موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الاحتلال يعدم 200 نازح في مجمع الشفاء بغزة - إعلان هـام من وزارة التربية والتعليم في صنعاء - رئيس المؤتمر يعزي بوفاة السفير أحمد الكبسي - شباب المؤتمر الشعبي العام: موقف بلادنا مع فلسطين جسد صدق الأخوة ووحدة المصير المشترك - 32552 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - الشريف يعزي الشيخ حسين عبدالعزيز بوفاة والدته - صنعاء.. الخدمة المدنية تصدر بياناً هاماً بشأن المرتبات - أطلقوا العنان للنشاط الخيري دون قيود - المناضل أحمد محمد ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ.. رائد من رواد التنوير في اليمن - فتح مكة.. نقطة التحوُّل الكبرى لمسيرة الإسلام -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 25-أغسطس-2014
د. عبدالقادر مغلس -
تأتي ذكرى تأسيس المؤتمر هذا العام في ظل تحولات خطيرة تشهدها بلادنا بعد ازمة غير مسبوقة عصفت بالوطن قبل اربعة اعوام كادت تنسف بنيان الدولة برمته لولا حنكة الزعيم علي عبدالله صالح الذي فوت الفرصة على الانقلابيين وقبل التنحي عن السلطة حقناً للدماء وحفاظاً على المكاسب الوطنية والمنجزات التي تحققت في عهده.

لحظة تأريخية

ولابد من التوقف ولو لبعض الوقت امام اللحظة التأريخية التي التقطها الخيرون في اليمن وقاموا بتأسيس المؤتمر الشعبي العام في 24 أغسطس 1982م وتم اشهار هذا الكيان العملاق في منعطف خطير كان فيه الوطن على صفيح ساخن يقاوم الاقتتال وسفك الدماء والتمترسات الايديولوجية والفكرية الغريبة عن اليمن وثوابته الوطنية بفعل الرياح التي كانت تهب عليه من اليمين واليسار.. وكانت تلك اللحظة التأريخية انتصاراً جمعياً للارادة اليمنية ضد التبعية ورعاتها والتخلف ودعاته والانقسام وأصنامه.. وانتصر اليمن في اللحظة التي تأسس فيها المؤتمر الشعبي العام، ويدرك هذا جيداً من كان يعيش تفاصيل تلك اللحظة التأريخية خاصة وان القوى السياسية اليمنية حينذاك كانت تعيش في عزلة عن بعضها البعض, فاليمينيون يكفرون اليساريين، واليساريون يخونون اليمينيين، وكل طرف كان يحفر قبراً للآخر ويقوم بتوزيع التهم والفتاوى ضد بعضه البعض بالمجان.. وامام تفاصيل ذلك المشهد الحزين الذي كان يتسيد الساحة الوطنية تقدم الصفوف نخبة مجربة من اليمنيين الكبار فكراً واعتقاداً وممارسة ليقودوا مسيرة جديدة في حياة اليمن واليمنيين.

نخبة مجربة

لم يكن تأسيس المؤتمر الشعبي العام استجابة لتوارد فكرة (انفعالية) عابرة طرأت والتقطها المحترفون السياسيون ليزايدوا بها في سوق السياسة، بل كان المؤتمر (فعلاً) ظل يتحرك في عقول نخبة سياسية مجربة كان لها باع طويل ومتراكم في قراءة واستكشاف التراث الانساني، فكراً وسياسة وثقافة وحضارة.. ولا اريد في سياق هذه المقالة عرض بعض الاسماء الكبيرة التي كانت تضع بحنكة وأناة المداميك القوية للمؤتمر خشية ان أتجاوز هنا اسماء عملاقة, فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً.. لكن سيظل هذا هماً مؤتمرياً مشروعاً ينتظر التوثيق والتسويق معاً، رغم وجود بعض الادبيات في هذا الاتجاه لكنها محدودة الانتشار.. ومما يجب التأكيد عليه هنا ان الهم الاكبر الذي كان يسيطر على عقول تلك النخبة ليس التعصب غير الواعي لإيجاد صيغة سياسية جديدة لليمنيين ليعملوا بها, بل كان الهم الاكبر الذي يعتمل في نفوسهم هو كيف نحمي الوطن من الانجرار الى حفرة التيه والاقتتال والتشرذم.. كانوا كباراً فكان همهم كبيراً، كانوا عظماء فكان هدفهم عظيماً.. لقد كان لتلك النخبة المجربة قصب السبق في الاقتراب من الفكر الانساني الذي لا يعرف الحدود الجغرافية او الاثنية بحثاً عن الحقيقة التي تنفع اليمنيين، بحثاً عن الخلاص الذي ينقل اليمنيين من مرحلة التخلف الى مرحلة التقدم، بحثاً عن الحكمة حتى وان كانت في اقصى الدنيا.. ان البحث عن الحقيقة لم يغر تلك النخبة المجربة من الابتعاد عن الثوابت الوطنية التي تنتمي اليها وتتكئ عليها وتتعاطى مع الفكر الانساني والحضاري من خلالها، بل كانت الثوابت الوطنية هي القسطاط الذي احتكمت اليه في صياغة الفكر السياسي للمؤتمر الشعبي العام (الميثاق الوطني).

الثوابت الوطنية

كانت الثوابت الوطنية (الدين, الوطن, الجمهورية, الوحدة, الديمقراطية, الوسطية, الحوار) هي المحددات التي التزمت بها النخبة المجربة لصياغة فكر المؤتمر الشعبي العام.. هذه الثوابت هي التي جعلت المؤتمر يصل الى كل بيت يمني.. لم يكن الفكر السياسي للمؤتمر بعيداً عن دين الشعب والوطن, بل جعله البوصلة التي تقود مسيرته وترسم غاياته واهدافه, وكان اليمن بحدوده الجغرافية من المهرة الى صعدة هي مساحته التي يتحرك فيها ومن خلالها، وكان النظام الجمهوري هو بيت اليمنيين جميعاً، وكانت الوحدة هي قدر ومصير اليمنيين جميعاً، وكانت الديمقراطية هي الخيار الوحيد للوصول الى السلطة، وكانت الوسطية هي القاعدة التي تضبط مسار التعاطي مع الدين، وكان الحوار هو الاصل في تأسيس المؤتمر وآليته للتعامل مع الآخرين في حل الخلاف والاختلاف.. تلك الثوابت هي التي وجهت مسيرة المؤتمر منذ تأسيسه وحتى الآن..

ولعل الالتفاف الشعبي الواسع الذي نشاهده اليوم حول المؤتمر هو اكبر دليل على صوابية توجهه وتمسكه بتلك الثوابت شعاراً وممارسة، وهو ما جعل خصومه يفقدون اتزانهم تجاهه فشرعوا في اطلاق العديد من التهم الباطلة عن المؤتمر وقياداته ومسيرته وتأريخه في الحكم والمنجزات التي تحققت في عهده.

منجزات عظيمة

حقق المؤتمر في ظل حكمه للوطن منجزات عظيمة في مختلف المجالات.. ولا اظن عاقلاً ينكر ما تحقق على ارض الواقع مقارنة بما كان عليه الوضع قبل وصوله الى الحكم.. ومع ذلك نجد من ينكر تلك المنجزات بإطلاق, بل رأينا اثناء الازمة التي عصفت بالوطن عام 2011م بعض المتهورين يحرقون المدارس ويقتلعون اعمدة الكهرباء ويخربون المؤسسات في الريف والمدينة لأنها تحققت في عهد المؤتمر في سلوك هيستيري يعكس تربية حزبية غير قابلة للتعايش مع الآخر وغير منصفة له أيضا, وقد كان ذلك السلوك الهستيري مؤشرا على ان اليمن لن يستقر سياسياً على المدى القريب.. وأجدها هنا مناسبة لأدعو الاخوة في منظومة العمل الحزبي والسياسي على امتداد الساحة الوطنية الى مراجعة آلية العمل الحزبي والسياسي التي ينتهجونها وضرورة تحكيم العقل في جميع تصرفاتهم وتوجيهاتهم لقواعدهم وانصارهم.. وما نأسف له ان تلك المنجزات الكبيرة التي تحققت في عهد المؤتمر عجز عن ترميمها وصيانتها الحكام الجدد الذين وصلوا الى السلطة قبل اربعة اعوام من خلال انقلاب سياسي وعسكري.. ونوجهها اليهم دعوة مفتوحة من هنا الى استكمال تنفيذ المشاريع المتعثرة وتنفيذ تلك التي تم اعتمادها خدمة للناس وتحقيقاً لتطلعاتهم واحلامهم..

وندعوهم ايضا ًالى المحافظة على مستوى الأداء في المؤسسات المختلفة التي تحققت في ظل حكم المؤتمر وايقاف التخريب والتدهور الذي تشهده تلك المرافق, مدارس, مستشفيات, جامعات, طرقات, اتصالات, كهرباء, مياه, مرافق عامة..الخ.

حنكة المواجهة

أظهر المؤتمر الشعبي العام مهارة عالية وادارة متفوقة على الآخرين في مواجهة جميع الازمات التي واجهته, تنظيماً ونظاماً، منذ تأسيسه وحتى الآن.. ونظراً لامتلاك المؤتمر قيادة جماعية مجربة فقد تفوق على خصومه في العديد من محطات المواجهة منذ التأسيس وحتى الآن.. وقد اعدت مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي (Carnegie Endowment for International Peace) دراسة خاصة عن ادارة المؤتمر لأزمة 2011م حيث أكدت الدراسة ان المؤتمر بقيادة علي عبدالله صالح ادار الازمة بتفوق بما مكنه من تغيير موازين القوى لصالحه, مقارنة مع الاحداث العاصفة التي اودت بثلاثة انظمة اكثر رسوخاً وتطوراً من النظام في اليمن (مصر، تونس، ليبيا).. وتبقى الآن امام المؤتمر تحديات كبيرة تنتظر منه ادارة لاتقل مهارة عن ادارته المعهودة للأزمات التي تواجهه..

ولعل الاحداث التي تعيشها الساحة الوطنية ستجعل قيادة المؤتمر تفكر باستحداث آليات جديدة ومتطورة ومعاصرة لمواجهة التحديات التي تشهدها بلادنا.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الجديد - القديم في المؤامرة ..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

إلى هنا وكفى
أحمد الزبيري

إياك تقول أنا عربي
علي أحمد مثنى

المناخ مسؤولية الجميع
د. محمد العبادي

اليمن كلها أوقاف !!
عبدالرحمن حسين العابد

البعد المسكوت عنه في (العالمية) كمُنتَج غربي
محمد علي اللوزي

تَـقِـيَّـة
عبدالرحمن بجاش

تَصَاعُد وعي العالم بمأساة غزة
السيد شبل

التبعية الإيجابية والتبعية السلبية في تاريخ الحضارة اليمنية
إبراهيم ناصر الجرفي

من عملية التاسع من رمضان إلى ما بعد الرياض.. وَعْدٌ يتجسَّد
أصيل نايف حيدان

السنوار القائد والعقل المدبّر لهجمات 7 أكتوبر
سعيد مسعود عوض الجريري*

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)