موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
الميثاق نت -

الأربعاء, 17-أبريل-2019
إبراهيم‮ ‬ناصر‮ ‬الجرفي‮ ‬ -
بصراحة دائرة الانتقام والعنف ، كانت ولا تزال وستظل ، دائرة مظلمة ومغلقة ، من وقع فيها هلك وسقط سواء أكان شخصاً ، أو حزباً ، أو جماعة ، أو نظاماً سياسياً ، لأن الانتقام يقود إلى الانتقام المضاد ، والعنف يقود إلى العنف المضاد ، ولكل فعل ردة فعل ، وليس من مصلحة سواء الفرد أو الجماعة أو النظام السياسي أو الدول ، الوقوع في دائرة الانتقام والعنف ، لأن هذه الدائرة عبارة عن دوامة مرعبة ، تدمر كل ما يدخل في نطاقها ، وتسحق كل من يقع فيها بلا رحمة ولا شفقة ..
والباحث في كتب التاريخ ، وفي أخبار الأمم والشعوب والحضارات ، يمكنه أن يصل إلى حقيقة تاريخية ، تتمثل في أن الدول والأنظمة والمجتمعات التي أدخلت نفسها في نطاق دائرة الانتقام والعنف ، قد دفعت الثمن الباهض لذلك ، وعجلت من سقوطها وإنهيارها وهزيمتها وفشلها..
لأن دائرة الانتقام والعنف تقود من يقع فيها إلى ممارسة الظلم والقسوة والبطش والتنكيل ، وتفتح شهية المنتقم ليعيث في الأرض فساداً وخراباً ودماراً وتفجيراً ، وتبرر له أبشع الجرائم التي يرتكبها ، ويتحول المنتقم من مظلوم ومعتدى عليه في فترة سابقة ، إلى ظالم غشوم‮ ‬،‮ ‬ومعتدٍ‮ ‬،‮ ‬وسفاح‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬فترة‮ ‬لاحقة‮ ‬،‮ ‬وهكذا‮ ‬يظل‮ ‬المنتقم‮ ‬يدور‮ ‬في‮ ‬حلقة‮ ‬مفرغة‮ ‬،‮ ‬فتارةً‮ ‬يكون‮ ‬مظلوماً‮ ‬،‮ ‬وتارةً‮ ‬أخرى‮ ‬يكون‮ ‬ظالماً‮ ‬،‮ ‬وهكذا‮ ..‬
كما أن دائرة الانتقام والعنف تعتبر العدو الأول للنظام والقانون والشرع ، ففي ظلها تتعطل كل القوانين والشرائع ، ويكون المنتقم هو النظام ، وهو القانون ، وهو الشرع ، فيسرف في القتل ، ويسرف في الظلم ، ويسرف في الفساد ، متجاوزاً كل القوانين والشرائع ، وليس هناك ما‮ ‬هو‮ ‬أسوأ‮ ‬من‮ ‬تعطيل‮ ‬القضاء‮ ‬والعدالة‮ ‬،‮ ‬لأن‮ ‬الحياة‮ ‬الإنسانية‮ ‬بدون‮ ‬القضاء‮ ‬والعدالة‮ ‬والشرع‮ ‬،‮ ‬تتحول‮ ‬إلى‮ ‬غابة‮ ‬موحشة‮ ..‬
لذلك نجد أن الشرائع السماوية والقوانين الأرضية تدعو إلى الاحتكام للقوانين والأنظمة ، وتدعو إلى الالتزام بالقضاء في كل الظروف والأحوال ، بل إن الدين الإسلامي لم يكتفِ بذلك ، بل دعا إلى التسامح والصفح الجميل ، ودعا إلى الدفع بالتي هي أحسن ، ودعا إلى استبدال السيئة‮ ‬بالحسنة‮ ‬،‮ ‬فكيف‮ ‬بمن‮ ‬يدَّعي‮ ‬تمسكه‮ ‬بالاسلام‮ ‬،‮ ‬ويرفع‮ ‬شعارات‮ ‬الإسلام‮ ‬،‮ ‬وهو‮ ‬يمارس‮ ‬الانتقام‮ ‬والعنف‮ ‬والبطش‮ ‬ضد‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬يعارضه‮ ‬وضد‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬يختلف‮ ‬معه‮ ..‬
لذلك فإن الإسلام كما وصفه رسولنا عليه الصلاة والسلام ، هو بالتحلي وليس بالتمني ، ما معناه أن الإسلام بالممارسة والتطبيق على أرض الواقع ، والالتزام بأحكامه وتشريعاته في كل الظروف والأحوال ، وليس بالشعارات ، والهتافات ، والألفاظ ، والمحاضرات ، ويتجسد هذا التوصيف‮ ‬النبوي‮ ‬في‮ ‬ضبط‮ ‬النفس‮ ‬من‮ ‬الوقوع‮ ‬في‮ ‬دائرة‮ ‬الانتقام‮ ‬والعنف‮ ‬،‮ ‬والالتزام‮ ‬بالشرع‮ ‬والقضاء‮ ‬،‮ ‬وتحقيق‮ ‬العدالة‮ ‬مع‮ ‬جميع‮ ‬الناس‮ ‬،‮ ‬وهنا‮ ‬يتجلى‮ ‬الإسلام‮ ‬الحقيقي‮ ‬،‮ ‬وينكشف‮ ‬الاسلام‮ ‬الزائف‮ ..‬
والشاهد من ذلك وأنا أتابع بعضاً من مواقف قيادات وناشطين في المؤتمر ، ناتجة عن مواقف انفعالية لما يتعرض له المؤتمر من إقصاء وظلم ومواقف انتقامية من الأطراف الأخرى ، تدفع بالذهاب بالحزب الوطني الرائد المدني والحضاري ، نحو دائرة الانتقام والعنف في تعامله مع خصومه السياسيين ، وهذا الأمر في حقيقة الأمر يتعارض مع منهجية المؤتمر القائمة على الاحتكام إلى الشرع والدستور ، واحترام النظام والقانون ، والالتزام بالقضاء والعدالة في كل الظروف والأحوال ومع جميع الناس ، فالقضاء العادل هو الكفيل بتحقيق العدالة ، وهو الكفيل بمعاقبة كل من اعتدى ، وتجاوز ، وظلم ، وأفسد وهو الكفيل بإعادة الحقوق إلى أهلها ، وهو وحده الكفيل بإعادة الأمور إلى نصابها ، بعيداً عن الانخراط في دائرة الانتقام ، والعنف ، والظلم ، والفساد في الأرض ..
وعلى قيادات وناشطي وكوادر المؤتمر أن يسألوا أنفسهم لماذا لا يزال المؤتمر يحظى بالدعم والقبول بين الجماهير ، ولماذا لا يزال يحظى بالتأييد والالتفاف الشعبي الكبير ، الجواب بكل بساطة لأن المؤتمر لم ينخرط يوماً في دائرة العنف ، ولم ينزلق يوماً في دائرة الانتقام‮ ‬،‮ ‬بل‮ ‬ظل‮ ‬الشرع‮ ‬والدستور‮ ‬والنظام‮ ‬والقانون‮ ‬هو‮ ‬سبيله‮ ‬الوحيد‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬تعاملاته‮ ‬وإجراءاته‮ ‬وسلوكياته‮ ‬مع‮ ‬خصومه‮ ‬وأعدائه‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬الظروف‮ ‬والأحوال‮ ..‬
والتزام المؤتمر بمنهجه السياسي المدني والحضاري كفيل بإبعاده عن الانخراط في دائرة الانتقام والعنف تلك الدائرة المهلكة التي انخرط الكثير فيها بمجرد حصولهم على القوة واستيلائهم على السلطة وكانت سبباً في فشلهم وظهورهم بصورة سلبية وعدائية ، لأن دائرة الانتقام تقود إلى الظلم ، وإلى الفساد في الأرض ، والله تعالى توعد الظالمين والمفسدين في الأرض بالهلاك والسقوط في الحياة الدنيا ، وبالعذاب الشديد في الحياة الآخرة.. وليكن لنا في زعيمنا الشهيد علي عبدالله صالح القدوة في ذلك ، فبعد تعرضه لعملية الاغتيال الغادر في مسجد دار الرئاسة ، لم نشاهده ينتقم من خصومه ، ولم نشاهده ينخرط في دائرة الانتقام والعنف ، بل لجأ إلى القضاء لمعاقبة مرتكبي تلك الجريمة ، ولا تزال منظورة أمام القضاء حتى اليوم ، كما أنه التزم بالإجراءات الدستورية والقانونية فيما يتعلق بالجانب السياسي ..
لذلك على قيادات المؤتمر التمسك بالمنهجية الفكرية والسياسية المدنية والحضارية والسلمية للحزب ، من خلال النأي بالنفس عن الوقوع في دائرة الانتقام والعنف ، وليكن الشرع والدستور والنظام والقانون والقضاء هو الحكم بين الجميع ، في كل الظروف والأحوال ، ليظل المؤتمر‮ ‬هو‮ ‬الأمل‮ ‬لهذا‮ ‬الوطن‮ ‬بعد‮ ‬الله‮ ‬تعالى‮ ‬،‮ ‬وهو‮ ‬المستقبل‮ ‬الأفضل‮ ‬لهذا‮ ‬الشعب‮ ..‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

للمتباكين على "الحمدي"
عبدالله الصعفاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)