|
|
|
تقرير / صفوان القرشي - عادت التحذيرات من جديد عن الوضع الإنساني المتدهور في اليمن ووقوف ملايين اليمنيين على حافة المجاعة ..
تحذيرات يؤكدها واقع الحال لملايين اليمنيين الذين انهكتهم سنوات الحرب والحصار ..كل هذا في الوقت الذي تنفق فيه مليارات الدولارات تحت بند مساعدات إنسانية واغاثية لشعب يعيش أسوأ كارثة إنسانية عرفها التاريخ الحديث ..
وخلال العام 2018م فقط استحوذت 96 منظمة دولية واقليمية ومحلية على 2.7 مليار دولار اضافة إلى 150 مليون انفقت مطلع العام الجاري لمساعدة الشعب اليمني الذي يسمع جعجعة ولا يرى طحيناً .. وذلك بحسب موقع تتبع الأموال التابع للأمم المتحدة مع العلم أن هناك عشرات المنظمات لم تتضمنها القائمة فما مصير تلك المليارات ؟! وهل تقوم المنظمات الدولية وشركائها من المنظمات المحلية بدورها الإغاثي والإنساني والتنموي مقابل ما تتسلمه من أموال باسم الشعب اليمني ؟
أحد الموظفين في منظمة محلية شريكة لمنظمة الفاو والذي أشترط عدم ذكر أسمه أو اسم منظمته قال :
بالنسبة للمنظمات المحلية يتم تخصيص 25٪ من قيمة المشروع كنفقات تشغيلية ومصاريف إدارية. .أما بالنسبة للمنظمات الدولية فيتم تخصيص 30 إلى 40٪ مصاريف إدارية ورواتب من المنحة..
واضاف قائلاً : يتم صرف الرواتب لنا بالريال اليمني ليستفيد أصحاب المنظمات من فارق الصرف وفي أفضل الأحوال لا يتجاوز الراتب 100 الف ريال ..اما من يتم الصرف لهم بالدولار المهندسين والمسؤولين عن تنفيذ المشاريع ومن يقومون بالتدريب لأن عملهم ينتهي بإنتهاء المشروع..
وعن جدوى المشاريع التي يتم تنفيذها قال :
تختلف من منظمة إلى أخرى بحسب مجال عملها وبالنسبة لمنظمة الفاو تهتم بمشاريع الأمن الغذائي (زراعية ..حيوانية) نحن أيضاً كموظفين نعاني من انتهازية واستغلال اصحاب المنظمات المحلية فلا حقوق ولا تأمين ولا رواتب مجزية.
تمام السقاف رئيس منظمة يمن لايف قال :
المشاريع التي يتم تنفيذها من قبل المنظمات غير مجدية وهي مجرد تبرير للملايين التي يتم أنفاقها .. والمعايير التي يتم من خلالها اختيار المنظمات الشريكة للمنظمات الدولية السمسرة والعلاقات كما أن المنظمات الدولية هي من تحدد نوع المشاريع واغلبها تدريب وورشات عمل وتوزيع سلال غذائية حولت المجتمع إلى بطالة مقنعه .. كما أن هذه السلال تخضع أيضاً للمحسوبية ولا يتم ايصالها للمستهدفين فعلاً .. حاولنا أكثر من مرة تقديم رؤية جديدة وإعادة النظر في آلية التوزيع للغذاء العالمي وكير واوكسفام والفاو واليونسيف وغيرها وقدمنا لهم المسح المطلوب عن الأسر النازحة والمجتمعات المستضيفة سواء من خلال السلال او البدل النقدي أو من خلال مشاريع تنموية تعود بالنفع على المجتمع لكن لم يتم التجاوب معنا... المنظمات المحلية وسيط فساد للمنظمات الدولية في ظل غياب الشفافية والرقابة المجتمعية.
رياض القسيمي - اتحاد المهن الحرفية يقول :
لو تم تخصيص جزء من المساعدات الدولية لتنمية المهن الحرفية لاستطعنا تحويل المجتمع من مستهلك إلى منتج ووفرنا فرص عمل للشباب من خلال مشاريع منتجة مدرة للدخل لكن الغرض هو إبقاء اليمنيين تحت خط الفقر والحاجة
ويضيف القسيمي قائلاً : مليارات الدولارات تم أنفاقها خلال السنوات الثلاث الأخيرة تحت بند المساعدات لو تم توزيعها على الشعب اليمني لكان نصيب الفرد ما لا يقل عن 100 الف دولار..
ويوضح القسيمي بالقول : في تقرير لمنظمة أوكسفام لعام 2017م على ما اعتقد تضمن 200 مليون ريال مقابل نقل مواد غذائية لمديرية جبل حبشي ..كم المستهدفين في هذه المديرية واذا كان هذا المبلغ مقابل نقليات فقط ..
واشار القسيمي إلى أن منظمة كير وقعت عقداً لشراء 20 خزاناً سعة 400 لتر وتعبئتهم بالمياه كل 10 أيام لمدة 3 أشهر قيمة العقد 82 الف يورو ..
ويستدرك قائلاً : يا أخي فساد كبير على حساب ملايين الجياع من اليمنيين والاخطر سيطرة حزب معين على عشرات المنظمات باختصار تجارة وطلبة الله على حساب ملايين الجياع لذلك المستفيدين من الحرب يعملون على اطالتها .. واذكر أنه يتم توزيع دقيق فاسد على المواطنين في أكثر من محافظة.
أحمد سيف الصبري - منظمة أجيال يقول :
أكثر من 30 الف منظمة مقيدة بوزارة الشؤون الاجتماعية ، هل كل المنظمات التي تم التصريح لها مكتملة الشروط حسب القانون وهل الهدف منها خدمة المجتمع ..الفكرة هي تجارة بدل ما تفتح دكان أو ورشة أفتح منظمة واستغل معاناة الشعب اليمني ولو انت فعلاً تعمل بضمير لا يمكن. أن تحصل على أي دعم ..
ويقول الصبري : تخيل أن تنظم اليونيسيف مشروع للأطفال عن كيفية نفخ البالونات .. ومن جهتها منظمة الفاو وتحت زعم تنمية الثروة الحيوانية قامت بتوزيع اغنام في مديرية حيفان والمواسط تسببت بنفوق أغنام المواطنين لان الاغنام التي تم توزيعها عبر منظمة محلية - لا اذكر اسمها - كانت مريضة وتم تناول هذا الموضوع على مستوى الإعلام وانتهى الأمر بدون أي تعويض للمواطنين ..
ويضيف الصبري قائلاً : كل المشاريع موجهة وليس لها أي مردود على تنمية المجتمع ..كم من النازحين لا يتسلمون أي مساعدات بينما تذهب المساعدات لغير المحتاجين وبمعرفة المجالس المحلية والعقال تُباع أمام مراكز التوزيع وفي المحلات .. فساد المنظمات هو فساد ضمير وغياب الشعور بالإنسانية ..لا رقابة مجتمعية ولا حكومية.
المليارات تهدر والتحذيرات تتواصل
أإلى ذلك علنت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي الأربعاء الماضي أن اليمن يقف من جديد على حافة المجاعة بسبب نقص التمويل ..
وقالت غراندي إ برامج المساعدات التي تشمل الرعاية الصحية والغذاء تغلق بالفعل بسبب نقص الأموال والوضع الاقتصادي يتدهور بشكل مخيف..
واضافت " برنامج الغذاء العالمي كان يقدم مساعداته لـ 13 مليون يمني والآن قلص مساعداته لتشمل 8.7 مليون شخص بعضهم بنصف حصة غذائية "
وأعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في نهاية يونيو الماضي أن أكثر من 20 مليون يمني يعانون من الجوع المزمن وانهم معرضون للإصابة بفيروس كورونا..
صندوق الأمم المتحدة للسكان
وفي 6 يوليو الجاري أعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان على صفحته الرسمية في تويتر إغلاق 140 منشأة صحية في اليمن من أصل 180 منشأة وقال الصندوق إن منظمات الأمم المتحدة لجأت إلى تقليص وإغلاق 31 من أصل 41 من البرامج الإنمائية في اليمن بسبب نقص التمويل ..
واضاف أن نحو 40٪ فقط من المرافق الصحية في اليمن تقدم خدمات الصحة الانجابية..
مشيراً إلى أن خدمات المياه والصرف الصحي الضرورية لكبح انتشار فيروس كورونا والأمراض القاتلة الأخرى توقفت بنهاية يونيو الماضي فعلا..
منظمة أوكسفام
من جهتها حذرت منظمة أوكسفام من أن وباء كورونا يعمق أزمة الجوع في المناطق المعروفة ببؤر الجوع في العالم ومنها ثلاث دول عربية هي اليمن وسوريا والسودان .. ويتسبب في ظهور بؤر جديدة للجوع في العالم .. وقالت المنظمة أن كوفيد 19 يعمق الجوع في عالم جائع وان عدد الوفيات من الجوع المرتبط بالوباء قد يبلغ بنهاية العام قرابة 12 الف وفاة يومية أي ضعف من يقضي عليهم الوباء..
واورد التقرير بيانات تضم عشر مناطق من بؤر الجوع المنتشرة في العالم منها 3 دول عربية وهي " اليمن .. الكونغو الديمقراطية .. أفغانستان .. فنزويلا ..الساحل الغربي للصحراء .. اثيوبيا .. جنوب السودان .. وسوريا .. والسودان ..وهايتي " وقال التقرير الوباء قد يكون القشة التي تقسم ظهر البعير بالنسبة لملايين البشر الذين يعانون من اثار النزاعات والتغير المناخي واللامساواة والنظام الغذائي المتدهور فيما تسبب في افقار الملايين من منتجي الغذاء والعمال فقرا مدقعا..
الأمم المتحدة
هذا وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت وبشكل رسمي أواخر يونيو الماضي عن تخفيض المساعدات الإنسانية والغذائية المقدمة لليمن إلى 70 ٪ وابقت على البرامج الأساسية التي قالت إنها مرتبطة بحياة ملايين اليمنيين..
والسؤال : إذا كان هذا الحال بالنسبة لليمنيين فما مصير المليارات التي تجبى باسمهم ، ومن هو المستفيد إلى جانب القائمين على المنظمات الدولية والمحلية ؟..
ولماذا لا يتم تفعيل الجانب الرقابي وتعزيز الشفافية في عمل المنظمات التي تتاجر بمعاناة اليمنيين بمشاريع لا تسمن ولا تغني من جوع ؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|