|
|
| |
|
لقاء/يحيى علي نوري -
أكد المحلل السياسي والصحفي أحمد الحسني أن مواجهة العدوان وتطهير كل شبر في اليمن من أدناسه واجب لا يجوز على كل يمني التنصل عنه.
وأشار الى أن الأمم المتحدة وسفراء الدول الخمس لم يفعلوا شيئاً لإيجاد حل سلمي في البلاد..
وقال الحسني: لم يفعلوا شيئاً غير توفير الغطاء السياسي للعدوان وتخويفنا من الكارثة الإنسانية بل إن بعضهم شريك أساسي غير معلن في تحالف العدوان..
الى التفاصيل
< المشهد الراهن يعج بالقضايا وكلها ذات اهمية.. من اين نبدأ حديثنا وترونه يستحق الصدارة؟
رص الصفوف وتسخير الطاقات في مواجهة هذا العدوان على بلدنا وإرغامه هو الاولوية الجامعة وكل ما يخدم انتصافنا منه وتطهير كل شبر في الجمهورية اليمنية من أدناسه هو في ذات المستوى من الصدارة فعلا كان أو تركا كل بحسب طاقته فردا كان أو كيانا.. إنه واجب لا يجوز التنصل عنه وشرف ومصلحة أيضا يجب الا يفوت عاقل نصيبه منه.
< مصلحة؟
- نعم يا أستاذ يحيى الانتصاف من المعتدي علينا وفك الحصار على شعبنا وطرد المحتل من ارضنا مصلحة عامة بالتأكيد والمصلحة الخاصة هي ان العدوان والاحتلال طارئ ومتحول والثابت هو وطنك والمصلحة ان تكون في صف المستقبل ولن يكون لك كرسي في مستقبل هذا البلد ما لم تكن اليوم حاضرا في خنادق الدفاع عنه..
هناك من يقول الطرف الآخر هم يمنيون نعم ومن المؤسف ان يقاتل يمني عن حدود السعودية ضد بلده واهله ويرفع راية الامارات والسعودية والقاعدة في عدن ويدوس علم بلده.. اليمني تحت راية العدوان كالسوداني واللاتيني والآسيوي مرتزق، الفرق فقط انه اشجع منهم وارخص ثمنا ويخون بلده واهله وقيمه الاصيلة التي تربى عليها.. كم هو مغيظ حد القهر ان يتحدث قرقاش عن تقدم القوات الاماراتية في مناطق من سواحلنا الغربية ونحن نعرف ان الامارات بقضها وقضيضها اهون من ان تواجه قرية يمنية.
< هناك من يقول تعبنا من الحرب؟
- بالتأكيد تعبنا كثيرا من الحرب والحصار ونريد توقفهما فورا ونطالب بذلك منذ اول غارة على حي المطار وحتى اليوم وعبر كل منبر بل لم نكن نريد هذه الحرب أصلا لم نطلق رصاصة واحدة باتجاه السعودية ولا دعمنا ربيعا في الدوحة ولم نرسل جنودنا ليرفعوا العلم اليمني في ميناء ام علي ولا قصفنا القاهرة مطالبين بعودة الرئيس مرسي او حاصرنا السودان دعما لمطالب انفصالي دارفور نحن فقط ندافع عن انفسنا.. نحن في بلدنا ندافع عن انفسنا ونناشدهم ان يكفوا عن قتلنا وحصارنا وتدمير بلدنا فماذا نفعل؟
< مجلس الأمن الدولي يقول انه لا يوجد حل عسكري في اليمن وان المفاوضات السياسية هي المخرج الوحيد ما تعليقكم؟
- هذا ما تقوله المنظمة الاممية وفي المقدمة سفراء الخمس ونحن نؤيده وحريصون عليه لكنهم عمليا لم يفعلوا شيئا غير توفير الغطاء السياسي للعدوان وتخويفنا من الكارثة الإنسانية بل ان بعضهم شريك اساسي غير معلن في تحالف العدوان اما نحن فقد رحبنا بكل دعوات التفاوض وتعاطينا إيجابيا مع كل مبادرات الحل السياسي بما فيها مبادرة كيري سيئة الذكر وفي كل مرة كنا من يقدم التنازلات من اجل السلام وهم لا يقبلون منا بغير الاستسلام في جميعها كان مفهوم التحالف للحل السياسي هو ان يحققوا على الطاولة ما عجزوا عن تحقيقه في الجبهة خروجنا من المدن وتسليم الدولة والسلاح لهادي وحكومته وتسليم الصواريخ الباليستية لطرف ثالث.. لقد ابتلينا يا استاذ يحيى بأكياس مال لا تعرف حربا ولا تفاوضا وليس لدينا معهم خيار الا الدفاع عن أنفسنا حتى يرزقهم الله العقل او يسلبهم المال وإن كان الاول ميؤوساً منه فالثاني قد صار وشيكا.
< ألا تعتقد ان المؤامرة اكبر منا ووسائلنا لا تتناسب مع حجمها.. وما العمل؟
- منذ اليوم الأول وهي كذلك بل كانت أشد، ومن كان يتخيل ان بلدا فقيرا مثقلا بالديون والصراعات الداخلية والارهاب والاغتيالات طحنه ربيع الاخوان ومزقت جيشه الهيكلة وعطلت الخيانة دفاعاته الجوية ولا يوجد في خزانته العامة موازنة اربعة أشهر يمكنه من الصمود سنوات في مواجهة تحالف تريليونات الخليج والسلاح الامريكي والدعم السياسي الاممي والاقليمي. لو كان هناك فيهم من يتخيل ذلك ما شنوا عدوانهم ولما سموه عاصفة الحزم اجترارا لهيلمان عاصفة الصحراء.. وهانحن بإبائنا وتكافلنا وقيمنا الاصيلة في منتصف العام الرابع من الصمود اقوى مما كنا عليه والتحالف اضعف مما كان عليه.
ليست السعودية والامارات اقوى من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي ولسنا اصغر من فيتنام او أفغانستان، وما دمنا نرفض وضع البردعة على ظهورنا فلن نغلب.
< لكن استمرار هذا الرفض والصمود له احتياجات ومراعاة اولويات فما اولويات المرحلة؟
- رفد جبهات المواجهة وتأمين الجبهة الداخلية وأعتقد ان ابرز التحديات التي نواجهها اليوم هي تجاوز آثار احداث ديسمبر بعدم النبش فيها لا بالكلام ولا بالممارسات واعتقد ان حسن الظن الذي لا يخل بالحذر مفيد وتخفيف تداعيات الحرب الاقتصادية التي تمثل الركيزة الرئيسية للعدوان في هذه المرحلة قدر الممكن بحسن الادارة والشفافية من صاحب السلطة وترشيد التعميمات والموضوعية في النقد من العموم كلها ستساعدنا في ذلك. لا بأس ان نستشعر جميعا قوله تعالى »ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الامور«.
< هناك من يرى أن تقوية مؤسسات الدوله والايفاء بأبسط الحقوق هما المطلب الضروري لتحقيق ذلك.. ما تعليقكم؟
- تفعيل مؤسسات الدولة وسيادة القانون مطلب ملح لليوم وللغد واعتقد انه على الاخوة في أنصار الله أن يكونوا احرص من غيرهم على ذلك باعتبارهم السلطة الفعلية التي تحكم البلاد وعلى عاتقهم تقع مسؤولية إدارتها في هذه المرحلة الحرجة، تفعيل مؤسسات الدولة سيوفر عليهم الكثير من الجهد والوقت والطاقات وسيخفف عنهم الكثير من وطأة المسؤولية ويعفيهم ككيان سياسي من كثير من تبعاتها كما أن تعبئة طاقات المجتمع للمعركة من خلال كيان جامع اسهل واجدى واكثر فعالية من القيام بذلك ككيان سياسي خاص له أنصاره وخصومه ومتحمسون للعمل معه ومتقاعسون عن ذلك بل وراغبون في إفشاله.. كما أن تفعيل مؤسسات الدولة سيخفض عليهم كثيرا ضريبة المؤلفة قلوبهم التي يدفعها كل تنظيم وحركة منتصرة لطلقائها والمستثمرين في بورصة الولاءات النافقة وسيمنح انصارالله فرصة اكتشاف الكفاءات والافادة منها.. هناك من يقول ان طبيعية المرحلة تقتضي الحذر الشديد وهذا منطقي ومن يقول بأن الوضع الاقتصادي للدولة لا يفي بمتطلبات تفعيل مؤسساتها وذلك صحيح ومن يقول طلبنا من كوادر تلك المؤسسات ان يعملوا فتقاعسوا ونحن نقول قدر المستطاع بإخلاص وبما لا يخل بمقتضيات الحذر هو المطلوب.. وتوفير الضروريات ما امكن هذا هو المطلوب من أنصار الله والمطلوب من الآخرين أن تكون المطالب مراعية لطبيعة المرحلة وأن يقوم الجميع بواجبهم أما الركون إلى الحياد والاكتفاء بالتبرم والتنظير فهذا باطل
< هذا يدعونا الى السؤال عن ابرز متطلبات هذا الصمود خاصة وان دور الاحزاب المناهضة للعدوان لم يأخذ شكل المشاركة الحقيقية ويطغي عليه الجانب الاعلامي فقط؟
- ابرز متطلبات تقويته هو العدوان وهو موجود وفيه من السوء ما يكفي لان نصطف في مواجهته علينا فقط ان نريد ونستشعر الحاجة اليه وسنفعل ولنساعد انفسنا والزمن على ذلك بعدم النبش في جراح الامس قولا وممارسة..
اعتقد ان علينا ان ندرك ان الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح قد صار في ذمة التاريخ وأن التاريخ سيوثق كل ما يريد ان يقوله خصومه ومحبوه حقا كان او باطلا.. وان المهم اليوم الا نجعل خصومته مثارا للشحناء ولا مودته مبررا للخيانة.
< بالمناسبة ما تقيمك للعلاقه اليوم بين المؤتمر وانصا ر الله هل ترونها تعبر عن خطر المرحلة وتحدياتها الجمة وماينبغي فعله لجعل العلاقات بينهما تعبر عن تحالف حقيقي؟
- المؤتمريون بعد احداث ديسمبر صاروا ثلاثة أقسام مع العدوان ضد من يناهضه من حوثي ومؤتمري وضد العدوان وأصحاب المنطقة الرمادية المحايدين او بمعنى أدق الساخطين على العدوان وعلى الحوثي وهؤلاء هم موضع الاستقطاب وسيتوزعون بحسب المتغيرات على القسم الاول والثاني وأنصار الله في الغالب يعادون القسم الاول ولا يبغضون الثاني ومرتابون من الثالث وهناك بين انصار الله قلة يرون في التحالف مع المؤتمريين الوطنيين عبئاً لا ضرورة له وهذا وضع طبيعي فلم يكن ما حدث في ديسمبر مجرد مزاح ثقيل بين صديقين وإنما كان معركة حصدت مئات الارواح وفي مزيج من العداء والريبة واللامبالاة اعتقد أن الحديث عن تحالف حقيقي قائم بين المؤتمر وأنصار الله هو الى التفاؤل اقرب منه الى الموضوعية ولا هذا ينفي إمكانية قيام تحالف حقيقي بينهما متى ما توافرت شرائطه الموضوعية.
< واضح ان هذه العلاقات تتأثر بإقدام طرف على تغييرات في وزارات كانت محدده للمؤتمر او في وجود استبعاد لقيادات مؤتمرية السؤال هل يعكس هذا حالة من عدم الثقة أم في قصور في رؤية ادارة الدولة والتحالف بين الطرفين؟
- هذه نتيجة لغياب التحالف الحقيقي وليست سببا في غيابه.
< هناك من يربط بين تهميش دور المؤتمر بالداخل وبين مايعد له بالخارج من محاولات تقسيمه ويرون ان ذلك يصب في اتجاه اخراج المؤتمر من المشهد.. ما تعليقكم!؟
- ما تحتاجه القيادة الوطنية للمؤتمر هو تحديد موقف من قيادات الخارج الموالية للعدوان لإقامة شراكة داخلية حقيقية ضمن جبهة الصمود الوطني وبالمقابل يجب ان يكون لدى أنصار الله استعداد لشراكة حقيقية وان يسهموا كحلفاء حقيقيين في دعم القيادة الوطنية للمؤتمر ومساندتها على حضور قوي وفعالية في الاستقطاب داخل المنطقة الرمادية لصالح مؤتمر وطني انطلاقا من ان اضعاف القيادة الوطنية للمؤتمر هو تعزيز لحضور قيادات الخارج وتجنيد لجبهة العدوان فهناك الكثير من الساخطين.. لذا المؤتمريون يحتاجون إلى مد اليد اليهم ليعودوا الى جبهة الصمود ولا بأس من فعل ذلك.
< تحاول قيادة المؤتمر برئاسة الشيخ صادق بن امين ابوراس اتباع سياسة عقلانية تهدف للحفاظ على المؤتمر.. ما تقييمكم لدورها في تحقيق ذلك؟
- الشيخ صادق هو من مؤسسي المؤتمر والمشرف على اخر هيكلة له ومرشح الغالبية في المؤتمر السابع لمنصب الامين العام للمؤتمر لولا اصرار رئيس المؤتمر حينها على تزكية الاستاذ باجمال وهو في العمل المجتمعي والنضالي ذو ارث عريق وفي العمل السياسي صاحب تجربة طويلة والمزايدة عليه بشيء من ذلك تطاول في غير محله او جهل او قلة أدب.. الرجل لا تنقصه المؤهلات الذاتية والتنظيمية لقيادة المؤتمر لكنها أسندت اليه في ظروف استثنائية تقتضي تضافر الجهود في مساندته.
< يتفق اغلبية المؤتمريين ان انعقاد المؤتمر العام الثامن للمؤتمر هو المخرج الحقيقي لتجاوز المؤتمر كل التحديات الراهنة.. ما الذي ينبغي على المؤتمريين القيام به حتى هذا الانعقاد؟
- الظروف غير مهيأة لانعقاد المؤتمر العام للمؤتمر واعتقد ان المؤتمري منوط به في هذه المرحلة ان يلتف حول قيادته الوطنية في مواجهة العدوان مستشعرا ما رباه عليه الميثاق الوطني منذ اربعة عقود من »ان الولاء الوطني مبدأ شريف لا ينسجم باي حال من الأحوال مع التبعية أيا كان شكلها أو نوعها« فكيف لو كانت هذه التبعية لعدو وخيانة للوطن.
< مايعتمل في الساحل الغربي حاليا الى اين سيصل بالبلاد مع اتضاح حقيقة الصراع الدولي على البحر الاحمر؟
- ما يدور في الساحل الغربي حلقة في مسلسل عدوان على اليمن نواجهه منذ اربعين شهرا وجولة من معركة فرضت علينا ستنتهي وستبقى الجمهورية اليمنية وشعب كجباله لا يعرف الانحناء هم ما يحدث في الساحل الغربي.. اننا لاول مرة منذ بدء العدوان حربه وحصاره صرنا قادرين على شن هجوم بحري ونحاصر في أرض مكشوفة كتائب من يملك الغطاء الجوي.. الصراع الدولي على البحر الاحمر وباب المندب لا يتسع المقام لشرحه ولكن اخطر ما يهدده هو استمرار الحرب ووجود عصابات إرهابية تستطيع استهداف الملاحة خارج نطاق المسؤولية الدولية.
< هناك من يرى ان هذه المعركة ستمتد تأثيراتها وتداعياتها الخطيرة على المنطقة وقد تحدث تغييرات جيوسياسية.. ما تعليقكم؟
- تعليق السعودية لعبور سفنها في باب المندب هو عقاب أمريكي لمنطقة اليورو تعتقد المملكة انه سيدفع الاوروبيين للدخول معها في هذه الحرب لكنه في الحقيقة سيوسع دائرة الضغط الدولي عليها لوقف الحرب واكبر المتضررين من قرارها هو حليفها السيسي وفي النهاية لن يتوقف تدفق السفن عبر باب المندب ومرة اخرى تقول المملكة ولا تقدر.
< فشل التحالف في الساحل بعد ان حشد كل امكاناته.. الرسالة التي يمثلها هذا الفشل للمجتمع الدولي من جهة وللتحالف من جهة اخرى؟
- كفى هراء بحق الله اوقفوا حربكم السخيفة هذه.. الحليف منهم سيقول الفاتورة تضاعفت تلك هي ردة فعل المجتمع الدولي على رسالة الفشل..
< اخيرا كشخصية اعلامية نطمح في التعرف على تقييمكم الهني لأداء اعلام المؤتمر في ظل امكانات مفقودة؟
- امكانات مفقودة وجمهور منقسم، ولا تعدم فوق ذلك مرتزقا في الخارج يسمي وقوفك مع وطنك واهلك ضد العدوان خيانة أو متزلفا يحرض عليك في الداخل ويحاكم وطنيتك الى مزاجه بحسب نوعية القات »المطحون« الذي تعاطاه وفي اعتقادي أن قدرة إعلام المؤتمر الصامد في خندق الوطن ضد العدوان على الاستمرار هو بحد ذاته انجاز يستحق التقدير وخدمة للتنوع الاعلامي المهم لجبهة الصمود الوطني يجب الاهتمام به ودعمه. هذا سؤال أن لا أجد بين المؤتمريين من يجعل واجبه في الدفاع عن الوطن ومواجهة العدوان مرهونا برضاه او سخطه على أنصار الله والا أجد بين أنصار الله من يجعل العدوان مبررا لفساد او ظلم او يحاكم وطنية الآخرين الى مزاجه الشخصي.. الجميع مطالب بامتثال قول الله تعالي: «ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى».
|
| |
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|
|
أحمد الحسني لـ«الميثاق»: المستقبل في وطننا للحاضرين في خنادق الدف
