موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
الإثنين, 11-أغسطس-2014
الميثاق نت -    عبدالرحمن مراد -
في ظني أن خطاب الملك عبدالله بن عبدالعزيز والموجه الى الأمتين العربية والاسلامية جاء في توقيته المناسب ليملأ فراغاً وجدانياً ويسد خللاً ظل زمناً فاغراً فيه، وقد ظلت ألسنة الأقلام تلوكه ذاهبة في تأويلاتها وخيالاتها الى شعاب بعيدة ويمكن القول إنها كانت تحوم حول الحمى ولا تكاد تقع فيه. لقد كان الخطاب واضح المقاصد وبيّن الأهداف وقد وضع النقاط على الحروف وحدد الأبعاد الثقافية والحضارية للإسلام وقال بأثر الممارسات الخاطئة لأولئك الذين يمارسون نزواتهم وغواياتهم المدمرة للبناءات الحضارية والأبعاد الإنسانية والثقافية للدين الاسلامي القيم..
وهو يمثل صرخة قوية في وجه كل ما يحدث، فالقضية لم تعد تحتمل التأجيل بعد أن أصبح الحال على ما هو عليه من تشظٍّ قيمي ومن شتات ومن اختطاف.
لقد أصبح السكوت حالة تدميرية وأصبح في المقابل الركون الى الحالات الانفعالية في التعامل والتفاعل مع الأحداث حالة تدميرية أيضاً، فالتوحش الذي تظهر به الجماعات الارهابية والصورة الغابية وشهوة الفناء في ظل غياب الرؤية الواضحة والخيرية والنفعية للبشرية تجعلنا أمام مفترق طرق.. طريق يحمل مقاصد الدين وينتصر لعالميته وتفاعله الحضاري مع الثقافات المختلفة، وطريق ليس له من مقاصد الدين إلا المظاهر الشكلية واستثمار المشاعر الفياضة لمنافع دنيوية آنية، كما تظهر به وعليه الجماعات التي تدعي الاسلام والاسلام منها براء وخاصة تلك التي تبازغت نجومها في مناخات الحركة الثورية لما يُسمى الربيع العربي وأصبح وجودها وفعلها وسلوكها يتعاظم مع كل حدث وفي كل لحظة من حركة الزمان.
واستعادة الاسلام من خاطفيه - كما يذهب الى ذلك الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يتطلب جهداً مضاعفاً وتجرداً من الحالات الوجدانية، ووعياً بطبيعة المرحلة وخطورتها، وتجفيفاً لمنابع تلك الجماعات حتى نتمكن من تطهير الصورة المثلى للإسلام مما علق بها من شوائب قاتلة.. وفي ظني أن مثل ذلك لن يتحقق إلا بشعور جامع للأمتين العربية والاسلامية بالخطر الداهم الذي يتهدد الوجود على صدر هذا الكوكب.
فالقول بخطأ ما يحدث أصبح واجباً دينياً وأخلاقياً وثقافياً وأصبح الاشتغال على الأبعاد النقدية ضرورة لما لها من أثر في استجواب فقه المصلحة ومنطق الدين الذي أصبح في مرمى سهام الانتقام من ذوي القربى وأهل الآصرة قبل غيرهم من الأباعد.. وذوو القربى كما هو معلوم هم الأكثر خطراً من الأعداء المحتملين والمفترضين.
لقد تجاوز الزمن منطق الفتوحات ومنطق الهيمنة والاستعمار ووصل الى حالة من الاستقرار قوامها منطق التعايش واحترام الثقافات والمعتقدات، وذلك توجه أصيل في البعد العقائدي والمدخل الثقافي الاسلامي وقد نص عليه القرآن في أكثر من موضع وهو أمر لا مجال فيه للشك والجدال، وعلاقات العالم والحضارات المختلفة قائمة اليوم على المصالح، والصراع الدائر اليوم هو صراع مصالح ونفعية وله مسالكه المتعددة وهي طرق وعرة ومسالك معقدة تتطلب وعياً وذهنية يقظة وذكاءً حاداً، فالتعامل معه لن يكون بالتمترس وراء الأيديولوجيات، بل بالأدوات التي تستطيع إثبات القيمة المثلى للأيديولوجيا في مواجهة صلفه وتعسفه، وإذا كان الإسلام تميز عن كل الديانات السماوية الاخرى بالبعد الأخلاقي وبالروح الشمولية، فقد كان خاتم الرسالات وجوهر تكاملها كان فيه، ففي ظني أن اشتغال الفكر والسياسة والآداب والفنون في بيان ذلك التكامل وتلك الشمولية التي لا تلغي الآخر ولكنها تتكامل به وفيه أصبح أمراً ضرورياً.. وأصبح خادم الحرمين الشريفين باعتباره صاحب المبادرة من بين كل زعماء العرب مساءلاً أخلاقياً وثقافياً في الانتصار للاسلام وإعادة ترتيب شكل العلاقة بينه وبين الثقافات والحضارات الأخرى وبيان قيمته وعالميته وإنسانيته وذلك عن طريق منظومة متكاملة من الأدوات ليس أقلها الموقف السياسي بل الاشتغال المنظم الذي يحمل رؤية واضحة ومنهجاً سليماً وفكراً نقدياً واعياً يستجوب الماضي والحاضر ويصنع المستقبل.
لقد أصبح خادم الحرمين الشريفين معنياً بتنشيط أخلاق العناية التي شاعت في أوروبا وصنعت هذا الوهج الحضاري.. ونحن في زمننا هذا أحوج ما نكون اليها حتى نستعيد وهجنا.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

للمتباكين على "الحمدي"
عبدالله الصعفاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)