موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الصحة تدين استهداف المجمع الحكومي وإذاعة ريمة - 37232 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - رغم أضرارها الصحية.. ملابس "الحراج" ملاذ الفقراء - فِعْلٌ شعبي.. يتحدى صُنَّاع المعاناة..هل تنتصر حسن النوايا على سوء الحرب..؟ - النظام السعودي يفرض مزيداٍ من العراقيل على الحجاج اليمنيين بمشاركة مرتزقته - عدوان أمريكي بريطاني جديد على الحديدة - القوات المسلحة تستهدف مدمرة بريطانية وسفينتين رداً على مجزرة مخيم النصيرات - الخارجية تدين مجزرة مخيم النصيرات - تجاوز حصيلة شهداء غزة 37 ألفاً منذ 7 أكتوبر - الخارجية تدين مجزرة مخيم النصيرات -
مقالات
الثلاثاء, 14-أغسطس-2007
الميثاق نت -   د/عبدالعزيز المقالح -
لا يختلف اثنان على نزاهته ورقي سلوكه في بلد لا يسلم فيه حتى الملائكة المقربون من هوس النقد والتجريح، وفي زمن التشويه المتعمد لكل ما هو جميل وعظيم، زمن الحقد واللؤم والانحطاط الأخلاقي في أعلى درجاته.
والذين اقتربوا من فقيد الوطن الدكتور فرج بن غانم يدركون أنه ـ ومنذ بداية حياته العملية ـ اختط لنفسه مبدأ لا يحيد عنه ـ مهما كانت الظروف أو الضغوط العامة والخاصة ـ وذلك المبدأ يقوم على مقاومة كل ما يخرج عن إطار القانون أو يتنافى مع المصلحة العامة، ويتم ذلك من جانبه ببساطة متناهية ودونما تعالٍ أو ادعاء أو غرور، وبفضل هذه المبدئية الشديدة لم يكن على استعداد ليدخل مع أحد في خلاف من أي مستوى أو ينحدر إلى مواقف جانبية أو حماقات.. لهذا كله لا يختلف عليه اثنان.
وأدعي أنني اقتربت منه واستمعت إليه كثيراً قبل أن يتسلَّم منصب رئيس مجلس الوزراء وبعد أن تسلَّم هذا المنصب الكبير والمتعب، وعرفت عن قرب أن ذلك السلوك الإنساني الراقي نابع من ثقافة عالية وفكر واسع يضيء له الطريق ويحميه من الوقوع في الأخطاء حتى الصغيرة، ويمنعه من الخوض في الأمور الجانبية والمساس بالأشخاص أو الدخول في الخصومات المجانية التي تمنع عن العمل وتصبح الشغل الشاغل لصاحبها، وقد تتحول عند البعض من هواة الخصومات إلى نوع من المتاجرة والانحياز أو الاصطفاف الذي لا يصدر عنه سوى المزيد من المكايدة البائسة والخذلان.
وموقف مستقيم وثابت كهذا لا يأتي من فراغ وإنما هو ثمرة رؤية فكرية وأخلاقية ثابتة ونابعة من تلك الثقافة العالية والشعور بالمسؤولية تجاه نفسه أولاً، وتجاه الوطن والآخرين ثانياً.
عندما تولى الدكتور فرج رئاسة مجلس الوزراء أدرك بعد شهرين فقط أنه غير قادر على مواصلة المهمة، فبدأ يعلن للمقربين تبرُّمَه ويبدي عدم استعداده على الاستمرار، وكانت الخلافات والصراعات بين الوزراء وغياب الانسجام في ما بينهم هي السبب الأساس لهذا التبرُّم، وعندما سأله أحدهم: هل هي خلافات سياسية أو حزبية؟ كان يبتسم ويجيب بأنها شخصية ومزاجية، وأن اليمنيين لم يتشربوا معاني الاصطفاف الحزبي إلى درجة تكون موضوع خلافات موضوعية يمكن البحث فيها ومناقشتها ووضع حد لها أو لبعضها، وكنت عندما أزوره إلى رئاسة الوزراء وأشعر بحالة القلق التي يعاني منها أذكِّره بمقولة كنت أعتقد أنه لا ينساها وهي للمفكر والسياسي «فرانز فانون» صاحب كتاب «معذبو الأرض» الذي قرأناه في الستينات واعتبرناه واحداً من أهم الكتب الفكرية والنضالية في ذلك الحين، والمقولة كما لا زلت أتذكر معناها: «إن أبناء العالم الثالث ومثقفيه بخاصة بحاجة إلى أن يتذرعوا بكامل الصبر ليتمكنوا من عمل أي شيء لصالح أوطانهم».
وعندما لم تقنعه مقولة «فانون» قرأت له الآيتين الأخيرتين من سورة النحل: «واصبر وما صبرك إلاَّ بالله، ولا تحزن عليهم ولا تَكُ في ضيقٍ مما يمكرون، إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون»، وزيادة في التأكيد على أهمية الدلالة في الآيتين طلبت من أحد الخطاطين في الجامعة ـ يومئذ ـ أن يكتبهما بخط جميل وأن يضع لهما بروازاً خشبياً وقد فعل، ثم حملت اللوحة إلى الدكتور فرج في رئاسة الوزراء أيضاً ولم يتردد في أن يضعها في صدر الجدار المقابل للكرسي الذي يمارس منه عمله، وقد ظلت اللوحة في مكانها حتى بعد استقالته، ولا أدري هل ما تزال الآن في مكانها أم أن أحد الفرَّاشين قد ألقى بها بعيداً عن الأنظار.
تلك صفحة مجهولة من حياة فقيد الوطن المناضل الاقتصادي النزيه الذي كانت البلاد بحاجة إليه وما تزال بحاجة إلى أمثاله من الذين يضربون المثل الأعلى في الأخلاق والصدق مع النفس، والحفاظ على نقاء الجيب وطهارة الضمير.. تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه.
الفنان الكبير جابر علي أحمد في كتابه الجديد «من المشهد الموسيقي اليمني»:
لا غنى لمن يريد أن يمتلك ذائقة فنية موسيقية متقدمة عن قراءة هذا الكتاب الذي يبحر بالقارئ في عوالم واسعة مع الموسيقى وأساطينها، يتميز الفنان الكبير جابر علي أحمد بثقافته الموسيقية والأدبية التي تؤهله لإنجازات بحثية وقرائية مهمة في هذا المجال، ومنها كتابه الجديد «من المشهد الموسيقي اليمني» الذي يضاف إلى كتابه السابق «حاضر الغناء في اليمن» ويسد فراغاً في المكتبة الموسيقية، الكتاب من إصدارات الهيئة العامة للكتاب ويقع في 792 صفحة من القطع الكبير.
تأملات شعرية:
طوبى لهم
رحلوا فراراً من زبانية
الضغينة والخصامْ.
طوبى لهم
عبروا سياجَ الليلِ
واخترقوا مداراتِ الظلامْ.
طوبى لهم
فالموتُ أجملُ ما يكونُ
إذا تكاثرتِ المواجعُ
واستوت في غربة الأحلام أضغاثُ الكلامْ.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الحرية لفلسطين بكل لغات العالم
عبد السلام الدباء

حق طبيعي للناس
أحمد عبدالرحمن

البقية في حياتك
حسن عبد الوارث

المؤتمر.. الحصن الحصين
يحيى الماوري

حرصاً على اليمن
أبو بكر القربي

النخبة التي كانت (2)
د. عبدالوهاب الروحاني

المتغيّرات تتسارع.. والفرص لا تتكرر
أحمد الزبيري

قراءة في سطور عن موسوعة (بن حبتور)
طه العامري

من (التفكيكية)كمعول هدم إلى المقاومة كإعادة بناء.. رؤية في الواقع والمتغيّر
محمد علي اللوزي

بين شارع المصلى وبيت الحَوِش!!
عبدالرحمن بجاش

حتى لا ننسى ذكرى تفجير جامع الرئاسة في اليمن
د. طه حسين الهمداني

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)