يحيى‮ ‬حسين‮ ‬العرشي -
الشعوب والمجتمعات لا تنهض وتصحو من سباتها دون ان يسود فيها مراكز للبحث والدراسة ..ودون ان ترى نفسها على خشبة المسرح ..ودون ان تقرأ ما تخطه ابداعات أدبائها وكُتَّابها.. وقبل كل ذلك ان تتجاوز واقع أُمّيتها وترقى فيها مدارسها بمناهج لا عوث ولا لوث فيها ..
وطننا اليمني الواحد حاول ومستمر في محاولته ان يتوفر له ما تيسر من ذلك بفضل ارادته وتوقه للحياة ولمعارفها.. لكنه يتعرض وهو في الطريق لكثير من المعوقات والاحباطات الناتجة عن الجهل وضيق أفق المعنيين بإدارة شؤونه ومن بيدهم القرار..
ومن متابعتي لبعض من يسلط الضوء على احوال وطننا ومنهم المستشار أحمد علي محمد جحاف الذي أعجبني ما كتبه بقلمه الرشيق الراقي الذي لا يخلو من النقد المفيد عن المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجية المستقبل (منارات).. وهو المركز الوحيد غير الحكومي الذي يضطلع‮ ‬بدوره‮ ‬الطليعي‮ ‬التنويري‮ ‬في‮ ‬وضح‮ ‬النهار‮. ‬يستضيف‮ ‬فيه‮ ‬من‮ ‬يتوخى‮ ‬منه‮ ‬قول‮ ‬ما‮ ‬يفيد‮ ‬وليستمع‮ ‬فيه‮ ‬من‮ ‬يرغب‮ ‬في‮ ‬الاستزادة‮..‬
يدير المركز ثلاثة من افضل من انجبتهم بلادنا ..جهودهم أخذت من صحتهم ومن وقتهم بل ومن رزقهم الكثير.. تطوعاً صادقاً لا يشوبه أي شائبة..الدكتور حمود العودي ودلوه الممتلئ في علم الاجتماع.. والمهندس عبدالرحمن العلفي بهندسته البديعة المتفانية ليرسم لوحة من العطاء والايثار‮..‬والاستاذ‮ ‬أنور‮ ‬شعب‮.. ‬كفاءته‮ ‬نشاطه‮ ‬يجعل‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬جهده‮ ‬ثمرة‮ ‬طيبة‮..‬
استكثرنا‮ ‬على‮ ‬انفسنا‮ ‬هذه‮ ‬المنارة‮ ‬فغابت‮ ‬عنا،‮ ‬نرجو‮ ‬ان‮ ‬لا‮ ‬يطول‮ ‬غيابها‮ ..‬فبصيص‮ ‬من‮ ‬الضوء‮ ‬خير‮ ‬من‮ ‬الظلام‮...‬