موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الثروة السمكية تحذر من مخالفة قرار "حظر الجمبري" - صنعاء.. حشد جماهيري كبير مع غزة ولا خطوط حمراء - إسقاط طائرة أمريكية في أجواء مأرب - بيان هـام صادر عن وزارة الإتصالات - أبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة - وسط تهديد بتشديد الحصار: الجوع.. سلاح ضغط أمريكي على صنعاء - تربويون وأكاديميون لـ"الميثاق": تحصين الجيل الجديد بأهمية الوحدة اليمنية ضرورة قصوى - الوحدة اليمنية خيار شعب ومصير وطن - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ عبدالكريم الرصاص - الأونروا: 600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح -
مقالات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 31-أغسطس-2021
د. عبدالعزيز بن حبتور -
أهم الدروس هي للمتعاونين مع المحتل وأصدقائه بأنَّ التُربة الحُرة لن تقبلهم، وسيظلون هاربين في أرجاء الأرض مقابل خيانتهم لوطنهم ودينهم وتاريخهم.
سيتذكَّر العالم بِرمَّته هذا اليوم، وهذا التاريخ بالذات.
سيسجّل التاريخ الإنساني يوم الأحد الموافق 15 أغسطس 2021م، باعتباره يوم هزيمةٍ نكراء تجرَّع فيه حِلف شمال الأطلسي كُلّه بقيادة الولايات المتحدة الأميركية كأس الهزيمة المُر، وستبقى مرارته عالقة في نفسيات القادة السياسيين والعسكريين الغربيين وذهنياتهم لعقودٍ طويلة قادمة.
سيتذكَّر العالم بِرمَّته هذا اليوم، وهذا التاريخ بالذات، وأنَّ محطة جديدة إضافية من محطات الهزائم والنكسات التي صاحبت مسيرة "الإمبراطورية الأميركية" أضيفت إلى نكسات وهزائم في حروبٍ سابقة في فيتنام وكوريا والصومال والعراق ولبنان.
وكما هو حال الأحداث العظيمة التي حلَّت بالتاريخ الإنساني، والتي ينقسم حولها المفكرون والمنظرون والمحللون من الإعلاميين والسياسيين، تجد أن القِسم الأول يتشفى بفرحٍ عامر لمشاهدة سيناريو الهزيمة التي تُلطِّخ جبين الحِلف العسكري الأكبر على مستوى العالم، وأن ثمة قسماً ثانياً يتألم حسرةً لما آلت إليه النتائج بعد مضي 20 عاماً تقريباً على غزو الأراضي الأفغانية واحتلالها من قِبل حلف الناتو العسكري.
لقد كان يوم الأحد، ومُنذ الصباح الباكر، بكلّ ساعاته ودقائقه الثقيلة، محط اهتمام وسائل الإعلام الغربية العالمية الوازنة، ومعها الوسائل الإعلامية العربية والإسلامية، التي كانت تنقل مشهد الهروب المُخزي لطاقم الموظفين السياسيين والدبلوماسيين عبر الطائرات المروحية من الساحة الخضراء في العاصمة كابول، حيث تتواجد السفارات الغربية، والتي لا تبعد عن مطار كابول الدولي سوى بضعة كيلومترات معدودة.
ومع ذلك، إنَّ حركة المروحيات لم تتوقَّف جيئةً وذهاباً، وكانت تنقل طواقم السفارات إلى المطار حاملين الخفيف من أمتعتهم اليدوية ووثائقهم الأساسية، وكما يقول المثل الشعبي "أخذ ما خف وزنه وغلي ثمنه"، لأنَّ طلائع المقاتلين الأفغان من جماعة "طالبان" بدأوا الزحف على العاصمة كابول من جميع الاتجاهات.
من بين المغادرين عبر المطار هو سفير الولايات المتحدة الأميركية، كآخر رمز من رموز الهزيمة المدوية. وقبلها بساعاتٍ معدودة، أقلعت طائرة الرئيس الأفغاني أشرف غني، وهو الصديق الصدوق للأميركيين، وبرفقته كبار أعوانه من أركان حُكمه، رغم أنَّه ألقى خطاباً حماسياً قبل يومٍ واحد في القصر الجمهوري، وقال ما معناه إنهم سيدافعون ويقاتلون عن أفغانستان والشعب الأفغاني، ولو بقوا يقاتلون لوحدهم في القصر الجمهوري.. مثل ذلك الخطاب الأجوف ألِفنا سماعه مراراً من ساسة عرب ويمنيين، وما زال مُوثقاً في سجلات التاريخ المعاصر.
أبرز الدروس المستقاة من حدث التجربة الأفغانية
أولاً: دأب الرئيس الأميركي جو بايدن على القول في الأسابيع الأخيرة إنَّهم يرتبون لنقل المترجمين إلى بلدان عدة، حتى يُؤَمِنوا لهم الإقامات اللازمة في الولايات المتحدة الأميركية. وهُنا يُقصد بطبيعة الحال تلك الجماعات المتعاونة معهم من العُملاء والمرتزقة الأفغان، لأنَّ بقاءهم في البلاد يُعرِّضهم للانتقام والمحاسبة من قبل الشعب الأفغاني، وهو درس لجميع العُملاء والمرتزقة في العالم أجمع، ومنهم المرتزقة اليمنيون.
ثانياً: أية تُربة وطنية حُرة في العالم لا تقبل أي مُحتل، مهما كانت قوته وجبروته. ولذلك، إنَّ القواعد الأطلسية وجنودها من الأميركيين والبريطانيين والألمان والفرنسيين والإيطاليين، ومن بقية أعضاء الحِلف، أصبحوا مطرودين حاملين خسائرهم المادية والبشرية، وكذا جرحاهم. كُل ذلك سيبقى وجعاً دائماً في ضمير شعوب تلك البلدان المُعتدية على أفغانستان وشعبها المسلم.
ثالثاً: يتذكَّر العالم أجمع أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، أثناء تدمير بُرجي التجارة في نيويورك، والتي راح ضحيتها قرابة 3000 إنسان وأكثر، وتمَّ تحميل تنظيم "القاعدة" وجزء من "طالبان" هذا الفعل المتهور، لكن أنْ تأتي أميركا بقضها وقضيضها مع حلف الناتو، ويغزوا الدولة والبلد الأفغاني بقوة الحديد والنار في العام 2001م، دونما أدلة ثابتة على تورط حركة "طالبان" في الأحداث، فهذا هو قِمّة الصلف والعجرفة والتكبر، من دون أدنى اعتبار للإنسان والمجتمع الأفغاني بِرُمَّته. وقد مارسوا أثناء غزوهم أبشع أنواع الجرائم بحق المواطنين الأفغان.. ولذلك، إنَّ الدرس المهمّ هُنا هو هزيمتهم وهزيمة مشروعهم الاستعماري الوقح.
رابعاً: طريقة التفكير الغربي المتعالي لم تتغير مع مرور الزمن، وهي مُحاولة لإخضاع الشعوب والأمم الحُرة بالأسلوب ذاته والطريقة ذاتها. ولذلك، تجدهم يُكرِّرون أخطاءهم كمنظومة سياسية ثقافية رأسمالية ليبرالية غربية. ما حدث في كابول تكرر في سايجون وهوشي منه ومقديشو.
خامساً: تكبَّد حلف شمال الأطلسي خسارة الآلاف من جنوده بين قتلى وجرحى ومفقودين، مع عتاد عسكري هو الأكثر تطوراً على مستوى العالم، وخسر الشعب الأفغاني من مقاومته ومواطنيه أضعاف تلك الأعداد. وبانهزام الحِلف اليوم، ترك بلداً مُمزَّقاً فقيراً تنعدم فيه وسائل الحياة العصرية، وهذا حال الغُزاة على مدار التاريخ، لكن تظل قيمة الحرية التي استعادها الشعب الأفغاني خير قيمة وأعظم دلالة في المشهد بِرُمَّته.
سادساً: بدءاً من اليوم الإثنين وما بعده، يقع على عاتق قيادة حركة "طالبان" استيعاب المتغيرات على المستوى الاجتماعي المحلي والمستوى الدولي لدول الجوار، وعليها استيعاب تحديات المرحلة القادمة لحُكم البلاد وفقاً للقانون، والتوافق مع جميع القوى السياسية والاجتماعية، وحتى المذهبية. هكذا تُدار الدول والحكومات. أما الانفراد بالسلطة واحتكارها، فنتائجه ستكون وخيمة، والتعلم من دروس 20 عاماً وما قبلها هو المحك للحركة وتوجهاتها المستقبلية.
سابعاً: أهم الدروس هي للمتعاونين مع المحتل الغازي وأصدقائه بأنَّ التُربة الحُرة لن تقبلهم، وسيظلون هاربين في أرجاء الأرض مقابل خيانتهم لوطنهم ودينهم وتاريخهم.
الخلاصة: يُنبئنا التاريخ الإنساني، ومُنذ فجر التاريخ، أنَّ مصير الغُزاة الأجانب لبلدان غيرهم هو الفشل، حين يعود ذلك الغازي إلى بلده مهزوماً مكسوراً مُنكس الرايات، يرافقه المرتزقة الذين قبلوا أن يكونوا تابعين له.

المصدر: الميادين نت
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة لا تتحمل أوزار الموحّدين
أحمد الزبيري

فلسطين ستكون حُرَّة
يحيى الماوري

عالم يقاتل مقاومة..!!!
د. عبد الوهاب الروحاني

الحياة مِرآة كبيرة لأفعالنا
عبد السلام الدباء

شِلّني يادِرَيْوَلْ تِجَمّل !!
عبدالرحمن بجاش

حَبّيت الحديدة وأشتي أعيش فيها
منى صفوان

الوحدة اليمنية: تحديات وآفاق في ذكرى مرور 34 عاماً
عبدالله صالح الحاج

الأفعال والمواقف السياسية حول أحداث غزة
إبراهيم ناصر الجرفي

الجامعات الامريكية !!
د. طه حسين الروحاني

عن (المركزية الأوروبية).. الإنسان (السوبرمان) !!
محمد علي اللوزي

التعليم.. لا إفادة ولا إجادة !!
د. يحيى الخزان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)