موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
الإثنين, 26-سبتمبر-2011
الميثاق نت -   فيصل الصوفي -
الثورة هي تغيير وضع قائم أو اقتلاع نظام قائم وإحلال محله نظام آخر، وهذا التغيير قد يكون إلى الأفضل أو إلى الأسوأ، ولكي يكون التغيير إلى الأفضل فإن الثورات الحقيقية تضع لها أهدافاً تقدمية تجذب الجماهير نحوها وتعطيهم أملاً بأن القادم سيكون الأفضل من السابق والقائم.. وثورة 26 سبتمبر 1962م التي قادها تنظيم الضباط من هذا النوع من الثورات التي اسقطت نظاماً إمامياً متخلفاً كرس التخلف في كل مجال، وأتت بنظام جمهوري، فأول أهدافها هو إقامة نظام بديل مختلف وهو النظام الجمهوري، وباقي الأهداف معروفة تذكر الصحف الرسمية الجمهور بها صباح كل يوم، ربما لأنها لاتزال مشروع عمل أو برنامج إلى اليوم.. والثورة اليمنية حققت انجازات لا تنكر في مجال الرعاية الصحية والتعليم وتحسين الظروف المعيشية لمعظم السكان، وكذلك في المجالات التعليمية والصناعية والتكنولوجية، أما التقدم في المجال السياسي فلم يحدث إلاّ بعد الثورة الثالثة «الوحدة اليمنية» وفي المجالين الثقافي والاجتماعي ينبغي الاعتراف بأن الحال على ما هو عليه منذ كان مع تغير غير جوهري في الغالب.
وفي كل المجالات لم يحدث تغيير جذري أو ثورة داخل كل مجال، فما تحقق في هذه المجالات هو بفعل مجاراة العصر، فقد اصبح معظم السكان متعلمين، تخرجوا من المدارس والجامعات ومع ذلك فهذا التعليم لم يحدث أثره في الواقع ولا سلوك ومواقف الأفراد، الذين يتصرفون اليوم كما كان يفعل أجدادهم، وهذا مجرد مثال واحد وقس على ذلك المجالات الأخرى باستثناء المرتبطة بالجوانب المادية والصناعية والتكنولوجية، فالشيخ مثلاً يقتني أفخر الاثاث واحدث السيارات ويتعامل مع تكنولوجيا الاتصالات أو المعلومات، ولكن من الناحية الثقافية ونمط التفكير لا يختلف عن اسلافه الأوائل كثيراً..
كان ولايزال يلزمنا مشروع أو ثورة في المجالات التي يتوقف عليها احداث التأثير في المواطن لكي يتغير ويتزود بالقدرة على التغيير، وبالخصوص ثورة ثقافية وثورة اجتماعية، ولكن ذلك لم يتم ولايزال بالامكان اتمام ذلك.
ان ما يسمى اليوم بالثورة التي نشاهد تفاعلاتها هذه الأيام هي بمثابة ثورة مضادة للثورة اليمنية، يمكننا قول ذلك دون شعور بالتجني على ما يسمى «الثورة الشبابية الشعبية»، خاصة بعد ان انخرطت فيها القوى التقليدية العسكرية والقبلية والإسلامية ووظفتها لصالح أهدافها، فما يسمى اليوم بالثورة الشبابية الشعبية هي ثورة للتغيير نحو الأسوأ، ثورة لتمكين العسكر والقبيلة والأسر المشيخية ذات الارتباطات العصبوية والتجارية، إلى جانب تمكين المشروع «االمتطرف» المرتبط بأسوأ تقاليد الماضي واشكال العنف والاستئثار والاستئصال، هذا فضلاً عما أوجدته هذه الثورة من ظروف ملائمة لانتعاش التعصب المناطقي والقبلي وظاهرة الإرهاب وتدمير العقول وإثارة الانقسامات الاجتماعية..
ثورة وظفت بعناية لخدمة أولئك الذين طالما اعتقدوا ان الحكم في اليمن يجب أن لا يخرج عن دائرتهم، بعد أن كانت الثورة اليمنية، وبالخصوص الوحدة اليمنية، قد انهت هذه النزعة الفئوية من خلال نظام ديمقراطي أو دولة مدنية، كما وظفت أيضاً لخدمة مشروع الحكم الإسلامي أو الدولة الإسلامية التي رفضها الثوار الحقيقيون قبل أكثر من أربعة عقود.. ولذلك لانرى حرجاً في وصف المحاولة الجارية اليوم بأنها ثورة مضادة للثورة اليمنية.


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

للمتباكين على "الحمدي"
عبدالله الصعفاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)