موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 07-سبتمبر-2020
محمد‮ ‬العريقي -
طالما وهناك توحد على ضرورة مكافحة الفساد ، بعد ان أيقن الجميع خطورة هذه الظاهرة المعيقة للتطور الاقتصادي والاجتماعي ، فقد آن الأوان للسير في المسالك الصحيحة والناجعة للتصدي لهذه الآفة الخطيرة ، من خلال الخطوات والإجراءات الفاعلة والعلمية ، وليس من دوافع حماسية لحظية مرتبطة بحدث ما ، أو لحسابات سياسية ، فهذا الانفعال الحماسي لن يحقق الفائدة المرجوة ، ولن يكفل الاستمرارية ، وقد يتلاشى تأثيره ، مالم يؤطر بالآليات والأدوات الفاعلة التي تتبعها الدول التي نجحت في هذا المجال .
ولنعلم‮ ‬ان‮ ‬مشكلة‮ ‬الفساد‮ ‬ليست‮ ‬قضية‮ ‬مقتصرة‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬،‭ ‬وإنما‮ ‬هي‮ ‬مشكلة‮ ‬عالمية‮ ‬،‭ ‬تتفاقم‮ ‬تعقيداتها‮ ‬كلما‮ ‬توسع‮ ‬وتقدم‮ ‬النشاط‮ ‬الاقتصادي‮ ‬،‭ ‬وتزايدت‮ ‬احتياجات‮ ‬بعض‮ ‬ضعفاء‮ ‬النفوس‮ ‬للثراء‮ ‬غير‮ ‬المشروع‮ .‬
ولذلك أصبحت الدول مهتمة في مواجهة هذه المعضلة الاجتماعية والاقتصادية ، فابتكرت المعالجات والحلول القانونية والفنية والتكنولوجية ، وهيأت لها الكوادر البشرية المتخصصة ،وفوق هذا كله مهدت بقوانين الحصول على المعلومات والشفافية ، إلى جانب الإرادة السياسية ، والإدارة‮ ‬الناجحة‮ ‬،‭ ‬والمناخ‮ ‬الديمقراطي‮ ‬،‭ ‬واستطاعت‮ ‬هذه‮ ‬الدول‮ ‬تطويق‮ ‬وتحجيم‮ ‬ظاهرة‮ ‬الفساد‮ ‬عند‮ ‬حدوده‮ ‬الدنيا‮ .‬
وإذا كان اليمن من أكثر الدول المتضررة من آفة الفساد كما هو ملموس في الواقع ، وكما تؤكده أيضا التقارير الدولية ، فقد صنّفت المنظمة البريطانية لمكافحة الفساد "الشفافية الدولية"، صنفت اليمن في المرتبة الحادية عشرة لأكثر الدول فساداً في العالم، وأكثر الدول فساداً‮ ‬في‮ ‬منطقة‮ ‬الخليج‮.‬
وهذا ليس تحاملاً على اليمن ، فأي مواطن عادي أصبح يدرك ان الفساد هو اكبر عدو معيق للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وطالت مخالبه كل مقدرات واستحقاقات المجتمع ، وبدت مظاهره المكشوفة بكل تحد واستخفاف في أكثر من مشهد في حياة الأفراد والجماعات الفاسدة الذين أصبحوا‮ ‬يمتلكون‮ ‬الثروات‮ ‬والعقارات‮ ‬والشركات‮ ‬،‭ ‬ليس‮ ‬لأنهم‮ ‬احترفوا‮ ‬التجارة‮ ‬والصناعة‮ ‬،‭ ‬وإنما‮ ‬سهل‮ ‬لهم‮ ‬الوصول‮ ‬إلى‮ ‬مصادر‮ ‬الأموال‮ ‬العامة‮ ‬دون‮ ‬حسيب‮ ‬أو‮ ‬رقيب‮ .‬
وليس الفساد مرتبطاً فقط بالضرر الذي طال المال العام ، فأيضاً القطاع الخاص كان له نصيب من هذه الظاهرة ، وكل ذلك تفشى في عدم تفعيل الأنظمة والقوانين الرادعة ، وتردي القيم والأخلاقيات ، حتى كاد الفساد يوغل في حياة الأسرة الواحدة التي طغت فيها الأنانية الى مستوى الخصام والتناحر ، وهنا يتطلب الاعتراف بخطورة المشكلة ، وتشخيص أبعادها ، وتنفيذ استراتيجية العمل لمواجهتها ، اذا كان هناك استراتيجية مجتمعية لذلك ؟ وفي كل الأحوال لابد ان نسلّم أننا بحاجة إلى عمل مستمر منظم وممنهج لهذا الموضوع ، ونبحث في مكامن الضعف في أجهزتنا‮ ‬الرقابية‮ ‬التي‮ ‬عجزت‮ ‬عن‮ ‬القيام‮ ‬بدورها‮ .‬
فرغم ان اليمن لديها إطار عمل قانوني ومؤسسي لمكافحة الفساد منها الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد ، والهيئة العليا للرقابة على المناقصات والمزايدات ، والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ، ونيابات الأموال العامة ، وغير ذلك من الهيئات والمؤسسات الرقابية ، ومع ذلك ، لم يحدث الاختراق الكافي في جدار الفساد مما يجعل الحاجة ماسة للاستفادة من تجارب الدول التي حققت نجاحا في هذا المجال ،خاصة ونحن أصبحنا نستورد كل شيء من الخارج ، فلا نكابر وندَّعي أننا نفهم في كل شيء ، فلماذا أيضا لا نستفيد من تجارب الدول في هذا المضمار‮ .‬
فتجفيف منابع الفساد لم يعد فقط بالملاحقة ،أو سوء الظن ، فالفاسد يحيط نفسه بكل التدابير حتى لا يصل إليه احد ، ومن ذلك سلطة القوة والنفوذ ، أو أساليب الاحتيال والتضليل ، ومن هنا لابد من إجراءات فاعلة وقوية معززة بقوة القانون المتكئ على قوة الدولة ، وتجسيد مبدأ الشفافية والمساءلة ، المعزز بمناخ ديمقراطي حر ، وفي ظل هيبة القضاء ، وهذه أدوات وآليات لجأت إليها الكثير من الدول في مقارعة الفساد ومنها الهند التي تتميز تجربتها بفعالية الدور المجتمعي في الرقابة والمساءلة والشفافية .
كما أن اليمن موقّعة على مواثيق دولية لمحاربة الفساد وفيها الرؤى والتصورات التي يمكن اتخاذها للحد من هذه الظاهرة ، والتساؤل هو: إلى أي مدى استفادت اليمن من هذه الوثائق ؟ والمهم هو: إلى أي مدى أيضا فعَّلت اليمن من أجهزتها الرقابية والقضائية ، والإعلامية ، والمجتمعية‮ ‬،‭ ‬للتصدي‮ ‬للفساد‮ ‬ومن‮ ‬خلفه‮ ‬الفاسدون‮ ‬،‭ ‬هذه‮ ‬التساؤلات‮ ‬لا‮ ‬يُرَد‮ ‬عليها‮ ‬إلا‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬دولة‮ ‬حاضرة‮ ‬،‭ ‬وليست‮ ‬دولة‮ ‬مغيبة‮ ‬،‭ ‬ندعو‮ ‬الله‮ ‬ان‮ ‬يمن‮ ‬علينا‮ ‬بدولة‮ ‬تعم‮ ‬كل‮ ‬ربوع‮ ‬الوطن‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

للمتباكين على "الحمدي"
عبدالله الصعفاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)