موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
السبت, 16-يونيو-2007
الميثاق نت - .. د.عبدالعزيز المقالح -
في لقاء ضم نخبة من المثقفين العرب المهتمين بقضايا الأمة، وبما يحدث في فلسطين بوجه أخص، سأل أحدهم: من هابيل في الساحة الفلسطينية اليوم؟ وبصوت واحد كأنه خارج من حنجرة واحدة جاء الجواب: كلهم قابيل (!!) أي أنهم جميعاً يمثلون القاتل، أو بعبارة أوضح أن المعركة المجانية الخاسرة والدائرة في غزة لا وجود فيها لهابيل، ذلك المظلوم البريء الذي صرخ في وجه أخيه: “لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العاملين* إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين”.

ولو كان هابيل حاضراً في المعركة الأخوية الدامية لما رفع السلاح في وجه أخيه، ولكان اكتفى بالآية الكريمة، لكن الطرفين مشحونان بروح قابيل ومدفوعان برغبة الانتقام والاندفاع إلى الاستيلاء، أو بالأصح إلى الانفراد بالسلطة الخاوية من كل معنى، والتي لا تمثل سوى طُعم لا يختلف عن ذلك الذي يوضع على رأس السنارة لاصطياد الأسماك، وأي سلطة مع اختفاء الحدى الأدنى للسيادة الوطنية والشعور بالأمان من القصف والاغتيال؟

والغريب واللافت أن يتمادى الطرفان في الاقتتال، في الوقت الذي ينقض فيه العدو على كل شيء ولا يتورع عن هدم البيوت على رؤوس ساكنيها، ولا يتوقف عند تجريف الأرض الزراعية وتحويلها إلى صحراء جرداء غير صالحة لأي شيء.

ولعل المثير، بل والمخزي، في هذا الذي يحدث أن الدماء التي سالت، وتسيل خارج المعركة الحقيقية وبعيداً عن الهدف الكبير لا تفتأ تشكل حلقة بالغة الأهمية في سلسلة المعوقات المحاصرة للقضية. وإذا كان هناك من يستفيد منها فليس سوى العدو” الإسرائيلي” الذي يتربص بالجميع، والذي لا يسعد بشيء كما يسعد بمنظر الدم الفلسطيني وهو يسفك خارج المعركة الحقيقية وباليد الفلسطينية، وتلك هي الأمنية التي تمناها هذا العدو منذ سنوات وعمل من أجلها، وها هي تتحقق وبالصورة التي أرادها بعد أن خلت الساحة الفلسطينية من الحكماء الذين كانوا يقفون سداً منيعاً في وجه التفكير، مجرد التفكير في الاقتتال بين الأخوة أبناء المأساة.

لقد ذهب العقلاء الذين كان لوجودهم ولأفكارهم وزن وتأثير في العقول قبل النفوس، ولم يبق إلا ظلال باهتة لشخصيات باهتة وعاجزة عن حقن الدم ووضع حد لاقتتال لا مبرر له، اقتتال ما يكاد يتوقف وتجف دماؤه حتى يثور مجدداً، وهو لا يسلب الفلسطينيين أرواحهم فحسب، بل يسلبهم التعاطف الذي كانوا قد أحرزوه على مستوى الوطن العربي والعالم، وخسارة هذا التعاطف ليس بالهين لشعب يناضل من أجل الحفاظ على وجوده وتحرير ما تبقى له من أرضه المسلوبة، والأخطر أن يتحول التعاطف إلى استياء وإلى نوع من الانتقاد القاسي والإدانة الصارخة لمن لا يقدرون الواقع الراهن بكل ملابساته وتحولاته، بالإضافة إلى أن هذا الاقتتال الأهلي المجاني يعكس صورة مخيفة عن المستقبل القريب، مستقبل ما بعد الدولة الفلسطينية المنتظرة، إن تحققت.

الخليج الاماراتية
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

للمتباكين على "الحمدي"
عبدالله الصعفاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)