|
|
| |
|
«الميثاق»-تقرير خاص -
وحدهم اليمنيون بسواعدهم النحيلة يدافعون عما تبقى من منازلهم وبقايا مساكنهم المبنية من القش والنخيل في تهامة، وحدهم امام فيضانات مطرية شهدتها مختلف المحافظات سيما في المرتفعات الشمالية الجبلية.. ورغم تحذيرات مراكز ارصاد محلية واقليمية الا ان لا احد يأبه بنتائجها الوخيمة.. ولكون الفقر سيد الموقف في معظم المحافظات ولدى معظم المواطنين فلم يجدوا الا اجسادهم النحيلة لصد سيول جارفة محملة بالاحجار ومخلفات الوديان والجبال..
وتشهد اليمن فيضانات في معظم المحافظات منذ منتصف يوليو لكنها اشتدت بحسب توقعات فلكيين بداية اغسطس الجاري الى 13 من ذات الشهر.. بينما توقعت مراكز ارضاد عالمية دخول اليمن في دائرة المنخفض الجوي المداري مع اثيوبيا واوغندا مايعني انها ستشهد، بحسب المركز البريطاني، امطاراً غزيرة حتى العام 2024م.
وتضاعفت الاحصاءات بحسب رصد »الميثاق« من محافظة لاخرى حيث وصل اجمالي مارصدناه من الوفيات والمصابين مايزيد عن 70شخصا، وشُردت آلاف الأسر فيما لايزال كثيرون محاصرين في منازلهم بسبب السيول كما هو الحال في الحيمة الداخلية.. فيما تتجاهل سلطات امانة العاصمة معاناة احياء اخرى كحيي الفوارس مديرية آزال والرئاسة بأمانة العاصمة اللذين انهالت عليهما سيول من جبل نقم بفعل الامطار الغزيرة .
اضرار
الامطار الغزيرة تسببت في اضرار بالغة وكارثية اذا صح التعبير.. فيما غمرت السيول محافظات صنعاء، الامانة، ريمة، الحديدة، حجة، مارب، عمران، الضالع، اب، ذمار، المحويت، البيضاء، خلال الايام الماضية. وازدادت الامطار لتتحول مع رياح الى فيضانات ارتفع على اثرها منسوب المياه المتدفقة على السهول والوديان، فيما شهدت بعض الجبال انهيارات صخرية بسبب غزارة الامطار في ظل اهمال واسع للسلطات المختصة، وغياب الاغاثة وانعدام الامكانات لمثل هذه الحالات الطارئة..
وساهم ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في نشر مقاطع توضح انجرافات للشوارع وانهيار منازل وسط العاصمة صنعاء، ومدينة صنعاء القديمة.. وحالات جرف للمنازل، وغمر للشوارع، واغرقت عشرات المحال التجارية والمنازل، وجرفت مساحات شاسعة من شبكة الطرقات وعطلتها كاملاً.
وخلال الايام الماضية لقي العشرات حتفهم جراء السيول التي ضربت عددا من المحافظات. فيما تضررت آلاف الاسر وادت لنزوح العديد منها. بعد ان دمرت منازلهم، وتهدم مواقع اثرية وتاريخية في مأرب والجوف وغيرها.
وتواجه 7 مدن ومواقع يمنية تاريخية من بينها مدينة صنعاء القديمة خطر الانهيار الجزئي أو الكامل لعدد من معالمها ومواقعها الأثرية، بفعل الإهمال المتعمّد وتوقّف مشاريع الترميم والصيانة الدورية، والأمطار الغزيرة التي تشهدها معظم محافظات الجمهورية منذ منتصف يوليو الماضي.
صنعاء تستغيث
وتسببت الأمطار المتواصلة، بانهيار منزل الشاعر اليمني الراحل، عبدالله البردوني، في صنعاء القديمة. ومنزل بيت عصده واخرى.
وأظهرت السيول الجارفة فشل السلطات المحلية في صنعاء، في تصريف المياه حيث أغرقت أحياء سكنية بالكامل واقتلعت طرقات وهدمت عشرات المنازل.
وأظهر مقطع فيديو وثقها ناشطون لحظات جرف السيول القوية سيارات المواطنين أثناء قيادتهم في الخطوط التي غمرتها المياه في منطقة سعوان بصنعاء - الخميس.
أضرار بالغة
وفي صنعاء أيضاً انهارت 4 منازل، على الاقل يومي الجمعة والخميس، التي تشهد أمطاراً غزيرة للأسبوع الثاني على التوالي، وسط تحذيرات للجنة الدولية للصليب الأحمر، من أن حياة الكثيرين مهددة جراء السيول في اليمن.
وأعلنت السلطة المحلية بصنعاء وفاة 3 أطفال، يوم الخميس، غرقاً بحارة السّد (منطقة نُقم) مديرية آزال التي داهمتها سيول الامطار في وقت متأخر من الليل.
وذكرت مصادر محلية وشهود عيان، أنّ سيّدة يمنية وطفليها أصيبوا بجراح متوسطة ليل الخميس، حينما انهار سقف منزلهم على رؤوسهم في منطقة مذبح بسبب الأمطار الغزيرة وتعذّر ترميم سقف المنزل بسبب تراجع مستوى دخل الأسرة.
ونشر ناشطون وصحفيون مقاطع لعملية الانقاذ لمواطنين غرقى في حارة السد بنقم.
في حين أعلن المجلس المحلي بصنعاء تضرر أكثر من 50 منزلاً وجرف أكثر من 40 سيارة جراء امطار الخميس والجمعة في صنعاء.. أكد سكّان في صنعاء أن أضرار الامطار اكثر من ذلك بكثير خلال اليومين الماضيين، مشيرين إلى سقوط منازل عدة جزئيا وكليا في مديريات (آزال، شعوب، صنعاء القديمة، معين، الوحدة، والتحرير).
وبينت مصادر اخرى ان 40 سقفاً لمنازل في صنعاء القديمة تعرضت للسقوط بفعل استمرار الامطار.. فيما امتلأت انفاق جولة تعز ودار سلم بالمياه وتوقفت حركة السير لساعات نتيجة تدفق السيول.
انهيارات صخرية
ففي محافظة صنعاء سببت الامطار الغزيرة التي شهدتها على مدى أسبوع بانهيار صخري في إحدى الجبال الواقعة غرب العاصمة .
وأفاد شهود عيان بانهيار صخري في شرقي حراز جراء هطول الامطار الغزيرة، تسبب بأضرار جسيمة بالممتلكات العامة والطريق الرئيسي للمنطقة.
ونشر فيديو يوثق لحظات انزلاق صخور عملاقة الاربعاء الماضي في شرقي حراز الواقعة غرب صنعاء.
وقال السكان في مناطق مختلفة بريف صنعاء إن عشرات المزارع وآلاف الأشجار تعرضت للتجريف والتدمير بفعل السيول، والانهيارات الجبلية الكبيرة.
فيضان سد مأرب
في محافظة مأرب استمر فيضان مياه سد مأرب منذ يوم الثلاثاء الماضي، وقال تقرير لحكومة المرتزقة إن 19 شخصاً بينهم 17 طفلا توفوا في السد والفيضان. وتضرر 16 الفاً و885 أسرة منها 3666 أسرة تضررت تضررا كليا واصبحت بالعراء، فيما 13219 أسرة تضررت جزئيا.
وقال مصدر محلي إن "اثنين توفوا يوم الأربعاء في منطقة المسيل، أثناء محاولتهم انقاذ عدد من الذين غرقوا في مجرى السيل، كما جرى الإبلاغ عن عدد من المفقودين".
وبحسب التقرير فإن المديريات المتضررة في محافظة مأرب هي (المدينة، صرواح، مدغل، رغوان، رحبة وحريب)، مشيرا إلى أن الأضرار شملت تدمير المساكن والمباني، وتلف المواد الإيوائية وغير الغذائية، وتدمير مصادر المياه والخزانات والصرف الصحي، وتلف المواد الغذائية.
ولفت التقرير الى جرف السيول 6 كم من الاسفلت و8 كم من الطرق المعبدة، وتدمير وغرق أكثر من 43 بئر مياه عامة وخاصة بالمزارعين مع الشبكات الداخلية داخل وحول حوض سد مأرب واتلاف 3 محولات كهربائية و50 عمود شبكة كهرباء، في مديرية صرواح فقط، الى جانب تدمير صهاريج شفط الصرف الصحي والأرصفة والأشجار في شوارع مدينة مأرب عاصمة المحافظة.
وفاض سد مأرب، للمرة الأولى منذ 34 عاما، جراء الهطول المستمر للأمطار وتدفق السيول إلى بحيرة السد؛ وقال مسؤولون مختصون إنه "لا خوف من انفجار السد، فبإمكانه التحمل".
انهيارات صنعاء
في محافظة صنعاء توفي (6) أشخاص يومي الأربعاء والخميس. بينهم ثلاثة أشخاص توفوا بانهيار منزلهم بسبب الأمطار الغزيرة في حارة السد بمنطقة نقم وسط العاصمة. كما توفي شخص آخر غرقاً في "نفق دار سلم" أثناء نزوله للسباحة.
وتوفي اثنان آخران غرقاً أثناء محاولتهما السباحة بمديرية بني حشيش، الأول في سد "مختان" والثاني في سد "داود"، وقام فريق من الدفاع المدني بإخراج جثثهم.
وفي مديرية همدان بمنطقة "وادي ظهر" توفي 3 أشخاص يوم الاثنين الماضي، بينهم طفل وامرأة وأصيب آخرون في انهيار منزل بسبب الأمطار.
وقال مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في اليمن، في تغريدة عبر حسابه على تويتر: " غرق أناس ومواش، وتدمرت منازل وطرقات وجسور وسدود؛ بسبب السيول في اليمن" خلال الأيام الأخيرة، وأضاف: "حتى الآن ما زالت حياة الكثيرين مهددة.. إنها كارثة".
ذمار.. ارتفاع منسوب المياه
وفي ذمار ارتفع منسوب المياه في سد قفل الصياد بمديرية عنس في محافظة ذمار الذي تبلغ سعته التخزينية مليوني متر مكعب، ما يشكل تهديداً على حياة المزارعين والأراضي الزراعية في حال تهدمه.. ودعا أهالي المنطقة السلطات المحلية الى العمل على خفض المياه إلى المستوى الآمن في ظل استمرار الأمطار والسيول، وفتح قنوات جديدة لتصريف مياه السد.
سيول إب الجارفة
وجرفت سيول الأمطار الغزيرة خمس نساء وأطفال في إحدى البلدات بمحافظة إب.
وقالت مصادر محلية إن مواطنين عثروا على جثث أشخاص "نساء وأطفال" في عدة مناطق، جراء سيول كبيرة لوادي بنا بمديرية السدة شرق المحافظة.
وأضافت المصادر: أن أسرتي العزاني وبيت الطشي خرجت في نزهة إلى منطقة وادي بنا، وفجأة جاءت سيول كبيرة في منطقة "حوره" بعزلة الأعماس، دون وجود أمطار، حيث كانت الأسرة في مأمن، غير أن السيول جرفتهم ليعثر عليهم فيما بعد جثثاً هامدة.
طفح وادي بنا
ويشهد وادي بنا منذ أسابيع تدفقاً كبيراً للسيول مخلفاً خسائر بشرية ومادية كبيرة، وأضراراً في الطرقات والأراضي الزراعية.
وتأتي هذه الحادثة بعد أيام من وفاة شخص من بيت الفائق وإصابة آخرين نتيجة انهيار صخري في منطقة "الأحواد" بعزلة الأعماس بمديرية السدة شرق محافظة إب.
فيما اشار مصدر محلي الى إن طفلاً وطفلة توفيا، وأصيبت الأم في محافظة إب جراء انهيار منزلهم بسبب الأمطار الغزيرة والتي تشهدها البلاد منذ أيام.
وتوفي طفلان وأصيبت أمهما من أسرة المنيدي في عزلة خودان بمديرية يريم شمال شرق إب، بعد انهيار منزلهم بسبب الأمطار التي شهدتها المديرية.
فيما نجت طفلة أخرى من موت محقق، وهي الناجية الوحيدة من الأسرة.
الحديدة كارثة إنسانية
وتسببت الأمطار العزيزة التي تساقطت خلال الأيام الماضية على معظم مديريات محافظة الحديدة في حدوث كارثة إنسانية فيها بحسب تقارير محلية ودولية.
وضاعفت كارثة السيول من رقعة المعاناة التي يعانيها أبناء المحافظة من اطفال ونساء وشيوخ والتي تعد من أشد المحافظات اليمنية فقراً.
وارتفعت معها أصوات المعاناة المنبثقة من وسط الحرمان، وصور الدمار المرسوم على وجوه المشردين في ارصفة الضياع، والإهمال الحكومي، داخل مناطق تهامة والتحيتا التابعة لمحافظة الحديدة، بعد كوارث الأمطار .
ونشر ناشطون وصحفيون صوراً ولقطات فيديو لحجم الاضرار التي خلفتها السيول في مناطق تهامة والتحيتا والمناطق الساحلية، مع دعوات بسرعة التدخل وإنقاذ الوضع في الحديدة مؤكدين أنها باتت منكوبة بالأمطار.
وشهدت محافظة الحديدة، مآسي كارثية في الأيام القليلة الماضية جراء الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة الناتجة عنها، تسببت بالإضافة الى الخسائر البشرية، بانهيارات صخرية وانفجار سدين مائيين في مديرية برع.
الأمطار الغزيرة التي شهدتها وتشهدها المحافظة منذ أيام امتدت لتشمل العديد من المديريات في تهامة، مخلفة -بحسب تقرير صادر عن مكتب حقوق الإنسان بالمحافظة- بتضرر أكثر من 10 آلاف منزل كليا وجزئيا.
وتوفي ما لا يقل عن 20 مواطنا وفقدان للعشرات بسبب الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة الناتجة عنها في مختلف مديريات المحافظة.
مفقودين في ريمة
اما محافظة ريمة فقد نالها الجزء الاكبر من كوارث الامطار حيث تسببت الامطار الغزيرة والسيول الجارفة في هذه المحافظة خلال اليومين الماضيين بوفاة تسعة عشر شخصاً فيما لايزال تسعة اشخاص في عداد المفقودين .
محافظ ريمة فارس الحباري اكد ان عدد ضحايا الأمطار الغزيرة يوم الجمعة بلغ سبعة عشر وفاة وتسع حالات مفقودة إثر تهدم منازل المواطنين وانفجار خزان مياه بمديرية الجعفرية .. إضافة الى خسائر بشرية ومادية وأضرار في الممتلكات العامة والخاصة.
ولفت إلى أن الأمطار الغزيرة تسببت في جرف المدرجات الزراعية في منطقة بني الدون وشعبون ما أدى إلى تدمير أشجار البن وغيرها من المنتجات الزراعية.
كما تسببت في قطع الطرق الاسفلتية بمختلف مديريات المحافظة ومنها انقطاع الخط الرئيسي الذي يربط منطقة الرباط بمركز المحافظة بشكل كلي مما أدى إلى عرقلة حركة السير وإدخال الاحتياجات الضرورية والأساسية من الغذاء والإيواء للمواطنين بمركز المحافظة.
|
| |
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|
|
كوارث على مدارب السيل
