كتب‮/‬عبد‮ ‬الرزاق‮ ‬البريهي‬‬‬‬‬‬ -
التاريخ الوطني لليمن المعاصر بكل أحداثه وتحدياته وتعقيداته لم يتم النظر إليه على اساس أنه تراكم من النضال والكفاح ضد الغزاة والمحتلين ومواجهة الظلم والطغيان والتخلف، وهناك مناضلو لم يهابوا بطش الغزاة والمحتلين والأنظمة الاستبدادية وقدموا أرواحهم في سبيل سيادة‮ ‬ووحدة‮ ‬وحرية‮ ‬شعبهم‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ومع‮ ‬ذلك،‮ ‬كل‮ ‬هذا‮ ‬التراكم‮ ‬لم‮ ‬تُبْنَ‮ ‬عليه‮ ‬على‮ ‬نحو‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى‮ ‬خلق‮ ‬وترسيخ‮ ‬ذاكرة‮ ‬وطنية‮ ‬ترتقي‮ ‬بالوعي‮ ‬إلى‮ ‬مستوى‮ ‬متطلبات‮ ‬واستحقاقات‮ ‬بناء‮ ‬اليمن‮ ‬ودولته‮ ‬المجسدة‮ ‬لتاريخه‮ ‬الحضاري‮ ‬العريق‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وهنا علينا أن نعترف بأن قضية كهذه تحتاج إلى جهد متكامل في إطار مشروع وطني كبير، وحتى لا يكون ما نطرحه ذا طابع غير منصف، كان هناك جهود من مناضلي ومؤسسات رسمية لكنها جهود ناقصة وفيها الكثير من تغليب الأهواء التي ترجع أحياناً إلى النظرة التي يتم بها التعاطي مع‮ ‬هذا‮ ‬التاريخ،‮ ‬وهذا‮ ‬يفسر‮ ‬لنا‮ ‬سبب‮ ‬انقطاع‮ ‬تلك‮ ‬الأحداث‮ ‬عن‮ ‬سياقها‮ ‬في‮ ‬الذاكرة‮ ‬الوطنية‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
هذا ما يمكن استخلاصه من حكاية تأليف كتاب "من الثورة البكر إلى الثورة الأم"، للصحفي والكاتب الأستاذ محمد اليازلي والتي بدأت من صورة في معرض أقامته دائرة التوجيه المعنوي قبل ما يقارب عقد ونصف، وقصة الصورة والكتاب يرويها الشيخ صادق بن أمين ابوراس، أن الأستاذ محمد اليازلي اتصل به ليحكي له أنه شاهد في معرض الصور الذي أقامته حينها دائرة التوجيه المعنوي تجمع الشيخ أمين أبوراس مع قاسم منصر ومجموعة من مشائخ أرحب، وكان اليازلي حاضراً فيها ،ومكتوب تحتها تعليق أعداء الثورة يتآمرون، في حين أن تلك الصورة هي أحد الشواهد على الوعي الوطني الذي كان يمتلكه الشيخ أمين ابوراس وقدرته على التأثير والوصول إلى من كان يُعد في ذلك الحين ألد أعداء ثورة 26 سبتمبر والجمهورية الوليدة وأشرس القادة الملكيين الذي كان يقف على أهم أبواب صنعاء.
بكل تأكيد مواقف الشيخ أمين ابوراس النضالية الوطنية المبدئية معروفة لكل أبناء اليمن ولمناضلي الحركة الوطنية، وبالتالي لا يمكن لجهل أحد منظمي ذلك المعرض أن يغير في هذه الحقيقة ولكن مثل هذه الأخطاء ممكن أن تقلب الأمور بتكرارها رأساً على عقب.. لهذا كان كتاب من الثورة البكر إلى الثورة الأم- والذي استند إلى العديد من الوثائق شرحها الشيخ صادق بن أمين أبوراس في محاضرته في منتدى السعيد الثقافي بتعز في مناسبة صدور هذا الكتاب - كان إضافة مهمة لما تحتويه المكتبة اليمنية من أدبيات تاريخية تتعلق بنضالات الحركة الوطنية اليمنية ودور آل أبوراس فيها منذ الغزو العثماني الأول والثاني لليمن وحتى اليوم.. بمناسبة أعياد الثورة اليمنية الـ60 لثورة الـ26 من سبتمبر والتاسع والخمسين لثورة 14 أكتوبر والـ55 ليوم الاستقلال الوطني من الاستعمار البريطاني 30 نوفمبر.
محاضرة‮ ‬الشيخ‮ ‬صادق‮ ‬أبوراس‮ ‬تم‮ ‬استعراضها‮ ‬في‮ ‬صحيفة‮ ‬الجمهورية‮ ‬عام‮ ‬2008م،‮ ‬وتعيد‮ ‬نشرها‮ ‬الميثاق‮ ‬إنصافاً‮ ‬لتاريخ‮ ‬الحركة‮ ‬الوطنية‮ ‬اليمنية‮ ‬ورموزها‮ ‬الخالدة‮ ‬التي‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬تظل‮ ‬حية‮ ‬في‮ ‬ذاكرة‮ ‬الأجيال‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬


صور‮ ‬تاريخية‬‬
وحول الكتاب قال الأستاذ صادق أمين أبو راس: احتوى الكتاب على صور كثيرة منها صور كُتب عليها اختراق جمهوري ناجح لحصون قاسم منصر، تشير الصور إلى أمين أبو راس وقاسم منصر، مع بعض مشائخ ارحب ومعهم اليازلي في الصورة يستمعون إلى كلمة قاسم منصر الذي اضحك الحشد الكبير،‮ ‬من‮ ‬ضمن‮ ‬ماقاله‮ »‬أنا‮ ‬لست‮ ‬بفلسفوس‮«.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

الاختراق‮ ‬الأول‮ ‬للجمهورية‬‬‬‬
يقول‮ ‬الأخ‮ ‬صادق‮ ‬أمين‮ ‬أبو‮ ‬راس‮ : ‬هذا‮ ‬على‮ ‬أساس‮ ‬الاختراق‮ ‬الأول‮ ‬ل‮ ‬الجمهورية‮ ‬للتفاوض‮ ‬مع‮ ‬قاسم‮ ‬منصر‮ ‬حول‮ ‬صنعاء‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وهذا يدل على ارتباط الماضي بالحاضر فعندما اراد اليازلي تأليف الكتاب قال أنا أريد كتاباً يتضمن الاشخاص الذين اعرفهم ومن عايشتهم ويقصد أمين أبو راس وقاسم حسن ابو راس ، وطلب من الأخ صادق وثائق ولم يعرف حينها ماهي الوثائق التي يريدها ، ففوجئ اليازلي بأن الأستاذ‮ ‬صادق‮ ‬أمين‮ ‬أبو‮ ‬راس‮ ‬يسلمه‮ ‬حوالي‮ ‬ثلاث‮ ‬شنط‮ ‬مليئة‮ ‬بالصور‮ ‬الوثائقية‮ ‬وقال‮ ‬له‮ ‬خذ‮ ‬مايعجبك‮ ‬أو‮ ‬ماتحتاج‮ ‬إليه‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

ملامح‮ ‬تاريخية‮ ‬لتقسيمات‮ ‬اليمن‬‬‬‬‬‬
ثم انتقل المؤلف في كتابه إلى الملامح التاريخية لتقسيمات اليمن قبلياً واجتماعياً حتى وصل بالسلسلة التي اوردها إلى أن اليمنيين معظمهم ينتسبون إلى نبي الله هود عليه السلام ، ثم تكلم عن برط كونه يعرفها الناس ويسمعون عنها أكثر. برط تقع على بعد 220 كلم من مدينة صنعاء ، في الجانب الشمالي الشرقي تشرف على الربع الخالي وهي منطقة تسكنها قبائل من ذو محمد وذو حسين وهي أساساً كانت حصناً من حصون الجمهورية كذلك أيام الإمام والاتراك حاولوا أكثر من مرة أن يصلوا إليها ، بل إن بعضهم حاولوا الوصول إليها والبقاء فيها للقضاء على الأئمة‮.‬‬‬

تحالف‮ ‬الأحمر‮ ‬وأبو‮ ‬راس‬‬‬‬‬‬
وضم الكتاب عدداً من الوثائق والرسائل المكتوبة، حيث بدأ بوثيقة كانت تنص على وجود تحالف بين بيت أبو راس وبيت الأحمر ، وبعض الوثائق العثمانية والتركية والمسئولين في ذلك الوقت من بين هذه الوثائق وثيقتان تاريخيتان حول مصادرة أموال بيت أبو راسفي ذي السفال والسياني والتي كانت تتبع تعز والوثيقة الأخرى بشأن إعادة أملاك بيت ابو راس في لوائي حجة وتعز وكانت الوثيقة في 27 صفر 1308هـ الموافق 11-10-1890م.. ثم تناول الكتاب الكثير من الوثائق التاريخية وكلها تحكي عن فترة الغزو التركي الأول والثاني لليمن.

أبو‮ ‬راس‮ ‬والأتراك‬‬‬‬
وذكر الفصل الثاني من الكتاب وثيقة مقتل حسن بن قايد أبو راس الذي قتل في منطقة »الذكرة« كان حينها موجوداً في مدينة القاعدة ، فطلب منه المجيئ إلى تعز للتفاوض مع الاتراك وارسلوا له الياس سعيد وحسني بيك من القادة العسكريين الموجودين في تعز مع مجموعة من الجنود »الجندرمان‮« ‬وعندما‮ ‬وصلوا‮ ‬معه‮ ‬إلى‮ ‬مفرق‮ ‬الذكرة‮ ‬تمت‮ ‬عملية‮ ‬الاغتيال‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

قصة‮ ‬اغتيال‮ ‬حسن‮ ‬أبو‮ ‬راس‬‬‬‬‬‬‬‬
وعملية الاغتيال وكيف تمت يرويها الأخ صادق أمين أبو راس فقال : عندما وصل حسن أبو راس مع مرافقيه إلى مفرق الذكرة حاول النزول عندما شك بوجود مؤامرة عليه وكان يوجد له بيت هناك فيه أكثر من مائتي شخص منهم خمسون شخصاً جدد فأرسل خادمه إلى ذلك المكان واوصاهم بأن يرسلوا له بخمسين ريال فرنص جديد وكان يقصد الخمسين الشخص الجدد ولم يفهم الأمر، بعضهم قال إنه يريد فلوساً وبعضهم رجال حتى امرأته شاركتهم من نافذة البيت تقول لهم ارسلوا له برجال ولم يفهموا الأمر فأرسلوا له بخمسين ريالاً مع الخادم حقه وحين استلم الفلوس قال حمى والله‮ ‬،‮ ‬وعندما‮ ‬وصل‮ ‬حسن‮ ‬أبو‮ ‬راس‮ ‬مع‮ ‬مرافقيه‮ »‬الرسل‮« ‬والجنود‮ ‬إلى‮ ‬الذكرة‮ ‬تمت‮ ‬عملية‮ ‬الاغتيال‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
الاتراك ذكروا في وثائقهم أنه حاول أن يريق الماء ولكنه أخذ البندق يريد أن يرمي حسن بك فأخطأ عندها رد الجنود عليه بالرصاص فاردوه قتيلاً هو وخادمه وبعدما قتلوه قطعوا رأسه ورأس خادمه وعلقوهما في الباب الكبير في مدينة تعز.

وثائق‮ ‬ثورة‮ ‬1948م‬‬‬‬
واستعرض الكتاب العديد من الوثائق التي تحكي عن تلك المرحلة حتى ثورة 1948م وذكر من شاركوا فيها من حاشد وبكيل ومذحج ، حتى عملية اغتيال الإمام يحيى واستند في هذا الجانب إلى وثائق وإلى الزبيري وقال: انه في سنة 1948م باشر خمسة من شيوخ القبائل بقتل الإمام يحيى هم القردعي وابن هارون والحسني وابن أبو راس وريحان قائد سيارة ابن الوزير، وذكر الكتاب ماتم بعد ثورة 1948م والهجوم الذي تم على صنعاء حتى وصل إلى الفتنة التي حاول الإمام زرعها بين أكبر قبيلتين في اليمن حاشد وبكيل ،حيث اراد الفتنة بين قاسم بن حسن أبو راس وحسين بن‮ ‬ناصر‮ ‬الأحمر،‮ ‬واورد‮ ‬الكتاب‮ ‬ماقام‮ ‬به‮ ‬الإمام‮ ‬من‮ ‬اعمال‮ ‬وحبس‮ ‬لحسين‮ ‬بن‮ ‬ناصر‮ ‬الأحمر‮ ‬ونجله‮ ‬حميد‮ ‬،ولكن‮ ‬الإمام‮ ‬لم‮ ‬يفلح‮ ‬في‮ ‬اشعال‮ ‬الفتنة‮ ‬وتم‮ ‬حل‮ ‬الخلاف‮ ‬القائم‮ ‬بسلام‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

شهداء‮ ‬الثورة‬‬
واشار إلى شهداء الثورة 1948م بدأهم بعبدالله أحمد الوزير وزيد الموشكي في اليوم الأول وفي اليوم الثاني الجمعة 30 جماد الأولى محمد الوزير ومحمد بن حسن أبو راس وعبدالله بن حسن بن قائد أبو راس والنقيب الشائف والبراق.

وأرفق المؤلف عدداً من صور الشهداء، ثم تناول المؤلف مادار في تعز في تلك المرحلة من ادوار واجتماعات في إطار الترتيبات التي تمت للقضاء على الإمام أحمد كانت في تعز واورد بعض الاسماء المشاركين ونتائج الاجتماعات السرية التي تمت ومنها في قلعة القاهرة..

الجمعية‮ ‬الثورية‬‬
وتناول الكتاب كيفية انشاء الجمعية الثورية اليمنية في أوائل 1928م وتشكل لجنة من اعضائها قاسم بن حسن أبو راس وحسين بن ناصر الأحمر ، ومطيع دماج ، زيد نهشل ، ابراهيم حاميم ، عبدالرحمن قاسم العريقي ، ناشر عبدالرحمن العريقي ، عبدالقوي حاميم ، أمين بن حسن أبو راس‮ ‬،‮ ‬محمد‮ ‬هاشم‮ ‬عبادي‮ ‬،‮ ‬عبدالله‮ ‬هاشم‮ ‬عبادي‮ ‬،‮ ‬حزام‮ ‬الشعبي‮ ‬،‮ ‬علي‮ ‬شويط‮ ‬،‮ ‬قاسم‮ ‬قطيش‮ ‬،‮ ‬محمد‮ ‬الحبابي‮ ‬،‮ ‬علي‮ ‬أبو‮ ‬لحوم‮ ‬عبدالله‮ ‬ذيبان‮ ‬،‮ ‬عبدالرؤوف‮ ‬الحاج‮ ‬صادق‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

ترتيبات‮ ‬الثورة‮ ‬في‮ ‬تعز‬‬‬‬‬‬
وتم عمل تشكيلات حول ماكان قد تم إعداده لعمل انقلاب في تعز ، وخطة الهجوم على القصر وعملية توزيع الأدوار والمهام للواصلين لأنه تمت الاستعانة بمجاميع من القبائل أتوا من أماكن مختلفة ، لكن ماحدث في ذلك اليوم مثل صدمة قوية ،حيث قرر الإمام مغادرة تعز.

أيضاً تناول الأحداث بعد فشل ثورة 1948م والدور الذي قام به قاسم بن حسن أبو راس وحسين بن ناصر الأحمر اللذان عاهدا نفسيهما بأنهما سيغتالان الإمام في السخنة، وكان كل واحد يريد أن يفدي الآخر بنفسه ويقوم بالعملية لكنهما في النهاية نفسيهما أن يذهب كلاهما ويوجها له‮ ‬برقية‮.‬‬‬‬‬

برقية‮ ‬للإمام‮ ‬أحمد‬‬‬‬
جاء في البرقية »مولانا أمير المؤمنين ايدكم الله ثمة موضوع مهم جداً يتعلق بقضية حاشد وبكيل يستلزم عرضها ضرورياً على جلالتكم ، نرجو الاذن بوصولنا لعرضه على جلالتكم ، لنرى رأيكم في الموضوع ،ومن حسن وفطنة وذكاء الإمام أنه عرف بالموضوع.

رد‮ ‬الإمام‬‬
فكان جوابه بعد يومين من وصول البرقية كما يلي »من الإمام إلى الشيخ حسين بن ناصر الأحمر والنقيب قاسم أبو راس حفظكم الله ، لقد قرر الأطباء عدم مزاولة أي عمل حتى ولو كان بسيطاً لمدة تتراوح بين ستة إلى ثمانية أشهر مع تناول العلاج المقرر إلى جانب الاستحمام الطبيعي‮ ‬خلال‮ ‬هذه‮ ‬المدة‮ ‬وقد‮ ‬خالفنا‮ ‬قرار‮ ‬الأطباء‮ ‬بالإجابة‮ ‬عليكم‮«.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
هذا الرد يؤكد أن الإمام طاغية فعلاً، حيث تمهل في الرد ووضع المدة الكافية حتى يتمكن من التخلص منهما وكان له ذلك ففي دار الضيافة بتعز تم إعدام قاسم بن أمين أبو راس ، أما حسين الأحمر هرب وتابعه حتى وصل إلى بلاد حاشد ومنها إلى برط ثم الجوف وهناك تم ضبطه على يد الشريف الرميم ، واستعرض الكتاب في هذا الفصل صوراً لحسين الأحمر وحميد الأحمر وقاسم بن حسن أبو راس وأمين بن حسن أبو راس وطريق ، والقردعي ، والمناضل الوحدوي الفقيد محمد عبده نعمان الحكيمي ودوره الذي كان معهم على طول الخط وفي مختلف المراحل ، أيضاً ممن كان لهم دور كبير عبدالقادر الخطري الذي كان يعيش في تعز وكان بيته مأوى للوطنيين ،وكان من ضمنهم أمين عبدالواسع نعمان ، واستعرض أيضاً كيفية مقتل قاسم بن أمين ابو راس والرسائل التي كانت تُبعث للإمام، وسيرة حياة قاسم وحسن أبو راس.

مرحلة‮ ‬ثورة‮ ‬سبتمبر‬‬‬‬
وقال أبو راس إن الفصل السادس والأخير يتناول هذا ثورة 26 سبتمبر بكل تاريخها ونضالتها وتضحياتها وكذا أهميتها والوضع الذي قامت عليه، كما تضمن نصوص عدد من الاتفاقيات والوثائق والرسائل التي كانت تُرسل من وإلى أمين أبو راس.
فمن الرسائل التي قرأها الاستاذ صادق أمين أبو راس البرقية المرفوعة إلى أمين أبو راس من اللواء أنور القاضي قائد القوات المصرية ، ورسالة من الرئيس السلال إلى أمين أبو راس توضح فيها اعتراف امريكا بثورة اليمن.
ورسالة من الأخ علي محمد سعيد رئيس جمعية الصليب الأحمر اليمنية ، أيضاً تطرق المؤلف في هذا الفصل إلى اسماء شهداء ثورة سبتمبر ، وعملية انشاء حزب الله الذي دعا إليه الزبيري في اجتماع برط التاريخي ، بالإضافة إلى عدد من الاحداث التي وقعت في تلك الفترة.