موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
الإثنين, 18-أغسطس-2014
الميثاق نت -   عبدالرحمن مراد -
علينا أن ندرك حقيقة اللحظة الحضارية والثقافية التي نحن فيها، فعبء المعرفة التاريخية أثقل مما نتصور، وأصبح المتلقي مفتقراً الى المعرفة التي يفترضها فيه المرسل، فنحن لم نعد نعيش في حضارة مستقرة موحدة يشترك فيها صاحب الرسالة «المرسل» والمتلقي في المعتقدات والقيم، ثمة متغير حدث، فالواحد قد أصبح متعدداً، وصاحب التأثير في الخطاب الديني لم يعد مؤثراً الا بشكل محدود وبصورة نسبية، والفجوة المعرفية تزداد اتساعاً كلما أمعن الزمن في التقدم وتراجعت نظم التعليم وتسارع إيقاع المعرفة وكان مختزلاً أو مقتضياً كما نلمح ذلك في تقنية التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» و«تويتر» و«يوتيوب».
العقل الذي يُفترض به أن يحمل عبء المعرفة الوصفية والتاريخية ويعيد غربلتها وبناءها بصورة أكثر تفاعلاً مع النظم الحضارية الحديثة أصبح أكثر استغراقاً في الماضي وأكثر تعطيلاً لقدراته الذهنية وقدراته التفاعلية الحضارية الحديثة، ونكاد نراه أكثر إيماناً بهيمنة ثنائية التسلط والخضوع، تسلط الخطاب الديني الشارد من سياقه الحضاري، والمنبوذ من مقاصد النفعية، والخضوع هو التعطيل الكامل للعقل، ولذلك نرى العمليات الانتحارية وقد شردت في كليتها من سياقنا الحضاري، ووقع منفذوها تحت خاصية التعطيل الذهني والمنطقي، فلم تكن نزوات أمراء الجماعات الا تسلطاً ممقوتاً ولم تكن جنان الأتباع الا خضوعاً غير بصير وغير واعٍ بحجم المخاطر وبالأثر المترتب على الفكرة الدينية أو على المجتمع المسلم.
ومن هنا يصبح الوقوف أمام عبء المعرفة الوصفية والتاريخية ضرورة ثقافية وعقائدية وأخلاقية حتى نتمكن من تحرير الذات المسلمة من تلك الثنائية التي وقعت تحت نيرها وظللنا نعاني من ويلاتها منذ عقود من الزمن وبلغت ذروة نشاطها في مناخات ما يُسمى الربيع العربي.. وفي ظني أن حربنا على الارهاب تبدأ من فهمنا لِكُنْهِ الإشكالية وجذرها وليس في التعامل مع مظاهرها المدمرة وبالأدوات المدمرة ذاتها بل بالأدوات التي تحرر الذات من رق العبودية وتخرجها من خندق الثنائية التاريخية للتسلط والخضوع، ومثل ذلك لا يكلف مالاً كثيراً ولكنه يحتاج نشاطاً ذهنياً ونقدياً ونشاطاً فنياً وأدبياً مضاعفاً حتى نجتاز العقبة التاريخية الكأداء وبحيث نحدث توازناً في الكون النفسي للقوى المتصارعة في الذات، فتنمية العاطفة الدينية لا تكون على حساب القوى العقلية ولا الطاقة النفسية، بل بالتكامل والتنامي والتفاعل مع الثقافات والحضارات تحت راية الفكرة الانسانية الواردة في النص القرآني «عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم»، ومثل هذا التوجه مبثوث في الكتاب المقدس وبصيغ قطعية لا تقبل التأويل أو القراءات المتعددة الظنية، فالواقع أصبح مهيئاً لثقافة التعايش وقبول الآخر ولا يمكننا مطلقاً أن نجعل عصرنا يعيش حضارة مستقرة وموحدة يشترك فيها الناس في المعتقدات والقيم مثل ذلك لا يمكن أن يكون وهو ضد الفطرة وضد مقاصد القرآن الكريم، والاشتغال على ثقافة التعايش مع الآخر وثقافة التعدد والحوار والتقارب من مهام الدولة والسياسات العامة إذا رغبنا في الاستقرار، والوصول ليس صعباً إذا احترمت الحكومات والسياسات العامة الأدباء والمفكرين وأعادت ترتيب شكل العلاقة بين الدولة والمؤسسة الدينية وأعادت ترتيب المنظومة الثقافية وبحيث تصبح قادرة على التفاعل مع معطيات الحضارة الجديدة وقادرة على إعادة تعريف المنطلقات الثقافية العربية والاسلامية بعيداً عن حقول التشوهات التي حدثت في العقود الزمنية التي سلفت.
ونحن في اليمن ما أشدّ حاجتنا الى مؤسسة دينية رسمية تكون جزءاً من السلطة وليس ظلاً موازياً لها، تحتك بالواقع الاجتماعي والثقافي وتحاوره وتعيش إشكالاته وتبتكر له الحلول لا أن تعاديه وتصطدم به، كما يحدث الآن في كثير من المحافظات.. تنشأ هذه المؤسسة بقانون ويكون التمثيل فيها متساوياً بين كل الفرق والمذاهب والطوائف، تشرف على الزكاة والأوقاف والتعليم الديني والمساجد والضمان الاجتماعي والبعد الانساني وتقف أمام المعضلات الفكرية والثقافية والاجتماعية، وتتحاور فيما بينها لتصحيح المفاهيم، وتكون هي المرجعية الدينية السائدة للتوجهات الثقافية والسياسات العامة للدولة وللقرار السياسي، ووجودها في صيغتها الشوروية والتوافقية في المواقف والقرارات قد يحد من ظاهرة التطرف والعنف لأننا نستنفد طاقاتها الانفعالية في المظاهر الاجتماعية النفعية للناس.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

للمتباكين على "الحمدي"
عبدالله الصعفاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)