موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
الميثاق نت -

الأربعاء, 02-مايو-2018
حذيفة‮ ‬اليماني -
ما‮ ‬زال‮ ‬آثار‮ ‬سوطه‮ ‬تقسم‮ ‬ظهرها‮ ‬وكأنه‮ ‬خريطة‮ ‬عسكرية‮ ‬على‮ ‬طاولة‮ ‬خشبية،‮ ‬كان‮ ‬أحمق‮ ‬وأبله‮ ‬أن‮ ‬يحاول‮ ‬إخراج‮ ‬الجن‮ ‬من‮ ‬جسدها‮ ‬بعصا‮ ‬وهراوة‮ ‬غليظة‮.. ‬
تباً له من مشعوذ أو شيخ قاتل، وصل جسدها المعطر بالشباب والجمال هامدا لا يتحرك إلى المستشفى التي صادف أن كنت فيها تلك اللحظة مؤدياً عملي في تسويق لأنظمة المراقبة، رأيتها مباشرة في رواق المستشفى وهي محمولة على كتف أحد أقاربها وذراعاها يتماوجان كغصن غض، تركني‮ ‬الطبيب‮ ‬الذي‮ ‬كنت‮ ‬أتحدث‮ ‬معه‮ ‬وتحرك‮ ‬مسرعاً‮ ‬يصيح‮ : ‬أدخلوها‮ ‬غرفة‮ ‬الطوارئ‮..‬
شدني‮ ‬فضولي‮ ‬كثيراً‮ ‬عن‮ ‬سبب‮ ‬موت‮ ‬هذا‮ ‬الجسد‮ ‬الجميل،‮ ‬انتظرت‮ ‬في‮ ‬الرواق‮ ‬للطبيب‮ ‬وعندما‮ ‬خرج‮ ‬من‮ ‬الغرفة‮ ‬بعد‮ ‬دقائق‮ ‬معدودة‮ ‬رأيت‮ ‬على‮ ‬ملامحه‮ ‬بعض‮ ‬علامات‮ ‬الغضب‮ ‬والحيرة‮ ‬والحزن‮..‬
سألته‮ : ‬ما‮ ‬بها‮ ‬يا‮ ‬دكتور‮ ‬؟
شيءٌ‮ ‬محزن‮ ‬يا‮ ‬حذيفة،‮ ‬لقد‮ ‬أحضروها‮ ‬ميتة‮ ‬بالفعل،‮ ‬لكن‮ ‬موتها‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬موتاً‮ ‬طبيعاً‮ ‬كما‮ ‬أعتقد‮ ‬لأنني‮ ‬رأيت‮ ‬حول‮ ‬عنقها‮ ‬آثاراً‮ ‬لحبل،‮ ‬وبعض‮ ‬الكدمات‮..‬
وحين‮ ‬سألت‮ ‬أهلها‮ ‬عن‮ ‬ذلك،‮ ‬قالوا‮ : ‬بأنها‮ ‬كان‮ ‬جسدها‮ ‬يتلبسه‮ (‬جني‮) ‬وتعاني‮ ‬من‮ ‬نوبات‮ ‬صرع‮ ‬وصراخ،‮ ‬لذلك‮ ‬تركوها‮ ‬عند‮ ‬شيخِِ‮ ‬يعمل‮ ‬على‮ ‬علاجها‮...‬
تباً‮ ‬له‮ ‬اللعين‮ ‬ربما‮ ‬قتلها‮..‬

ربع‮ ‬ساعة‮ ‬ودقائق‮ ‬ووصل‮ ‬البحث‮ ‬الجنائي‮ ‬إلى‮ ‬المستشفى‮..‬
كيف‮ ‬أغسل‮ ‬الجهل‮ ‬الذي‮ ‬يقطن‮ ‬في‮ ‬رؤوس‮ ‬أبناء‮ ‬شعبي‮ ‬كجرب‮ ‬خبيث‮ !!‬
لا‮ ‬يذهب‮ ‬بالحلاقة‮ ‬ولا‮ ‬بالغسل‮ ‬سبع‮ ‬مراتِِ‮ ‬وإحداهن‮ ‬بالتراب‮ ‬ولا‮ ‬بالغسل‮ ‬مجدداً‮ ‬ببول‮ ‬الإبل‮ ‬والماء‮ ‬الساخن‮..‬
قلبي منفطرٌ على تلك الفتاة التي ذهب شبابها وعمرها بين يدي سفاح يتلذذ بسماع أنات الألم ولفظ الروح، ذهبت ولن تعود مرة أخرى لتمشط شعرها الطويل الذي يماثل الليل لوناً، ولن تلبس الفستان الذي كثيراً ما رسمته على دفترها وقامت بوضع الألوان عليه، ولن تقابل صديقاتها‮ ‬سلوى‮ ‬وخولة‮ ‬وخديجة‮ ‬مرة‮ ‬أخرى‮..‬

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

للمتباكين على "الحمدي"
عبدالله الصعفاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)