موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الصحة تدين استهداف المجمع الحكومي وإذاعة ريمة - 37232 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - رغم أضرارها الصحية.. ملابس "الحراج" ملاذ الفقراء - فِعْلٌ شعبي.. يتحدى صُنَّاع المعاناة..هل تنتصر حسن النوايا على سوء الحرب..؟ - النظام السعودي يفرض مزيداٍ من العراقيل على الحجاج اليمنيين بمشاركة مرتزقته - عدوان أمريكي بريطاني جديد على الحديدة - القوات المسلحة تستهدف مدمرة بريطانية وسفينتين رداً على مجزرة مخيم النصيرات - الخارجية تدين مجزرة مخيم النصيرات - تجاوز حصيلة شهداء غزة 37 ألفاً منذ 7 أكتوبر - الخارجية تدين مجزرة مخيم النصيرات -
مقالات
الخميس, 09-أغسطس-2007
إبراهيم طه أيوب -
يقيني ان السودانيين الذين زاملوا الدكتور فرج سعيد بن غانم في مدرجات جامعة الخرطوم، سيدخلهم حزن كبير عندما ينقل لهم الناعي نبأ وفاته.

لقد عرف فرج بن غانم وسطهم بقلبه الكبير، ونبله الفريد، ووده الصادق، وصداقته المحببة، وأدبه الجم، وعلمه الغزير، وإخلاصه غير المحدود لوطنه وأمته.

كان وزملاؤه من طلاب حضرموت ملح الحرم الجامعي بجامعة الخرطوم. تشرفنا بصحبتهم وصداقتهم وطيب معشرهم، حملوا لنا معهم اليمن السعيد في ثوب قشيب وظللنا نؤمن ان اليمن هو فرج بن غانم والمرحوم سعيد عبد الخير نوبان وعيدروس والضالعي وغيرهم من الطلاب النجباء النبلاء.

يعتبر فرج بن غانم حتى الان امير من تخرج من كلية الاقتصاد والدراسات الاجتماعية بجامعة الخرطوم، فقد كان بثاقب فكره، وسعة ادراكه، وغزارة علمه في الدرجة الوسطى بين الطالب والأستاذ.

كان يقبل على العلوم ينهلها برغبة جامحة وحب سرمدي. وكان في الوقت نفسه لا يبخل على رصفائه منه، ويقوم في كثير من الاحيان مقام الاستاذ العارف الحاذق. عرف الدكتور فرج باستقلاليته عن التنظيمات السياسية الطلابية، رغم انتمائه القومي الذي لم تخطئه العين، وفكره المناهض للاستبداد والفردية والطغيان. كان يتعاطف مع القوى الطلابية اليسارية، ويجاهر بتأييده للقوى الوطنية التي كانت تناهض الحكم البريطاني في بلاده. وعند تخرجه من جامعة الخرطوم رفض العروض المغرية التي قدمت له من قبل ادارة الجامعة، وفضل العودة الى بلاده للمشاركة في عملية التنمية السياسية والاقتصادية التي انتظمت جنوب اليمن وعمل في الوزارات المعنية بالتخطيط والاقتصاد والتنمية في الجنوب، ومن بعد اليمن الموحد. ثم ساهم في مجال العمل التشريعي والنيابي والدبلوماسي، حتى قادته كفاءاته العديدة الى رئاسة مجلس وزراء اليمن، حيث بقي في هذا المنصب لمدة عام واحد، اضطر بعده للاستقالة بعد التدخل المستمر في عمله، وشل قدرته على محاربة الفساد والتسيب في العمل العام.

عمل الدكتور فرج بن غانم في ظل نظامين سياسيين مغايرين فكرا وسياسة وإدارة، وفي كلا الحالين لم يتغير الرجل ولم تتبدل قناعاته. رفض الانتماء للحزب الاشتراكي في جنوب اليمن رغم تعاونه معه في السلطة، ورفض الانصهار في صفوف حزب مؤتمر الشعب العام، رغم عمله رئيسا للوزراء تحت ظله.

كل ما ذكر اعلاه يشير الى ان الدكتور فرج بن غانم كان من قلائل المثقفين والتكنوقراط العرب الذين فضوا مواجهة السلطان بدلا عن العيش في كنفه ومهادنته، حيث نجد غالبية المثقفين في زمننا هذا الاغبر رهن اشارة السلطان، وطوع بنانه، لا يقدرون على قول الحق، فهو مهما كان جائرا في سلوكه، وفاحشا في سياسته، يبقى الملاك الطاهر والرائد الذي لا يكذب اهله ولا يأتيه الباطل من خلف ومن قدام.

سيظل فرج بن غانم فريد عصره في الالتزام القومي، وعفة اليد واللسان والعلم الغزير وقول الحق، والأداء المتميز، ونبذ الالقاب والوظائف التي لا توجه خدمة للشعب. الا رحم الله فقيدنا الدكتور فرج بن غانم واسكنه جنان الخلد، فقد عاش عفيفا وآثر ان يموت نبيلا.

* دبلوماسي سوداني سابق

*الشرق الاوسط
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الحرية لفلسطين بكل لغات العالم
عبد السلام الدباء

حق طبيعي للناس
أحمد عبدالرحمن

البقية في حياتك
حسن عبد الوارث

المؤتمر.. الحصن الحصين
يحيى الماوري

حرصاً على اليمن
أبو بكر القربي

النخبة التي كانت (2)
د. عبدالوهاب الروحاني

المتغيّرات تتسارع.. والفرص لا تتكرر
أحمد الزبيري

قراءة في سطور عن موسوعة (بن حبتور)
طه العامري

من (التفكيكية)كمعول هدم إلى المقاومة كإعادة بناء.. رؤية في الواقع والمتغيّر
محمد علي اللوزي

بين شارع المصلى وبيت الحَوِش!!
عبدالرحمن بجاش

حتى لا ننسى ذكرى تفجير جامع الرئاسة في اليمن
د. طه حسين الهمداني

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)