محمد أنعم -
في هذه المرحلة الحرجة من التاريخ اليمني المعاصر تعمَّد الكثير تخييط أفواههم وإغلاق هواتفهم ومنازلهم لدوافع مصلحية شخصية.. يظل الزعيم علي عبدالله صالح هو القائد الوطني والفارس الحامل هموم أمة وتطلعات أجيال اليمن.. حاضراً في الساحة الوطنية.. واقفاً وقفة الأبطال في ميدان معركة الدفاع عن الوطن والشعب.. عن الجمهورية والوحدة وعن مصالح الشعب ومنجزاته، ويحدد عدو شعبنا بوضوح وشجاعة، ويرسم خارطة الحاضر والمستقبل.. ولا يطلب جاهاً ويرفض العودة للسلطة.. بينما المتربصون والانتهازيون الباحثون عن مصالح خاصة طوال عام وهم ينتظرون كفة الميزان لصالح من ترجح.. لا يهمهم الشعب ولا الوطن.. ولا وقف العدوان ولا كسر الحصار..
من جديد ودائماً تتسم حوارات الزعيم بكل جديد ومفيد فقد وضع النقاط على الحروف في حواره مع قناة »روسيا اليوم« بتسليطه الضوء على خارطة مستقبل اليمن ورؤية المؤتمر الشعبي العام للحل على ضوء مشاورات الكويت.. فقد أوضح بشكل جلي الصورة بكل تفاصيلها سواءً فيما يتعلق بالمرحلة الانتقالية والحكومة الإئتلافية المزمع تشكيلها أو في حالة عدم الاتفاق عليها، فليس أمام الجميع إلاّ القبول بعودة حكومة بحاح..
أما حكومة الفار هادي فليس لها شرعية مثلما ليس لهادي شرعية وكذلك القرار »2216« وأيضاً المبادرة الخليجية.
رسائل الزعيم كانت واضحة وهو يذكّر الجميع أن الوطن غالٍ، وأن على قوات الاحتلال في عدن وأبين وحضرموت أن تدرك أن اليمن مقبرة الغزاة.. وأن اليمنيين سيواجهونهم بالجنابي اذا لم يعد لدينا أسلحة لمقاتلتهم، وعلى بريطانيا وغيرها أن يفهموا جيداً ذلك التأكيد الواضح والصريح أن الشعب اليمني جلد ولا يخشى الحصار ولا يمكن أن يركب البحر بحثاً عن وطن بديل له.. وقد أثبتت الأيام هذه الحقيقة.
لقد أثار الزعيم علي عبدالله صالح بحواره التاريخي المهم الكثير من القضايا المحلية والعربية والدولية.. ولم يتناول فقط تفاصيل الحلول والمعالجات لحل الأزمة اليمنية ووقف العدوان.. بل ألقى بحجر في المياه الراكدة بكشفه حقيقة إقدام نظام آل سعود على قتل الشهيد ابراهيم الحمدي.. ولم يقل ذلك لمجرد توزيع التهم بل لقد أكد وهدد أيضاً أن هناك تحقيقات ووثائق وبراهين تؤكد على ذلك.. ورغم معرفة من كانوا يدَّعون أن إبراهيم الحمدي -رحمه الله- كان زعيماً لهم تنكروا له وللوطن، فها هم قادة التنظيم الناصري يقبّلون الأيادي التي اغتالت الحمدي.. ليس هذا فحسب بل إن الزعيم يكشف السر عن حقيقة استهداف السعودية للجيش اليمني منذ عهد الملك خالد الذي طلب من الرئيس الحمدي تسريح الجيش والاكتفاء بقوات للشرطة.. وهو ما رفضه مجلس القيادة آنذاك.