتغال تشريعات وسن قوانين لنجد اننا امام دولة يمنية متفردة في صناعة التاريخ والحضارة والبناء والتنمية، ولعل اليمن من موقعها الجغرافي الاستراتيجي المتميز قد جعلها محط اطماع الاجنبي من ناحية، ومن ناحية اخرى جعلها على اتصال وثيق بالعالم الخارجي لكونها تطل على البحر الأحمر والبحر العربي في جنوب الجزيرة العربية. كما انها انبنت فيها حضارة قائمة على التنوع الاقتصادي وعلى مفهوم الدولة ككيان حضاري له موارده الاقتصادية وتشريعاته وعلاقته الخارجية ودوره في إرساء دعائم دولة فريدة في المنطقة، ولعلها بهذا التفرد والتميز ظلت في مستوى التحديات التي واجهتها حتى دخول اليمنيين الاسلام. وينطلق الاستاذ سعيد الجناحي في مؤلفه برؤية تحليلية تستلهم البعد الاقتصادي في تتابع المتغيرات على مستوى الارض والإنسان، وما واجهته اليمن من تحديات غير عادية سواء من قبل الذين كانوا ولاة في العصرين الاموي والعباسي وما اعقب ذلك من اطماع خارجية كمحاولة البرتغاليين احتلال عدن، وماتلا ذلك من نفوذ الدولة العثمانية، ولعل ما واجهته اليمن من تداعيات بفعل ضمور وضعف الدولة المركزية والاطماع الخارجية قد أو جد خلخلة في عمق تكوين الدولة اليمنية، الامر الذي اوجد دويلات عدة وخلق سلطنات في الجنوب وصراع داخلي داخلي وداخلي خارجي، والاستاذ سعيد الجناحي بتميزه في فهم انساق البعد التاريخي ومتغيراته على الخارطة اليمنية وما استتبعه من ضعف ووهن ودخول اليمن في دياجير الظلام، قد اراد بهذا أن يقدم رؤية تاريخية من منظور وطني يؤكد فيها، أن اليمن عبر التاريخ شهدت تطوراً لانظيرله، كما شهدت صراعات مريرة بفعل ماتكتنزه من ثروات وخيرات كعامل اقتصادي مهم وبفعل عامل الجغرافيا كموقع استراتيجي. هذا العمق في التحليل للبعد التاريخي بإشكالياته السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والاجتماعية، هو ما تميز به الاستاذ سعيد الجناحي بمعنى أنه انطلق في استحضاره للأحداث والتحولات التاريخية من بعد تحليلي معرفي مترابط ليصل بنا الى فهم ابعاد الصراع في الدولة اليمنية، وما اعقب ذلك من شروخات ونتوآت عميقة تصلبت لتؤدي الى مستوى حكم الفرد بطغيانه واستبداده المتمثل في سيطرة الامام يحيى على السلطة وماورثه عن الدولة العثمانية من منجزات في التعليم والصحة والمعدات العسكرية وتفرده في الحكم والسيطرة والاستعلاء بعيدا عن المفهوم الحقيقي للدولة. فكان ما يعمله نابعاً من تصوره ورؤيته الخاصة لتسيير شئون الحكم بما يعني ان الارتجال كان هو الابرز في اصدار التوجيهات التي كانت تتحول الى قرارات وأوامر تسير عليها الدولة، هذا الاداء عكس نفسه على كل جوانب الحياة الاقتصادية والتعليمية والعسكرية... الخ.. الاستاذ سعيد الجناحي في هذا المنحى يقدم صورة بانورامية لواقع الحال ليضعنا أمام صفحة من صفحات التغيير في مسار الوطن اليمني الذي تتقاذف به امواج الاهواء والرغبات وحكم الفرد والصراعات والاحترابات مع الخارج وفي الداخل وهو الامر الذي اعاق التقدم وحد منه إن لم يكن التخلف هو القاعدة وماعداه الاستثناء. هذا هو التجاذب، بين الاستعمار والحتلال وتشظي الوطن في الجنوب الى سلطانات بدعم بريطاني والادريسي في عسير ونجران وجيزان وفي الشمال صراعات بينية وحملات عسكرية كما هو حال التمرد في حاشد ومنطقة الزرانيق اضافة الى الحرب مع السعودية التي لم تتوقف الا في عام 1934م لنجد ان مرحلة العشرينيات حتى عام 1934م كما اشار اليها المؤلف الاستاذ سعيد الجناحي هي فترة‮ ‬صراع‮ ‬واقتتال‮ ‬ولم‮ ‬يكن‮ ‬الاستقرار‮ ‬الا‮ ‬بعد‮ ‬تقسيم‮ ‬اليمن‮ ‬الى‮ ‬ثلاثة‮ ‬اقسام‮ (‬الشمال‮ ‬حيث‮ ‬المملكة‮ ‬المتوكلية‮ ‬اليمنية،‮ ‬والثاني‮ ‬حين‮ ‬بسطت‮ ‬السعودية‮ ‬نفوذها‮ ‬على‮ ‬نجران‮ ‬وجيزان‮ ‬وعسير‮ ‬بعد‮ ‬اتفاقية‮ ‬الطائف‮) ‬
والقسم‮ ‬الثالث‮ ‬الجنوب‮ ‬والمناطق‮ ‬المحيطة‮ ‬به‮ ‬وقد‮ ‬حولها‮ ‬البريطانيون‮ ‬الى‮ ‬محميات‮.. ‬
بهذا الواقع المزري والمؤلم يقدم الاستاذ سعيد الجناحي الصورة القاتمة لطبيعة الانقسام ومآلاته على كافة الصعد حيث برز التخلف والانحسار في الانتاج وكثرة الاوبئة والأمراض والانغلاق على العصر وصعوبة المواصلات والتواصل البيني بين ابناء المجتمع الواحد والتعليم الذي لم يلبّ حاجيات الواقع، كل ذلك أسهم في قهر الحياة وخروج اليمن عن العصر وتجزؤها، الأمر الذي عطل مسيرة وطن وتطلعات نهضوية وكشف عن اختلالات واسعة بفعل العشوائية في الحكم والصراعات الداخلية وتكالب الأعداء بفعل الأطماع في الاستيلاء على الارض اليمنية.
في كل الأحوال يقدم الاستاذ الجناحي بتأملاته الغزيرة ونفاذ رؤيته وقدرته التحليلية واستنتاجاته المتميزة وفهمه لأبعاد الصراع والتحولات في اليمن وقراءته الاستبصارية للتاريخ عن فهم ووعي ونضج فكري ، يقدم مؤلفه بما يجعلنا نقف أمام هذا الجهد الكبير بكثير من الإجلال والاحترام وهو يتابع وطنا بكل متغيراته على مستوى الخارطة اليمنية الكبرى لنرى (الميلاد على طريق الخلاص) كما يعنون له في الكتاب فمن الآلام والقهر والمجاعة والفقر والامية والامراض والانكسارات والخيبات المتتالية، ثمة تكون حقيقي وتشكل يتبرعم ليتحول الى مساحة وطن يقف المؤلف عليه ويتابعه ويتمثل في كوكبة انجبتهم البلاد منهم (عبدالله السلال) ومجايله، الذي تم ايفاده الى العراق عام 1935م مع عدد من زملائه ليلتحقوا بالمدرسة العسكرية. هذا الجيل الذي انتمى الى الارض والإنسان وعرف الحياة وتفتق وعيه ليبصر طريق الخلاص ويقترب من صناعة حدث تاريخي غير عادي. هو الرافد القوي لمسار التحولات الوطنية وهو الشعلة التي سيوقدها الاحرار والقوى النضالية في مواجهة الطغيان على مستوى الوطن اليمني الكبير.. في مؤلفه الاستاذ الجناحي يحدثنا عن الظروف والنشأة للضباط الاحرار وتحفزهم لإنجاز حلم وطن رغم ماعاشوه من شظف عيش ومعاناة وإهمال وتعنت وقساوة حياة وإقصاء من الوظائف وسجن وتعذيب، ومع ذلك لم تلن لهم قناة او يحد ذلك من طموحهم بل كانوا اكثر إصراراً على صناعة التاريخ. وعلى تحريك الحلم نحو الواقع لنجد أننا امام ميلاد الحركة الوطنية كما يؤرخ لها الاستاذ سعيد الجناحي بعام1940م من وجهة نظره. في هذه الفترة درس عدد من الطلاب اليمنيين الذين شكلوا فيما بعد قوى نضالية بارزة تمتلك الإرادة والوعي والفهم العميق لممكنات التحول وأهمية الخلاص من حكم الإمامة وابرز هؤلاء الطلاب احمد محمد نعمان ومحمد محمود الزبيري و محمد صالح المسيمري وعلي ناصر العنسي والبيحاني. لاشك ان هؤلاء قد اثرت فيهم مارأوه في مصر من نهضة وتطور. وهنا نلاحظ اننا أمام جيلين متزامنين الى حد ما الاول التحق بالكليات العسكرية في مصر السلال وزملاؤه والثاني من طلائع المفكرين والمثقفين التحقوا بالدراسة‮ ‬في‮ ‬مصر،‮ ‬لنجد‮ ‬ان‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية‮ ‬اعتمدت‮ ‬في‮ ‬تطلعاتها‮ ‬ومسيرتها‮ ‬على‮ ‬الجانب‮ ‬العسكري‮ ‬والمدني،‮ ‬وكلاهما‮ ‬تأثرا‮ ‬بحضارة‮ ‬الآخرين‮ ‬وتطلعوا‮ ‬الى‮ ‬ان‮ ‬تكون‮ ‬اليمن‮ ‬دولة‮ ‬متقدمة‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "الأخبار والتقارير"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*

"الكوتشينا".. على الطريقة الإيرانية..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

أبوراس.. موقف مشرّف مع القضية الفلسطينية
سعيد مسعود عوض الجريري*

" غَزَّة ".. كاشفة
أحمد الزبيري

حتى لا يصبح بلد الحكمة منسياً وفاشلاً.. “دعوة للحوار والسلام”
عبدالله الصعفاني

حب الوطن أغلى من المال
عبد السلام الدباء

ماذا تفعل البحرية الهندية في البحر الأحمر؟
منذر سليمان

دولة العدل والمساواة
علي القحوم

عنتر أبو "الجَلَن" !!
عبدالرحمن بجاش

اليمن على مدار السرطان!!
علي أحمد مثنى

إمبراطورية المصادفة والإدمان الإمبريالي
مازن النجار*

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)