موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 29-يونيو-2021
أمين‮ ‬البشيري -
أن‮ ‬المعضلة‮ ‬التنموية‮ ‬التي‮ ‬تجابهها‮ ‬البلدان‮ ‬النامية‮ ‬منذ‮ ‬عقود‮ ‬لاتعود‮ ‬الى‮ ‬نقص‮ ‬الموارد‮ ‬الطبيعية‮ ‬والبشرية‮ ‬بقدر‮ ‬ماهي‮ ‬راجعة‮ ‬أساساً‮ ‬إلى‮ ‬نمط‮ ‬الادارة‮ ‬السائدة‮ ‬في‮ ‬هذة‮ ‬البلدان‮..‬
فالإدارة هي الاداة التي تقود إلى التقدم الاقتصادي والاجتماعي والحضاري لأي أمة من الامم وان سبب تخلف الإمم لا يعود الى نفص الموارد الطبيعية والبشرية وانما يعود ذلك بالدرجة الاولى الى تخلف الادارة فيها..
وعلى‮ ‬ذلك‮ ‬فإن‮ ‬العقبة‮ ‬الكبرى‮ ‬في‮ ‬سبيل‮ ‬التقدم‮ ‬الاقتصادي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬للامم‮ ‬هي‮ ‬سوء‮ ‬الإدارة‮ ‬وضعفها،‮ ‬اذ‮ ‬ان‮ ‬سوء‮ ‬الادارة‮ ‬وضعفها‮ ‬يؤديان‮ ‬الى‮ ‬المزيد‮ ‬من‮ ‬التخلف‮.‬
واعتبار الإدارة عاملاً مهماً وضرورياً لتقدم المجتمع ونموه وازدهاره وان العبرة ليست فيما يمتلكه المجتمع من موارد وامكانات وليس هناك مثال أوضح من التجربة اليابانية فاليابان دولة فقيرة بالامكانات الذاتية سواء من حيث الثروة الطبيعية او المساحة الزراعية فهي تستورد نحو (90٪) من مدخلات الانتاج فيها ومع ذلك تعتبر من حيث الكفاءة الانتاجية ومستوى التقدم الاقتصادي والاجتماعي من ارقى الدول بينما نجد دولاً غنية بالموارد المالية والثروات الطبيعية ومتسعة المساحة ومع ذلك فإنها.. تعتبر من الدول المتخلفة. إن السبب الرئيسي في رأي الكثيرين يعود بدرجة كبيرة الى نمط الادارة السائدة في هذه البلدان القائمة على الارتجال والرؤى الفردية السلطوية الضيقة والغارقة في الفساد والمحسوبية بما من شأنة تأمين احتكار السلطة والنفوذ واستثمار الموارد لصالح بعض القوى النافذة في هذه المجتمعات على حساب‮ ‬مصالح‮ ‬وتطلعات‮ ‬الغالبية‮ ‬الساحقة‮ ‬لأبناء‮ ‬هذه‮ ‬المجتمعات‮..‬
وفي ظل غياب الحكم الرشيد وتفشي الفساد في المجتنع يظهر ما يسمى بفشل العقد الاجتماعي حيث تكون الموارد والخدمات ونظم الرعية محصورة للصفوة (فئة قليلة في المجتمع) ويحرم المواطنون من التنمية وتظهر عليهم سمات الفقر والحرمان وتنعدم الرغبة في دفع الضرائب ويعيش المجتمع‮ ‬في‮ ‬حاله‮ ‬من‮ ‬الفوضى‮.. ‬
لذا‮ ‬أضحى‮ ‬الحكم‮ ‬الرشيد‮ ‬بمعنى‮ ‬الادارة‮ ‬الرشيدة‮ ‬لموارد‮ ‬المجتمع‮ ‬بالطريقة‮ ‬الديمقراطية‮ ‬القائمة‮ ‬على‮ ‬الشفافية‮ ‬والتضمينية‮ ‬والمساءلة‮ ‬بما‮ ‬من‮ ‬شأنه‮ ‬تحقيق‮ ‬حياة‮ ‬الحرية‮ ‬والمساواة‮ ‬والعدالة‮ ‬الجتماعية‮ ‬لابناء‮ ‬المجتمع‮..‬
وفي اعلان الالفية الجديدة للامم المتحدة توصل المجتمع الدولي الى توافق في الاراء على ان الحكم الرشيد ليس فقط هدفاً في حد ذاته بل هو ايضا شرط مسبق لتحقيق التنمية البشرية لأن بناء الانسان قبل بناء الاوطان ذلك لأن الانسان هو وسيلة وغاية التنمية وكذلك في الحد من‮ ‬الفقر‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬تسهيل‮ ‬امكانية‮ ‬وصول‮ ‬الفقراء‮ ‬الى‮ ‬النظام‮ ‬التعليمي‮ ‬المجاني‮ ‬والالزامي‮ ‬للمرحلة‮ ‬الاساسية‮ ‬لأن‮ ‬الامية‮ ‬تعيق‮ ‬الفقراء‮ ‬من‮ ‬التوظيف‮ ‬وكذلك‮ ‬في‮ ‬المشاركة‮ ‬في‮ ‬صنع‮ ‬القرارات‮ ‬التي‮ ‬تؤثر‮ ‬في‮ ‬حياته‮..‬
الحكم‮ ‬الرشيد‮ ‬هو‮ ‬مصطلح‮ ‬يتعلق‮ ‬بنوعية‮ ‬التعاون‮ ‬وصنع‮ ‬القرار‮ ‬بين‮ ‬الدولة‮ ‬والقطاع‮ ‬الخاص‮ ‬والمجتمع‮ ‬المدني‮ ‬في‮ ‬قضايا‮ ‬المصلحة‮ ‬العامة‮..‬
والحكم‮ ‬الرشيد‮ ‬كتعريف‮ ‬يعتبر‮ ‬جديداً‮ ‬لكن‮ ‬اصوله‮ ‬وافكاره‮ ‬ليست‮ ‬جديدة‮ ‬فمسائل‮ ‬مثل‮ ‬الفساد‮ ‬والظلم‮ ‬والقمع‮ ‬والتمييز‮ ‬العنصري‮ ‬شغلت‮ ‬العالم‮ ‬اجمع‮ ‬والمجتمعات‮ ‬المختلفة‮ ‬على‮ ‬مر‮ ‬العصور‮..‬
لهذا ظهرت اهمية المعرفة بالحكم الرشيد في الوقت الراهن نتيجة لعدم قدرة بعض الدول على ادارة شؤونها بصورة فعالة ونجاح الدول التي اتخذت مبادئ الحكم الرشيد كأساس للحكم والادارة واضفاء اللامركزية التي تعتبر احد مظاهر الحكم الرشيد في تطبيقاتها العملية حيث تعني نزول‮ ‬السلطة‮ ‬الى‮ ‬مستوى‮ ‬المواطن‮ ‬العادي‮ ‬وتلبية‮ ‬احتياجاته‮ ‬وفق‮ ‬الطريقة‮ ‬التي‮ ‬يحبذها‮ ‬وكل‮ ‬ذلك‮ ‬يمكن‮ ‬الناس‮ ‬من‮ ‬المشاركة‮ ‬الفعالة‮ ‬ويكونون‮ ‬قريبين‮ ‬من‮ ‬مواقع‮ ‬اتخاذ‮ ‬القرار‮.‬
الحكم‮ ‬الرشيد‮ ‬في‮ ‬المحصلة‮ ‬يعني‮ ‬تمكين‮ ‬الافراد‮ ‬من‮ ‬التعبير‮ ‬عن‮ ‬مصالحهم‮ ‬وممارسة‮ ‬حقوقهم‮ ‬وايجاد‮ ‬حلول‮ ‬لكثير‮ ‬من‮ ‬المشاكل‮ ‬مثل‮ ‬الفقر‮ ‬والظلم‮ ‬وانعدام‮ ‬الامان‮ ‬والتنمية‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

للمتباكين على "الحمدي"
عبدالله الصعفاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)