لقاء/نجيب شجاع الدين -
قال المتحدث باسم وزارة الصحة العامة والسكان الدكتور يوسف الحاضري: إن الوضع الحالي للقطاع الصحي بعد 1300 يوم من العدوان بات كارثياً وبخسائر مباشرة تفوق المليار دولار..
وأشار الحاضري الى أن 55٪ من القطاع الصحي خرج عن العمل اضافة الى تعرض 438 مرفقاً صحياً للتدمير الكلي والجزئي..
وكشف أن إغلاق العدوان لمطار صنعاء منذ 2016م أدى الى وفاة 127 ألف مريض عجزوا عن السفر للعلاج..
وأوضح أن الوزارة تعد حالياً خطة ميدانية لاستيعاب دعم المنظمات الدولية، لافتاً الى أن انفاق بعضها ذهب بشكل خاطئ.. الى التفاصيل:
< بداية حدثنا عن الوضع الحالي للقطاع الصحي في بلادنا وما حجم الخسائر التي لحقت به جراء العدوان المستمر منذ ثلاثة اعوام؟
-الوضع الصحي في اليمن جراء 1300يوم من العدوان والحصار كارثي بكل ما تعنيه الكلمة، فهو مثله مثل بقية القطاعات الأخرى اصابه التدمير المباشر وغير المباشر من قبل العدوان وبتعمد واضح مستمر حتى اصبح اليوم يمضي هذا القطاع بأقل مما يمكن ان يقوم به اي قطاع فحجم الخسائر المباشرة تفوق المليار دولار اما حجم الخسائر غير المباشرة فلا يمكن ان نحصيها خاصة عندما نتكلم عن ارواح وعن امراض متعددة ومنها النفسية وعن اموات معظمهم لا يعرف ما سبب موتهم ووو..
438مرفقاً صحياً تم تدميره تدميرا كاملا او جزئيا بالقصف المباشر، والحصار اجهز على جزء كبير آخر مما أخرج حوالي55٪ من القطاع الصحي عن العمل.
اكثر من120 صنفاً دوائياً لأمراض مزمنة لا نستطيع الحصول عليها بسبب اغلاق مطار صنعاء والذي ايضا ادى الى وفاة 27الف مريض عجزوا عن السفر عبر المطار للاغلاق..
مراكز غسيل كلوي أغلقت واخرى تعطلت اجهزتها ولم نستطع اصلاحها واخرى لا يتواجد فيها محاليل غسيل وكل ذلك ادى لوفيات كثيرة.
كذلك الكوليرا والذي من المعيب ان نتكلم في القرن الواحد والعشرين عن حالة كوليرا واحدة فكيف عن آلاف الوفيات ومئات الآلاف من الاصابات.. الحال ينطبق على الدفتيريا وايضا مرض الملاريا والضنك والتي حصدت في فترة العدوان ارواح العشرات علاوةً على الاصابات كما لا ننسى سوء التغذية عند الاطفال والنساء فنحن نتكلم عن طفل من بين 3 اطفال مصابين في اليمن بسوء التغذية بواقع 2200000طفل من بينهم 400الف مصاب بسوء التغذية الحاد الوخيم الذي اصبح اليوم نتكلم عن موت طفل كل10دقائق ومليون ومائتا ألف امرأة حامل او مرضع مصابة بنفس المرض وغير ذلك من مآسٍ كبيرة وكثيرة فاقمها انقطاع الرواتب منذ26شهرا بسبب نقل البنك من صنعاء الى عدن فانقطعت عن 48الف موظف في الصحة لتضاف مآسٍ الى مآسٍ.
< الى اي مدى أثر الحصار على الوضع الصحي والانساني وهل تسبب في ارتفاع نسبة الوفيات بين المرضى؟
- الحصار دماره ومآسيه اشد من القصف المباشر فإن كنا نتكلم عن حوالي40الف شهيد وجريح نتيجة القصف فيمكن ان نتكلم عن عشرة اضعاف الرقم وفيات نتيجة الحصار كما انه ادى الى ارتفاع الاسعار بشكل كبير بجانب انقطاع الرواتب فتراكمت مشاكل المواطنين وازدادت الوفيات.
< حدثنا عن ضحايا العدوان من الاطباء والممرضين والعاملين في القطاع الصحي؟
- هناك حوالي 220 طبيباً وممرضاً وعاملاً صحياً مابين شهداء وجرحى خلال فترة العدوان سقطوا وهم يؤدون اعمالهم الانسانية منهم في المنشأة الصحية ومنهم فوق سيارة الاسعاف ومنهم في مخيم صحي وهكذا، وهذه امور يعاقب عليها القانون الدولي لأن هؤلاء محميون بموجب القوانين ولا يجوز المساس بهم.
< ما الذي تقوم به الوزارة في سبيل احتواء معاناة ذوي الامراض المستعصية او المزمنة كالفشل الكلوي والسرطان والسكري والثلاسيميا؟
- الوزارة في الآونة الاخيرة تتحرك بطاقة فوق طاقتها وبإمكانات أدنى من امكاناتها بل ربما بلا امكانات حقيقية بشكل عام ، والمصابون بأمراض مزمنة تأزمت اوضاعهم اكثر بانقطاع ادويتهم من الوزارة وبارتفاع الاسعار وبانقطاع الرواتب.. كلها تراكمت فوق رؤوسهم فتأثروا بشكل كبير وتسعى الوزارة لتوفير ادوية لهم عبر المنظمات وتوجيههم في ذلك خاصة منظمة الصحة العالمية والصليب الاحمر واليونيسيف واطباء بلاحدود وغيرها وهناك جهد كبير في هذا الجانب.
< ماذا عن قطاع الادوية.. هناك نقص وانعدام لاصناف معينة.. وهناك من يشكو من تحولها لسوق سوداء؟
- الادوية التجارية تأثرت بشكل كبير من الحصار خاصة ان مطار صنعاء اغلق والمنافذ البرية والبحرية اغلقت ان استثنينا الحديدة التي تعيش الفترة هذه تحت نار العدوان وانخفض اداؤها بشكل كبير جدا وارتفعت الاسعار وانخفض الريال، كل ذلك ادى الى ارتفاع أسعار الادوية وان تواجدت ولكن ارتفاعها بسبب العدوان والحصار.
< يواصل العدوان استهدافه للمستشفيات والمراكز الصحية وقد كان آخرها مستشفى الدريهمي بالحديدة.. برأيك لماذا المستشفيات؟
- العدوان دائما يهدف الى اماتة الانسان اليمني فمشروعه مشروع موت وليس حياة لذا يسعى لقطع كل امكانات نجاة اي انسان من الموت فمن ينجو من القصف يسقط في عدم توافر الخدمات الكافية لانقاذه في المستشفيات ومن ينجو في المستشفى يسقط عند ابواب السعي للحصول على علاج ومن ينجو يسعى للسفر للخارج يتعالج لينصدم ببوابة مطار صنعاء موصدة امامه منذ 26 شهراً وبالتحديد منذ8اغسطس2016.
< كيف تتعاملون مع مشكلة نقص الكادر الطبي خاصة مع مغادرة الاطباء الاجانب منذ بدء العدوان؟
- ليست فقط مغادرة الكادر الاجنبي من اليمن مشكلتنا، بل مغادرة كادر يمني من اليمن الى الخليج لمداواة من يتآمر علينا ويقتلنا ويحاصرنا بداعي البحث عن لقمة عيش والراتب الكبير وهذا لا يختلف كثيرا عن المرتزقة الذين هربوا للرياض وابو ظبي لنفس السبب وايضا كادر نزح من المستشفيات العمومية الى مستشفيات خاصة ولكن هؤلاء اقل اجراما بحق اليمن ارضا وانسانا فعلى الاقل مازالوا في اليمن لذا لجأت قيادة الوزارة الجديدة لاتخاذ كثير من الاجراءات لعل اهمها اصدار قانون الخدمة الريفية من مجلس النواب بإلزام خريجي الجامعات والبورد للعمل عاماً واحداً في المستشفيات الريفية قبل الحصول على الشهادة مع اعطائهم حوافز كبيرة بالتعاون مع المنظمات وكذلك تعميم لكل الاطباء الذين نزحزا للخاص بان يلتزموا بدوامهم الحكومي عوضا عن اعادة فتح دراسة البورد مرة اخرى لاحتياجنا الى كوادر مؤهلة..
< تقييمك لاداء المنظمات الصحية الدولية ومدى تعاونها مع الوزارة؟
- المنظمات واداؤها فيه جانبان سلبي وايجابي فالسلبي دائما احمله الحكومة والوزارات المعنية والتي لم تخطط بشكل صحيح ولم تعطِ المنظمات خططاً حقيقية تتواءم مع احتياجنا في ظل هذه الظروف لذا تلجأ هذه المنظمات للانصهار مع خطط الوزارة فيكون هناك انفاق كبير ولا يكون هناك نتاج ملموس عند المواطن وهنا ايضا ألوم المنظمات لتقبلها مثل هذه الخطط ولكن في الاخير يكون من منظور الحفاظ على الدعم المرصود لليمن للعام التالي لذا يحصل انفاق للاموال بشكل خاطئ.
وجانبها الايجابي يجب ان يتم دعمه والدفع به كون المنظمات من الجهات القليلة التي مازال يأتي لنا ما يمكن ان نقوم القطاع الصحي لذا نحن نتعاون حاليا في وضع خطط حقيقية ومن واقع مسح ميداني للمستشفيات والمراكز الصحية للرفع بخطط من واقع فعلي للمنظمات لـ2019م وسيكون هناك اتزان اكثر في ذلك وتقليل في الانفاق الخاطئ والفساد الفظيع.
| 
د.الحاضري لـ"الميثاق": أكثر من مليار دولار خسائر القطاع الصحي المباشرة جراء العدوان
