موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الاحتلال يعدم 200 نازح في مجمع الشفاء بغزة - إعلان هـام من وزارة التربية والتعليم في صنعاء - رئيس المؤتمر يعزي بوفاة السفير أحمد الكبسي - شباب المؤتمر الشعبي العام: موقف بلادنا مع فلسطين جسد صدق الأخوة ووحدة المصير المشترك - 32552 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - الشريف يعزي الشيخ حسين عبدالعزيز بوفاة والدته - صنعاء.. الخدمة المدنية تصدر بياناً هاماً بشأن المرتبات - أطلقوا العنان للنشاط الخيري دون قيود - المناضل أحمد محمد ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ.. رائد من رواد التنوير في اليمن - فتح مكة.. نقطة التحوُّل الكبرى لمسيرة الإسلام -
مقالات
الإثنين, 03-أغسطس-2015
الميثاق نت -    الدكتور علي مطهر العثربي -
لم يعد البعد الاستراتيجي للأمن القومي العربي يشكل خطراً على الكيان العنصري الصهيوني المدعوم من قوى الهيمنة الامبريالية الامريكية التي تتبنى نظرية المصير الواضح في بعدها الاستراتيجي لأمنها القومي، وقد أشار كثير من الساسة الامريكان والصهاينة والبريطانيين الى هذا المعنى بوضوح فاضح ينبؤ عن الاتجاه نحو الهيمنة المطلقة الأحادية لقوى الاستكبار والاستعلاء العنصري على العالم، وكانت إشاراتهم التي تناولناها بالتحليل في صحيفة «الميثاق» منذ بداية العدوان الارهابي على اليمن في مارس من العام الحالي 2015م وحتى العدد الماضي من الصحيفة تفصح عن النية المبيتة منذ نهاية القرن التاسع عشر ميلادي وبداية القرن العشرين وخصوصاً بعد معاهدات سايكس بيكو التي مكنت بعض القوى غير الحضارية والتي لا تمتلك بعداً حضارياً في بناء الدولة المركزية من النشوء تحت حمايتها مقابل السيطرة على الثروة النفطية وولاء تلك الحكومات الجاهلة.
لقد أشرنا فيما مضى من أعداد الصحيفة الى أن مشاريع الهيمنة الامبريالية قد بدأت مع صدور وعد بلفور الذي مكن يهود العالم من التجمع في فلسطين العربية والإعلان عن ظهور الكيان العنصري الصهيوني في 1948م محتلاً للأرض العربية في فلسطين، وتابعنا كيف تمكن الصهاينة المدعومون من بريطانيا والولايات المتحدة من تنفيذ سياسة التهويد وإجلاء السكان العرب الذين يمتلكون الحق الشرعي في أرضهم العربية، وكيف أمنت القوى الاستعمارية مسألة البعد الاستراتيجي للكيان العنصري الصهيوني الذي احتل منطقة «الرشراش» لإنشاء ميناء على البحر الأحمر «إيلات» واحتلال جبل الجولان ومرتفعات جنوب لبنان والسيطرة على منابع المياه التي تغذي سوريا ولبنان والأردن والأراضي العربية في فلسطين، ولم تكتفِ قوى الاستعلاء والاستكبار بذلك الفعل الاجرامي الذي شرد المواطنين الأصليين وجرف مزارعهم وهدم منازلهم وصادر حرياتهم واعتدى على المقدسات الاسلامية، بل بدأت خطوات عملية أخرى من خلال تنفيذ الهيمنة والسيطرة على منابع النفط في منطقة الخليج العربي عندما تم إنشاء شركة «أرامكو» الأمريكية برأس مال يهودي خالص لإحكام السيطرة على الحكام الجدد الذين أنشأتهم القوى الاستعمارية على أنقاض الامبراطورية العثمانية وتقسيم تركة الرجل المريض.
إن سياسة تأمين البعد الاستراتيجي لأمن الكيان العنصري لم يقف عند فرض الهيمنة على رأس مال الخليج العربي والسيطرة على المواقع الاستراتيجية في بلاد الشام بل استمر العمل العدواني على الوطن العربي في التآمر على أية نزعة عروبية تجعل من الإسلام روحاً والعروبة جسداً لتوحيد الأمة واستعادة بناء الدولة العربية الواحدة كما كانت في عهد الامبراطورية المعينية والسبئية والحميرية ثم الامبراطورية الاسلامية التي نشأت بقيادة رسول الله محمد صلى الله وعليه وسلم، وكانت البداية التآمر على الجيش المصري ومحاولة تركيعه ومنع طموحاته العربية وجاء اتفاق السلام مع الكيان العنصري الصهيوني في 1979م ليفتح القرصنة من جديد لضمان تحييد الجيش المصري على أقل تقدير بعد أن كان قد كسر مع الجيش السوري في 1973م اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر، وقد ظهر ذلك من خلال وضع الشروط التي تقيد الجيش المصري من التدخل لحماية الوطن العربي من الهيمنة الاستعمارية مقابل استعادة شبه جزيرة سيناء الغنية بالنفط العربي المصري.
لقد وجد الصهاينة والأمريكان والبريطانيون في اتفاقية السلام مع مصر بغيتهم التي حققت لهم حسب زعمهم جزءاً من أهدافهم العدوانية على الأمن القومي العربي بأقل كلفة إذ يعتقدون أن الجيش العربي المصري قد تم تحييده تماماً وإزاحته من طريق الطموحات الاستعمارية وفتح لهم الطريق باتجاه إحكام كامل السيطرة على البحر الأحمر وأمن لهم الوصول الى البحر المفتوح لفرض السيطرة على مضيق باب المندب، وأن الطريق باتت مهيأة لجعل الوطن العربي ساحة للصراع الدولي الأمريكي الروسي الصيني وتصفية الحسابات من خلال إشعال حروب في المنطقة العربية عتادها أمريكي صهيوني ووقودها أبناء الوطن العربي الواحد، وقد بات ذلك واضحاً من خلال ما طرحه ثعلب الأمن القومي الامريكي وزير الخارجية في عهد الرئيس نكسون الجنرال هنري كسينجر الذي قال بوضوح لا لبس فيه إن ما يجري في منطقة الشرق الأوسط هو التمهيد الذي تعده الولايات المتحدة الامريكية لقيام حرب عالمية ثالثة بين كل من روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة الامريكية وحلفائها من جهة ثانية في إطار فرض نظرية المصير الواضح لبناء الأمن القومي الامريكي الذي يقتضي فرض الهيمنة المطلقة الأحادية على العالم.
إن ما يحدث في الوطن العربي من دمار للجيوش العربية يسير في إطار سيناريو التدمير الشامل لمكونات الوطن العربي بما يحقق الضمانة المطمئنة لقوى الاستعلاء والاستكبار العنصري وحلفائها بعدم النزوع الى بناء الدولة العربية الواحدة التي تعتمد على الاسلام روحاً والعروبة جسداً، فبعد تدمير الجيشين العراقي والسوري لم يكن أمامهم غير تدمير الكتلة البشرية في الجمهورية اليمنية باعتبارها حجر عثرة في طريق الاهداف الاستراتيجية لقوى الاستعلاء العنصري، ولأن القوى الاستعمارية تدرك مخاطر الدخول في حرب مباشرة مع الكتلة البشرية في اليمن من خلال تجارب التاريخ الطويل الذي تمكن اليمنيون فيه من تلقين المعتدين دروساً قاسية، فلم يكن أمامهم سوى استخدام الأعراب الذين يحمون عروشهم، وكان لابد من اختلاق سبب لدفع الاعراب للتحالف ضد اليمن وكان هذا السبب إيران التي لا يخفى على أحد أنها تدين بالولاء للولايات المتحدة وبريطانيا في مقابل عدم الاعتراف بعروبة الخليج العربي والإصرار على أنه خليج فارسي، فقد جعلوا من إيران عدواً وهمياً لحلفائهم الأعراب وقادوهم الى حرب في اليمن لتحريرها من إيران الفارسية والمجوسية، ولم يدرك الاعراب الذين انخرطوا في حلف الشيطان ضد اليمن أن الهدف زوال عروشهم قبل الوصول الى اليمن الذي يعد مستحيلاً بالنسبة لقوى الاستعمار والاستعلاء العنصري.
لقد رسم الأعداء التاريخيون لليمن العديد من السيناريوهات لتدمير الكتلة البشرية للجمهورية اليمنية، إلا أن جميعها فشلت أمام صبر وبأس اليمنيين الذين يحملون مشروع بناء الدولة العربية الواحدة، وعمل حلفاء الشر الطامعون على فرض الهيمنة على مقدرات الوطن العربي وجعله ساحة لتصفية حساباتهم مع منافسيهم من القوى العالمية الأخرى، ومن أبرز السيناريوهات التي فشلت هو محاولة إقناع شعوب المنطقة العربية ان إيران ضد الوطن العربي وأنها محتلة لليمن وأن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لحماية حلفائها من الاحتلال الايراني رغم أن إيران تسيطر على مقدرات وإنتاج الخليج العربي من خلال احتلال الجزر الاستراتيجية فيه والسيطرة على مضيق هرمز وكثافة العمالة الإدارية والمهنية والانتاجية الايرانية في منطقة الخليج العربي، ولو كانت إيران عدواً للولايات المتحدة الامريكية لما سلمت مصالحها في منطقة الخليج العربي التي أنشئت على مرمى المدفعية الايرانية والتي يقول الخبراء الاستراتيجيون لو تحركت إيران لضرب المصالح الامريكية في الخليج العربي فإنه ليس أمام القوى والقواعد في الخليج العربي سوى أربع دقائق لأخذ الجاهزية الدفاعية ولن تتمكن من ذلك على الاطلاق، الأمر الذي يفصح عن أن إيران حليف استراتيجي للولايات المتحدة الامريكية وحامٍ مخلص للمصالح الامريكية في الخليج العربي، وأن مجرد العداء المعلن لأمريكا لم يكن أكثر من ظاهرة صوتية لمخادعة الأعراب الذين لا يفقهون قولاً ولا يدركون مغزى والغارقين في ملذاتهم والفاقدين لمشروع بناء الدولة المركزية العربية الواحدة والراضخين لحماة عروشهم من القوى الاستعمارية.
إن حرب تحالف الارهاب الشيطاني ضد اليمن قد دخلت شهرها الخامس ولم يستطع الاعراب تحقيق أهداف القوى الاستعمارية، الأمر الذي جعل حكام دول تحالف الارهاب الشيطاني أمام مقت الشعوب العربية وغضبها وأمام الرأي العالمي الذي يثور ضد حكام تحالف العدوان ضد اليمن لما ارتكبه من جرائم في حق الانسانية، بل إن حكام التحالف الارهابي أمام ابتزاز قوى الاستكبار والاستعلاء العنصري وقد سقطت كل الأقنعة والأعذار الواهية وبات العدوان على اليمن إرهاباً.. يستنكره العالم ويقف الجميع ضده ويعمل على منعه ولن ينال العدوان من كرامة إنسان اليمن وسيظل اليمنيون أحراراً يحملون مشروعهم العربي الاسلامي من أجل بناء دولة مركزية عربية واحدة ويناضلون من أجل إنجازه على أرض الواقع.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الجديد - القديم في المؤامرة ..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

إلى هنا وكفى
أحمد الزبيري

إياك تقول أنا عربي
علي أحمد مثنى

المناخ مسؤولية الجميع
د. محمد العبادي

اليمن كلها أوقاف !!
عبدالرحمن حسين العابد

البعد المسكوت عنه في (العالمية) كمُنتَج غربي
محمد علي اللوزي

تَـقِـيَّـة
عبدالرحمن بجاش

تَصَاعُد وعي العالم بمأساة غزة
السيد شبل

التبعية الإيجابية والتبعية السلبية في تاريخ الحضارة اليمنية
إبراهيم ناصر الجرفي

من عملية التاسع من رمضان إلى ما بعد الرياض.. وَعْدٌ يتجسَّد
أصيل نايف حيدان

السنوار القائد والعقل المدبّر لهجمات 7 أكتوبر
سعيد مسعود عوض الجريري*

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)