موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


5 مشروبات طبيعية تنظف الرئتين من السموم - برقية شكر لرئيس المؤتمر من عائلة الفقيد القاضي عبدالرحمن الإرياني - حجز قضية 206 متهما بنهب اراضٍ للنطق بالحكم - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34183 - رئاسة مجلس النواب تدين الاستغلال الامريكي لمجلس الأمن - بقدرة 7 ميجاوات.. تجهيزات لتشغيل وحدة كهربائية جديدة بمحطة حزيز - مَنْ يقف وراء إدخال المبيدات المحظورة لليمن؟ - دخول اليمن المعركة شكَّل عامل ضغط كبير جعل العدو الصهيوني يعيد حساباته - حصيلة شهداء غزة ترتفع إلى 34,097 - إضراب شامل في الأراضي الفلسطينية -
حوارات
الميثاق نت - طالب الدكتور قاسم سلام رئيس المجلس الأعلى لأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي مجلس النواب بسرعة البت في استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي قبل انقضاء المدة المحددة.. مشيراً الى أنه لا يوجد في الدستور مادة تجيز لهادي سحب استقالته.. وقال سلام: هذا الكلام شهادة لله والتاريخ

الثلاثاء, 17-مارس-2015
حاوره/ عارف الشرجبي -
< طالب الدكتور قاسم سلام رئيس المجلس الأعلى لأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي مجلس النواب بسرعة البت في استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي قبل انقضاء المدة المحددة.. مشيراً الى أنه لا يوجد في الدستور مادة تجيز لهادي سحب استقالته.. وقال سلام: هذا الكلام شهادة لله والتاريخ فقد عطل الرئيس المستقيل تنفيذ مخرجات الحوار بتعطيله عمل الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار وعطل عمل الهيئة الدستورية والهيئات الاخرى.
وأوضح رئيس أحزاب التحالف الوطني أن هادي كان مرفوضاً من جميع الأطراف..
وأضاف أن اللقاء المشترك كان ضد ترشيح هادي لولا مباركة المؤتمر ورئيس المؤتمر له لما أصبح رئيساً ومشيراً الى أن القراراً العقابية الظالمة بحق الزعيم علي عبدالله صالح وبمباركة الرئيس عبدربه منصور هادي لإسكات الزعيم وحزبه وحلفائه لتمرير مشروع تآمري ضد اليمن ووحدته ولاجتثاث المؤتمر الشعبي العام بكل قياداته وقواعده وحلفائه وأنصاره.
وإلى تفاصيل الحوار..
♢ ترحب صحيفة «الميثاق» بالدكتور قاسم سلام ونود في هذا اللقاء أن نقرأ من خلالكم المشهد السياسي؟
- الوقوف أمام المشهد السياسي قبل قراءته يجعلنا ندرك أننا أمام مشهد معقد لم تشهد اليمن مثله منذ أكثر من خمسين عاماً وحتى اليوم، وعندما أذكر منذ خمسين عاماً ذلك لأن اليمن كانت مدمرة ومتخلفة ومعزولة عن العالم بأكمله وكانت تعيش حالة خاصة بها خلافاً لكل دول المنطقة والعالم، اليوم وبعد هذه السنين يبدو أننا نعيش حالة مماثلة لتلك الفترة، فقد تعقدت الأوضاع وتداخلت الأمور وأصبح كل طرف يتهم الأطراف الأخرى بالأخطاء ويدعي الكمال ويتنصل عن واجبه الوطني في إيجاد مخرج لليمن من الأزمة بعد مخرجات الحوار الوطني التي لم تكن ملبية لطموحات الشعب اليمني وتطلعاته ولكنها كانت من وجهة نظري إحدى المخارج التي تجنب اليمن الانزلاق الى هاوية الحرب الأهلية رغم أنه كان بإمكان المتحاورين الخروج بصيغة أفضل، مع الاسف الشديد أن اليمن الذي يمتلك ثروة حضارية وتاريخية وثقافية عظيمة أصبح اليوم خاضعاً لتناقضات آنية ظرفية تحرك بالريمونت من الخارج، وهذه مأساة حقيقية ووصمة عار إذا ما اخترقت جدران أي وطن من الأوطان وأصبح يدار من الخارج وأمامنا أمثلة كثيرة لهذا الوضع كالعراق وسوريا وليبيا وتونس والسودان الممزق بل مازال يتمزق كل يوم بسبب الاختراق الخارجي لوحدته الوطنية، لأن الوحدة الوطنية الداخلية تشكل جداراً قوياً يصعب اقتحامه من الخارج، ولذا يمكنني القول إن المشهد السياسي له امتداداته وارتباطاته الخارجية من بعض الاطراف في الداخل ومن الجهات الرسمية في مؤسسة الرئاسة ايضاً، ولذا فالمشهد السياسي مفروض على اليمن واليمنيين في الوقت الذي لا يملك الإرادة الحقيقية للشعب اليمني والمصلحة اليمنية على الاطلاق ولا يعبر عن الإرادة اليمنية الحرة الذي عرفناه بأنه صادق مع نفسه وحاضره ومستقبله، عندما يجد أمامه قيادة تاريخية صادقة مخلصة تقوده وتوجهه للمستقبل الأفضل.
المشهد السياسي تتداخل فيه كل ألوان الطيف السياسي من اليسار لليمين ومن اليمين الى يمين اليمين ومن الوحدوي الى الانفصالي الحاقد على الوحدة، ولذا علينا قراءة المشهد السياسي بكل تداخلاته ومؤشراته الداخلية والخارجية والمتداخلة بين الخارج والداخل، ولو نظرنا الى مؤتمر الحوار سنجد تسعة مكونات اشتركت في الحوار وهذه الاطراف أحد مرتكزات الحوار، وعندنا ثلاثة عشر مكوناً وقعت على اتفاق السلم والشراكة، وعندنا أطراف خارج هذين المكونين والحزب الاشتراكي هو مجموعة أحزاب، الاستاذ علي سالم البيض يعتبر نفسه الأمين العام للحزب الاشتراكي وياسين سعيد نعمان كان يعتبر نفسه الأمين العام للحزب الاشتراكي، والآن الأخ السقاف هو الأمين العام للحزب وعلي ناصر محمد أيضاً هو الأمين العام للحزب ولديه قاعدة حزبية وجماهيرية ويعتبر نفسه شريكاً في المشهد السياسي ثم تأتي الاحزاب اليسارية واليمينية والحراك المتعدد الولاءات والاسماء والاتجاهات، ثم تأتي الاحزاب الدينية ثم المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه بامتداداته العريضة داخل الساحة اليمنية بكل تقاسيم الحياة الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية ويأتي أيضاً مكون أنصار الله.. إذاً المشهد السياسي يأتي معبراً عن كل هذا التنوع الذي من الصعب أن تجمعه بسهولة على رأي واحد خاصة إذا لم نغفل المؤثرات الخارجية التي ستسقط نفسها على بعض هذه المكونات بشكل أو بآخر وهو ما يجعل الأمر يزدا تعقيداً كما أننا لا يمكن أن نقرأ المشهد بمعزل عن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ثم قرارات السياف المتمثل بالامم المتحدة ومجلس الامن الذي كان يقف وبيده سيف أو عصا وجزرة.
♢ لماذا شبهت مجلس الأمن بالسياف؟
- منذ الأسابيع الأولى من الأزمة اليمنية بدأت الأمم المتحدة تدخل وتقول: اليمنيون لا يصلح معهم الا التهديد والتخويف.. خوفوهم بمجلس الأمن والقرارات الدولية وهم سيطيعون الأوامر وسيلتزمون بقرار عبدربه منصور هادي وكأنهم كانوا يعرفون نفسية الرجل الذي أجمع عليه اليمنيون بسبب ترشيح المؤتمر له ليكون رئيس اليمن ثم باركته الأطراف الأخرى برغم أن الصوت الغالب لترشيح هادي رئيساً لليمن هم أصوات المؤتمر الشعبي وحلفائه وأنصاره داخل الساحة اليمنية باعتبار عبدربه منصور هادي كان نائب رئيس المؤتمر والامين العام للمؤتمر ونائب الرئيس علي عبدالله صالح، وأي حديث خارج هذا الإطار هو نوع من المغالطة لأن الآخرين كانوا يرفضون عبدربه منصور هادي وكانوا يعتبرونه محسوباً على الزمرة ومن جماعة علي ناصر محمد يذكرون بأحداث 13 يناير 1986م، ومع ذلك وقف الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى جانبه وعينه وزير دفاع ثم نائب رئيس ثم الى رئيس بصفته، كما وصفه يوم تسليم السلطة في 2012م بالأيادي الأمينة الا أن هادي تناسى كل هذا وراح يبحث عن العصا الغليظة وسيف مجلس الأمن باتخاذ قرارات عقابية ظالمة بحق الزعيم علي عبدالله صالح لا تستند إلى أي حقائق وإنما الى مكايدة سياسية تريد أن تسكت الزعيم وحزبه وحلفاءه لتمرير مشروع تآمري ضد اليمن ووحدته وضد المؤتمر الشعبي العام لاجتثاثه بكل قياداته وقواعده وحلفائه وأنصاره، لأن هذه الكتلة التاريخية المتمثلة بالمؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصارهم هم من سوف يقفون بالمرصاد للمشاريع التفكيكية التشطيرية وفي حال رفض زعيم المؤتمر علي عبدالله صالح وحلفاؤه أي مشروع تفكيكي نشاهد الاصوات المطالبة بحل الحزب والعزل السياسي وايضاً قرارات العقوبات الأممية رغم كل التنازلات التي قدمها الزعيم علي عبدالله صالح سواء في السلطة أو في قرارات الاقصاء لكوادر حزبه، إذاً السيف المسلط من مجلس الأمن كان يشهر على كل من يحاول الحفاظ على الوطن اليمني موحداً قوياً.
♢ ولكن يا دكتور .. هادي رئيس توافقي من كل الاحزاب؟
- هذا صحيح ولكن هادي لم يكن مطروحاً من أحزاب اللقاء المشترك كمرشح رئاسي ولكن عندما أعلن المؤتمر أن مرشحه للرئاسة بداية الأزمة أدرك اللقاء المشترك أن المؤتمر سيستطيع أن يفرض هادي، ولذا أعلن المشترك تأييده ترشيح هادي لمنصب الرئاسة نزولاً عند رغبة المؤتمر الشعبي العام لأنهم لو نزلوا مرشحاً خاصاً بهم كان سيسقط وبالتالي سيخسرون، ولذا هم هربوا الى الأمام وقالوا نريد مرشحاً توافقياً وطرحوا ذلك من ضمن المبادرة الخليجية، وهذا الأمر كان عندما أصر الرئيس علي عبدالله صالح على أن لا يسلم السلطة الا وفقاً للدستور والقاعدة الديمقراطية التي تسير عليها اليمن في التداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات المباشرة وبسلاسة، وهذا الموقف على المحللين والسياسيين أن يقرأوه بتمعن، وأقصد إصرار الزعيم على التمسك بالدستور وبالنهج الديمقراطي وتسليم السلطة عبر انتخابات الى أيادٍ أمينة وبسلاسة ليدركوا ماذا جرى بعد ذلك وأين الأيادي الأمينة، وهل ترسخت فكرة التداول السلمي للسلطة أم ماذا جرى بعد ذلك، وهل التزم الرئيس هادي بالمبادرة الخليجية أم لا؟- للأسف الشديد- لم نجد شيئاً مما تم الاتفاق عليه بل شاهدنا مغالطات سياسية والمغالطات السياسية عبارة عن قنابل توجه ضد أي شعب وعبارة عن كلمات تطلع وأحكام تصدر وساحة تنتشر لتصبح مثل المرض الخبيث الذي إذا أصاب الجسم دمره وقضى عليه.
♢ أشرت الى التآمر على الأمن والجيش من أجل استكمال مشروع التفكيك.. كيف ذلك؟
- التركيز على مشروع الهيكلة التي لم تكن ضمن المبادرة الخليجية كان مدخلاً رئيسياً لتدمير الجيش والأمن والقضاء عليهما وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، وكلمة هيكلة لا تعني إعادة هيكلة الجيش وإنما توحيد الجيش تحت قيادة واحدة ويقصد بهذا إعادة الفرقة الأولى مدرع الى حضن الدولة بعد أن انشق بها الأخ علي محسن ثم تأتي إعادة قضية القوات المسلحة وهيكلتها ضمن قيادة هيكلية تقودها قيادة واحدة وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأقصد الرئيس والذي كان نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ونائب الرئيس للدفاع والأمن، قبل أن يصبح رئيساً وكان هو المسؤول المباشر عن توحيد الجيش باعتباره نائب الرئيس وأي خلل في الجيش كان هو المسؤول عنه، وبالتالي لم يكن هناك داعٍ لتلك الزوبعة والمؤامرة لتدمير الجيش.
♢ ولكن يا دكتور أين كنتم من هذه المؤامرة ضد الجيش وخاصة النخبة في الحرس الجمهوري؟
- سؤال مهم، وسأرد عليك بصراحة متناهية، وللتاريخ أقول عندما كنا في بيت السفير الروسي وبحضور وفد روسي وكان موجوداً الدكتور عبدالكريم الارياني وعبدالوهاب الآنسي وأحمد عبيد بن دغر وقاسم سلام وسلطان العتواني وياسين سعيد نعمان، ودار جدل مرير حول عملية الهيكلة وكنت رافضاً قطعياً عملية الهيكلة للجيش باعتبارها نافذة لتدميره وتشتيته وتمزيقه بصورة انتقامية من بعض الاحزاب والأطراف الحاقدة، وكنت أقول لهم: إن الجيش لا يحتاج الى هيكلة وإنما توحيده تحت قيادة واحدة وهي موجودة ممثلة بعبدربه منصور هادي باعتباره نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والقائم بأعمال رئيس الدولة والقائد الأعلى، وكنت أفهم أن المطلوب من الهيكلة هو تدمير الجيش والامن والشرطة، وأية قوة تستطيع لملمة الشتات وتواجه خطراً يداهم البلد والوحدة، والذين كانوا يصرون على الهيكلة هم الإصلاح والناصري وياسين سعيد نعمان الذي كان يصر على تدمير الجيش للوصول الى تحقيق مشروع العودة الى ما قبل 22مايو 1990م لأنه لم يعد مقتنعاً بالوحدة، ولذا كان يصر على حل الجيش لأنه يدرك أن بقاء الجيش قوياً سيمنع الانفصال، وقد كان الأخ ياسين سعيد نعمان- مع احترامي - يدرك قوة رد الفعل الوطني للجيش في الوقوف ضد مشاريع التمزيق والتجزئة.
♢ ولماذا يصر الإصلاح على الهيكلة؟
- الاخوان المسلمون دائماً لا يؤمنون بوجود جيوش قوية سواء في اليمن أو غيرها من الدول لأنهم يريدون دائماً استبدال الجيوش بمليشياتهم المسلحة وبالقاعدة التي خرجت من تحت عباءة الاخوان في كل انحاء العالم .. عناصر القاعدة لم تأتِ من فراغ وإنما أتت ضمن منهج متكامل من ساحات المعاهد العلمية قبل الوحدة في شمال اليمن وبعد الوحدة من المحافظات الجنوبية.. ففي الشمال كان يوجد قرابة خمسمائة معهد معلمين أشبه بالمعسكرات يتم تدريبهم على مختلف أنواع القتال والدفاع والهجوم الاعزل وايضاً المسلح والاقتتال، ناهيكم عن نوعية المناهج والتعليم الذي كان خارج اشراف الدولة، وهو تعليم أشبه بالتعليم الجهادي وقد وصلت ميزانية المعاهد بعد الوحدة الى مليار و800 مليون ريال من خزينة الدولة التي لا تعرف أين وكيف ولمن تصرف، ولذلك عندما نتحدث عن المشهد السياسي علينا أن لا نغفل خلفيات تعقيداته بفتراته الطويلة والقصيرة والحالية والمستقبلية لكي نتمكن من رسم خطة وبرامج حلول نوعية، ولهذا أقول إن الغرض من الهيكلة هو تدمير الجيش والامن وإحلال المشاريع الصغيرة سواء الانفصال أو الاستيلاء على السلطة بقوة هذه المليشيات أو بإيجاد دول دواعشية في الوطن العربي بتخطيط غربي وتمويل عربي- للأسف الشديد- وهذا ما حصل ويحصل في اليمن أو العراق وسوريا وغيرها من الدول.. انظر مثلاً لما يحدث في سوريا والتي تذبح اليوم بقرارات الأمم المتحدة على يد داعش وغيرها ..سوريا تذبح والعرب والمسلمون إما متفرجون أو بعضهم مشاركون في عملية الذبح، أنا طبعاً بعثي لكن لست مرتبطاً بقيادة ما يسمى بعث سوريا لأني عضو قيادة قومية وأمين عام مساعد للرفيق عزت ابراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي في العراق، ومع هذا أنا عربي ويهمني وضع سوريا ويدي على قلبي مما أشاهده من جرائم ذبح في سوريا التي يهمني أمرها مثلما يهمني وضع اليمن أو العراق أو ليبيا التي تذبح بمباركة بعض الأنظمة العربية ومشاركة البعض الآخر، وكذلك السودان تم تمزيقه وتدميره بقرار الأمم المتحدة ومباركة غربية، ولذلك علينا كيمنيين صادقين مع الله ثم الوطن والشعب أن ندرك أن الحل لابد أن يكون يمنياً صرفاً من الألف الى الياء وأن نتفق على أمرين ما هو للوطن ندعه للوطن كاملاً وما هو للأحزاب فهو محدد بالقانون والدستور، أما إذا غفلنا هذه الحقيقة فإننا سنتحول الى قبائل وعشائر وأسر ومناطق وطوائف تتقاتل فيما بينها.
♢ إذا كان الحل يمنياً فما جدوى السفر للحوار خارج اليمن حسب مطالبات بعض القوى السياسية في الساحة؟
- من حيث المبدأ في تصوري أن نقل الحوار من صنعاء الى أية مدينة يمنية أخرى خطأ جداً سواء الى تعز أو الحديدة أو عدن أو غيرها وخروج الحوار خارج صنعاء خروج عن المألوف والواقع .. انظر الى الحوار القائم اليوم في صنعاء ستجده حواراً بدون برنامج ولا زمن محدد وكأننا نمشي على باب الله، -كما يقال- فلا برامج أو مشاريع تقدم من الاحزاب ليتم مناقشتها لكي تتدخل الأمم المتحدة لتقريب وجهات النظر أو للتفاعل مع الأفكار اليمنية المقدمة من المكونات السياسية المتحاورة والخروج ببرنامج يقدم للناس لمناقشته والعودة لأحزابهم وتقر البرامج بشكل موضوعي وذاتي وليس بشكل إملائي قهري تحت سيف الأمم المتحدة وبنود الفصل السابع.. هذا الأمر يجب أن نفهمه بكل وضوح.
♢ وماذا عن نقل الحوار الى الرياض كما قيل؟
- أنا قلت لك لا أريد الحوار أن يخرج من صنعاء الى مدينة يمنية أخرى أما مسألة انتقاله الى الرياض أو عمان أو غيرهما فهذا أمر في تصوري غير ذي جدوى، ومع ذلك أريد القول إنه ليس لدي مشكلة من نقل الحوار إلى الرياض أو عمان لأني اعتبر الساحة العربية والقومية مساحة واحدة واعتبر الرياض عاصمتي كعربي، ومسقط اعتبرها عاصمتي ايضاً، والأرض العربية تجمعها مصالح وروابط الدم والقربى والتاريخ والجغرافيا المشتركة هذا حتى لا يفهم البعض اننا عندما نقول نرفض نقل الحوار الى خارج صنعاء اننا لا نريد الذهاب الى الرياض، وأنا ذهبت الى الرياض للتوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وكنت سعيداً جداً لأني اعتبر الرياض بلدي ولا يوجد لدي مشكلة، لكن السؤال المهم لماذا ينقل الحوار الى خارج صنعاء وما جدوى نقله.. وما الجديد في عملية النقل، والمفروض أن يطرح برنامج مع مقترحات وخطط مزمنة للحوار وبإشراف منظمات دولية غير الأمم المتحدة كما هو الآن لأني لم أعد مقتنعاً أن الأمم المتحدة تستطيع إخراج اليمن من الأزمة لأنها عجزت في سوريا وليبيا والسودان وقسمته الى سودانين ودمرت العراق وجعلته ساحة حرب مفتوحة، ولذا علينا كيمنيين أن نكون أقدر على حل مشاكلنا بأنفسنا وإذا لم يكن الحوار في صنعاء يغلق باب الحوار والله سبحانه وتعالى سيجعل لنا مخرجاً كما حدث في مؤتمر حرض عندما تدخل عبدالناصر والملك فيصل رحمة الله عليهما عندما قالا دعوا اليمنيين يحلون مشكلتهم بأنفسهم فاجتمعنا في حرض وخرجنا بحل واتخذوا قراراً وانتهى كل شيء، خرجوا من صفحة الحقد والكيد السياسي الى صفحة المحبة والبناء والعمل المشترك لأجل اليمن.
♢ ألا ترى أن اليمن في ورطة حقيقية في ظل صراع داخلي تقوده النخب السياسية وايضاً فشل الأمم المتحدة في إيجاد حل توافقي للأزمة اليمنية؟
- أنا لا أريد الخوض في الخلفية السياسية التي نشأت منها منظمة الأمم المتحدة وقبلها عصبة الأمم وما هو الهدف من انشائها من قبل قوى الهيمنة والاستعمار ومن يقف خلفها ولكني أقول: إن منظمة الامم المتحدة تتعامل مع الشعوب العربية باعتبارها دولاً ممولة وتابعة لهم، والدول الغربية وفي المقدمة أمريكا وبريطانيا وفرنسا دول استعمارية لا يهمها الا مصالحها فقط، ومن هذا المنطلق ينظرون لليمن باعتبارها موقعاً استراتيجياً يمر عبر باب المندب اكثر من 70% من النفط الخليجي الذاهب الى أوروبا و30% من حجم التبادل التجاري بين الشرق والغرب إضافة الى المخزون الاستراتيجي من النفط والغاز في الجوف ومارب وحضرموت والغاز المهول في ساحل باب المندب وبالتالي تعتقد تلك الدول المهيمنة أن اليمن منجم بين المصالح يجب تقاسمها فيما بينها، وبالتالي لا يهمهم مصالح اليمن الا بقدر ما يحقق مصالحهم ويحافظ عليها ومن هذا المنطلق علينا التفكير الجدي بإشراك وسطاء جدد في حل الأزمة اليمنية كمنظمة المؤتمر الاسلامي التي تأسست عام 1969م في الرياض أو حركة دول عدم الانحياز التي تأسست في عام 1955م من 25 دولة وعقد أول مؤتمر عام لها في 1961م في بلجراد لرفض قوى الاستعمار، وبالتالي فإن أغلب الدول المنضوية فيها هي من دول العالم الثالث المستضعفة، وبالتالي إذا ما اشرفت على حل الأزمة اليمنية سيكون من دافع الحرص على مصلحة اليمن وليس الحرص على مصالح دول الاستعمار التي تتحكم في قرار مجلس الأمن وكذلك إشراف الاتحاد الافريقي الذي يضم تقريباً نصف الدول العربية وغيرها من الدول الاسلامية وقد نشأ الاتحاد في 2002م لتحقيق السلام في القارة الافريقية، ومصالحنا مرتبطة بهم اكثر من ارتباطها بالدول الاستعمارية وكذلك يمكن الاستعانة بالجامعة العربية، وكل هذه المنظمات عدا الاتحاد الافريقي تعتبر اليمن من أول الدول المؤسسة لها، ومن حقنا على هذه المنظمات ان يكون لها اسهام مباشر في حل الازمة خاصة بعد أن اتضح عدم حيادية مجلس الامن الدولي وأنه عبارة عن كرباج أو سيف مسلط على رقاب العرب والمسلمين والدول الصغيرة في العالم الثالث التي تعتبر مشاكلنا متداخلة معهم ومترابطة ومعاناتنا متقاربة، فأنا عربي وأنا مسلم، وأيضاً جزء كبير من الدول العربية تقع في أفريقيا، وبالتالي مصالحنا متداخلة ومتشابكة، فالبحر الأحمر والبحر العربي وباب المندب يرتبط بمصالح الكثير من هذه الدول وبالتالي إذا ذهبت مثلاً الرياض فمنظمة المؤتمر الاسلامي هناك وإذا ذهبت الى الصين فمقر حركة دول عدم الانحياز هناك، وإذا ذهبت الى القاهرة فالجامعة العربية هناك، وإذا ذهبت الى المغرب فإن منظمة الاتحاد الافريقي هناك وليس لدي مانع من الذهاب للاستعانة بهم، حتى إيران تندرج تحت منظمة المؤتمر الاسلامي، وبالتالي ليس لدينا معه مشكلة وهي بالأخير دولة مسلمة، قد نختلف معها في الاتجاه السياسي أو فلسفتها لكنها تعد من مؤسسي منظمة المؤتمر الاسلامي ولنا عليها حق الاخوة في الدين، وبالتالي ليس لدينا أحكام مسبقة ضد أحد وليس لدينا قناعات مقولبة جامدة ضد هذه الدولة أو تلك، ولكن علينا أن نتساءل لماذا نخرج الحوار من صنعاء، وما جدوى ذلك سواء داخل اليمن أو خارجها.. إذاً هل العيب في المقر الذي سيعقد فيه الحوار أم العيب في تصلب أفكار بعض المتحاورين وسعيهم للانتقام من أطراف في الحوار أو إصرار البعض على تحقيق مصالحهم الخاصة ولو على حساب المصلحة العليا للبلد، كما أنه لابد على المتحاورين أولاً تحديد مواضيع الحوار وبرنامجه وجدول زمني لانتهائه حتى لا نظل نتحاور ونحن لا نعرف على ماذا نتحاور والى متى.. يؤسفني القول إن الحوارات السابقة منذ 2011م وحتى اليوم أوصلت اليمن الى الهاوية وأدخلته تحت الوصاية ودمرت الجيش والامن ومزقت المجتمع مناطقياً ومذهبياً وقسمت الجغرافيا وتريد أن تقسم التاريخ والارض والانسان ، ولذا لابد أن نراجع مواقفنا وحساباتنا وننظر أين نجحنا وأين فشلنا ولماذا فشلنا؟
♢ أشرت يا دكتور الى عدم حيادية مجلس الامن.. لماذا؟
- مجلس الأمن في كثير من المحطات فقد حياديته، بل لقد تحيز ضد القضايا العربية والاسلامية لصالح قوى الهيمنة والاستعمار سواء في العراق أو فلسطين أو لبنان أو السودان أو غيرها من الدول، وإذا نظرنا الى قراره الذي وضع اليمن تحت الوصاية الدولية والفصل السابع ستجد أنه قرار تعسفي ظالم بكل المقاييس.. فلماذا صدر هذا القرار بحق اليمن، على من اعتدينا أو حق من أخذنا، لقد وعدونا بتقديم مساعدات مالية الا أننا لا نستلم شيئاً غير الوعود والوهم.. فالأمم المتحدة وأمانتها العامة غير قادرة حتى الآن على فهم طبيعة اليمن والتعقيدات التي تجابه اليمنيين وتحول دون الوصول الى دولة مدنية، ولأن الامم المتحدة ومجلس الامن لا يعرف الطبيعة التاريخية والثقافية والاجتماعية والسياسية لليمن نراه اليوم يضغط لتقسيمه الى ستة أقاليم خلافاً لرغبة اليمنيين وخلافاً لمنطق التاريخ الواحد الموحد لليمن، والامم المتحدة لا تعرف البعد الاجتماعي والتداخل الجغرافي ولا تعمل حساباً للبعد الانساني الذي يربط بين كل اليمنيين منذ الأزل، ولذا أقول إنها وسيط غير محايد أو غير منصف وتسعى لتنفيذ أجندة بعض الاطراف على حساب المصلحة العليا للشعب اليمني الذي لا تتحقق مصالحه إلا بيمن موحد من 23 محافظة أو إقليماً بصلاحيات مالية وإدارية كاملة وليس بالتقسيم الممنهج الذي يريد أن يوجد أقاليم وكيانات مغلقة كإقليم آزال مثلاً من صعدة الى ذمار هروباً من إعطائه منفذاً على البحر، في الوقت الذي من حق هذه المحافظات التي يشملها الاقليم الحصول على منفذ بحري، وكذلك الامر في إقليم سبأ المكون من مأرب والجوف والبيضاء.. لماذا لا يكون لهم نافذة على البحر العربي مع شبوة مثلاً.. ولهذا عندما قلت بدخول منظمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية وحركة دول عدم الانحياز كنت أدرك أن الدول الاعضاء في هذه المكونات تدرك طبيعة وخصوصية اليمن كونها قريبة من واقع اليمن واليمنيين، وبالتالي سيكون تواجدها في حسم الخلاف أو الأزمة أكثر فاعلية وجدوى من مجلس الأمن.
♢ هل يعني هذا أن مؤتمر الحوار فشل؟
- الحوار لم يفشل ولكن تم تعطيل تنفيذ مخرجات الحوار من قبل الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي، وهذا الكلام شهادة لله وللتاريخ، فقد عطل الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار وعطل عمل الهيئات الأخرى وعطل عمل الهيئة الدستورية، التي كان من المفروض ان تكمل عملها في صياغة الدستور خلال ثلاثة أشهر فجعل عملها لمدة عام كامل بهدف التمديد واطالة فترة بقائه في السلطة.. اذاً هادي هو من عطل تنفيذ مخرجات الحوار ليس لوحده ولكن بمشاركة مستشاريه من حوله من امناء عموم الاحزاب وليس وحده وهؤلاء المستشارون كانوا يلعبون لعبة خطيرة مع الامم المتحدة ومع الداخل.
♢ وما جدوى الحوار اذا كانت نتائجه لاتنفذ؟
- كنا نتوقع من الامم المتحدة ان تبني مواقفها بناءً على المبادرة الخليجية المزمنة من حيث التقيد بالفترات الزمنية المحددة في بنود المبادرة من حيث الفترة الانتقالية المحددة بعامين فقط ويتم خلالها الاعداد لدستور جديد واعداد سجل انتخابي جديد ومن ثم قبل انتهاء الفترة الانتقالية المحددة بعامين يتم الدعوة لانتخابات رئاسية جديدة طبقاً للدستور الجديد الذي يفترض اننا قد استفتينا عليه من الشعب ولكن هذا لم يتم وبالتالي فالامم المتحدة تماهت في مواقفها واتجهت لاطالة أمد الازمة من خلال التفسير الخاطئ لبنود المبادرة حيث يتم فتح الفترة الانتقالية دون تحديد انتهائها خلافاً للمادة السابعة من المبادرة التي حددت بوضوح ان الفترة الانتقالية عامان فقط ليتم بعدها اجراء الانتخابات وبالتالي دخلت اليمن في فوضى التمديد المفتوح، مما خلق تذمراً شعبياً كبيراً نتيجة المعاناة المتعاظمة للشعب وحدث ما حدث في سبتمبر الماضي.. ولذلك أعود فأقول على الامم المتحدة ان تقوم بعملية تقييم شاملة لما يتم تنفيذه من المبادرة وآليتها المزمنة ولمخرجات الحوار وتحديد مكامن القصور وتضع له الحلول المناسبة حتى نخرج من حالة التوهان، ايضاً لم تعمل الامم المتحدة على تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الموقع عليه من الأطراف السياسية بمباركة اممية وبالتالي في تصوري هناك ضبابية في فهم طبيعة الحوار من الامم المتحدة الى الحد الذي نشاهد بنود المبادرة ومخرجات الحوار واتفاق السلم والشراكة تسير في اتجاه مغاير لما يدور في الساحة من تعقيدات جديدة والتحضير لحوار جديد وكأن الامم المتحدة تعترف ان الحوار قد فشل وان مخرجاته قد عطلت او تم السطو عليها، ولذا اذا لم نحترم ما تم الاتفاق عليه في مخرجات الحوار واتفاق السلم والشراكة وبنود المبادرة الخليجية فليس هناك داعٍ لأي حوار قادم، ولو نظرنا الى طبيعة تسريبات الحوار فنتخيل اننا ظللنا أخيراً نناقش عملية تشكيل مجلس رئاسي لمدة اسابيع وعندما اقتربنا من التوصل الى اتفاق حول الموضوع وحددنا عدد اعضائه تحول الحوار بقدرة قادر وبلمحة بصر الى موضوع آخر تماماً ونسف كل ما تم التوصل اليه وكأن هناك ايادي خفية لاتريد لنا التوصل الى حل عبر الحوار.. وهنا أقول لماذا لا يُترك اليمنيون يتحاورون لوحدهم مؤقتاً للخروج بحلول تقنع الجميع وتفتح الباب لدخول وسطاء ومشرفين جدد على مجريات الحوار كالاتحاد الافريقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ودول عدم الانحياز.
♢ ماذا لو فشل الحوار القائم؟
- لا بديل عن الحوار إلا الحرب وهي أخطر حرب ستكون لأنها بكل أسف حرب بالوكالة تقاد من الخارج الذي يمول بالمال ويغذي بالسلاح، واليمنيون هم الضحية ارضاً وانساناً وتاريخاً وحضارة.
♢ هل أفهم من كلامك ان مهمة جمال بنعمر قد فشلت..؟!
- السيد جمال بنعمر لم يفشل بل نحن الذين فشلنا بتعنتنا وتكبرنا على بعضنا، واذا لم نكن حريصين على مصالحنا وبلادنا فلا يحق لنا ان نلوم الآخرين اذا قصروا او اخطأوا.
♢ كيف تنظر إلى وجود رأسين في الدولة الواحدة، واحد في صنعاء وآخر في عدن كما يقول البعض؟
- إذا كنت تقصد بالرأس الذي في عدن هو الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي فأعتقد ان امره حسم بتقديم استقالته الى مجلس النواب وعلى مجلس النواب سرعة البت في الاستقالة قبل مضي المدة المحددة بالدستور ومن ثم الدعوة لانتخابات رئاسية جديدة وقد يقول قائل كما يردد البعض الذين لم يقرأوا الدستور انه سحب الاستقالة مؤخراً، ولهؤلاء أقول لايوجد مادة في الدستور تجيز له سحب الاستقالة، وبالتالي علينا ان نتصرف طبقاً للدستور القائم وان لايتم معالجة الأمر بنوع من الترقيع، ولابد من التذكير ان هادي كان مصراً على الاستقالة عندما زاره العديد من الوفود والسفراء والسيد جمال بنعمر فهل يريد اليوم خلط الأوراق للانتقام من الشعب بإدخاله في دوامة العنف من أجل العودة للكرسي المفقود، خاصة ونحن نسمع عن تجنيد عشرات الآلاف من اللجان الشعبية والشباب في المحافظات الجنوبية من أجل ان يعود للسلطة على أشلاء وجثث الشعب، لماذا لا يفعل هادي كما فعل الرئيس السابق علي عبدالله صالح عندما تخلى عن السلطة حقناً للدماء رغم انه منتخب من الشعب وباقي من فترته الدستورية عامان ولديه تأييد شعبي ولديه جيش وأمن قويان مع فارق ان هادي انتخب لمدة عامين فقط وقالها بنفسه يوم تسلمه السلطة بحضور وفود معظم دول العالم بأنه سيسلم السلطة بعد عامين اضافة الى انه قدم استقالته مسببة الى مجلس النواب وليس من حقه العدول عنها مهما زيف له البعض انه في الطريق الصحيح، وانا هنا انصح هادي كأخ جمعتنا به اخوة ومشوار طويل من العمل قبل ان يصبح رئيساً انصحه ان لاتكون العودة للحكم ممهورة بالآلاف من القتلى والشهداء كما حدث في 13 يناير 1986م ويكفي عدن وابناؤها ما عانوه من قتل وسحل قبل اعادة تحقيق الوحدة اليمنية ويكفي اليمن مزيداً من الألم والجراح والحروب والعوز.. وعليه ان يتذكر ان التاريخ لا يرحم وان الله سريع العقاب وأي تلاعب او متاجرة بدماء الشعب اليمني وأمنه ووحدته ستواجه بكل قوة من الشعب وعندها لن تنفع تغريدات واطروحات البعض من ان قوى خارجية ستتدخل لفض الاشتباك والحرب في المناطق الحدودية التي كانت تعرف بالوسطى قبل الوحدة لأن الشعب اليمني يرفض اي تدخل اجنبي في اراضيه مهما كان يعاني لانه لايقبل الذل ولديه كرامة.
♢ ما مخاطر عملية تجنيد الآلاف من قبل هادي في المحافظات الجنوبية والشرقية؟
- هذه العملية تتم من خلال مطبخ غير يمني يحسب مايجري في اليمن بحسابات اقتصادية فعندنا في الجوف ثروة نفطية هائلة تتجاوز 23% من الاحتياطي العالمي من النفط، ولدينا في مديرية منبه بصعدة مخزون نفطي هائل يكفي لعشرات السنين، ولدينا في باب المندب في تعز كميات غاز مهولة وهي أكبر كمية في العالم حسب التقديرات والدراسات وبالتالي فالعملية تتداخل فيها أطراف محلية واقليمية ودولية اذا سمح لها بالتدخل فإن الوضع سيتعقد اكثر مما هو عليه اليوم ويبدو ان الرئيس المستقيل هادي جزء من هذه اللعبة الخطيرة التي اذا سمحنا لاطرافها الخارجية فأنا لا استبعد قيام حرب عالمية ثالثة تدور رحاها من اليمن والمنطقة المحيطة ولن ينجو منها أحد في اليمن او خارجها، والعامل الخارجي ينظر لليمن من فهم وأفق اقتصادي ثم عمق استراتيجي لمصالح العالم بأسره، ولهذا على اليمنيين التنبه لهذا الأمر واننا سنصبح الضحية اذا تجاهلنا هذه المخاطر وظللنا نناقش مع عبدربه منصور او ضده مع فلان او مع علان بدوافع وحسابات ضيقة بعيداً عن الدستور النافذ الذي يجب ان نحترمه ونسير عليه.
♢ كيف تقرأ هرولة بعض الاحزاب والسياسيين الى عدن وتأييد طرف ضد آخر رغم ان الحوار لم يحسم الأمر؟
- فعلاً هناك هرولة وهناك احكام مسبقة وانحياز مع طرف ضد آخر وهذا مع الاسف الشديد يجعلني اشبه بعض الاحزاب بقشة تذروها الرياح.. فأي قيادة سياسية تهرول بهذه السرعة وتحدد موقف نكاية بطرف اعلن بياناً سياسياً او دستورياً ثم مناقشته في موفنبيك ووصلنا لحل وسط في تشكيل مجلس شعب ومجلس نواب ومجلس وطني يجمع المجلسين وكان هذا مخرجاً مناسباً ولكن الاخوة المهرولين قلبوا خلال 48 ساعة وهذا لأن الذي خطط فوق لم يعجبه ان يتفق اليمنيون ويخرجوا بحل يجنب اليمن الانقسام، وفي تصوري فإن الاستعجال في تحديد المواقف وسط المنظومة الحزبية دون الرجوع للقواعد انما هو الاستعجال لاعلان الحرب الاهلية التي خطط لها في الخارج من يدفع بالبعض للتخندق وفقاً لمعايير مناطقية ومذهبية وطائفية، ولهذا أقول ان الوطن والاحزاب تحتاج اليوم الى قيادة واعية تؤمن بالوطن بعد الله وما عداه يُترك..
بعض المهرولين انطلقوا من دوافع ان الحوثي هو العدو وهذا غلط.. الحوثي ليس العدو وانما العدو هو الجهل والتخلف والجوع والمرض وانعدام الامن الناتج عن غياب الدولة ولذا علينا ان نصطف مع الوطن وان لاننحاز لمصالحنا، انا مثلاً لا اعتبر الاشتراكي والاصلاح اعداء لي، قد نختلف معهم في الافكار والبرامج من أجل الوطن وليس لمجرد الاختلاف وتصفية حسابات ضيقة تنكأ الجروح ولاتداويها، فإذاً لابد ان لانغفل ان الوطن يتسع لنا جميعاً وانه ليس بمقدور احد الغاء الآخر.
♢ سؤال أخير.. يكف تقيمون أداء الاحزاب اليوم؟
- للاسف بعض الاحزاب تنطلق من منطلقات بعيدة عن برامجها وبعيداً عن قانون الاحزاب والتنظيمات السياسية وبدأنا نشاهدها تتراجع وتتقوقع على الذات من الاممية والقومية الى المناطقية والمذهبية وربما العنصرية المقيتة واعتقد ان هذا يحدث في ظل غياب الدولة وعدم فهم قيادات بعض الاحزاب طبيعة العمل في اطار القانون النافذ واطلقت لنفسها العنان للعمل وفق منظومة قيم مصلحية آنية ترتكز على حب الانتقام وتصفية الحسابات، ولذا على لجنة شئون الاحزاب اعادة الاعتبار للقانون المنظم لعمل الاحزاب حتى لايسمح للبعض أن يمارس على الناس تعبئة طائفية او عرقية او مناطقية التي ستؤدي في الأخير الى تصادم وتخندق مع طرف ضد آخر.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "حوارات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)