موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


حجز قضية 206 متهما بنهب اراضٍ للنطق بالحكم - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34183 - رئاسة مجلس النواب تدين الاستغلال الامريكي لمجلس الأمن - بقدرة 7 ميجاوات.. تجهيزات لتشغيل وحدة كهربائية جديدة بمحطة حزيز - مَنْ يقف وراء إدخال المبيدات المحظورة لليمن؟ - دخول اليمن المعركة شكَّل عامل ضغط كبير جعل العدو الصهيوني يعيد حساباته - حصيلة شهداء غزة ترتفع إلى 34,097 - إضراب شامل في الأراضي الفلسطينية - كيف تضمن تصفحا آمنًا للأطفال على منصات التواصل.؟ إليكم 9 خطوات - شهيد بانفجار قنبلة من مخلفات العدوان في صرواح بمأرب -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 30-مايو-2016
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور -
أصبحت الحياة المعيشية في مدينة عدن في هذه الأيام جحيم في جحيم وأن المقام فيها لا يُطاق ، ولولا عشق ابنائها لمدينتهم الجميلة عدن ، مما جعلهم يتحملون كل هذه المشاق والمعاناة لكانوا قد غادروها مُنذ أشهر خلت ، وسكّان عدن في أغلبهم يعشقون حياة الاستقرار والبقاء في أحيائهم السكنية (حوافيهم) وعلى ضفاف بحارهم وسواحلها الساحرة ، ذلك ما جعلهم يتحملون كل هذا الألم بصمت وصبر كبيرين ، وقد عانوا الأمرين من ضنك الحياة وشظف عيشها منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي ، وحينما قرر (الرفاق القدامى) القيام بتطبيق إجراءاتهم (الثورية الصبيانية) من تأميم ومصادرة لحقوق الغير (اي النهب الجماعي بالقانون الثوري) ومنع النشاط التجاري الحر والخروج في مسيرات جماهيرية غوغائية تطالب بتحرير المرأة وبحرق الشياذر وتخفيض الرواتب ومنع السفر00الخ من الإجراءات القمعية البوليسية لمصادرة حق المواطن اليمني الجنوبي من حق التعبير الحر والسفر وحتى حقه في الحياة (بالتأكيد تتذكرون معي زوار الفجر) ، نعم كل هذه الإجراءات القاسية عاشها المواطن العدني البسيط ، وتحمل تبعاتها على أمل ان يعيش بحرية وكرامة في قادم الأيام ، ولا أشك أن عاقلاً وطبيعياً مِمَن عاش مرحلة السبعينيات لا يتذكر كل تلك المعاناة والخوف والرعب ، وسميت تلك الفترة بمرحلة التوجه "الاشتراكي" وهي ما أطلق عليها في القاموس السياسي (بالنظام التوتاليتاري) أي النظام الشمولي غير القانوني.
وحينما نذكر ذلك الفعل القبيح والممارسات الإرهابية والتي أصبحت جزءٍاً من الماضي ، لا نعني به التلذذ بذكر الجراح او جلد الذات كوننا جميعاً جزءاً من تلك المرحلة البائسة ، لكن مهمتنا هو تذكير بعضنا لان البعض منا قد تناسى او نسي تلك المرحلة او لا يريد ان يتذكرها ، ولهذا وللأسف تطل علينا برأسها بين الفينة والأخرى ومن جديد ولكن بشعارات وعبارات هي أكثر بؤساً وفقراً وضحالة ، وكأن الزمن توقف لدى هؤلاء البعض ويحاول إعادة انتاج المهزلة من جديد .
مدينة عدن تعاني الآن من إجراءات تعسفية صادرة من (حكامها) الجدد القادمين على ظهور دبابات وناقلات الجُند السعودي الإماراتي وبغطاء أمريكي ، هؤلاء شكلوا وسيشكلون صدمة قادمة لعدن ولليمن عموماً ، لأن تجربتهم في إدارة المؤسسات متواضعة وفي مضمار السياسة محدودة ويحملون أخلاقيات الميليشيات غير المنضبطة، وإدارة مدينة ومجتمع انساني مدني لمدينة كعدن وضواحيها تحتاج لكل هذه المهارات الإدارية والحَنكة السياسية ، ولذلك اصطدموا بخشونة بالواقع الموضوعي ، وظلوا يراوحون في أماكنهم لا يقدمون اي حلول للمدينة سوى الشعارات التي لا تسمن ولا تُغني من جوع.ولأن حجم التحدي بعد دخول المحتلين الجدد لعدن والمحافظات الجنوبية كبير جداً ، كان الأحرى بالمستشارين العُقلاء ان يقدموا لهم النصح الصادق في ترتيب الأولويات في المهام لمدينة كبيرة حساسة انهارت فيها كل مؤسسات الدولة ولم تبق سوى الهياكل الخاوية وكان ذلك بسبب الحرب والنهب والاستباحة، وطالما والحال كذلك على مُتَّخِذ القرار ان يوفر الحد المقبول من الخدمات الانسانية لسكان عدن ، كخدمات الكهرباء التي بسبب انطفائها المتكرر يتأذى المواطنون ، المياه ، الصرف الصحي ، النظافة ، الصحة وتأمين أمن المواطن وسلامة ممتلكاته ، ويتم التركيز على توفيرها عبر إلزام سلطة الاحتلال الجديدة بموجب قوانين الاستعمار بشقيه القديم والجديد والصادرة من هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية العديدة التابعة لها .
أما القفز في الهواء للبحث عن حلول وهمية لإلهاء الرأي العام المحلي والدولي فهو مجرد أكذوبة لم تمر حتى للحظات على المواطن الصابر في عدن ، وعلى سبيل المثال لهذه الإجراءات الممجوجة، ترحيل المواطنين اليمنيين من عدن الى خارجها والتي أُعتبرت بمثابة (قرار العار) لمن أصدره ونفذه بتلك الطرق المُهينة لإنسانية اليمني وستتحول لوصمة عار أسود لكل منتسبي الحراك بشقيه السلمي والمسلح بالإضافة لبقية القوى المتعاونة مع سلطة الاحتلال، لان عملاً كهذا لم يقدم عليه سوى المستعمرين البريطانيين في منتصف الستينيات من القرن الماضي حينما تم تهجير المواطنين اليمنيين الشماليين من عدن الى خارجها بحجة أنهم مخالفون لشروط الإقامة بمستعمرة عدن من ناحية ، ولانهم من ناحية أخرى شاركوا في مظاهرات جماهيرية داعمة ومشجعة لجبهة التحرير والجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل ، إذاً انتم اليوم تقومون بذلك الدور المُخزي الذي قامت به سلطات بريطانيا الاستعمارية في ذلك الزمان ، وللتذكير ان حكاية التهجير العرقي والمناطقي قامت به الدولة الصهيونية في إسرائيل ضد أهلنا الفلسطينيين أصحاب الأرض الحقيقيين ، ومثال آخر نتذكر ان الدولة النازية في ألمانيا قامت بتهجير مُعظم الأقوام من غير العرق "الآري " وأبعدتهم من أماكن سُكناهم من برلين ولايبزج وهايدل بيرج وفرانكفورت ومن غيرها من المدن الألمانية واقتادتهم الى معسكرات النفي والشتات وبعدها توالت فصول المأساة الكونية وعَرف الجميع بقية الحكايات التراجيدية في ألمانيا .
وللتذكير بموضوع الاٍرهاب والارهابيين التي تضرب أهلنا وأبناءنا في كلٍ من معسكر رأس عباس بعدن والمكلا ووادي حضرموت وأخيراً في يوم الأثنين بتاريخ 23 مايو 2016م ، بحدوث الصدمة المروعة لقتل أبنائنا المجندين من أبناء عدن في خورمكسر ومعسكر بدر في حادث إجرامي مُخيف راح ضحيته قرابة 43 شهيداً ، وأكثر من 60 جريحاً ، وتبنته عصابات داعش الإرهابية ، وبدلاً من البحث الجاد عن وكر هؤلاء الجُناة الإرهابيين يتم الهروب الى الأمام من قبل سلطات عدن ويتم اتهام قائد المعسكر العميد / الصبيحي بأنه مُقصِّر أو متواطئ مع المجرمين، لا بل الأسوأ من ذلك ذهبتم بهيستيريا الى المطاعم وأسواق السمك والخضار والفواكه بالأحياء والحوافي وبعض المحلات التجارية للبحث عن ضحية مُفترضة ، وقلتم بأنهم خلايا نائمة (كجدار قصير) للقفز عليه ، ولإخفاء العجز التام لسلطات الاحتلال والمتعاونين معه ، وقمتم بترحيل المواطنين اليمنيين البسطاء في شاحنات كبيرة وقذفتم بهم الى خارج عدن ، ولعمري ان ماتقومون به يعد عيباً فاضحاً ويندى له جبين أحرار اليمن كلها ويتحمل مسؤوليته الأخلاقية الحكومة القابعة في أجنحة فنادق الرياض وكل القيادات التي تماطل في إيجاد حل للقضايا الوطنية الكبيرة لليمن ، وهم المنتشرون في فنادق إسطنبول، الرياض، القاهرة ، ابوظبي ، الكويت وعمّان .. وللمزيد من إنعاش الذاكرة بالتذكير أن هؤلاء الإرهابيين المجرمين الذين نفذوا وينفذون عمليات الاغتيالات والتفجيرات كانوا جزءاً أساسياً من " المقاومة " التي قاتلتم معاً ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية وتحت راية (شكراً سلمان ، وعيال زايد وآل ثاني) .
وكثيرة هي إخفاقات السلطة المحلية ليس أسوأها منع بيع وتعاطي القات في هذه الظروف (مع اني شخصياً لا أتعاطاه) لكن الموضوع هو في التضييق الحاد على المواطن في عدن ، والغريب حينما نُتابع العديد من التبريرات السطحية من ناشطين يفترض بهم الكياسة والنباهة في مثل هذه الحالة الاجتماعية بالذات ، أما غيرهم من العوام لا لوم عليهم في ما يقولونه ، في تبرير قرار غير مدروس ولا مفهوم ، لان ظاهرة القات هي ظاهرة اجتماعية متجذرةٍ في المجتمع اليمني ، وهي ليست مسألة هينة او مجرد نزوة اتخاذ قرار ارتجالى لمسؤولين لا يعرفون ابجديات القيادة ، ولو اني شخصياً أتمنى من كل قلبي اقتلاع هذه الشجرة الخبيثة من ذاكرة ووجدان وحياة اليمنيين جميعاً، لكن الامر يتجاوز حدود التمني وهلوسة مُتخذي القرارات الارتجالية . إذاً يا سادة يا كرام إن ترتيب الاولويات في عدن سيخفف معاناة الألم على أهلنا وهو بمثابة مسكّن مهم ولكنه مؤقت ، أما الحل الحقيقي والجذري لليمن هو أولاً في إيقاف العدوان ورفع الحصار، وثانياً في اتخاذ خطوة جريئة في الحل السياسي بمشاركة وطنية في إدارة وحكم البلاد والذي يبعدنا عن وصاية وجبروت الغُرباء ، بشقيها الأجنبي والعربي . «وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ»
محافظ عدن - رئيس جامعة عدن السابق
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)