حاوره/ يحيى علي نوري -
أكد محمد حسين العيدروس -القائم بأعمال رئيس مجلس الشوري عضو اللجنة العامة للمؤتمر رئيس معهد الميثاق- ان ما يعتمل اليوم من صراع وتطاحن هو نتيجة منطقية لحالة الانحراف عن مسيرة الثورة وروحها الثورية التواقة الى المزيد من الانجاز الحضاري القائم على الامن والاستقرار والسلم الاجتماعي..
ويعتبر العيدروس في هذا الصدد دعوة الشيخ صادق بن امين ابوراس -رئيس المؤتمر الشعبي العام- الى اجراء مراجعة لمرحلة مسيرة الثورة بالجريئة والتاريخية كونها تعمل على تحويل مناسبات أعياد الثورة الى محطات مهمة للمراجعة والتقييم لمسيرة الثورة وبما يهيئ مناخات مواتية لتعزيز مسيرتها..
مبيناً في هذا الحوار -الذي اجرته معه »الميثاق«- اهمية الاصلاحات الشاملة لبلوغ الدولة اليمنية الحديثة في اطار من المشاركات الفاعلة لكافة قوى الشعب دون استثناء.
وقد تطرق الحديث مع الأستاذ محمد حسين العيدروس الى العديد من الموضوعات المتصلة بمناسبة اعياد الثورة اليمنية (سبتمبر-أكتوبر) والحوار الوطني المسئول..
فإلى التفاصيل:
< تكتسب مناسبات ذكرى الثورة اليمنية اهمية بالغة في كونها حدثاً تاريخياً مثل عهدا جديدا في تاريخ شعبنا وظلت مختلف تفاعلات القوى السياسية والشعبية اليمنية تؤكد ضرورة الاهتمام بالثورة اليمنية (سبتمبر واكتوبر) والسير على هدى اهدافها باعتبار ذلك ضمانة حقيقية للسير باتجاه المستقبل.. الا ان هذه التفاعلات قد جنحت بعيداً عن بعض أهداف الثورة الأمر الذي تسبب كثيراً في حدوث الاعتوارات التي مثلت عقبات في تحقيق العديد من الأهداف، وحاولت بعض القوى السياسية تشويه أهداف الثورة غير أن معظم القوى الخيرة لديها القناعة والاصرار على الحفاظ على الثورة وأهدافها المتمثلة في الثورة والجمهورية والوحدة والسيادة.
وكما يعلم الجميع أن أهداف الثورة اليمنية ليس تنفيذها محدداً بسقف زمني فهي ثورة مستمرة من أجل تطوير الحياة اليمنية لكن الاختلافات والتباينات والصراعات من أجل تنفيذ هذه الأهداف.
< كيف التقطتم دعوة الشيخ صادق بن امين ابوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام والتي اطلقها في الفعالية الاحتفالية بمناسبة الثورة ودعا الى مراجعة المرحلة والاستفادة من الايجابيات وتجاوز السلبيات؟
- من وجهة نظري اعتبر دعوة الشيخ صادق بن امين ابوراس رئيس المؤتمر الشعبي دعوة صادقة وجريئه اطلقها في التوقيت المناسب فالرجل وبخبرته السياسية علاوة على كونه من اسرة مناضلة اطلق هذه الدعوة في هذه المناسبه وبصورة جسدت الحاجة الماسة لشعبنا لعملية المراجعة لمسيرة الثورة وجعل بالتالي بدعوته هذا الاحتفال بمناسبات اعياد الثورة محطات مهمة للمراجعة والتقويم وبالصورة التي تعزز من مسيرة الثورة وتكسبها ألقاً جديداً قادراً على تحريك عاطفة الشعب ازاء الثورة، وخاصة الاجيال الجديدة التي للاسف الشديد لاتعرف عن الثورة شيئاً إلا النادر وكذا لاتعرف الاسباب والعوامل التي ادت الى قيامها وكذا طبيعة الحياة اليمنية التي كانت رازحة تحت الامامة والاستعمار..
ولاريب ان هذه الدعوة تمثل العلاج الناجع لكثير من المنغصات والاعتوارات التي تشوه مسيرة الثورة وتجعلها عاجزة عن السير قدما باتجاه تحقيق اهدافها والتعامل المقتدر مع المتغيرات والتحولات المتسارعة التي تشهدها اليمن من وقت لآخر، وبانجاز هذه المهمة التي لاتقل اهميتها عن اندلاع الثورة تكون اليمن قادرة على السير في هدى الثورة في دولة تعبر مؤسساتها عن روح الثورة ومنتصرة لها في ايجاد المعالجات بصورة مستمرة لتطوير البناء المؤسسي للدولة اليمنية وفق دستور ينظم الحياة السياسية والعلاقات المجتمعية على اسس قوية وراسخة ويجد الحلول اولاً بأول لأية اشكالات تحدث نتيجة التطورات ويضع حداً للخلافات والتباينات في منظر كل قوة اجتماعية وسياسية لشكل الدولة.. الخ من المتطلبات..
< على الرغم من اهمية دعوة رئيس المؤتمر فإننا لم نجد ردوداً إزاءها من قبل الاحزاب والتنظيمات السياسية؟!
- نعم على الرغم من أهمية دعوة الشيخ صادق بن أمين أبو راس لم نرصد ردود أفعال لها من قبل الأحزاب ونعلم أن القوى السياسية لديها قضايا مختلفة تراها أولوية وهي الدفاع عن الوطن وسيادته باعتبار هذه الأولويات من أهداف الثورة اليمنية والتطلع الى تشكيل اليمن الجديد.. وأؤكد أن دعوة المؤتمر حتماً سيتم الاستجابة والتفاعل معها لكونها شخصت بدقة وموضوعية متطلبات مسيرة الثورة وهى متطلبات عاجلة لعل من ابرزها اجراء الاصلاحات الحقيقية للمشهد اليمني عموما وهى اصلاحات لايمكن التعاطي معها الا من خلال مراجعة مرحلة بكل جوانبها كما اشار الشيخ ابوراس في دعوته التي حركت المياه الآسنة فيما يتعلق بمسيرة الثورة ولعل الدعوة قد استطاعت ان تفرض مستقبلا الاحتفاء بأعياد الثورة بعيدا عن البهرجة بل وجعلها محطات مراجعة وتقيبم وهذا يحسب لأبوراس وللمؤتمر الشعبي واتمنى ان تجد هذه الدعوة حقها في المناقشات في الوسائل الاعلامية بما يخلق مزيدا من التفاعل معها ويهيئ لعملية مراجعة شاملة .
< تأتي مناسبة ذكرى ثورة الـ14 من اكتوبر المجيدة في ظل عودة مايصفه الجميع باحتلال جديد حتى من قبل أولئك الذين جلبوا التحالف العدواني على وطننا.. كيف تعلقون على ذلك؟
- الاحتلال الجديد يأتي بدعم من القوى الحاقدة على اليمن وهو العدو القديم والجديد المتمثل في السعودية وللأسف أن بعض من ارتهنوا في أحضان تحالف العدوان على وطننا هيأوا الفرصة للاحتلال الجديد لأجزاء من وطننا وأؤكد أن شعبنا المجاهد سوف يدحر هذا الاحتلال مثل سابقيه من الاحتلالات وهذا لا ريب يتطلب من الجميع وحدة الصف والتماسك والتلاحم خاصة وأن لا حياة كريمة لنا في ظل وجود احتلال لأجزاء من وطننا فالسيادة هي صيرورة الحياة واليمن معروف عنها نضالها وتضحياتها المستمرة من أجل السيادة باعتبارها خطاً أحمر، وأؤكد أن هذا الثبات اليمني سيتعزز أكثر وأكثر في وجه العدوان.
المؤتمر الشعبي العام ترجم أهداف الثورة اليمنية في ميثاقه الوطني وهو ملتزم بهذه الوثيقة الوطنية التي تحلت بوسطيتها واعتدالها وهي وثيقة ترفض الاحتلال والاستعمار وتعبر عن سجايا اليمنيين وتاريخهم النضالي.
< هناك خوف شديد على الوحدة اليمنية في ان تؤدي هذه التداعيات الخطيرة التي تحفل بها الساحه اليمنية الى تلاشيها؟
- الوحدة اليمنية ليست وليدة ثلاثين أو خمسين سنة فهي وحدة أزلية منذ القدم وقد أثبتت الثورة اليمنية »سبتمبر وأكتوبر« واحديتها وهو دليل عظيم يؤكد أن الوحدة اليمنية باقية وثابتة وراسخة وقوية..
< وماذا عن مخرجات الحوار الذي اجري بالعاصمة ابان عهد هادي !؟
- أساس الحوار جزء من إلهاء الشعب لرسم خارطة الحرب واعتقد أن نتائج الحوار جاءت في مرحلة معينة ولكن الحرب القائمة من قبل التحالف الذي تقوده السعودية أفسدت مخرجات الحوار وأصبح هناك كثير من المقترحات غير صالحة للمرحلة القادمة ولذا يجب أن نؤكد للناس أن حواراً مبنياً على الشفافية وتحقيق السلام الكامل لا المجزأ، والعادل هو الأمثل لخروج اليمن من محنته.. أعتقد أن اليمنيين اذا صدقوا في الحوار وخرجوا بنتائج ايجابية فإن دعوات الانفصال ستنتهي كون الحوار سيرسم آفاقاً مستقبلية رائعة تمثل ضمانات للحاضر والمستقبل.. وأخلص الى القول الى أنه لا خوف على الوحدة ولكن في ظل الفوضى والحروب تبرز كثير من هذه الدعوات الانفصالية وتنتهي عندما يتفق الناس.
< بالمناسبة هل تخافون على وحدة المؤتمر في ظل ما يشهده من تجاذبات راهنة؟
- بالرغم مما يشهده من تجاذبات من قِبَل بعض العناصر التي أضرت بالوطن والمؤتمر وتعيش على حساب العدوان إلا أنه استطاع تجاوز ذلك بكل اقتدار.. فالمؤتمر تنظيم حيوي ديمقراطي يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة.. فكره نابع من كتاب الله وسنة رسوله محمد ومن ميثاقه الوطني الذي هو حصيلة عقول يمنية استلهمت حقائق التاريخ وضمانات المستقبل.. كما أنه تنظيم يتجدد في أساليبه ويتعامل مع كل المتغيرات عبر كل المراحل ولهذا أؤكد أن المؤتمر لن ينهار وسيظل علامة مضيئة في سماء اليمن، ويُشهد له بذلك داخلياً وخارجياً..
< وكيف تنظرون لعلاقات المؤتمر مع جماعة انصار الله؟
- هي علاقات اخوية ووطنية أساسها وقاعدتها هدف وطني عظيم هو الدفاع عن اليمن وسيادته وقراره الوطني، ونظرا لأهميتها لما تمثله من عنوان عريض في تجسيد الوحدة الوطنية فإنني اتمنى لها المزيد من الترابط والتماسك والنجاح والتطور والمزيد من التفاهمات الايجابية التي تعزز من هذه العلاقات والحرص المستمر على معالجة اي اختلال يشوبها وان تتعزز الشراكة الحقيقية بصورة اكبر واعمق، حتى يتم دحر المعتدين وتُرفع الغُمة عن شعبنا جرَّاء العدوان الغاشم الذي أوصل الشعب اليمني الى حافة المجاعة والفقر وانتشار الأوبئة.. لهذا ستظل علاقتنا بأنصار الله استراتيجية من أجل بناء اليمن الجديد الديمقراطي المستقل الموحد.
| 
العيدروس لـ"الميثاق":دعوة أبوراس لمراجعةمسيرةالثورةجريئةوفرضت نفسها على الواقع اليمني
