موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


شوروية المؤتمر تنعي رحيل الاكاديمي المجاهد - عدوان جديد على ميناء رأس عيسى - رئيس المؤتمر يواسي آل المجاهد - غوتيريش: الوضع في غزة من سيء إلى أسوأ - النواب يوجه رسائل لرؤساء برلمانات العالم - الامانة العامة تدين الاعتداء الذي طال مبنى المؤتمر بسقطرى - عدوان أمريكي جديد يستهدف 3 محافظات - عدوان على صنعاء وصعدة وعمران - فعاليات عربية لـ"الميثاق": اليمن الحر والمستقل لن يخضع للإرهاب الأمريكي - "أونروا": نفاد أمداداتنا من الطحين في غزة -
مقالات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 29-نوفمبر-2022
راسل القرشي -
عشنا معه وفي حضرته وحضرة الوطن صغاراً وكباراً .. استلهمنا من نضاله وكفاحه ولغته الشعرية الثورية قيم الهوية ومبادئها الأخلاقية والثقافية، وفلسفة الحب والمسئولية والإبداع..

إنه المناضل الوطني والأستاذ الأكاديمي.. الكاتب والشاعر والأديب والناقد والمعلم وأحد رواد التنوير في اليمن الدكتور عبدالعزيز المقالح..

رائد القصيدة اليمنية المعاصرة.. والشاعر الذي يخشاه السياسيون نتيجة صمته الذي لا يدوم طويلاً.. وعندما يتحدث ينصت له الجميع.. يتحدث شعراً.. يسكب كلماته على بساط مليء بالحب.. الأمل.. التفاؤل..

ملحمة بحد ذاتها.. وتاريخ كبير مليء بالنضال والأحداث الجميلة والرائعة التي كتبت على دفتر الوطن بلغة الثورة وكل لغات الحب والعشق والوله..

عبدالعزيز المقالح.. الكلمة التي أيقظت فينا الوطنية.. الحب.. الروح الجميلة التي لا يمكن لها أن تموت أو يصيبها الوهن حتى وإن غادرتنا ورحلت..

شعره ينسكب على مائدة الوطن العربي الكبير قدساً، وثورة لا تهدأ.. وحِمماً تحرق الأرض من تحت أقدام المحتلين والغزاة والطغاة..

كلمات تيقظ السلاح في وجه المجازر.. تبحث عن الثابتين الراسخين الصامدين في خندق المقاومة.. في خندق الكفاح والنضال الذي لم ولن يهدأ ما دامت الأرض مغتصبة وما دام العدو يرقص على أشلاء الوطن..

عبدالعزيز المقالح.. كلمات توزعت هنا وهناك.. شجون وحنين وحب.. ثورة ووطن..

كلمات ترفض قسوة الواقع وتوزع أحلامها أغنية نستمع إليها في صباحات ومساءات أيامنا المخضبة بالدماء والأمل..

* ماذا نقول عن هذا العملاق اليماني الذي تركنا نتجرع الويلات ورحل عنا في هذا الزمن التعيس والكئيب.. ماذا نقول وماذا نكتب عن هذه الهامة السامقة، عن الإنسان والأديب والشاعر وعن العلم الدكتور عبدالعزيز المقالح..؟

مهما كتبنا ومهما قلنا فلم ولن نفيه حقه..
فالمقالح واحد من أصدق أبناء هذا الوطن ومناضليها الأحرار الذين رفعوا راية اليمن عالياً في مختلف ميادين العلم والثقافة على المستوى العربي والعالمي.. تاريخ مكتوب بكل لغات العالم، وحقيقة لا يمكن تجاوزها أو القفز عليها..

رحل المقالح الجسد إلا أن اسمه لم ولن يرحل، وسيبقى حاضراً في ذاكرة الأجيال.. حاضراً بشعره بكتاباته وبإرثه الثقافي والأدبي المدوّن بأحرف من نور..

* "أنا هالكٌ حتماً
فما الداعي إلى تأجيل موتي
جسدي يشيخُ
ومثله لغتي وصوتي
ذهبَ الذين أحبهم
وفقدتُ أسئلتي ووقتي
أنا سائرٌ وسط القبورِ
أفرُّ من صمتي
لصمتي"

بهذه الكلمات نعى المقالح نفسه في ظل هذا الوجع المسكون في قلوبنا قبل أن يغمض عينيه ويسلم روحه إلى الله..

نعى المقالح نفسه قبل أن ينعيه ويبكيه من تبقى من رفقاء دربه ومحبيه وطلابه.. أدرك أن كل شيء انتهى.. ولم يبقَ سوى وجوه اليأس وصمت المقابر..

"صنعاء …
يا بيتاً قديماً
ساكناً في الروح
يا تاريخنا المجروح
والمرسوم في وجه النوافذ
والحجارة
أخشى عليك من القريب
ودونما سببٍ
أخاف عليك منكِ
ومن صراعات الإمارة"..

هكذا يرحل من نحبهم ويبقى الوجع يلاحقنا إلى أن نفقد من تبقى من عمالقة هذا الوطن الموجوع، الذي لم يترك الشيطان فيه مساحة للضوء.

فسلام عليك أستاذنا المقالح وعلى قلبك الذي انطفأ بصمت..
سلام على روحك التي ستبقى تحلق في سمائنا إلى أن نلقاك.. ورحمة الله عليك..
ولليمن والأمة العربية الصبر والسلوان.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
حين يكون الضيف قاتلاً.. لا ترحبوا به !!
توفيق الشرعبي

حضرموت والانقسام السياسي: هل نحن أمام خطة لتقسيم اليمن؟
عبدالرحمن نشوان أبوراس

شعب وجلاد
فتحي بن لزرق

مستنقع اليمن
جمال عامر

العدوان في موسمه الثاني
عبدالرحمن العابد

وكأنها ليست بلدنا
احمد خرصان

أيقونة فن اليمن الكبير
علي أحمد مثنى

غزة.. ضمير الإنسانية
محمد علي اللوزي

أين الكتلة؟
عبدالرحمن بجاش

المعركة الداخلية..غورباتشوف اليمن سلاح العدو الأنجع
خالد العراسي

المستشفيات الفندقية جشع ورقابة ناعمة
د.محمد علي بركات

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)