موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الصحة تدين استهداف المجمع الحكومي وإذاعة ريمة - 37232 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - رغم أضرارها الصحية.. ملابس "الحراج" ملاذ الفقراء - فِعْلٌ شعبي.. يتحدى صُنَّاع المعاناة..هل تنتصر حسن النوايا على سوء الحرب..؟ - النظام السعودي يفرض مزيداٍ من العراقيل على الحجاج اليمنيين بمشاركة مرتزقته - عدوان أمريكي بريطاني جديد على الحديدة - القوات المسلحة تستهدف مدمرة بريطانية وسفينتين رداً على مجزرة مخيم النصيرات - الخارجية تدين مجزرة مخيم النصيرات - تجاوز حصيلة شهداء غزة 37 ألفاً منذ 7 أكتوبر - الخارجية تدين مجزرة مخيم النصيرات -
مقالات
الخميس, 02-أغسطس-2007
الميثاق نت -  د‮. ‬علــوي‮ ‬طاهر -
الوطن الذي نعيش فيه، وننتسب إليه ونستغل مرافقه، ونأكل من خيراته، ومدوَّن في شهادات ميلادنا، ومثبت في جوازات سفرنا، هو اليمن، أو بالأصح هو الجمهورية اليمنية، ولقد تشرفنا بالانتماء لهذا الوطن، ولايشك أحد في مدى حبنا للوطن، غير أن المشكوك فيه هو مدى إخلاصنا لهذا الوطن، ذلك أن حب الوطن يستوجب الإخلاص له، والتفاني في خدمته، ودوام التعلق به.. وهو ما عبرت عنه السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عندما تركت مكة مضطرة وهاجرت إلى المدينة، فقالت: »ما رأيت القمر أجمل ما يكون إلاَّ في مكة، ولاهديل الحمام، أشجى منه فيها‮«‬،‮ ‬قالت‮ ‬ذلك‮ ‬لأنها‮ ‬كانت‮ ‬تحب‮ ‬وطنها،‮ ‬ومن‮ ‬يحب‮ ‬وطنه‮ ‬لايرى‮ ‬شيئاً‮ ‬أجمل‮ ‬منه،‮ ‬فيظل‮ ‬متعلقاً‮ ‬به،‮ ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬عبر‮ ‬عنه‮ ‬الشاعر‮ ‬أحمد‮ ‬شوقي‮ ‬في‮ ‬قوله‮:‬
وطني‮ ‬لو‮ ‬شُغلتُ‮ ‬في‮ ‬الخلد‮ ‬عنه
نازعتني‮ ‬إليه‮ ‬في‮ ‬الخلد‮ ‬نفسي
وكما هو معروف فإن الشخص الذي يحب وطنه يتفانى في خدمته ويبذل أقصى مايملك من مال وصحة وقوة للدفاع عنه، والعمل من أجل بنائه والحفاظ عليه من عبث العابثين، وفساد المفسدين، وتآمر المتآمرين.. وإذا أحب الناس في اليمن وطنهم، فإنهم سيجسدون هذا الحب في العمل الصالح لخير الوطن، ولخير المواطنين فيه، ويظهرون حبهم لوطنهم بتضامنهم مع بعضهم، وتعاونهم فيما بينهم خدمة للوطن. ولو أحب الناس وطنهم لأخلصوا في خدمته، ولما سمحوا لمظاهر السلبية بالتفشي في مجتمعهم، ولوقفوا بجدية ضد كل مظاهر السلبية المتفشية في مجتمعهم، غير أن واقع الحال في بلادنا يشير إلى أن السلبية أصبحت سمة بارزة لدى بعض الناس الذين لايعنيهم من أمر الوطن إلاَّ ما يتعلق بمصالحهم الخاصة، وما يلبي حاجاتهم الذاتية، فهؤلاء لايفكرون إلاَّ بذواتهم، ولايعملون شيئاً إلاَّ إذا كان ما سيعملونه سيعود عليهم وحدهم بالنفع والفائدة، وهؤلاء لاقيمة لهم في المجتمع ولا يرتجى منهم منفعة للوطن، لأن الواحد منهم لايحب إلاّ نفسه، ولايبحث إلاّ عن مصالحه فقط، فهم بذلك يتجاهلون مسؤولياتهم الاجتماعية، لأنهم يسلكون سلوكاً يتسم باللامبالاة إزاء الكثير من القضايا الوطنية.
ومما يؤسف له أننا نشاهد كل يوم نماذج متعددة من هؤلاء السلبيين يعيشون بيننا، ويمكن للمرء الاهتداء إليهم بسهولة من خلال مراقبته لتصرفاتهم، فسيرى أشخاصاً لايكترثون بمسؤولياتهم الاجتماعية، ولايعبأون بما يتعرض له الوطن من مخاطر، ومن هؤلاء السلبيين على سبيل المثال‮ ‬لا‮ ‬الحصر‮ ‬ما‮ ‬يلي‮:‬
‮- ‬ذلك‮ ‬الموظف‮ ‬الذي‮ ‬يرى‮ ‬العابثين‮ ‬يعبثون‮ ‬بالملكية‮ ‬العامة‮ ‬ولايستنكر‮ ‬فعلهم،‮ ‬وكأن‮ ‬الأمر‮ ‬لايعنيه‮.‬
‮- ‬ذلك‮ ‬الشرطي‮ ‬الذي‮ ‬تأتيه‮ ‬البلاغات‮ ‬بوجود‮ ‬لص‮ ‬يسرق‮ ‬أموال‮ ‬الناس‮ ‬أو‮ ‬ممتلكاتهم،‮ ‬فلايحرك‮ ‬ساكناً،‮ ‬وكأن‮ ‬الأمر‮ ‬لايعنيه‮.‬
‮- ‬ذلك‮ ‬الوزير‮ ‬الذي‮ ‬تأتيه‮ ‬الشكاوى‮ ‬من‮ ‬المواطنين‮ ‬أو‮ ‬بعض‮ ‬موظفي‮ ‬وزارته‮ ‬تشير‮ ‬إلى‮ ‬وجود‮ ‬فساد‮ ‬في‮ ‬وزارته‮ ‬يمارسه‮ ‬بعض‮ ‬كبار‮ ‬موظفيه،‮ ‬فلايكترث‮ ‬بذلك،‮ ‬وكأن‮ ‬الأمر‮ ‬لايعنيه‮.‬
‮- ‬ذلك‮ ‬الضابط‮ ‬المكلف‮ ‬بحماية‮ ‬النظام‮ ‬والقانون‮ ‬والحفاظ‮ ‬على‮ ‬الأمن‮ ‬فيتقاعس‮ ‬عن‮ ‬واجبه،‮ ‬ولايعمل‮ ‬على‮ ‬الامساك‮ ‬بالمجرمين‮ ‬بل‮ ‬يتغاضى‮ ‬عنهم،‮ ‬وكأن‮ ‬الأمر‮ ‬لايعنيه‮.‬
‮- ‬ذلك‮ ‬القاضي‮ ‬الذي‮ ‬يماطل‮ ‬في‮ ‬قضايا‮ ‬الناس‮ ‬المعروضة‮ ‬عليه‮ ‬للبت‮ ‬فيها‮ ‬فيؤجلها‮ ‬من‮ ‬شهر‮ ‬إلى‮ ‬آخر،‮ ‬فيجعل‮ ‬المتخاصمين‮ ‬يتشارعون‮ ‬إلى‮ ‬مالا‮ ‬نهاية‮.‬
‮- ‬ذلك‮ ‬المهندس‮ ‬البلدي‮ ‬الذي‮ ‬يسمح‮ ‬بالبناء‮ ‬العشوائى‮ ‬أو‮ ‬يتغاضى‮ ‬عن‮ ‬إقامة‮ ‬البناء‮ ‬غير‮ ‬المرخص‮ ‬فوق‮ ‬الخدمات‮ ‬العامة،‮ ‬مع‮ ‬أنه‮ ‬يستطيع‮ ‬إيقاف‮ ‬ذلك،‮ ‬ولكنه‮ ‬سلبي‮ ‬لايحرك‮ ‬ساكناً‮ ‬إزاء‮ ‬ذلك‮.‬
وهناك نماذج كثيرة في حياتنا تدل على تفشي ظاهرة السلبية، والتي بسببها انتشر البناء العشوائي في المدن، وتسبب في تشويه المدن، وإعاقة التخطيط الحضري، وتعطيل خدمات المياه والكهرباء والهاتف، وسد مجاري السيول ومصارف مياه الأمطار، وعدم مراعاة النظم والقوانين المتبعة‮ ‬في‮ ‬عمليات‮ ‬البناء‮ ‬وما‮ ‬ينجم‮ ‬عن‮ ‬ذلك‮ ‬كله‮ ‬من‮ ‬أضرار‮ ‬بالبيئة‮ ‬والمجتمع‮ ‬والوطن‮..‬
وليس‮ ‬بخافٍ‮ ‬أن‮ ‬المواطن‮ ‬الصالح‮ ‬يقاس‮ ‬بمدى‮ ‬تحمله‮ ‬مسؤوليته‮ ‬الاجتماعية،‮ ‬وبمدى‮ ‬مراعاته‮ ‬للمصالح‮ ‬العامة،‮ ‬وبما‮ ‬يقدم‮ ‬لمجتمعه‮ ‬وأمته‮ ‬ووطنه‮ ‬من‮ ‬خدمات‮ ‬ومنافع‮..‬
أما‮ ‬المواطن‮ ‬السلبي‮ ‬فإنه‮ ‬لايضر‮ ‬نفسه‮ ‬فحسب،‮ ‬بل‮ ‬يضر‮ ‬أيضاً‮ ‬مجتمعه‮ ‬ووطنه‮.. ‬ولهذا‮ ‬السبب‮ ‬تعتبر‮ ‬السلبية‮ ‬من‮ ‬الأفعال‮ ‬المنكرة‮ ‬التي‮ ‬ينبغي‮ ‬محاربتها،‮ ‬والقضاء‮ ‬عليها،‮ ‬لأنها‮ ‬خلق‮ ‬ذميم‮.‬



أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الحرية لفلسطين بكل لغات العالم
عبد السلام الدباء

حق طبيعي للناس
أحمد عبدالرحمن

البقية في حياتك
حسن عبد الوارث

المؤتمر.. الحصن الحصين
يحيى الماوري

حرصاً على اليمن
أبو بكر القربي

النخبة التي كانت (2)
د. عبدالوهاب الروحاني

المتغيّرات تتسارع.. والفرص لا تتكرر
أحمد الزبيري

قراءة في سطور عن موسوعة (بن حبتور)
طه العامري

من (التفكيكية)كمعول هدم إلى المقاومة كإعادة بناء.. رؤية في الواقع والمتغيّر
محمد علي اللوزي

بين شارع المصلى وبيت الحَوِش!!
عبدالرحمن بجاش

حتى لا ننسى ذكرى تفجير جامع الرئاسة في اليمن
د. طه حسين الهمداني

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)