موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


شوروية المؤتمر تنعي رحيل الاكاديمي المجاهد - عدوان جديد على ميناء رأس عيسى - رئيس المؤتمر يواسي آل المجاهد - غوتيريش: الوضع في غزة من سيء إلى أسوأ - النواب يوجه رسائل لرؤساء برلمانات العالم - الامانة العامة تدين الاعتداء الذي طال مبنى المؤتمر بسقطرى - عدوان أمريكي جديد يستهدف 3 محافظات - عدوان على صنعاء وصعدة وعمران - فعاليات عربية لـ"الميثاق": اليمن الحر والمستقل لن يخضع للإرهاب الأمريكي - "أونروا": نفاد أمداداتنا من الطحين في غزة -
مقالات
الثلاثاء, 07-يوليو-2015
الميثاق نت -  محمد علي عناش -
أحياناً نخجل أن نصف السعودية بالدولة، لأنها دولة طارئة في التاريخ لا يتجاوز عمرها 150 سنة، ولم تمر مروراً طبيعياً في تشكلها انطلاقاً من عقد اجتماعي بين الحاكم والمحكوم، تفرضه تطورات الواقع الاقتصادي والاجتماعي، وانما نشأت بالإغارات والضم والإلحاق، وأيضاً باتفاق مبرم بين شيخ قبيلة وشيخ دين..
أي أن المجتمع (مجتمع نجد ومجتمع الحجاز) في هذه الجغرافيا الصحراوية لم يكن له دور أو دخل في ذلك، ولم يعبر الأمر عن ذاته وعن تفاعلاته وارادته، وإنما تم قسراً إلحاقه وتنسيبه الى أسرة نافذة (أسرة آل سعود) فكان هذا أولى خطوات تدجين المجتمع الحجازي والنجدي، وأول سرقة تطاله وهي سرقة ذاته، وفرض ذات الاسرة على المجتمع، واستمر تكريس هذه الذات والحاق المجتمع بالأسرة منذ تكون المملكة وارتفعت وتيرته منذ اكتشاف النفط في ثلاثينيات القرن الماضي، ليرتفع معه سقف الحاق المجتمع بالأسرة، الى منح أسرة آل سعود حرية التصرف بموارد المجتمع النفطية الخيالية، لكن بقوانين الاسرة وتطلعاتها لا بقوانين المجتمع وتطلعاته، كي لا ينمو لديه وعي الدولة والسلطة وثقافة العدالة الاجتماعية والتنمية الشاملة، (عملياً واقتصادياً ومعرفياً) وهنا أصبح المجتمع تمارس عليه سرقتان (سرقة الذات والإرادة وسرقة الموارد)..
لم يقف توجه الاسرة ونهجها في تدجين المجتمع وتخديره، عند حد سرقة ذاته وسرقة موارده، وانما تعداه الى سرقة واختطاف وعيه وعقله وروحه، بتوجه ديني جامد ومتخلف، عبر تكريس الوهابية كسلطة في الواقع وسلطة في الوعي، بكل ما تحمله الوهابية من جمود وانغلاق وتقديس للماضي ومجافاة للعلم والعقل والعصر واثارة للفتن الطائفية، ورفض للتعدد والتنوع، والغاء للآخر المختلف وتكفيره وتفسيقه، والإذعان والخضوع لسلطة الملك والاسرة وسلطة رجال الدين، كسلطات مقدسة ومعصومة لايجوز الخروج عليها ومعارضتها أو حتى نقدها وكشف أخطائها، هذه السلطات المقدسة التي يتم تكريسها بتكفير الحزبية والديمقراطية والدولة المدنية، وسلب المرأة حقوقها وحريتها والحط من انسانيتها وكرامتها وانزالها منزلة الأمة والجارية للرجل.
هذه السرقات والاختطافات للمجتمع الحجازي والنجدي وما تم ضمه وإلحاقه به من قبائل ومناطق يمنية، تتجلى بوضوح في دستور مملكة الاسرة والمصنف عالمياً أنه من أسوأ الدساتير في العالم وأكثرها تخلفاً وانتهاكاً لحقوق الرعايا، فهو في معظم مواده ينظم تداول السلطة بين أفراد الأسرة، وينظم صلاحياتها الواسعة، وحقوقها بما فيها حقوقها من العائدات النفطية، كنسبة مقتطعة من هذه العائدات، أما الشق الآخر من دستور مملكة الأسرة، فهي مواد قامعة وكابحة لحريات المجتمع ومصادرة لحقوقه، تكرس سلطة الملك والأسرة ومن حولهم من رجال الدين وتغليفها بغلاف ديني مقدس، كتحريم الديمقراطية والحزبية وفرض قيود على العمل النقابي، وتتدرج هذه القيود والكوابح الى القيود على الحياة الشخصية للمواطن كتحريم قيادة السيارة على الفتيات.
في السعودية لا توجد سلطة للمجتمع ولا إرادة ولا قرار فقط هناك سلطة الملك والأمراء وسلطة مشائخ الدين وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..
منذ ثلاثينيات القرن الماضي، ومملكة آل سعود تنتج النفط بكميات مهولة، والذي بلغ اليوم رقماً خيالياً «12» مليون برميل يومياً، دون أن تتحقق تحولات حقيقية في المجتمع على المستوى الاجتماعي والثقافي والعلمي، يفترض أن تواكب هذا الدخل المهول، بل ظل المجتمع راكداً ومغيباً ومستهلكاً ويشهد تحولات ارتدادية خطيرة وكارثية، بسبب انحراف السلطة والثروة الناتج عن هذه السلطات القامعة والمستبدة، وهذه السرقات للمجتمع في إرادته ووعيه وموارده.
التحولات التي تراكمت في هذا المجتمع المغيب والمدجن، أن أسرة آل سعود أثريت ثراءً فاحشاً وتراكمت لديها الثروة بشكل مهول، أسرة استغرقت وقتها في التنافس على تحقيق رقم جديد ضمن قائمة أثرياء العالم، حيث يتصدر أكثر من 100 أمير من أسرة آل سعود قائمة أثرى أثرياء العالم، يقابله من جانب آخر، يتصدر المجتمع الذي تم سعودته وسرقته في وعيه وموارده، قائمة المجتمعات التي تضخ الإرهابيين والانتحاريين، بعد هذا المشوار الطويل من الانحراف والسرقات يمكن أن تصنف السعودية في الوقت الراهن بشكل دقيق، بأنها بحيرة نفط تجلب العار ومستنقع تخلف تتوالد فيه الدواعش.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
حين يكون الضيف قاتلاً.. لا ترحبوا به !!
توفيق الشرعبي

حضرموت والانقسام السياسي: هل نحن أمام خطة لتقسيم اليمن؟
عبدالرحمن نشوان أبوراس

شعب وجلاد
فتحي بن لزرق

مستنقع اليمن
جمال عامر

العدوان في موسمه الثاني
عبدالرحمن العابد

وكأنها ليست بلدنا
احمد خرصان

أيقونة فن اليمن الكبير
علي أحمد مثنى

غزة.. ضمير الإنسانية
محمد علي اللوزي

أين الكتلة؟
عبدالرحمن بجاش

المعركة الداخلية..غورباتشوف اليمن سلاح العدو الأنجع
خالد العراسي

المستشفيات الفندقية جشع ورقابة ناعمة
د.محمد علي بركات

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)