موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


شوروية المؤتمر تنعي رحيل الاكاديمي المجاهد - عدوان جديد على ميناء رأس عيسى - رئيس المؤتمر يواسي آل المجاهد - غوتيريش: الوضع في غزة من سيء إلى أسوأ - النواب يوجه رسائل لرؤساء برلمانات العالم - الامانة العامة تدين الاعتداء الذي طال مبنى المؤتمر بسقطرى - عدوان أمريكي جديد يستهدف 3 محافظات - عدوان على صنعاء وصعدة وعمران - فعاليات عربية لـ"الميثاق": اليمن الحر والمستقل لن يخضع للإرهاب الأمريكي - "أونروا": نفاد أمداداتنا من الطحين في غزة -
مقالات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 22-ديسمبر-2015
فائز سالم بن عمرو -
في منتدى "الأربعاء" للشيخ المستنير عبدالحميد الحدي تثار القضايا الوطنية وتناقش بلا قيود، وتعرض الأحداث بأكثر من وجهة نظر، ولا يُكتفى بالنظرة السطحية عند مناقشة قضايا الساعة.. أقف عند قضية "ثقافة المنتصر" التي لوَّنت المشهد اليمني بالسواد خلال حقبه ثورية تاريخية مليئة بالحروب والصراعات والتناحر السياسي والحزبي والقبلي.
في رأيي أن المأزق الحقيقي للنخبة السياسية التي تنتظر ولادة اتفاق وشيك في جنيف 2 ينهي العدوان العسكري على اليمن هو ادعاء كل أطراف الصراع بالنصر الوهمي في معركة تدمير الوطن، فالأحداث التي مرت باليمن ابتداء من ثورة سبتمبر وأكتوبر مروراً بحرب صيف 1994م وأخيراً بأحداث 2011م وما نتج عنها من تداعيات تجعلنا نجد أنفسنا محاصرين بما يسمى ثورة 21 سبتمبر 2014م..
كل تلك الأحداث والوقائع تعاملنا معها بعقلية المنتصر ولم تستطع النخبة إدارة تلك الثورات بطرق ووسائل ناجحة لنصل في نهاية المطاف لدولة المواطنة والمؤسسات.
فقدت تلك الثورات والانتصارات عذريتها وروحها وصارت مسرحاً لصراعات وحروب تهدد بتشظي الوطن وتعصف بنسيجه الاجتماعي والثقافي والسياسي ، وبما أننا نشهد مخاض اتفاق جنيف 2 لإنهاء الحرب العسكرية سنوضح أضرار ثقافة المنتصر على موروثنا الوطني من الصراع والخلافات وإدارة الدولة ومؤسساتها باستعراض أهم الأخطاء الاستراتيجية في مسيرة الحركة السياسية للجمهورية اليمنية:
أولاً: تعاملنا مع نتائج حرب صيف 1994م بالتطبيل لانتصار الشرعية على الانفصاليين، وهذا التفسير البسيط القائم على منطق الصح والخطأ، ووحدوي انفصالي، أدى لترسيخ الأخطاء التي ينظر لها بأنها إنجازات وطنية لا تقبل النقاش أو الجدال واختفت الأحقاد وتراكمت التجاوزات التي لم تعالج ، حتى تحولت دعوة الانفصال من قضية سياسية الى قضية مجتمعية وصارت تكبر إلى أن تحولت لقضية ثقافية طائفية مذهبية بقدوم عاصفة العدوان.
ثانياً: نظرت أحزاب اللقاء المشترك للاتفاق الخليجي لإنهاء الازمة اليمنية بأنه انتصار سياسي وحزبي على الحكم آنذاك "المؤتمر وحلفائه" وفهموا من المبادرة الخليجية بأنها تمكنهم من استلام السلطة، وفهمها الحزب الحاكم بأنها مخرج مقبول للأزمة وأوصلتنا ثقافة المنتصر الى أحداث 21 سبتمبر وانتهت بالعدوان السعودي على اليمن.
ثالثاً: إذا نظر أي طرف سياسي أو حزبي إلى مشاورات جنيف 2 بأنها انتصار له ولجماعته وحزبه، فإنها ستعيد المشهد اليمني لنقطة الصفر وستعيد الصراعات الحزبية والعسكرية مضافة إليها صراعات طائفية ومذهبية أشعلها تحالف العدوان وستؤسس لحروب قادمة كثيرة تخلق واقعاً معقداً لا تنقع معه الحلول السياسية ولا التوافقات الدولية.
رابعاً: لكل حرب أهداف خفية وغير معلنة ، فالعدوان السعودي فشل في أهدافه المعلنة من إعادة شرعية هادي وجحافله بالقوة العسكرية، ولكنه نجح في نشر الطائفية والمذهبية والطائفية بين أبناء الشعب اليمني . فلا يصح وصف العدوان بالفشل او النجاح ، بل الوصف الصحيح بأننا كلنا اشتركنا في الاخطاء الاستراتيجية دون استثناء ويجب علينا أن نستغل الفرص لخلق دولة مواطنة ومؤسسات تتجاوز كل مخلفات الماضي وتخفف من تراكم الموروث السياسي والحزبي.
خامساً: نترك للتاريخ والأجيال القادمة الحكم بالانتصار والهزيمة ، فلا يصح توصيف اليمنيين بمناصر للعدوان ومناهض له ونوظفه سياسياً وحزبياً، بل نترك الحكم للتاريخ وإن أردنا توظيفه سياسياً وحزبياً فالانتخابات والجماهير هي التي ستقرر من تعطي صوتها .
سادساً: علينا مغادرة سياسية اللعب بثقافة الهزيمة والنصر وأن نفهم أن الوطن والنسيج الاجتماعي وصل لأشد حالته وهناً وضعفاً، فهو لن يحتمل صراعات أخرى أو دورات من التناحر الحزبي والسياسي والعسكري .
سابعاً: ثقافة تحميل الآخر أخطاءنا تفيدنا نفسياً وتبرر هزيمتنا في إدارة دولتنا ومؤسساتنا ، ولكنها تبعدنا عن النظر لأخطائنا والاستفادة من تجاربنا المرة وتصحيحها وتجاوزها وتشخيص الواقع على أسس واقعية وليس على نظرات خيالية أو تصورات غيبية تبيعنا الوهم وتبعدنا عن واقعنا المعقد والمبكي.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
حين يكون الضيف قاتلاً.. لا ترحبوا به !!
توفيق الشرعبي

حضرموت والانقسام السياسي: هل نحن أمام خطة لتقسيم اليمن؟
عبدالرحمن نشوان أبوراس

شعب وجلاد
فتحي بن لزرق

مستنقع اليمن
جمال عامر

العدوان في موسمه الثاني
عبدالرحمن العابد

وكأنها ليست بلدنا
احمد خرصان

أيقونة فن اليمن الكبير
علي أحمد مثنى

غزة.. ضمير الإنسانية
محمد علي اللوزي

أين الكتلة؟
عبدالرحمن بجاش

المعركة الداخلية..غورباتشوف اليمن سلاح العدو الأنجع
خالد العراسي

المستشفيات الفندقية جشع ورقابة ناعمة
د.محمد علي بركات

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)