موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الاحتلال يعدم 200 نازح في مجمع الشفاء بغزة - إعلان هـام من وزارة التربية والتعليم في صنعاء - رئيس المؤتمر يعزي بوفاة السفير أحمد الكبسي - شباب المؤتمر الشعبي العام: موقف بلادنا مع فلسطين جسد صدق الأخوة ووحدة المصير المشترك - 32552 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - الشريف يعزي الشيخ حسين عبدالعزيز بوفاة والدته - صنعاء.. الخدمة المدنية تصدر بياناً هاماً بشأن المرتبات - أطلقوا العنان للنشاط الخيري دون قيود - المناضل أحمد محمد ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ.. رائد من رواد التنوير في اليمن - فتح مكة.. نقطة التحوُّل الكبرى لمسيرة الإسلام -
مقالات
الميثاق نت -

الأربعاء, 01-سبتمبر-2021
مطهر‮ ‬تقي‮ ‬ -
وُوري - الجمعة- جثمان أحد أبناء الحركة الوطنية اليمنية السياسي المتميز الأستاذ محسن العيني في مسقط رأسه (بناء على وصيته) بقرية الحمامي بني بهلول جنوب العاصمة.. وبين مولده 1932 وسط الظلمة واليتم والحياة البائسة وبين وفاته صباح الأربعاء 25-8-2021م في زمن القتل والفرقة للعام السابع بين اليمنيين قرابة تسعين عاماً قضى فصول ذلك العمر المديد بين طفولة بائسة ذاق خلالها يتم الأب والأم والأخ الأكبر حتى دخل مدرسة الأيتام في العاصمه صنعاء (أسسها الإمام يحيى عام 1926) وشاهد من نافذة مدرسته الاستاذ محمد محمود الزبيري ورفيقه الخطيب محمد ابو طالب يساقون بأمر الإمام يحيى من سجن قصر السلاح الى سجن الاهنوم بحجة عام 1941م.. وشارك مع زملائه الطلبة بالتهليل والدعاء عند تشييع مئات من ضحايا مجاعة 1942 ورأى لأول مرة نور الكهرباء يشع من دار السعادة ودار الشكر... ولأول مره سمع صوت المذيع من الراديو عام 1946 من جهاز الإرسال المهدى من الأمريكان الذي حول إلي اذاعة وذلك في منزل المدرس اللبناني سنو، وكان وأخوه علي من المختارين في بعثة الأربعين طالباً من متفوقي مدارس صنعاء وذمار والحديدة وتعز الذين تم اختيارهم من مختلف الشرائح الاجتماعية دون محاباة بتوجيه وتسهيل الأمير عبدالله بن يحيى وذلك للدراسة في مدارس لبنان عام 1947 وفي طريقه مع زملائه الى لبنان عن طريق عدن التقى بالأستاذين محمد محمود الزبيري واحمد نعمان حيث ادخلوهم السينما لأول مرة لرؤية فيلم عنتر وعبلة وشاهدوا الأنوار والسيارات والحياة‮ ‬التجارية‮ ‬المزدهرة‮ ‬في‮ ‬شوارع‮ ‬عدن‮ ‬المعبدة‮ ‬وسط‮ ‬ذهول‮ ‬المقارنة‮ ‬بين‮ ‬صنعاء‮ ‬وعدن‮.. ‬
وفي صيدا اللبنانية بدأ وعيهم بالعالم واحداثه يتفتح خصوصاً عن فلسطين التي بدأت مأساة أحداث حرب عام 1948 تتطور.. وسمع العيني وزملاؤه وهم في لبنان عن ثورة 1948 ومقتل الإمام يحيى واعتلاء ابنه احمد العرش بعد ثلاثة أسابيع من الأحداث المؤلمة ونهب العاصمة صنعاء واهانة أهلها واستباحة الحرمات.. وقد تم انتقال البعثة الطلابية من لبنان الي مصر بأمر الإمام أحمد احتجاجاً على قبول لبنان منح اللجوء السياسي للفضيل الورتلاني الجزائري أحد من خطط ومن شارك بثورة 1948م ..
في مصر بدأت شخصية المناضل محسن العيني تتكون وتتأثر بمد الحركة الوطنية المتمثلة بالزبيري والنعمان وبما أحدثته ثورة مصر 1952 من تغير وطني واجتماعي وتبنيها الدعوة للوحدة العربية كما تأثروا بالأجواء الفكرية والسياسية والصحفية في مصر التي كانت منارة لكل الشباب العربي وقتها.. وبعد التحاق العيني بالاتحاد اليمني الذي انشأه الاستاذ الزبيري برز كسياسي يمني معارض للحكم في اليمن وعاش بعد ذلك مع الزبيري والنعمان ومن معهم من المعارضين اليمنيين إرهاصات واحداث اليمن خلال أعوام 55 و 58 و59 و 61 حتى الحدث الأكبر ثورة 1962م.. وبعد ثورة سبتمبر دخل العيني المعترك السياسي اليمني فقد عينته قيادة سبتمبر اول وزير خارجية لليمن ثم اول مندوب لليمن في الأمم المتحدة وأول من ألقى خطاباً باسم اليمن الجديد في الأمم المتحدة..
ولأنه رجل دولة حمل لواء التغيير والتنوير فقد كان صمام أمان للخروج بالدولة اليمنية الجديدة من المآزق السياسية حين تشتد وذلك بتعيينه رئيساً للوزراء فقد شكل أربع وزارات في عهد القاضي عبدالرحمن الارياني بين الأعوام 1969 - 1972 ثم الخامسه والأخيرة في عهد الرئيس‮ ‬ابراهيم‮ ‬الحمدي‮ ‬في‮ ‬يونيو‮ ‬1974م‮..‬
ولأنه السياسي وصاحب العلاقات الدولية فقد تنقل من قبل ومن بعد تشكيله تلك الوزارات بين الأمم المتحدة كمندوب لليمن وسفير لليمن لدى الاتحاد السوفييتي وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وأخيراً امريكا التي استمر سفيراً فيها من 1984 وحتى 1997 وأخيراً عين مستشاراً لرئيس الجمهورية‮ ‬ونائباً‮ ‬لرئيس‮ ‬المجلس‮ ‬الاستشاري‮ ‬عام1997م‮..‬
وكتابه خمسون عاماً في الرمال المتحركة ومن قبله كتابه مؤامرات ضد قضية اليمن يتحدثان عن سيرة محسن العيني الوطني ورجل الدولة الدبلوماسي الذي استطاع أن ينتزع احترام الرئيس جمال عبدالناصر وكذلك أنور السادات والقيادات السعودية المتعاقبة بالرغم من انتمائه لحزب البعث العربي الاشتراكي(عام 1958) الذي كان في خلاف مع عبدالناصر ومع القيادات السعودية لكن وطنيته وثقافته اليمنية العميقة قد جعلته يتغلب على حزبيته البعثية ويكون محل احترام القيادات العربية المتصارعة والمتوافقة أيضا وكذلك محل احترام الطيف السياسي اليمني الذي نشأ في ظل أحداث جسام مرت بها اليمن فكان العيني محل ثقة تلك القوى ومصدراً للنصح والاستشارة طيلة ابتعاده عن السلطة حتى توفاه الله وعاد جثمانه إلى قرية الحمامي التي ولد فيها وذاق مرارة العيش مع أخوته وهو يرعى غنمها ليقوده القدر إلى أعلى المناصب بعد رحلة طويلة من تعب الغربة لطلب العلم ومرارة الصراع السياسي واهواله على طريق النضال للتحرر وخروج اليمن من حصار التخلف وقسوته إلى الثورة والانفتاح على العالم الذي سبق اليمن بزمن طويل من التقدم والازدهار..
رحمة الله على الاستاذ محسن العيني والعزاء لزوجته الفاضلة رفيقة دربه عزيزةه عبدالله ابو لحوم ولأولاده هيثم وطارق ولابنتيه ولجميع آل العيني وآل ابو لحوم وكل أبناء اليمن الذي كان المرحوم العيني يرجو أن يغادر هذه الحياة الفانية وقد عم السلام والوئام بين أبنائه‮ ‬وتحررت‮ ‬أرضه‮ ‬من‮ ‬الهيمنة‮ ‬والتبعية‮ ‬الخارجية‮.. »‬ان‮ ‬لله‮ ‬وإنا‮ ‬إليه‮ ‬راجعون‮« ‬

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الجديد - القديم في المؤامرة ..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

إلى هنا وكفى
أحمد الزبيري

إياك تقول أنا عربي
علي أحمد مثنى

المناخ مسؤولية الجميع
د. محمد العبادي

اليمن كلها أوقاف !!
عبدالرحمن حسين العابد

البعد المسكوت عنه في (العالمية) كمُنتَج غربي
محمد علي اللوزي

تَـقِـيَّـة
عبدالرحمن بجاش

تَصَاعُد وعي العالم بمأساة غزة
السيد شبل

التبعية الإيجابية والتبعية السلبية في تاريخ الحضارة اليمنية
إبراهيم ناصر الجرفي

من عملية التاسع من رمضان إلى ما بعد الرياض.. وَعْدٌ يتجسَّد
أصيل نايف حيدان

السنوار القائد والعقل المدبّر لهجمات 7 أكتوبر
سعيد مسعود عوض الجريري*

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)