موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الثروة السمكية تحذر من مخالفة قرار "حظر الجمبري" - صنعاء.. حشد جماهيري كبير مع غزة ولا خطوط حمراء - إسقاط طائرة أمريكية في أجواء مأرب - بيان هـام صادر عن وزارة الإتصالات - أبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة - وسط تهديد بتشديد الحصار: الجوع.. سلاح ضغط أمريكي على صنعاء - تربويون وأكاديميون لـ"الميثاق": تحصين الجيل الجديد بأهمية الوحدة اليمنية ضرورة قصوى - الوحدة اليمنية خيار شعب ومصير وطن - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ عبدالكريم الرصاص - الأونروا: 600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح -
مقالات
الميثاق نت - مراد القدسي- الميثاق نت

السبت, 30-يوليو-2011
مراد القدسي -
جميعنا -دون استثناء- نعيش هذه الأزمة المعيشية بمختلف مفرداتها المأساوية، المتنامية بشكل يصعب معه مواكبتها بل وتقبلها كونها ببساطة حولت حياة المواطن إلى فاجعة كبرى لا يمكن تحملها أو التنبؤ بنتائجها الكارثية على المجتمع اليمني على المدى البعيد والقريب.

فمنذ أن وصلت إلينا أعاصير “الشتاء” العربي المفتقر لمنهجيات التغيير وغير المدرك لطبيعة المكون السيواجتماعي اليمني ، ونحن نعيش أزمة سياسية واقتصادية غير مسبوقة..أزمة اختلطت في مساراتها الأوراق واختلت في دروبها الموازين السياسية والاقتصادية وبات الوهم الذي حملته تلك الأعاصير مصنع أنين وآلام لما يزيد على عشرة ملايين فقير هم من المهرولين إلى تحت خط الكفاف نتيجة هذه الأزمة التي نعيش في شهرها السادس، فيما البقية الباقية من الشعب من ميسوري الحال سيلحقون بمن سبقوهم إلى هاوية الفقر الشديد إذا لم نعد إلى الصواب ونعمل على تحكيم العقل ونأتي بالحلول من ذات أنفسنا،خاصة أولئك المدندنين على أوتار الخراب الذي اعتادوا عليه وظلوا يراهنون عليه ويجسدونه في الواقع دون أن يحتكموا إلى الراهن السياسي الديمقراطي واستمروا في منوالهم هذا إلى أن وجدوا أمنيات الشباب فرصة سانحة لعبثيتهم فصاغوا لأنفسهم عناوين أزمة وطن كما كانوا من قبل مصانع أزمات سياسية مستديمة.

الكل يعلم علم اليقين أن هذا الوضع المتأزم صار أرضية خصبة لضعفاء النفوس المتاجرين بحياة الناس وأقواتهم الأساسية التي لاغنى عنها.. نعم ، صارت حياة المواطن المعيشية والأمنية أشبه بمن يعيش على جمر إن لم يكن يعيش هذا الوضع بتفاصيله المؤلمة..آلام طالت كل متطلباته واحتياجاته المشتعلة أسعارها دون هوادة.

اليوم ولا ندري ما يكون غد ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 500 % وتحول البحث عن اسطوانة الغاز التي وصل سعرها إلى أربعة آلاف ريال أو يزيد أمرا مضنيا بل ان لقياها صارت انتصاراً وفرحة أشبه بزفاف عروس إلى بيتها ناهيك عن أسعار الديزل والبنزين وحتى الكيروسين الذي بغيابه لم نستطع العودة إلى زمان ما قبل الكهرباء وما قبل الغاز .

ليعذرني الجميع إن تأخرت مني التهنئة بحلول شهر رمضان المبارك في مستهل الحديث لأني أدرك جيدا أن الحديث عن هذا الشهر الفضيل في ظل هكذا أوضاع يجعل فرائص الجسد ترتعد، والعرق يتصبب من كل الخلايا -لا اخفي عليكم أن الشعور بتلك الأعراض بدأ يصيب جسدي- الله يجازي سوء الجزاء من كان سبباً في خلق هذه الأزمة التي جعلتنا نركض وراء أمنيات هي أقل ما يجب توفره لأي إنسان على وجه الأرض..إنها ليست سوى حرب شعواء يشنها ضعفاء النفوس ضد أبناء وطنهم ..حرب خنقت مسارات الحياة في الأجساد وزرعت أشجار الخوف من الحاضر والمستقبل في حدائق أحلام البسطاء المنهكين من صراع سياسي طال أمده وتعفنت أدبياته وتحجرت معانيه.

لا أريد العودة بالحديث إلى شهر رمضان الفضيل خاصة وان عرق الفاجعة من توفير متطلباته لم يبارح جسدي ولكن عسى أن يأتي الله بالخير لذا سأواصل الحديث عن المأساة: حقيقة لم يبق أحد من الناس باختلاف شرائحهم وفئاتهم بعيداً عن قول النقد والتذمر من ارتفاع الأسعار لكل منتجات وسلع السوق المحلية دون استثناء ارتفاعا جنونياً فاق الخيال واكبه تدن في دخل المواطن وفي حالات عديدة فقد ذلك الدخل نهائياً،وواكبه أيضاً شلل تام أصاب بيئة الأعمال ،وهو ما دفع الملايين من الطبقة الميسورة الحال إلى أن تنحدر في مستواها المعيشي إلى الطبقة الفقيرة والأشد فقراً.

المشكلة أن مصاصي الدماء من التجار لم يتوانوا لحظة عن تحقيق المكاسب المادية الكبيرة زاعمين أن الأزمة طالتهم وخفضت من أرباحهم التي تعودوا عليها وهي أرباح خيالية لأنهم لايرضون بالفائدة التي تقل عن المائتين بالمائة بل يرون ذلك خسااااااارة.. ولو أن تحقيق تلك الأرباح سيصل بمن يعيش حالة الكفاف من المواطنين للانضمام إلى قافلة المتسولين ..حسبنا الله ونعم الوكيل.

والمحزن عدم ظهور أية بوادر حلول للأزمة السياسية ونتائجها الكارثية على حاضر ومستقبل اليمن في ظل غياب كلي لضوابط السوق والأخلاق والضمير ،حيث اختلط الحابل بالنابل والصالح بالطالح..يبدو أن عجلة الزمن تعود بأهل الإيمان والحكمة إلى زمن الغاب حيث لا قوانين ولا مبادئ تسيرنا؟! .

الله المستعان يا من تتلذذون بعذابات الناس وتستمرئون تخريب الوطن..الشعب يا هؤلاء لم يجن من أوهامكم وغيكم غير المأساة والجوع فلا أنتم استطعتم ترك نزواتكم وعبثيتكم ولا أنتم تمسكتم بنواميس التغيير وأدبياته حتى أوساخ ماضيكم لم تحاولوا مجرد محاولة التخلص منها فهاهي روائحها تنثر سمومها في كل مكان.

في الأخير علينا تذكير المتلاعبين بأقوات الناس واحتياجهم بحديث خاتم الأنبياء سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم حيث قال:”من دخل في سلعة الناس ليغليها أقعده الله بعظم من نار يوم القيامة”.

لك الله يا شعب اليمن ورمضان كريم.

* عن"14 اكتوبر"
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة لا تتحمل أوزار الموحّدين
أحمد الزبيري

فلسطين ستكون حُرَّة
يحيى الماوري

عالم يقاتل مقاومة..!!!
د. عبد الوهاب الروحاني

الحياة مِرآة كبيرة لأفعالنا
عبد السلام الدباء

شِلّني يادِرَيْوَلْ تِجَمّل !!
عبدالرحمن بجاش

حَبّيت الحديدة وأشتي أعيش فيها
منى صفوان

الوحدة اليمنية: تحديات وآفاق في ذكرى مرور 34 عاماً
عبدالله صالح الحاج

الأفعال والمواقف السياسية حول أحداث غزة
إبراهيم ناصر الجرفي

الجامعات الامريكية !!
د. طه حسين الروحاني

عن (المركزية الأوروبية).. الإنسان (السوبرمان) !!
محمد علي اللوزي

التعليم.. لا إفادة ولا إجادة !!
د. يحيى الخزان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)