موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


قصف أهداف بفلسطين المحتلة.. صنعاء تستهدف سفينة إسرائيلية - شورى اليمن يدين مجازر الكيان بمستشفى ناصر - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 34305 - ثلاث عمليات عسكرية يمنية ضد أهداف عدوانية - تمديد التسجيل على المقاعد المجانية في الجامعات - 5 مشروبات طبيعية تنظف الرئتين من السموم - برقية شكر لرئيس المؤتمر من عائلة الفقيد القاضي عبدالرحمن الإرياني - حجز قضية 206 متهما بنهب اراضٍ للنطق بالحكم - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34183 - رئاسة مجلس النواب تدين الاستغلال الامريكي لمجلس الأمن -
حوارات
الإثنين, 27-أكتوبر-2014
الميثاق نت -    لقاء: فيصل الحزمي -
< احتفلت بلادنا ومعها شعوب العالم الاسلامي بذكرى الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.. ولكي نستلهم دروس الهجرة المحمدية ونتعلم منه عليه الصلاة والسلام.. التقينا الشيخ/ موسى المعافى خطيب جامع الصالح بصنعاء الذي حدثنا باستفاضة عن هذه الذكرى العظيمة من خلال الحوار التالي:
< ما الدروس والعبر من هجرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم؟
- الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى.. بدايةً اشكر صحيفتكم الغراء على اتاحة هذه الفرصة وهذا الشرف العظيم المتمثل في وقوف صغير مثلي امام عظيم الامة وكريمها وامينها وقائد مسيرتها وهاديها الى سواء الصراط صلوات الله وسلامه عليه وعلى آل بيته الطاهرين وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين..
نعم اننا نقف اليوم على رأس العام السادس بعد الثلاثين واربعمائة وألف عام مرت على هجرة الحبيب المصطفى صلوات الله عليه من مكة.. مكة ذلك الوطن الصغير الذي ولد صلوات الله وسلامه عليه فيه.. ترعرع في ربوعها وتلالها وشرب ماءها.. واستنشق هواءها..
ولعب صلوات الله عليه وسلم صغيراً في ازقتها ونام في احضان لياليها الهادئة، ورغم كل ذلك قال له طغاتها وفجارها والمستبدون فيها قالوا له جميعاً اخرج منها.. وليتهم تركوه ليخرج منها سالماً معافى لا.. لا.. فقد ارادوا ان يخرجوه منها جثة هامدة أو يحبسوه ويقيدوه بالحديد او ينفوه منها نفياً.. انه رجل الهجرة الأول نحييه صلوات الله وسلامه عليه في يوم ذكرى هجرته.. فبينما نعيش اليوم مع اطفالنا في أيام طُرد فيها هو عن اطفاله.. وبينما نعيش اليوم مرفهين سعداء في الدور والفلل والقصور نتذكر اياماً عاشها هو صلوات الله وسلامه عليه.. عاشها كلها لوعة وجوعاً وفقراً وحرماناً.. يقدم روحه صلى الله عليه وآله وسلم من أجل «لا إله إلاّ الله».. طارده أقاربه وأرحامه وأصهاره وانسابه.. فما سبب المطاردة؟ وما سبب التعذيب والتهجير؟
تجلت الشجاعة
لأنه صلوات الله وسلامه عليه كان يحمل مبدأ الانقاذ.. ما جاء لينهب الأموال ولا ليسفك الدماء ولا ليحتل الاراضي ولا ليبتز ولا ليفرض الاتاوات.. لا.. لا.. وإنما كان ذنبه الوحيد انه جاء لينقذ الانسان وليخرجه من ظلمات الجهل الى نور المعرفة.. من ظلمات الشرك الى نور الايمان الخالص.. من ظلمات الفرقة الى نور الوحدة والاعتصام بحبل الله المتين وشريعته الوثقى.
من أجل ذلك انذره المشركون لساعات معدودة ليغادر أهله وأولاده ووطنه.. ولايبقى في ساحاتها وبين ارجائها.. لقد دخل بيته ليطوقه المشركون لأنه يهدد مصالحهم التي بنيت على الظلم الذي جاء ليعصف به صلوات الله وسلامه عليه.. ولأنه يصادر شهواتهم ولايطاوعهم في اقرار نزواتهم واتباع أهوائهم.. وهكذا هم أهل الباطل قديماً وحديثاً.. انهم يرون في حملة المبادئ والقيم ورواد الحق خصماء على طول الطريق لانهم يقولون لا لكل باطل.. لا لكل منكر.. لا لكل ظلم.. لا لكل طغيان.. لا لكل استبداد.لقد طوقوا بيت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بسيوف مشرعة وقلوب ظالمة متوحشة.. وانتظروا ساعة خروجه صلى الله عليه وآله وسلم او ساعة نومه ليقتحموا منزله ويضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه في القبائل..
وهنا تجلت الشجاعة.. ليس تلك الشجاعة التي يبديها الناس من أجل أراضيهم ومزارعهم وقصورهم وأموالهم ومصالحهم ومناصبهم وجاههم ووجاهتهم وسلطانهم.. بل كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يتمتع بغيرها من الشجاعة، انه يتحدى الشمس ان تنزل في يمينه.. يتحدى القمر ان ينزل في شماله، ووالله نزلت الشمس ونزل القمر وما تزحزح خطوة واحدة عن ان يعلن لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله بأصالتها التي ترفض الطواغيت والظلمة والظالمين بأصالتها التي تجمع الناس على الحق ولا تفرقهم.. لقد طوقوا المصطفى استعداداً للقضاء عليه.. واتاه جبريل لينقل له مايحدث في خارج المنزل وما يدبره خصومه.. ولله در شجاعته اللا محدودة ولله در روحه العالية ونفسه المطمئنة فقد قال لجبريل عليه السلام ما قاله لصديقه وصاحبه ابي بكر الصديق في الغار بعدها «ان الله معنا»..وكما قال الشاعر :
ياقاتل الظلم ثارت هاهنا وهنا
فضائح أين منها زندك الواري
الشمس والبدر في كفيك لو نزلت
ما أطفأت فيك ضوء النور والنار
أنت اليتيم ولكن فيك ملحمة
يذوب في ساحها مليون جبار
وخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلا سيف وهم بالسيوف وبلا رمح وهم بالرماح.. خرج لينثر التراب على رؤوسهم وقد ألقى الله عليهم السبات وهو يقول «وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لايبصرون»..ومن أهم الدروس التي نتعلمها من هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام التوكل على الله وتفويض الأمر له وصدق اللجوء اليه والاستناد اليه والايمان المبصر بأن لا ناصر ولانصير ولا كافي إلا الله.
ثباته على مبدئه
< كيف يتم استلهام مناسبة الهجرة لتقدير حب التضحية من أجل انتصار قيم الدين على المصالح الانانية؟
- يجب على المبصرين ملياً في هذه الذكرى ان يستلهموا من مواقف صاحب الهجرة صلى الله عليه وآله وسلم ثباته على مبدئه وصموده على دعوته وبذل التضحيات الكبيرة في سبيل مرسله سبحانه وتعالى.. محباً لأمته وعشيرته.. كرهوه ورغم ذلك زاد حباً لهم.. غدروه ورغم ذلك زاد وفاءً لهم.. ظلموه ورغم ذلك امتنع حتى عن الدعاء عليهم وأعلن حين قدر عليهم عن عفوه عنهم..
أهدروا دمه وحقن دماءهم.. أرادوا موته وأراد حياتهم.. ورفض كل عروضهم البراقة والمغرية وأعلن ان دمه وروحه فداء لما هو عليه من حب الخير لكل بني الانسان من عرف منهم ومن لم يعرف.. ولذلك كتب الله له ولدعوته الخلود والنصر والظفر المبين..
رغم كل الأوجاع
<ما الاستفادة مما قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند خروجه من مكة في حب بلده؟ وكيف يترجم اليمانيون ذلك الحب تجاه بلدهم؟
- قالها صلى الله عليه وآله وسلم وهو يستعرض الذاكرة ويقلب صفحات ذكريات حياته بمكة.. وطنه الذي اخرجوه منه متخفياً مطروداً لتنهمر عيناه وتسكب الدموع حزناً على فراق ذلك الوطن الذي احبه صلوات الله وسلامه عليه رغم كل الأوجاع والآلام والآهات التي تجرعها من أهلها.
ورغم كل ذلك احتفظ بذلك الحب الكبير لذلك الوطن ارضاً وانساناً..لقد وقف في حمراء الأسد يخاطب مكة الوطن.. فبينه وبينها كلام رقيق مشوق يقول لها.. أُماً حانية وارضاً طاهرة ووطناً جميلاً.. «والذي نفسي بيده انك من أحب بلاد الله على قلبي ولولا ان أهلك أخرجوني منك ما خرجت» ثم تدمع عيناه ويبكي صلوات الله وسلامه عليه..وهنا اخاطب اولئك الذين يدعون انتماءهم للاسلام ولهذا الوطن، بينما هم بخيرات هذا الوطن وباسم الاسلام دين السلم والسلام يقتلون النفس فيه.. ويحرقون الحرث والنسل فيه.. ويخربون البيوت ويمدون أياديهم الى دول أجنبية ويتحولون إلى معاول هدم بأيادي اعداء الله والدين والوطن.. اخاطب هؤلاء متسائلاً : أليس هذا هو نبي اسلامكم ودينكم ومبعوث خالقكم ورازقكم.. فأين أنتم من أخلاقه؟
أين أنتم من نهجه المبصر؟
أين أنتم من رحمته وحبه لوطنه واخلاصه لأمته وامتثاله لتوجيهات ربه؟
مانعيشه اليوم
< ما الذي يتوجب على العلماء القيام به في مثل هذه المناسبة؟
- على علماء الامة ومرشديها وموجهيها ان يؤدوا أمانة التبليغ لرسالة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وان ينهجوا السبيل الذي رسمه صلوات الله وسلامه عليه بيده الشريفة.. سبيل الله المستقيمة التي لافرقة فيها ولا قتل ولا خراب ولا دمار فيها ولا ارهاب وانما هي سبيل الله الواضحة المستقيمة ودروبه الكريمة، وان يوضحوا للأمة ان السبل الأخرى والسير فيها والاعجاب بها لاشك انها ستقتادنا الى ظلمات الفرقة والخلاف والشقاق والنفاق وسوء الاخلاق، والعياذ بالله.. وهو ما نعيشه اليوم في ظل غياب العلماء والدعاة والمرشدين عن القيام بواجباتهم.
وكذلك هو الحال بالنسبة للاعلام وأدواته القنوات الفضائية والاذاعات والصحف والمجلات.. انهم متهمون بالتسبب فيما آلت اليه أحوال الامة الاسلامية.. فقد أقصت تلك الأدوات العلماء الربانيين واستبدلوهم بعلماء الفتن والدعاة على أبواب جهنم.. فلا مكان للعلماء الربانيين على تلك المنابر الاعلامية.. ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم..
الدروس الحية للهجرة
< ما أبرز أعماله عند وصوله إلى المدينة صلى الله عليه وآله وسلم وكيف نعكس ذلك على واقعنا؟
ـ لقد كان أبرز ما فعله صلى الله عليه وآله وسلم حين دخل مدينة يثرب عاصمة الاسلام الأولى هو الدعوة الى الاخاء والمؤاخاة في الله وهداية الناس الى كل درب ما من شأنه ان يمتن العلاقة بين المسلم وأخيه المسلم.. وقد أخذ بيد أبي بكر الصديق قائلاً صلوات الله وسلامه عليه :«ليتخذ كل منكم خليلاً وخليلي أبوبكر..» ودعا المسلمين الى ان يجسدوا ما أنزله الله اليه من وحي خالد الى يوم الدين «إنما المؤمنون إخوة»..«محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم»..
ثم أخذ صلوات الله وسلامه عليه يقطع كل سبيل قد يؤدي الى الكره والحقد والبغضاء والشحناء بين أبناء الدين الواحد، والامة المسلمة الواحدة.. فحرم الغيبة والنميمة والحقد والكبر والسفه والشتم والاختصام والفجور في الخصومة وشهادة الزور وقول الزور والتعالي والإعراض عن الغير واحتقاره وامتهانه وظلمه.. الخ...
< كلمة أخيرة
- أتمنى ان نتذكر قول النبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه ان «لاهجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية»..وان نحرص دائماً على ان نكون مهاجرين لكل مانهى الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عنه، وان نهجر كل باطل ومنكر وحرام ونفاق وشقاق، وان نترفع عن سيئ الأخلاق.. حتى تظل دروس الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام حية ونابضة الفؤاد في قلب أمتنا المسلمة الى يوم نلقى الله. اللهم اجعلنا ممن يقولون فيعلمون ويعلمون فيعملون ويعملون فيخلصون ويخلصون فيقبلون..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "حوارات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)