إقبال علي عبدالله -
حملت كلمة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام التي وجهها لأبناء شعبنا اليمني في الداخل والخارج مساء الأحد 31 أغسطس المنصرم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.. حملت عناوين عدة جسدت بكل صدق النوايا الصادقة التي يحملها فخامته ليس فقط لأبناء شعبنا العظيم الذي يبادل فخامته الوفاء والحب بل إلى كل الأطياف السياسية التي جعلتها الديمقراطية تعمل بالنور بعد أن ظلت الكثير منها إبان التشطير البغيض تحت الأرض.. ودون مبالغة استطيع القول- كما هو اجماع الغالبية من أبناء شعبنا والأشقاء والأصدقاء- إن كلمة فخامته تلك كانت كلمة للتاريخ في هذا الزمن الصعب والرديء الذي فُرض على شعبنا ونظامنا التقدمي ووحدتنا المباركة من قبل الأعداء الموتورين الحاقدين على كل ما حققته الوحدة من انجازات سابقت الزمن وجعلت اليمن رقماً صعباً في هذه المعمورة..
نعم كلمة للتاريخ لأنها أيضاً جسدت روح التسامح والقلب الكبير وبُعد الرؤى لدى فخامة الرئيس القائد في استمرار دعوته لكل أطياف العمل السياسي إلى الحوار الوطني الشامل لحل الأزمة التي تعاني منها البلاد بفعل مماحكات وإصرار بعض هذه الأطياف ومنهم ما تسمى أحزاب اللقاء المشترك على مواصلة أعمال العنف وانتهاج سياسة الكراهية والحقد وعقلية الانقلابات والتصفيات وتزييف الحقائق، كل ذلك من أجل الوصول إلى السلطة دون بوابة الشرعية الدستورية »الانتخابات« التي ارتضى بها شعبنا خياراً لمسيرة الوطن منذ إعادة تحقيق الوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م.
ولعل المتتبع لمشاهد الأزمة المتصاعدة يوماً بعد يوم سيدرك دون عناء البحث والقراءة المتأنية أن ما قامت وتقوم به أحزاب اللقاء المشترك وعلى الأخص حزب الإصلاح المتشدد ومنذ انتخابات عام 2006م الرئاسية تصب في معنى واحد وهو أن هذا الحزب الإسلامي الاخواني المتشدد قد عزم النية وخطط لتدمير الوطن ومنجزات الوحدة والديمقراطية التي لا يؤمن بها هذا (التجمع وعصابته الإرهابية من تنظيم الاخوان والقاعدة)..
ولعل العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف حياة فخامة الرئيس القائد وكبار رجال الدولة في الأول من رجب بمسجد (النهدين) بدار الرئاسة بصنعاء كان عنواناً كبيراً لنهج وسياسة أعمال الإرهاب المرفوضة والمدانة دينياً وأخلاقياً وحضارياً.. نهج مازالت بعض أحزاب المشترك تسلكه للاستيلاء على السلطة تحدياً لإرادة الجماهير والنظام والقانون والدستور.. هذا ناهيك عن أعمال التخريب والفوضى وقتل النفس البريئة التي تشهدها بعض محافظات الجمهورية وقطع الطرقات وزيادة معاناة الناس من حرمانهم من إيصال الخدمات والضروريات الغذائية والاستهلاكية إليهم وكل ذلك، وكما دلت التحقيقات والشواهد الدامغة أن وراءها »حزب الإصلاح المتشدد« وبتخطيط وتمويل خارجي وتحديداً (اقليمي)..
فمن هنا كانت ومازالت دعوة مؤتمرنا الشعبي العام ورئيسه فخامة الأخ علي عبدالله صالح إلى الحوار ولاغير الحوار لحل هذه الأزمة التي أساءت إلى مكانة وسمعة اليمن اقليمياً وعربياً ودولياً واضرت إضراراً كبيراً بحياة الناس الاقتصادية والمعيشية.. فبدون الحوار الذي ينطلق من الثوابت الوطنية والدستور فإننا جميعاً سندخل نفقاً مظلماً- لاسمح الله- فلنجعل من هذا الشهر الكريم فرصة لمراجعة النفس والقراءة الجيدة لخطاب فخامة الرئيس، فالوطن أولاً وأخيراً.. وشهر مبارك.