موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


شوروية المؤتمر تنعي رحيل الاكاديمي المجاهد - عدوان جديد على ميناء رأس عيسى - رئيس المؤتمر يواسي آل المجاهد - غوتيريش: الوضع في غزة من سيء إلى أسوأ - النواب يوجه رسائل لرؤساء برلمانات العالم - الامانة العامة تدين الاعتداء الذي طال مبنى المؤتمر بسقطرى - عدوان أمريكي جديد يستهدف 3 محافظات - عدوان على صنعاء وصعدة وعمران - فعاليات عربية لـ"الميثاق": اليمن الحر والمستقل لن يخضع للإرهاب الأمريكي - "أونروا": نفاد أمداداتنا من الطحين في غزة -
مقالات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 24-نوفمبر-2015
محمد علي عناش -
قبل داعش والقاعدة وجبهة النصرة وكل التنظيمات الإرهابية المتناثرة من كازاخستان والشيشان في غرب روسيا حتى موريتانيا، كان هناك جماعة الاخوان المسلمين التي بدأت كجماعة تدعو للاصلاح ثم الى تنظيم ديني للاسلام السياسي، وكانت هناك الوهابية كمذهب يدعو لمحاربة البدع والشركيات والعودة الى زمن السلف، كمذهب يمثل اسلام النقل والجمود النصوصي واختزال الاسلام في مجموعة من الاحكام الفقهية الشكلية.. في المقابل كان هناك جامع الأزهر وجامع القيروان اللذان كانا يمثلان مركزي الإشعاع الديني والتنوير الفكري في المنطقة العربية، وهو اسلام العقل والانفتاح والتعدد والتنوع الخلاق والوحدة الاجتماعية والتفاعل الايجابي مع منجزات العصر.. كيف حدث الانقلاب على العقل وعلى الدين الاسلامي الحنيف من داخل الاسلام؟ كيف حدث التداعي والعودة الى زمن جاهلية ماقبل الاسلام بشكل أسوأ باسم الاسلام؟ وأصبحت كل هذه الجرائم التي تُرتكب من ذبح وسبي وانتهاك الاعراض باسم الاسلام.. دعونا نقرأ مسيرة الاخوان جيداً كي نكتشف الخلفية الداعشية في مسيرة الاخوان التنظيمية والفكرية وتوظيف الدين بشكل انتهازي.. معلوم أن جماعة الاخوان تأسست في 1928م، وبحسب المفكر اليساري المصري رفعت السعيد، كان أول تبرع حصلت عليه الجماعة بعد خمس سنوات من نشأتها، كان من شركة قناة السويس الاستعمارية. كما تمكنت الجماعة من جمع أموال طائلة من تجارة تهريب السلاح الى خارج الحدود المصرية بموجب فتوى أباحت لهم ذلك من قبل الشيخ صلاح اسماعيل تحت مبرر أنه لا حدود بين المسلمين.. دعونا نقرأ هذه المسيرة من خلال رموز الجيل الثاني للجماعة كشكري مصطفى مؤسس جماعة "التكفير والهجرة" التي نفذت عملية اغتيال الشيخ الذهبي وزير الاوقاف المصري في آواخر أربعينيات القرن الماضي، وهو أحد تلامذة الامام حسن البنا إلا أنه كان أكثر سلفية منه مثلما كان البنا أكثر سلفية من أستاذه الشيخ رشيد رضا. وبحسب المفكر رفعت السعيد، فشكري مصطفى هذا كان يكتب وثائقه خطياً ويمنع طباعتها عبر الآلة الكاتبة لأن الطباعة من وجهة نظره حرام.. وبعد قيام ثورة 23 يوليو الناصرية سنة 1952م أفتى بعدم جواز العيش في المجتمع المصري لأنه أصبح مجتمعاً جاهلياً يحكمه الطواغيت ويجب الهجرة عنه الى الجبال والبراري حتى تحين ساعة التمكين للدولة الاسلامية، ملتقياً في ذلك مع أفكار سيد قطب.. من أتوا بهذه الأفكار المتطرفة والتي تعتبر دخيلة على الوعي والمزاج الديني السائد في مصر، استقوها من أستاذ لهم وفد الى مصر من الهند يُدعى أبو الأعلى المودودي أحد أكبر أقطاب الوهابية في الهند حينها، وله أفكار مشابهة تتضمن القضاء على الهندوس والتمكين للدولة الاسلامية في الهند.. دعونا أيضاً نقرأ الخلفية الداعشية في تاريخ الاخوان من خلال المقارنة بين كتابين وشيخين وزمنين.. في عام 1897م خرج الى النور كتاب "تلخيص الأبريز في تخليص باريز" تأليف شيخ مشائخ الأزهر ورائد الاستنارة الدينية والفكرية "رفاعة الطهطاوي" دعا فيه الى حرية المرأة وحقها في العمل باعتبار أن العمل يطهر المرأة ويكسبها ذاتها وحريتها، كما دعا الى عدم تعدد الزوجات، ولم تكن دعوته اعتباطية أو تقليداً غربياً، وانما مسببة بظروف الزمان والمكان وبإسنادات عقلية ونصية من داخل القرآن، كما تكلم وأكد أن الارض لايجوز أن تظل بوراً ولايجوز أن يجني ثمارها من لايزرعها وانما لمن يزرعها، وتصاعدت أطروحاته الجريئة الى التأكيد على أهمية الرقص بالنسبة للمرأة باعتبارها رياضة لطيفة تهذب مشاعر الفتاة وتمكنها من التعامل الرقيق مع الناس، كما أكد على عدم التفريق بين المسلم والمسيحي الذين يتكلمون لغة واحدة ويعيشون هماً واحداً واشتركوا جميعاً في صناعة تاريخهم، لذا أكد على أهمية الدستور البشري الذي ينظم حياة الناس ويكفل حقوقهم بالتساوي ودونما تمييز. في عام 1956م تداول الناس في المجتمع المصري وبشكل واسع كتاب "معالم في الطريق" تأليف الامام سيد قطب، كان على النقيض تماماً من كتاب الطهطاوي، بل وتضمن أفكاراً متطرفة ومتشددة، أعاد المرأة إلى البيت كجارية عند الرجل لا كإنسانة، وفرَّق بين المسلم والمسيحي في المجتمع المصري، وألغى الدستور، وطرح فكرة الحاكمية التي تلغي عقل الانسان وتعطل وظائفه في الحياة كما تلغي دور الانسان في تدبير وتشريع شؤون حياته وتلمُّس أسباب تقدمه وتطوره، وفي كتابه هذا كفَّر الزعيم جمال عبدالناصر وكفَّر نظامه ووصفه بالطاغوت، ووصف المجتمع المصري بالمجتمع الجاهلي، وصولاً الى التقرير بأن الجهاد في الداخل مقدم على الجهاد في الخارج أي جهاد الصهاينة، هذه الأفكار المتطرفة التي ترسخ نهج التكفير، في كتاب «معالم في الطريق»، دفعت أمين عام الاخوان حينها حسن الهضيبي، الى الرد عليه بكتاب "دعاة لاقضاة" لكن دون جدوى لأن كتاب سيد قطب كان قد انتشر انتشار النار في الهشيم بين قواعد الاخوان وداخل الازهر وأصبح الدليل النظري للجماعات المتطرفة وجماعات العنف الديني التي خرجت من معطف الاخوان.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
حين يكون الضيف قاتلاً.. لا ترحبوا به !!
توفيق الشرعبي

حضرموت والانقسام السياسي: هل نحن أمام خطة لتقسيم اليمن؟
عبدالرحمن نشوان أبوراس

شعب وجلاد
فتحي بن لزرق

مستنقع اليمن
جمال عامر

العدوان في موسمه الثاني
عبدالرحمن العابد

وكأنها ليست بلدنا
احمد خرصان

أيقونة فن اليمن الكبير
علي أحمد مثنى

غزة.. ضمير الإنسانية
محمد علي اللوزي

أين الكتلة؟
عبدالرحمن بجاش

المعركة الداخلية..غورباتشوف اليمن سلاح العدو الأنجع
خالد العراسي

المستشفيات الفندقية جشع ورقابة ناعمة
د.محمد علي بركات

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)