موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


أطلقوا العنان للنشاط الخيري دون قيود - المناضل أحمد محمد ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ.. رائد من رواد التنوير في اليمن - فتح مكة.. نقطة التحوُّل الكبرى لمسيرة الإسلام - 11 من النساء حكمن اليمن قديماً - مزن توزع 100سلة غذائية للأسر المحتاجة في بني الحارث - دولة عربية تسجل 4560 حالة طلاق في شهر واحد - إحالة 10 تجار كهرباء إلى النيابة - ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 136 - اجتماع مشترك بصنعاء يناقش الوضع الوبائي - بيان هام لـ(السياسي الأعلى) ردا على غارات العدوان -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 28-سبتمبر-2020
أحمد‮ ‬الزبيري‮ ‬ -
تعود الأطماع السعودية في اليمن إلى ما بعد نشأة التحالف بين محمد بن عبدالوهاب وأمير الدرعية ابن سعود في اربعينيات القرن الثامن عشر ، حينها تحولت انحرافات ابن عبدالوهاب باسم تجديد الإسلام ودعوة التوحيد إلى ايديولوجية وبدأت العصابات الوهابية التابعة لبن سعود بالاغارات على محيطها من القبائل في القصيم والأحساء تحت مبرر أن كل من لا يدخل ضمن دعوة بن عبدالوهاب فهو مشرك وكافر من بقية المسلمين، وبدأوا يقطعون طريق الحجيج وينهبونهم ويقتلونهم وكانوا في تلك الفترة يبيدون واحات وقرى بأكملها ويقومون بنهبها ويتوسعون ليصلوا إلى‮ ‬مشارف‮ ‬الحجاز‮ ‬وإلى‮ ‬مناطق‮ ‬قريبة‮ ‬من‮ ‬المدينة‮ ‬المنورة‮ ‬ومكة‮ ‬المكرمة‮.‬

لم يبدأ التوسع الكبير والسيطرة للسعوديين إلا بعد هجومهم على كربلاء ونهب ما فيها من الثروات كالذهب والجواهر الثمينة وقتل ابنائها .. في هذه الفترة بدأ التوسع جنوباً باتجاه اليمن وتحديداً مناطق عسير ، كما استطاعوا أن يوجدوا لهم اتباعاً بالترهيب أو بالترغيب في مناطق الحجاز وعسير التي تعد قبائلها يمنية حتى انتهت السلطة الوهابية وعصاباتها بالقضاء عليها من قبل المصريين على يد محمد علي في مطلع القرن التاسع عشر .. ولم يمضِ وقت طويل على انتهاء الدولة السعودية الأولى حتى قامت الدولة السعودية الثانية تحمل الصراع بين الأخوة ثم بين الأبناء وخلال هذه الفترة استمرت الأطماع في اليمن لتمتد إلى الساحل التهامي وتنتهي هذه الدويلة النجدية بسيطرة إمارة حائل على الرياض والدرعية بدعم من العثمانيين ، وفي هذه الفترة فرّ عبدالرحمن بن فيصل بن سعود مع اسرته إلى الكويت وإلى هنا تنتهي ما تُسمى‮ ‬بالدولة‮ ‬السعودية‮ ‬الثانية‮..‬

وفي الدولة الثالثة على يد عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن سعود التي بدأت بدخول الرياض والقضاء على بن عجلان ثم بدأت بالتوسع بدعم مباشر من البريطانيين لتستولي على مكة والمدينة وسائر الحجاز في العقد الثاني وبداية العقد الثالث من القرن العشرين ويبدأ بعد ذلك الصراع اليمني السعودي .. وخلال هذه الفترة يرتكب السعوديون مجزرة الحجاج اليمنيين في تنومة وسدوان والتي لا توجد ارقام دقيقة لضحاياها ويقدرون ما بين 3000 - 8000 حاج.. وتنشأ في هذه الفترة ثورة للقبائل اليمنية في عسير ونجران وجيزان وصولاً إلى الحرب السعودية اليمنية في عام 1933م - 1934م والتي انتهت باتفاقية الطائف الشهيرة عام 1934م.. ولغياب الوثائق حول طبيعة ما جرى في ثورة عسير فإن الأمور تحتاج إلى بحث تاريخي للوقوف على تلك الفترة .. وما يمكن قوله ان بمعاهدة الطائف يكون عبدالعزيز بن سعود قد حقق بالسياسة والأخوة الإسلامية ما عجز عن تحقيقه بالحرب ، ولكن هذا لم يكن يعني أن النظام السعودي قد التزم ببنود هذا الاتفاق ومنذ ذلك الحين استمر التدخل السعودي في اليمن ليصل تأثيره إلى داخل دولة الإمام يحيى مواصلاً تآمره على اعاقة أي تغيير في اليمن ومنع امتلاكه دولة قوية ، وهو ما تجلى في‮ ‬موقف‮ ‬النظام‮ ‬السعودي‮ ‬من‮ ‬حركة‮ ‬1948م‮.‬

في هذه الفترة بدأت تظهر عائدات الثروة النفطية على بن سعود وتزايد التدخل في شئون اليمن بشكل مباشر وغير مباشر حتى قيام ثورة الـ26 من سبتمبر 1962م ، ليبدأ النظام السعودي من اليوم الأول بالعمل على اشعال حربٍ بدعمه للقوى الملكية أدت إلى تدخل مصر عبدالناصر والتي اقتصرت في البداية على بعض الوحدات ولكن السعودية صعدت حربها على ثورة 26 سبتمبر والجمهورية الوليدة تحت ضغط الرعب الذي شكلته هذه الثورة للنظام السعودي لا سيما وأنها جاءت في فترة المد القومي وحركة التحرر من الاستعمار على الصعيد العالمي.

عملت السعودية على إيجاد تحالف اقليمي ودولي كما هو اليوم ، كانت اللاعب الرئيسي فيه أيضا كما هو اليوم بريطانيا وبقدر أكبر أمريكا إضافة إلى إيران الشاه واسرائيل والأردن إضافة إلى تجنيد جيوش من المرتزقة الأوروبيين ومن أماكن أخرى من العالم . ومع تزايد التدخل والعدوان السعودي على اليمن لإجهاض ثورته تزايد الدعم المصري لثورة 26 سبتمبر لتصل التقديرات في الأعوام التالية للثورة حتى عام1967م للجيش المصري في اليمن إلى 70 ألفاً وكان وراء هذا مؤامرة استنزاف الجيش المصري في اليمن ، ظهرت نتائجها في العدوان الإسرائيلي الخاطف على مصر والدول العربية في 5 حزيران 1967م والتي أدت بعد احتلال كيان العدو الإسرائلي لصحراء سيناء وغزة والقدس وكل الضفة الغربية والجولان السورية وأدت نتائج الهزيمة العربية إلى سحب الجيش المصري من اليمن وانتصار الجناح في الصف الجمهوري الذي كان يميل إلى التفاهم أو الارتماء في احضان النظام السعودي وتجسد ذلك في انقلاب 5 نوفمبر 1967م ..، ومع ذلك لم تنتصر السعودية عسكرياً فبمطلع 1968م انتصرت الجمهورية بدحر القوى الملكية المدعومة من السعودية عن صنعاء في حرب السبعين يوماً ، ولكن هذا وبدعم خفي من السعودية فتح الباب على صراع داخل الصف الجمهوري بين القوى التي تريد تغييراً وسيادة واستقلالاً ومن اصبح ينفذ الأجندة السعودية في اليمن ولم يمضِ وقت طويل حتى انتصرت القوى التي ترى أن مستقبلها السياسي مرتبط بالخضوع للنظام السعودي في احداث اغسطس عام 1968م.

بقيام ثورة 26 سبتمبر كانت البداية لتحرير جنوب اليمن من المستعمر البريطاني بقيام ثورة الـ 14 من اكتوبر 1963م والتي وجدت الأرضية التي تنطلق منها لاستكمال تحرير اليمن وتوحيده لتضع حداً لـ 129 عاماً من الاحتلال البريطاني في نيل الاستقلال الناجز في الـ 30 من نوفمبر 1967م وكان يفترض أن يتوحد اليمن إلا أن التآمر السعودي المرتبط بالحركة الانقلابية في 5 نوفمبر 1967م وتغير مسار الثورة اليمنية وبروز الاستقطابات الدولية نقل اليمن إلى صراع جديد بين الشطرين وداخل كل شطر وهناك شواهد كثيرة على هذا التآمر واستمرار الحرب على الشعب اليمني لتحقيق منع قيام الدولة اليمنية الموحدة والتوسع في مناطق الثروات لا سيما في جنوب اليمن المستقلة حديثاً عن الاستعمار البريطاني .. فقامت السعودية باحتلال منطقة الشرورة والوديعة وجوبهت من ابناء اليمن في الدولة الوليدة المستقلة عن الاستعمار البريطاني بمواجهات في نوفمبر 1969م انتهت بحكم عدم توازن القوى باحتلال النظام السعودي لهاتين المنطقتين وتعد منطقة الشرورة زاخرة بالثروة النفطية والتي تذهب بعض الاحصاءات إلى أن مابين 30 - 60٪ من النفط السعودي من منطقة الشرورة.

لقد دافع المقاتل اليمني عن الشرورة والوديعة باستبسال وشجاعة واستعاد هاتين المنطقتين من اليمن في بداية المعركة لولا استعانة السعودية بقوات خارجية إضافة إلى الدعم الأمريكي والبريطاني لها وهو الذي مكنها من احتلال هذه الأرض اليمنية.

استمر حكم انقلاب 5 نوفمبر حتى قيام الحركة التصحيحية بقيادة ابراهيم الحمدي عام 1974م الذي كان ضرورة لجأت إليه السعودية لمنع سقوط اليمن كله تحت حكم اليسار الثوري ، لهذا باركته في البداية وعندما بدأت تبرز ملامح المشروع الوطني اليمني لإبراهيم الحمدي ازداد التآمر السعودي مع قوى دولية أخرى لإعاقة هذا التوجه وانتهت باغتيال ابراهيم الحمدي في 11 اكتوبر 1978م على نحو تراجيدي مأساوي وباغتياله انتهت محاولة تصحيح المسار الوطني التوحيدي لليمن لتعود الهيمنة والوصاية السعودية على اليمن أكثر من ذي قبل.

ويستمر التآمر السعودي على اليمن ويشكل موقف السعودية من الوحدة اليمنية وحرب 1994م محطة تبين حجم حقد هذا النظام على اليمن أرضا وانسانا وكان يفترض بعد ترسيم الحدود عام 1999م ان تنشأ علاقات اخوية تتسم بالحد الأدنى من الندية وتنتهي المؤامرات والتدخلات واعمال اللجنة الخاصة ولكن هذا لم يحصل بل ازداد التآمر والحرب على الشعب اليمني اكثر من ذي قبل وصولاً للحرب العدوانية في 26 مارس 2015م والمستمرة للعام السادس على التوالي ، ولا يمكن أن تقوم قائمة لليمن في ظل وجود النظام السعودي الذي يقوم اليوم بتنفيذ المخططات الأمريكية البريطانية الصهيونية على الشعب اليمني وشعوب المنطقة بهدف تقسيمها وتفتيتها وهذا ما يتجلى اليوم بالتحالف بين النظام السعودي والأنظمة الخليجية وإسرائيل من أجل تصفية القضية الفلسطينية ووضع المنطقة كلها تحت الهيمنة الصهيونية بمسمى التطبيع.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الجديد - القديم في المؤامرة ..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

إلى هنا وكفى
أحمد الزبيري

إياك تقول أنا عربي
علي أحمد مثنى

المناخ مسؤولية الجميع
د. محمد العبادي

اليمن كلها أوقاف !!
عبدالرحمن حسين العابد

البعد المسكوت عنه في (العالمية) كمُنتَج غربي
محمد علي اللوزي

تَـقِـيَّـة
عبدالرحمن بجاش

تَصَاعُد وعي العالم بمأساة غزة
السيد شبل

التبعية الإيجابية والتبعية السلبية في تاريخ الحضارة اليمنية
إبراهيم ناصر الجرفي

من عملية التاسع من رمضان إلى ما بعد الرياض.. وَعْدٌ يتجسَّد
أصيل نايف حيدان

السنوار القائد والعقل المدبّر لهجمات 7 أكتوبر
سعيد مسعود عوض الجريري*

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)