موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


برقية شكر لرئيس المؤتمر من عائلة الفقيد القاضي عبدالرحمن الإرياني - حجز قضية 206 متهما بنهب اراضٍ للنطق بالحكم - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34183 - رئاسة مجلس النواب تدين الاستغلال الامريكي لمجلس الأمن - بقدرة 7 ميجاوات.. تجهيزات لتشغيل وحدة كهربائية جديدة بمحطة حزيز - مَنْ يقف وراء إدخال المبيدات المحظورة لليمن؟ - دخول اليمن المعركة شكَّل عامل ضغط كبير جعل العدو الصهيوني يعيد حساباته - حصيلة شهداء غزة ترتفع إلى 34,097 - إضراب شامل في الأراضي الفلسطينية - كيف تضمن تصفحا آمنًا للأطفال على منصات التواصل.؟ إليكم 9 خطوات -
مقالات
الإثنين, 01-سبتمبر-2014
الميثاق نت -  أحمد مهدي سالم -
هل جربت التهجير يوماً؟! أظنك لم تجربه.. لم تفعل، ولم يُفرض عليك، أما الهجر.. أكيد جربته، وذقت بعضاً من مراراته بعد أن أثملتك حلاوة الحب.. فترة ما.. حتى أنا مررت بالتجربة ذاتها، وأكتويت بنار الهجران، ورددت مع الرائع عبدالرحمن باجنيد:
«وهذا القلب حيرته
وسهرته، وعذبته.
وتشكي العين ما شفته..
وأنت العين ونور العين
حبيب القلب.. فينك فين».
لكن التهجير.. شكل آخر، نمط مختلف لا يأتلف إلاّ مع كل ما هو منحرف، ولهاوي الانتقام والحقد، منجرف.. هو تهجير للفرح والأمان الى فضاءات السراب، وصحارى الضياع.. رمي الناس في أدغال الشتات، وسط جراحات الحاضر المؤلم، وقتامة المستقبل المجهول، هو ببساطة لعشاق البساطة تهجير المواطنين وكل أسرهم، اقتلاعهم من جذورهم، سحبهم عنوة من بيئات التكوين الأولى، ومراتع الصبا والطفولة والشباب، ومرابع الآباء والأجداد الى مرافئ التيه، ومخيمات الإذلال.. هذا اذا وجدت مخيمات ومنظمات انسانية في بلادنا أكثر من تهجير في عمران، في صعدة، في إب، في إبين، في شبوة..
وتمشي مع كلمة التهجير في دلالات أخرى، تهجير الثيران التي يراها كثيرون في بلادي عادة غير حميدة فيما ينظر اليها البعض من زاوية ايجابية كونها تحقن دماء دون نشوب صراعات دموية، فمثلاً الاحكام القبلية المتوارثة في المحافظات الشمالية تكون الثيران ضحيتها، حيث تهجر «تذبح» إما اعتذاراً عن خطأ، أو استرضاءً لوجاهة غُمط بعض من حقوقها، أو خوف من ردود أفعالها، أو نزعاً لفتيل فتنة، أو قيام حرب ضارية بين قبيلتين، عشيرتين أو أسرتين.. فيتصافح الغرماء، وتتصافى القلوب، وتعود الحياة الى مجاريها، ونخرج الى دلالة أخرى.. هناك الهجرة الى الخارج طلباً للرزق وأجمل تجسيد أدبي لها قرأته في رواية «يموتون غرباء» للروائي الراحل محمد عبدالولي، وعندما زرت أثيوبيا في 1988م وتمشيت في شوارع وأزقة أديس أبابا، أكبرت فيه صدقه الفني، وأسلوبه الراقي في الوصف المؤثر، وصحيح أن الغربة كربة، لكنها ليست في الحالات أو في كثير منها يموتون أغنياء وعندنا يموتون بؤساء.. وفي الداخل تواجهنا هجرة الريف الى المدينة.. حيث تزداد طوابير البطالة، وتقل قدرات ومهارات الزراعة، ويضعف انتاج محاصيل الحبوب والخضار والفواكه التي لا غنى عن تواجدها، أو بعض منها، على موائد طعامنا والجرح الأنكى.. هجرة الشباب والمراهقين أهاليهم ومدارسهم والتحاقهم بالحركات والتنظيمات الإرهابية ليقاتلوا تحت راية فتاوى شيوخ الويل ضد مكونات مجتمع من جنود وشخصيات اجتماعية باسم نصرة الاسلام، والاسلام منصور بدون مزايدتهم فتزهق الأرواح البريئة الشابة هكذا هباءً لتفطر قلوب آبائهم وأمهاتهم، وقد فطروا قلبي بأحب أولادي وأنجبهم رمزي، ومثله آلاف قهرهم الله.
ومن نافل القول إن هناك ثلاث هجرات في الاسلام، هجرتين الى الحبشة ثم هجرة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، من مكة الى المدينة، وكانت الاخيرة حدثاً مفصلياً في تاريخ تقوية ونشر الدعوة الاسلامية، في اصقاع كثيرة من العالم، ومن باب تداعي الخواطر.. أشير الى منطقة «هجر» في البحرين حيث قرامطة البحرين الذين قتلوا الحجيج، وانتزعوا الحجر الأسود، وأخذوه الى منطقتهم لفترة 22 عاماً تقريباً ثم كانت نهايتهم في «هجر»، وأعيد الى موضعه في الحرم، ونعود الى التهجير الذي يُعد مأساة أليمة..
لا يشعر بوطأتها الجارحة إلاّ من اصطلى بنارها، وكثيرون من أبناء جلدتنا، لايزالون مقهورين، ومجبرين على النزوح الجائر، وهذه السطور مجرد لفتة تذكيرية تخاطب الضمير الغائب أو المغيب، أو الناسي أو المتناسي.
لقطات
< ظاهرة التهجير.. صارت إحدى السمات البارزة، والملامح المميزة للربيع العربي المريع، وهي نتيجة لعبث وعنجهية الجماعات التي تتخذ من الدين ستاراً شيعية كانت أم سنية.
< الفكر الديني المنحرف المعزز بالسلاح.. مواجهته تتطلب اصطفافاً قوياً فاعلاً لا شكلياً.
< المهجرون.. إهمالهم وصمة عارٍ في جبين قائد هذه البلاد أو تلك + من كانوا السبب في تهجيرهم، ودعك من زيف الشعارات!!
آخر الكلام
الى الله أشكو أَنَّنا بِمَنازلٍ
تَحَكَّمُ في آسَادِهِنَّ كِلاَبُ

أبو فراس الحمداني
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)