موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


منظمة دولية: لا مكان آمن في قطاع غزة - حماس ترد على بيان الدول الـ18 - صنعاء.. استمرار الحشود المليونية الداعمة لغزة - 34356 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - قصف أهداف بفلسطين المحتلة.. صنعاء تستهدف سفينة إسرائيلية - شورى اليمن يدين مجازر الكيان بمستشفى ناصر - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 34305 - ثلاث عمليات عسكرية يمنية ضد أهداف عدوانية - تمديد التسجيل على المقاعد المجانية في الجامعات - 5 مشروبات طبيعية تنظف الرئتين من السموم -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 03-أغسطس-2015
محمد علي عناش -
بدأ القرن العشرين بتساؤل عربي جوهري كان مطروحاً بشكل واسع داخل المؤسسات الثقافية والسياسية والدينية وخاصة في مصر باعتبارها كانت تمثل حينها مركز اشعاع عربي ومنها انطلقت حركة الإحياء والنهضة العربية، وهو كيف نتجاوز مأزقنا المعاصر والفجوة الحضارية بين العرب والغرب؟ وبشكل آخر لماذا تقدم الغرب الاستعماري وتخلف العرب والمسلمون؟.. بالفعل كان حينها تساؤلاً طموحاً يحركه شعور عميق بحالة التخلف العربي والصدمة بلحظة حضارية يدشنها الغرب بشكل متسارع على جميع المستويات، وكذلك الشعور بواقع استعماري يستهدف فيما يستهدف اقتلاع الإنسان العربي من هويته وجذوره، كما كان حاصلاً حينها مع شعوب بلدان المغرب العربي.. وبقدر ماكان التساؤل طموحاً، لم تكن الإجابة عليه سهلة أويمكن أن يجدها المرء في كتاب أو يختزلها في نظرية، فالأشكال كان عميقاً، خاصة وأن الأمة العربية خرجت من التاريخ الحضاري منذ القرن العاشر الميلادي ودخلت في مرحلة ظلامية وحالة غيبوبة في عهد المماليك والعثمانيين، ولمدة ثلاثة قرون من القرن السابع عشر حتى القرن التاسع عشر، ولذا انقسمت الآراء والاتجاهات بحثاً عن الذات والإجابة على هذا التساؤل المرير الى ثلاثة اتجاهات هي:
الاتجاه الأول: اتجاه سلفي ماضوي ، رأى أن الحل يكمن في العودة الى الماضي والمكوث في قرون الإسلام الأولى ، معتقداً أنه لن يصلح حال الأمة إلاَّ بما صلح به الأولون، وأختصر أسباب التخلف في ضعف الإيمان والانحراف عن منهج الإسلام الذي لايراه سوى صلاة وصوم وزكاة وأحكام فقهية، وهذا كان في حقيقته هروباً من مواجهة الحاضر العربي المتردي الى الماضي للاحتماء به والمكوث فيه، وعجزاً عن مواجهة اللحظة الحضارية العلمية التي يحققها الغرب والمصدوم بها وبمنجزاتها الكبيرة المتسارعة، في نفس الوقت الذي لم يكن مستعداً فيه لخوض تجربة البحث عن أسباب التقدم والرخاء والتنمية وأسباب التخلف والتدهور الاجتماعي بمنهجية علمية تتلمس الحقائق والأسباب والشروط.
الاتجاه الثاني:اتجاه تغريبي رأى أن الحل لا يكمن في القطيعة مع الماضي وعدم الإلتفات اليه، وانما في مواكبة اللحظة الحضارية الغربية ونقل الواقع الغربي كماهو الى واقعنا كمثال ونموذج جاهز..
الاتجاه الثالث: اتجاه توفيقي رأى أن الحل يكمن في التوفيق بين الأصالة والمعاصرة،والمقاربة بين الماضي والحاضر، ولذا أخذ أدواته المعرفية ورحل كي ينقب في التراث بحثاً عن ذاته العربية الحضارية، ويكتشف فيه الخلل والمأزق المعاصر ويبعث الجانب المشرق والمضيء في تراثنا، إلاَّ أنه مكث طويلاً في رحلته المضنية، وغاص في التراث ولم يخرج منه بمشروع نهضوي وحلول معاصرة، وانما بنتف استقاها من تراث ابن رشد وابن خلدون، أفضل ما في تراثنا من ثراء ومحاولات عربية طموحة لتجاوز حالة التردي العربي مبكراً.. بعد قرن من الزمان شهدت خلاله الامة العربية خضات عنيفة على جميع المستويات، وتحولات ايجابية ومنكسرة وارتدادية، وسقوط أنظمة وصعود انظمة من كل الأشكال والأنواع، إلا أن القاسم المشترك خلال هذا المشوار الطويل، هو عدم الوقوف على أسباب وشروط التقدم والتأخر والرخاء والفقر والتعايش المشترك السلمي، وعدم القدرة على الإجابة على التساؤل المطروح منذ مائة عام، وكأنك أمام طالب بليد شاخ وهو مايزال داخل فصله المدرسي وأمام كراسة الإمتحان، التي ملأها خلال هذه الفترة بالخربشات والتهاويم والمناكفات والدموع والدماء، هذا الطالب البليد لا يمكن أن نختزله فقط في الانظمة التي تعاقبت، وانما في الإنسان العربي بأحزابه ونخبه ومنظماته ومؤسساته الثقافية والدينية والاجتماعية مع اعطاء حيز كبير لممالك وامارات الخليج العربي الرجعية والدور الذي لعبته في اعاقة وعرقلة المحاولات العربية الجادة للتحرر والنهوض العربي منذ اكتشاف الطفرة النفطية الهائلة.. ولذا لا غرابة أن يتوج هذا المشوار في عام 2011م بوهم كبير اسمه "الربيع العربي" والذي لم يكن سوى انفجار اجتماعي كارثي يتداعى منذ عقود، انفجر البركان العربي الذي ظل هامداً طوال هذه الفترة يبحث عن حل وتسوية منطقية وموضوعية فانفجر بشكل غير واع ومدمر.. في 2011م الطالب العربي الشائخ والبليد، لم يدشن مئويته بمراجعة وتقييم لمشواره الطويل من الانكسارات والبحث عن الذات الحضارية، كي يمتلك أسباب التجاوز والتحول بعقلانية وفرز حقيقي لإدوات وقوى التقدم الإجتماعي، والديمقراطي والتنموي، وانما دشن مئويته بوهم كبير وبكارثة أكبر اسمها "ثورات الربيع العربي" أتحد فيها السلفي والتغريبي والتوفيقي في خندق واحد، وبشكل ثائر اهوج انتقامي، ليس ضد الواقع العربي المتردي، وانما لإسقاط الأنظمة فقط، مسلِّمين زمام قيادة الثورة للسلفي الذي عاد من الماضي واغوار التاريخ شاهراً سيفه لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، عاد السلفي من الماضي وقد مر بعدة تحولات وتحورات فوصل الينا في شكل داعش والقاعدة، وبدين جديد يمتد بجذوره الى جاهلية ماقبل الإسلام أبرز سماته الذبح والقتل والسبي وتدميرالعمران باسم الإسلام.. بعد مائة عام من التساؤل الأول الطموح، ومئويته المدمرة في 2011م، لم يعد التساؤل الأول الطموح، كيف نتجاوز الفجوة الحضارية بيننا وبين الغرب؟ وكيف نحقق تقدمنا الاجتماعي؟ هو الموجود والحاضر في المزاج العربي الجمعي، وإنما صار تساؤلاً مؤجلاً أو لا أثر له في الوعي الجمعي العربي، حيث أصبح التساؤل الملح والمقلق الآن والمسيطر على هواجس الإنسان العربي هو: متى يتوقف الصراع العربي والقتل بالهوية؟وكيف نتجاوز هذا الرعب والدمار والنزيف العربي اليومي؟..
في2011م تشظى الطالب العربي البليد، الى تاجر سلاح وارهابي وانتحاري وانتهازي وتائه ومغترب وجودياً، وفاقداً للاحاسيس والمشاعر الإنسانية والقومية، كالطالب العربي البليد داخل الجامعة العربية الذي لم يرف له جفن ولم يتحرك له ضمير تجاه الآلاف من أطفال اليمن الذين يقتلون ويحرقون وتشوى أجسادهم، بفعل صواريخ وقنابل الغارات السعودية الهمجية على اليمن.. إلاَّ أن الطالب العربي البليد بنسخته اليمنية، صار فوق ذلك، خائناً وعميلاً أيضاً، ومتاجراً بدماء أبناء ابلده ومقاولاً لتدمير وطنه من داخل مملكة البلادة والكهف التاريخي الكبير والمظلم"السعودية".
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)