أمين الوائلي -
في متناول أحزاب اللقاء المشترك أن تسجل نجاحاً واحداً يحسب لها على صعيد الإدارة التنفيذية والحكم المحلى . أي على صعيد ممارسة السلطة الفعلية والإدارة المدنية وقد تسنى لها ذلك في محافظة الضالع حيث تمتلك أغلبية مريحة مكنتها من الإمساك بالسلطة المحلية والمجلس المحلي في المحافظة .

لا أحد يعرف لماذا تزهد أو تفرط المعارضة بامتياز فعلي وظاهرة إيجابية قدمتها لها محافظة الضالع على طبق الانتخابات المحلية ؟ ولا لماذا تهمل تجربة كهذه ، يمكنها من خلالها تسجيل الحالة المطلوبة ، أو تقديم الأنموذج الذي تستطيعه في الإدارة وتسيير شؤون المجتمع المحلي في قضاياه المختلفة ؟ على الأقل حتى تقنع الجمهور بنوعية وكفاءة برامجها وأسلوبها في العمل مع السلطة .. حين تكون في السلطة

عوضاً عن ذلك ، وعما هو مطلوب منها في هذه الأحوال ، ذهبت المعارضة إلى تسيير المظاهرات والمسيرات ونصب الاعتصامات والاحتجاجات، ليس في المحافظات الجنوبية والشرقية دون غيرها ، لسبب يبدو من شكله ومن مضمونه أنه غير نزيه، بل فعلت ذلك بالتركيز على محافظة الضالع بدرجة أساس . ولا يعدم المرء قائمة طويلة من الاندهاش في وجه هذه المفارقة المرتبكة .

من الضالع بدأ المشترك في إيقاد موسم الصخب النضالي مع بدايات العام الفارط 2007م وأولى مهرجانات المشترك ، تحت يافطة الشعار المستهلك والفضفاض “ النظام السلمي “ خرجت من مديريات الضالع حتى أن قادة “السلمي “ ذاك قضوا ثلاثة أيام بلياليها ينتقلون من مديرية لأخرى حيث مهرجانات أعد لها سلفاً ليبدو الأمر وكأنها تحدث بتلقائية شديدة أو أن الجماهير ذاتها تجاوبت مع مهرجانات اليوم الأول .. فأجهشت بالبكاء والتصفيق لقادة المشترك ! . ليس هذا هو المهم ولكن كون المشترك يوقد من الضالع احتجاجات عائمة ، وصلت الأمور في بعضها إلى العنف والفوضى وقطع الطرقات ، فإن ذلك ينم حقيقة عن غباء سياسي مركز، أو سوء تقدير وتدبير وليس غيرهما.

فماذا يقال مثلاً عن أحزاب تملك غالبية مقاعد المحليات وتتحكم بالسلطة والمجلس المحلي بنفسها يعني أنها الحاكم هنا ثم هي تحشد وتدفع إلى التظاهر و الاعتصامات بتلك الصورة العابثة والاندفاعية المحبطة ؟!

بسهولة يقرأ المشهد وكأن المشترك يتظاهر ضد نفسه . إنما ، وحتى هذه قد جرى تناولها والافدح من ذلك أن أحزاب السلطة المحلية في الضالع لم تحافظ على قيمتها الانتخابية بطريقة رزينة كما ينبغي فهي سارعت من فور حصولها على السلطة المحلية إلى استخدام امتياز كهذا بأسلوب “الهرج والمرج:” فعوضاً عن العمل المجهد من أجل استتباب الأوضاع للسلطة الجديدة ، وإقامة الخطط والبرامج التنموية لتحسين وضع المحافظة وظروف معيشة أبنائها .انطلق أصحاب الغالبية في إثارة الاحتجاجات ونصب الاعتصامات وكأنهم هدفوا إلى تعطيل الحياة وليس إنعاشها !!

واليوم، وبعد أكثر من عام وثلاثة أشهر على الانتخابات المحلية، وحصول المشترك على قيادة محلي الضالع . ما الذي فعل المجلس المحلي هناك ؟ وكم هي الانجازات التي سعى المشترك في عملها مستفيداً من موقعه المؤثر ؟! وأي فائدة أو عناوين مهمة صدرها محلي الضالع- وأعني هنا «المشترك» صاحب سلطة باستثناء إقالة مدير عام مكتب تنفيذي ومساءلة آخر ؟! ليبدو الأمر من خلال وسائل إعلام المشترك وكأنه فتح عظيم وسابقة تخلد.