حسن عبد الوارث -
دائماً ، في خضم الحملات الإنتخابية الرئاسية الأمريكية ، يشتد الصراع بين "الحمار" الديمقراطي و"الفيل" الجمهوري.. برغم أن الإثنين يستويان مكانةً في حظيرة البيت "الأسود" الذي لا شيء حقيقياً سيتبَّدل فيه غير طاقم الموظفين وأثاث غرفة النوم ومأوى الكلب!
والمصيبة أن العرب- والعرب وحدهم _ يتفاءلون خيراً بقدوم كل رئيس أمريكي جديد.. وما هي سوى أشهر- وأحياناً أسابيع فقط _ حتى يفاجأوا بأن "سام الدين" ألعن من أخيه!
وكأَنَّ العرب يستمتعون بالتغافل المطبق عن أبسط القواعد الاستراتيجية في السياسة الأمريكية،التي لإ تتبَّدل البتَّة مهما تبَّدلت الإدارات ،ومهما كان الشخص الذي يجلس في المكتب البيضاوي الذي سُفحت "طهارته" _ذات يوم- على قميص مونيكا هانم!
إنَّ ثبات السياسة الخارجية الأمريكية ، وبالذات تجاه القضية الفلسطينية خصوصاً ، والشرق الأوسط عموماً ، لم تتبَّدل،ولن تتبدل .. إنما قد تتعَّدل في أحسن الأحوال .. وأحسن الأحوال _ هذه- لن ترى النور في الأفق المنظور ، لا سيما بعد الهيستيريا التي أصابت "العم سام" إثر 11 سبتمبر المشؤوم ..
لكن.. ماذا نقول للنعامة العربية التي تأبى إلاَّ أن يظل رأسها مدفوناً في الرمال ، تجاه الموقف الأمريكي الثابت من القضايا العربية وفي مقدمتها فلسطين ؟!
لقد ظل جورج واشنطن بوش يُردَّد دائماً بأنه يحب ثلاثة :زوجته .. مزرعته.. وكلبه"سبوت"!!
فماذا ترى سيحب الرئيس المقبل ؟!
بالطبع ،من الممكن أن يحب أيَّ شيء ،وربما كل شيء.. غير العرب والمسلمين!!
Wareth26@hotmail.com
سام الدين..
