موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


شوروية المؤتمر تنعي رحيل الاكاديمي المجاهد - عدوان جديد على ميناء رأس عيسى - رئيس المؤتمر يواسي آل المجاهد - غوتيريش: الوضع في غزة من سيء إلى أسوأ - النواب يوجه رسائل لرؤساء برلمانات العالم - الامانة العامة تدين الاعتداء الذي طال مبنى المؤتمر بسقطرى - عدوان أمريكي جديد يستهدف 3 محافظات - عدوان على صنعاء وصعدة وعمران - فعاليات عربية لـ"الميثاق": اليمن الحر والمستقل لن يخضع للإرهاب الأمريكي - "أونروا": نفاد أمداداتنا من الطحين في غزة -
مقالات
الأحد, 27-مايو-2007
الميثاق نت - .. أمين الوائلي -
الصحافة العربية – والمحلية خصوصاً – احتفت مؤخراً ، وبصورة مبالغة، بنتائج دراسة – قيل أنها "علمية" -ذهبت إلى التأكيد بأن "المرأة العربية تفوق الرجل في الاعتقاد بالسحرة والمشعوذين"! خالصة إلى أن "الواقفات على بوابات الأوهام والخرافة أكثر من الرجال".
وإذا علمنا أن الغالبية المشتغلة في الصحافة – المحلية في اليمن خصوصاً –هم من الذكور، تفهمنا لماذا حظيت هذه النتائج باهتمام متزايد من قبل الإعلام والصحافة المنوعة.
ولعلىِّ لا أشكك أو أطعن في الدراسة و"علميتها" وإن كان المصطلح نسبياً، يؤخذ ويُرد بحسب المنهج والطريقة التي سلكتها الدراسة في بحث واستقصاء المشكلة والخلوص إلى استنتاجات وضعت أو توصف بأنها "علمية".
وبالمثل، لا أجد سبباً كافياً يلزمني التصديق على هذه النتائج "الساحرة" والتسليم بها كأحكام نهاية لا مجال لدفعها أو تغييرها. أقله أنني أقارن فأجد –مثلاً -أن أغلب السياسيين والحزبيين في البلاد العربية هم من الرجال، وهؤلاء تحديداً لا يكاد عملهم يختلف عما عليه عمل السحرة وقراء الفناجين! فكيف أسلمِّ بأن النساء – وليس الرجال العرب – هم الأكثر اعتقاداً ومزاولة للسحر؟!
ومهما يكن.. تظل المرأة كائناً "ساحراً" بالفعل، وبمعانٍ مختلفة! ولا أدفع عن النساء أنهن يكثرن من التردد على المشعوذين وضاربي الودع وقراء الفناجين والأكف والأعين وتشققات الأظافر، أو أنهن يقعن سريعاً في فخ الاعتماد على هؤلاء لاستدرار عطف الرجل، الزوج، أو الحبيب، أو طمعاً في إيجاد وسيلة ما، لإسكات حدة وشدة طبع الرجل، والبحث عما يتسبب في إشعال المشاكل الأسرية أو حتى طمعاً في الخلفة والذرية الصالحة.. وغيرها من الأسباب والدوافع.
ولكنني لا أصدق بأن الرجال العرب بعيدون عن هذه المشاغل والاهتمامات أو أنهم أقل إقبالاً من النساء على المشعوذين والسحرة، إلا بمعنى أن الرجال أنفسهم صاروا خبراء في "المهنة" واستغنوا عن أصحاب هذا "الفن"، فيما لا تزال النساء أقل خبرة وبالتالي أكثر قدوماً على المشعوذين.
بعيداً عن ذلك، الدراسة ذاتها – تناقلتها الصحف ووسائل الإعلام عن "اليوم " السعودية – تشير إلى "الأمية" وضعف الوازع الديني" و"انعدام الثقافة في المجتمعات العربية" كأسباب أساسية تفسر "اعتقاد المرأة العربية بالسحرة والمشعوذين" أكثر من الرجال.
ودعونا نعترف بأن الأسباب السابقة تتحمل – بالفعل – جزءً مهماً من المسئولية في القضية المطروحة أو المشكلة محل الدراسة والنقاش.
ولا مفر ثانياً من الاعتراف بأنها جميعاً أسباب مشتركة وعامة تصلح تماماً للتفسير بالإسقاط على الرجال والنساء معاً، وسواءً كان رجلاً أم امرأة، فإن من يلوذ بالسحر والمشعوذين لا بد وأنه واقع تحت ضغوط الأمة وضعف الوازع الديني، وسواها. فكيف تكون كافية تبرير أو تفسير غلبة النساء في هذا الشأن؟
وما يحتاج إلى تحري الدقة العلمية حوله ومراجعة الدراسات والعلوم الفسيولوجية والنوعية، هو ما تضمنته الجزئية الواردة في الدراسة من أن "النواحي الفسيولوجية" للمرأة تجعلها أضعف من الرجل" مما يجعل السحرة يستغلون هذا الجانب ليخضعوها لسيطرتهم وتستجيب لطلباتهم إرضاء للجان!!
هل هذا صحيح؟ وماذا نقول عن الرجال المعتقدين بالسحرة والشعوذة؟!
النقطة الأخرى هي القول بأن "الرجال أكثر عقلانية ولا يتم خداعهم بسهولة" مجدداً.. هل هذا صحيح، وماذا إذاً عن الرجال الذين يخدعهم السحرة؟ هل هم أقل عقلانية في المقابل، من نساء كثيرات لا يذهبن ولا يخدعهن السحرة؟!
قضية كهذه ليست محل إطلاق وأحكام جزافية مطلقة.. وهي بحاجة إلى تمهل وحذر شديدين في تعميم نتائج حالات جزئية على مجتمعات بأسرها وأمة بحالها.
شكراً لأنكم تبتسمون.
[email protected]

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
حين يكون الضيف قاتلاً.. لا ترحبوا به !!
توفيق الشرعبي

حضرموت والانقسام السياسي: هل نحن أمام خطة لتقسيم اليمن؟
عبدالرحمن نشوان أبوراس

شعب وجلاد
فتحي بن لزرق

مستنقع اليمن
جمال عامر

العدوان في موسمه الثاني
عبدالرحمن العابد

وكأنها ليست بلدنا
احمد خرصان

أيقونة فن اليمن الكبير
علي أحمد مثنى

غزة.. ضمير الإنسانية
محمد علي اللوزي

أين الكتلة؟
عبدالرحمن بجاش

المعركة الداخلية..غورباتشوف اليمن سلاح العدو الأنجع
خالد العراسي

المستشفيات الفندقية جشع ورقابة ناعمة
د.محمد علي بركات

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)