موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


حجز قضية 206 متهما بنهب اراضٍ للنطق بالحكم - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34183 - رئاسة مجلس النواب تدين الاستغلال الامريكي لمجلس الأمن - بقدرة 7 ميجاوات.. تجهيزات لتشغيل وحدة كهربائية جديدة بمحطة حزيز - مَنْ يقف وراء إدخال المبيدات المحظورة لليمن؟ - دخول اليمن المعركة شكَّل عامل ضغط كبير جعل العدو الصهيوني يعيد حساباته - حصيلة شهداء غزة ترتفع إلى 34,097 - إضراب شامل في الأراضي الفلسطينية - كيف تضمن تصفحا آمنًا للأطفال على منصات التواصل.؟ إليكم 9 خطوات - شهيد بانفجار قنبلة من مخلفات العدوان في صرواح بمأرب -
مقالات
الإثنين, 15-ديسمبر-2014
الميثاق نت -    < عبدالرحمن مراد -
< شاع في الخطاب الاعلامي والسياسي العالمي قبل حرب تموز 2006م بين حزب الله بلبنان واسرائيل مصطلح «الفوضى الخلاقة» وهو مصطلح لم يدرك ساسة العرب مفهومه وقد تبين من خلال كل هذه التفاعلات التي حدثت في مناخ مصطلح الربيع العربي، الذي كان بديلاً موضوعياً لمصطلح «الفوضى الخلاقة» ومفهومه كان ينص على اشاعة الاضطرابات والقلاقل في الشعوب والأنظمة العربية من أجل خلق مبررات الهيمنة وهو الأمر الذي أصبح واقعاً ملموساً ومشاهداً في كل دول الربيع العربي بدون استثناء وكان الهدف الاستراتيجي من ذلك المشروع مزدوجاً بين اسرائيل وأمريكا،
بحيث تخلق تلك الحالة المضطربة مبرراً وجودياً لاسرائيل وتعمل على تفكيك المنظومة الثقافية والاخلاقية لحركات المقاومة وتفكيك الكتلة العربية الساندة لحركة المقاومة والجهاد الاسلامي واظهار اسرائيل ككيان مستهدف في وجوده من حركات الجهاد الاسلامي وهو الأمر الذي تحقق من خلال الاسقاط على الاحداث الأخيرة في غزة وبالنسبة لأمريكا كان شبح الانهيار الاقتصادي يقض مضجع الساسة والكونجرس هناك فكانت الفوضى مبرراً كافياً لوضع المعالجات الاقتصادية من خلال بسط الهيمنة والتحكم في مصادر الطاقة وتوجيه حركة السوق العالمية من مشكاة المصلحة الاقتصادية الأمريكية وهو الأمرالذي تحقق حتى بتنا لا نسمع عن الموضوع الاقتصادي الأمريكي في الخطاب الاعلامي أو السياسي الأمريكي أو العالمي.
ويبدو أن العرب لا يقرأون التاريخ ولا يتعظون مما يحدث أو مما حدث، كما أنهم يتعاملون مع الواقع المعاش بفقه المصلحة الذاتية وبقيم انهزامية مقهورة فهم لا يرون قيمتهم ولا معناهم إلاّ من خلال الحضور الأمريكي أو حضور الآخر فيهم أو في بلدانهم وهذه معضلة ثقافية متأصلة وهي من سمات الجنس السامي في مقابل الجنس الآري الذي لا يتقبل الكليات على عواهنها كالجنس السامي بدليل أنه يقرأ ويحلل ويعمل على التفكيك ويستخلص العبر والمواعظ والتاريخ يتحدث عن حال مماثل لما هو كائن في حاضرنا فحين يسرد تفاصيل الحملة الفرنسية على مصر ويبرر هزيمة لويس السادس عشر في المنصورة في مصر يصل الى حقيقة جوهرية تنص أن الهزيمة العسكرية للشعوب المسلحة من سابع المستحيلات ولا يمكن الهيمنة عليها إلا عن طريق تفكيك المنظومة العقائدية والاخلاقية والثقافية وقد عملت المؤسسة الغربية في هذا الاتجاه فتم لها ما أرادت من مقاصد وظل الاستعمار الغربي الى منتصف القرن العشرين حين بزوغ حركات التحرّر القومية بمساندة المنظومة الاشتراكية التي ظلت في حالة تنافس على النفوذ العالمي مع الرأسمالية العالمية ولولا ذلك الصراع العالمي لما كان للعرب من حركات تحررية كالتي شهدها منتصف القرن الماضي وبعد الانهيار الذي شهده المعسكر الشرقي عادت شهية الهيمنة للمعسكر الرأسمالي الغربي ولكن بسيناريوهات مختلفة ذات صبغة وطنية وقد كان الربيع العربي هو أبرز تلك السيناريوهات بعد التهيئة لها في افغانستان ومن ثم العراق ومن بعد ذلك التعميم على بقية الاقطار التي شهدت حركة الاضطرابات في عام 2011م.
لقد ظن «الاخوان المسلمون» «بعد أكثر من ثمانية عقود من الاقصاء» أن الخلافة قادمة وأن الاسلام وفق منظورهم ومفهومهم للدولة طبعاً - قادم فكانوا هم الأداة التي استخدمهم المعسكر الرأسمالي لاشاعة الفوضى والاضطرابات في الشعوب والأنظمة لتخلق مبررات التواجد العسكري والهمينة على مقدرات الشعوب وخيراتها والتهيئة للوجود الطبيعي لإسرائيل في منطقة الشرق من خلال كسر الحاجز النفسي والثقافي واذابة المنظومة العقائدية المقاومة في بوتقة التعايش والتعدد كشعارات انسانية تحمل في نسيجها العام بذور الصراع والتناحر وإرادة الفناء للمغاير الثقافي كالذي نجده في الخطاب السني/الشيعي.
لم يعِ«الاخوان المسلمون» حجم الكارثة التي وصلت اليها الأمة وكانوا هم أدواتها والأدهى أن هذه الحركة ماتزال تظن في نفسها سموَّ الهدف، رغم ما صاحب سلوكها العام من تفرد وهيمنة واقصاء واخطاء تمس المنظومة العقائدية والثقافية والاخلاقية لهذه الأمة.
إننا في مرحلة تاريخية تمثل الضلال المعنوي لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام الذي ينص في معناه على تداعي الأمم على المسلمين كما تتداعى الآكلة على قصعتها وهو الذي يحدث في واقع الحال للمسلمين اليوم، وغاية ما يفعله المسلمون في الديار الاسلامية هو الهدم والتدمير للعمران وللمنظومات العقائدية والثقافية والاخلاقية وقد شاع ذلك عنهم وتناقلت كل الوسائط الحديثة مثل تلك الأحداث التي تعمل على التشويه وتفكيك القيم والمبادئ الانسانية العظيمة وأصبح الاسلام في التصور الذهني العالمي متوحشاً وصحراوياً وخالياً من روح العمران والبناء ودموياً قاتلاً لاينفك يمارس القتل والتدمير بصورة غاية في التوحش والفناء وكأنه ضدَّ الانسانية وضدَّ الحياة وعلى المجتمع الدولي مواجهته.
وما يحدث في اليمن لا يمكن عزله عن سياقه العربي فقد أوشكت الأمم من حوله أن تتداعى عليه كما تتداعى الآكلة على قصعتها ولا سبيل لنا من الخروج من اللحظة المائجة والمضطربة التي نمر بها في اليمن إلاّ بالوعي والسيطرة عليها وصناعة المستقبل وعلى كل الاطراف السياسية أن تعي خطورة اللحظة وتتضافر جهود الكل من أجل صناعة المستقبل الوطني الآمن والمزدهر.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)